روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,981
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > قضايا وأراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2013, 12:06 AM
فيصل مفتاح الحداد فيصل مفتاح الحداد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 206

اوسمتي

افتراضي نقض مبدأ القوة

نقض مبدأ القوة بقلمي : د. فيصل مفتاح الحداد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فما هذا الكون العظيم الذي نعيش فيه ، بكل كواكبه وأقماره ومجراته ونجومه إلا ملك من أملاك الخالق ، وما هذه الأرض بكل ما عليها إلا قطعة صغيرة لا تكاد تذكر من هذه الأملاك ، وقد أراد الله تعالى فيما أراد أن تكون مقراً للإنسان حتى حين ، فقد استخلفه فيها لحكمة ذات شقين : الأولى : تكليف الإنسان بالعبادة كسائر المخلوقات ، والثانية : الاختلاف حتى تتصارع قوى الخير والشر ، فتستخرج كل القيم السلبية فتمحق إلى الأبد ، وتبقى الفضائل السامية بقاء الدهر .
وقد يقول قائل : إن العبادة أمر مفروغ منه لكمال الله تعالى وتفرده بعزة الألوهية والقدرة على الخلق والرزق والمشيئة والإرادة والملك والسلطان ..وهذه الأمور تقتضي منا أن نعبده شكراً على نعمه ، وحباً فيه ، وقرباً منه ، وطاعة له ، فما قصة الغاية الأخرى وهي الاختلاف ؟ .
ترجع فكرة الاختلاف إلى بداية خلق الإنسان ، فقد علم الله تعالى بعلمه الذي لا نهاية له أن هناك شراً سيظهر في بعض ما خلق ، وأن هذا الشر لابد من استئصاله ليسلم الكون منه ، وترتاح المخلوقات في الخير المحض ، الذي يحيا فيه الملأ الأعلى من تسبيح وصلاة وحمد وشكر وطاعة وهدوء وسلام ، وعلم فيما علم أن بداية هذا الشر سيكون على يد إبليس أشقى خلقه ، ثم يمتد في ذريته ، وفي بعض ضحاياه من بني الإنسان ، وهكذا أعد الأرض سكناً للإنسان ليستخلفه فيها ، ويتابع ما يصدر عن هذين الثقلين من ملامح الخير الذي يقبله فيرفعه إليه ، والشر الذي لا يقبله فيدفعه في جهنم جميعاً .
وهكذا خلق الله أول إنسان وهو ( آدم) عليه السلام ، وقد أوصى الملائكة قبيل خلقه أن يقعوا له ساجدين سجود تحية واستقبال بعد أن ينفخ فيه من روحه ، وقد نفذ الملائكة الكرام أمر خالقهم سمعاً وطاعة إلا إبليس كان من الجن ، نظرت عيناه إلى الطين الذي خلق منه آدم ، فاستخف به وأنف أن يسجد له ، واحتج بأنه مخلوق من نار ، والنار في رأيه خير من الطين ، وغفل عن قدسية هذه الروح الإلهية العظيمة التي نفخت في الإنسان ، واستكبر أن يحيّ هذا القادم الجديد ، واعترض وحاج ربه وتحداه ، وبذلك ظهر أول الشر ، وظهرت أول الخصال السيئة ، وهي الكِبْر ، وتتابعت خصال شريرة أخر : المعصية ، اللجاج ..ولما استقر آدم في الجنة ، وأبيح له من خيراتها ما يشاء إلا شجرة واحدة ، حسده إبليس فظهر الحسد ، وبغضه فظهر البغض والكراهية ، وأراد الإيقاع به فلجأ إلى الكذب والحيلة والخبث والمكر ، وغضب من آدم فظهرت هذه النقائص جميعاً بعد أن كانت مطوية في عالم الغيب ، وهكذا توالت في إبليس قبيح الخصال حتى أصبح مجمعاً للرذائل ، وسميت بأسمائها ، وأصبحت تتوالد بعضها من بعض ، فمثلاً الكذب يتوالد منه خلف العهد وخيانة الأمانة والبهتان ..إلخ .
أما آدم فقد وجد الحظوة عند ربه ، مما جعل إبليس يزداد غيظاً ، فيتسلل إلى الجنة ، ويجد في الشجرة التي نهي آدم عنها موضعاً للغواية ، فيوسوس له بها ، وما زال يزينها لآدم وزوجه حتى مدا يديهما يتناولان من ثمرها ، وقد أنساهما الشيطان حرمة هذا الثمر عليهما ، وهكذا وقعا في الخطيئة مما جعلهما يفقدان هذا النور الذي يكسوهما ، وظهر لهما سوآتهما ، وندما على ما كان من فعلهما واستغفرا ربهما فغفر لهما ، غير أنه لم يكن ثمة مفر من العقاب ، وهو النفي للأرض ، كما هو مرسوم في علم الله ، ليكون الإنسان خليفة فيها ، فيعمرها وتزدهر فيها الحياة ، وتتصارع فيها قوى الخير والشر ، وهكذا هبط الشيطان للأرض ؛ ليثبت جدارته بالغواية وسعة الحيلة وعناد الله ، وهبط آدم وزوجه ؛ ليصارعا هذا الضلال ، ويهديا إلى طريق الحق والصراط المستقيم ، و ليكونا أعداء الشر ، يحاربانه أينما كان ، وكان الإنسان قد حُمِّل أمانة فحملها ، بينما أشفقت منها السموات والأرض والجبال وأبين أن يحملنها ، ولم تكن هذه الأمانة سوى تطهير نفسه والعودة بها نقية من كل شوائب الشر ، مستعملاً في ذلك عقله من جهة ، وهداية الله تعالى له من جهة أخرى ، بما يبعث إليه من أنبياء ورسل وكتب سماوية ترشده إلى سواء السبيل ، وهكذا بدأ الصراع بين إبليس وذريته من ناحية ، وآدم وذريته من ناحية أخرى .
كان الإنسان في بدء خلقه تأخذه الغفلة والنسيان والذهول ، ولا يستطيع أن يتمثل المجردات وإنما هو يحيا في عالم الحس ، يستشعره من خلال حواسه ، وهي منافذه على عالم المادة ، من شم وذوق ولمس وسمع وبصر ، ولذا سخر الله له سبيلين من العلم : العلم الظاهر الذي يتضمن الأسماء جميعاً بمختلف اللغات ، والعلم الباطن الذي استأثر الله به أولي الألباب ، ومنه ما جعله الله رموزاً حية تجسد للإنسان المعنويات التي يصعب عليه تعلمها ، فإذا أراد أن ينهاه عن فعل شيء قبيح مثلاً صور له هذا الشيء على صورة مخلوق حي تتم به العبرة والموعظة ، وإذا أمره بالتريث والتمهل والبطء خلق له السلحفاة تجسيداً لهذا المعنى ، وإذا أمر باجتناب الفساد فلم يعي الأمر خلق له الفأر مثالاً حياً على الفساد الذي يحدثه ، فيجتنبه بذلك على بينة وذكرٍ ووعي ، وهكذا خلق الذباب تجسيداً للإلحاح ، والثعلب تجسيداً للمكر ، والذئب تجسيداً للغدر ، والكلب تجسيداً للوفاء ، كما خلق ألواناً أخرى من الحيوان للانتفاع بها ، كالغنم والإبل والخيل ..
ووضع علاقات عدوانية بين بعض الحيوان ليلفت النظر إلى هذا الصراع الخفي بين الإنسان وخصمه اللدود الشيطان ، فإذا كان الفأر يمثل الفساد فإن الهر يمثل الصلاح ، وهو أقوى من الفأر ، بحيث ينتهي الصراع بين هذين الرمزين إلى انتصار قوى الخير المتمثلة في الهر ، أما الحيوانات المفترسة فهي رمز للشياطين في فتكها وشراستها ، ووجه الشبه بينهما أن الشيطان يفتك بالإنسان ويحاول بكل ما أوتي من دهاء أن يجره إلى غضب الله ، من غبر أن يتعرض له بأي سوء ، وكذا الحيوان المفترس فإنه يهاجم أي أحد يلاقيه ، ويعده طعاماً له .
ويدل على صدق ما قلت أن الله الرحيم بخلقه قادر على أن يجعل الحيوانات آكلة اللحوم تتغذى على الأعشاب كما تتغذى الحيوانات الأخرى ، ويعفو عن سائر الحيوان ليعيش في أمان ، ولكن فكرة الصراع حينئذ تتلاشى ، وتضيع الحكمة من خلق هذا الحيوان المفترس لغرض تنبيه الإنسان إلى وجود هذا الصراع الخفي بينه وبين الشيطان ، فإذا لم تكن هذه الغاية من خلق الحيوان المفترس فما الغاية من خلقه إذن ؟ .
وإن هذا الصراع لا يشمل الحيوانات المفترسة فحسب بل يضم كل المخلوقات الأرضية ، فانظر إلى الحيوان الأليف بكل فئاته تجده مهيأ لهذا الصراع ، وما القرون التي في الكباش أو في الثيران أو في الظباء أو غيرها إلا مظهر من مظاهر الاستعداد للقتال والصراع والعراك ، وما الأنياب والمخالب في شتى الحيوان حتى الطائر منها إلا مظهر من مظاهر هذا الصراع ، حتى الحيوان البحري يأكل بعضه بعضاً ، ولقد وجد هذا الاستعداد للقتال حتى في الديوك ، فجعل لها مباريات يشاهدونها وهي تنقر الخصم بمناقيرها الحادة وتنسل ريشها ، وإنك تجد في أسبانيا مصارعة الإنسان للثيران ، ويجد المشاهدون لذة قصوى في رؤية هذا الصراع ، ولعل السبب في ذلك أن الإنسان مجبول على حب الصراع ؛ ليكون مهيئاً لخصومة عدوه الأكبر ، غير أنه بمرور الوقت نسى هذا العدو وظلت هواجس الصراع باقية في نفسه ، ومن ثم فقد استمتع الإنسان بمباريات المصارعة بأنواعها والملاكمة ، وصفق طويلاً للمصارعين وهم ينـزفون دماً ، ويقتل بعضهم بعضاً .
إذن فالصراع أصلاً كان موجهاً ضد عدو واحد ترتاح النفس لقتاله وهو الشيطان الذي أمر الإنسان بمحاربته ، فلما كان خفياً لا يستطاع رؤيته أغفله الإنسان ، وظلت فكرة الصراع مكبوتة في نفسه ، لا يدري لِمَ يميل إليها ، مع ما فيها من وحشية وفتك وعنف .
وبلغ من سيطرة هذا الشعور على الإنسان أن وظَّفه في حرب أخيه الإنسان ، فظهرت العداوة والمكر والحسد والخديعة والمنافسة والرغبة في الانتصار ..حتى بلغ الأمر عند أهل الغرب أن ذهبوا إلى مبدأ القوة ، وأن القوي هو الجدير بالحياة ، وأن الضعيف لا مكان له على الأرض .
وقد يقول قائل : إذا لم يكن مبدأ القوة هو المبدأ الحق فما هو المبدأ الحق ؟ الإجابة : إن العدل هو المبدأ الحق ، بحيث نعطي لكل ذي حق حقه ، فيصير راضياً فرحاً غير ساخط على أحد ، وانظر إذا شئت إلى رجلين يصطرعان ، ويحاول كل منهما أن يحطم الآخر ، والدماء تنـزف منهما بغزارة حتى يقتل أحدهما الآخر ، ثم انظر إلى رجلين يحتضن كل منهما الآخر ، متعانقين مبتهجين بصدفة اللقاء ، يكادان يطيران من الفرح ، وقارن بين المشهدين ، المشهد الأول يثير الاشمئزاز ؛ لأن دوافعه التي تثيره هي الحقد والكره والبغض ، أما المشهد الثاني فهو يثير السرور والفرح ؛ لأن دوافعه التي تثيره هي المحبة والود والشوق .
وانظر إلى رجل فقير مريض ضعيف عاجز ، انتهكت حرماته جميعاً ، وسطا عليه مجرم غشوم ظالم شرير ، فأصبح في حال يرثى لها من الجزع والخوف والذل والقهر ، وانظر إلى آخر في مثل حال ضعفه غير أنه أعطي له كامل حقه ، وعومل بكل بر وإحسان وعدل وإنصاف فأصبح سعيداً شاكراً مسروراً ، فأي المشهدين خير ؟
إن الإسلام ينكر الاحتكام إلى مبدأ القوة ، ويقرر أن القوة لله وحده ، فهو القوي المتين ، ولا ينبغي للإنسان أن يحتكم إليها ، ولا أن يتبجح بها ، فهي هبة من الله تعالى ، ولا فضل له في امتلاكها
ومهما بلغت قوة المرء فليست سوى أمر نسبي بينه وبين غيره من الناس .

__________________
فيصل الحداد
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-01-2013, 11:36 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...تابعتُ-أستاذي الكريم الدكتور فيصل الحداد-نثـَرَاتِ الأفكار التي استقرأتـَها عن مبدأ القوة أو ما نستطيعُ تسميته على وجه الدقة بـ ( سِــرِّ القوة ) المُودَعِ في كينونةِ المخلوقاتِ وفي جـِبـِلةِ الإنسان خاصة...

وقد راقتني كثيراً-سيدي-تلك الاستقراءاتُ المستفيضة عن حقيقةِ القوة..وأسبابها الأزلية التي دفعت بالإنسان أن يَعِي من أول جولةٍ طبيعة ( الشر ) في إيهاب أقنومه الأكبر-إبليس عليه لعنة الله-الذي راحَ يَعملُ على تفعيل شرِّهِ وتغذيةِ مُعسكرهِ-من أمثاله الجن والإنس-بأمداده المسمومة بعدما فلح في تجريع أبينا الأول عليه السلام من زعافِ القطراتِ الأولى..!!

وسأتجاوَزُ هنا هالة التعليق الزائفة التي تأخذ بروْع بعض مثقفينا عند الحديث عن ( فلسفة القوة عند الفلاسفة Forcer lorsque la philosophie des philosophes ) وخصوصا منها هالة الحديث عن ( فلسفة القوة عند الفيلسوف الألماني فريديرك فيلهيلم نيتشه ) التي أودَعَها كتابَه الملحمي المشهور ( هكذا تكلمَ زرادَشت Ainsi parlait Zarathoustra ) تمجيداً للقوة وتسويقاً فلسفيًّا لنظريته المُثيرة ( التكرار الأبدي éternelle répétition )...

ففلسفة القوة عند هؤلاء-واللهِ-لا تساوي عندي أمامَ تراثي الزاخر أكثرَ مما يساويه ثمنُ الحِبْر المُراق في كتابتها..!!!

إنما سنعلقُ عليها بعيون زوايانا الحوراء الصافية..تلك الزوايا التي تمتد من ضيق الدنيا لتشمَل سَعة الدنيا والآخرة...

نعَمْ سيدي الكريم...كانتْ-منذ البدء-الجولة الأولى لتتلوها جوْلاتٌ وصوْلاتٌ (( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) ))...وكان لزاماً-وفقَ مَجرى المواجهة بين الخير والشر..بين الحق والباطل..بين العدل والظلم..بين الاستكبار والمساواة....كان لزاماً-أن تتحركَ ( سُنة التدافع والمدافعة ) في كينونةِ الحياة ونسيجها كما أرادَ لها ربُّها سبحانه وتعالى بالضبط أن تتحركَ في غير مُحاباةٍ أو مجافاة أو مغالاة..!!! (( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ ))..(( وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ )) -الآيات-...

وبين التدافع جذباً وطرداً،يَطـَّردُ ميزانُ ( القوة ) بين القطبيْن النقيضين بحيثُ يأخذ معيارَ البطش والفتك والسفكِ عند معسكر الشر الإنساني ويأخذ معيارَ الرحمة والمرحمة والعدل عند معسكر الخيْر المقابل..يطفو المعيارُ الأولُ كما تطفو الجـِيَفُ على سطح الماء الجاري حيناً من الدهر وردحاً من الزمن يطولُ أو يَقصُرُ،بَيْدَ أن الجرَيان يَجرفُها في النهاية لأن السنن الربانية غلاَّبَة ولا مَجالَ البتة لاستمرار أو بقاءِ الشوارد الشاذة (( أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ))...

وحين تأخذ القوة شكلَ المَرحمة تكونُ أشبَهَ ما تكونُ بأنامل الطبيب الجراح التي تمتد بالمِبْضَع إلى جسد المريض المتورَّم،تثلِمُ فيه طولاً وعرْضاً وربما بتراً وتقطيعاً رحمة ًبه وإشفاقاً..!!!

ألمْ يقلها شاعرٌ حكيمٌ في موقفٍ تربويٍّ حازم :

فقسَا ليَزدجروا ومَنْ يَكُ حازماً ** فليَقسُ أحياناً على مَنْ يَرحَمِ..!!

ألمْ يَصِفْ بها شوقي رحمه اللهُ غزواتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواقفَ القوةِ العادلة الرحيمة في سيرته العَطِرة..فخاطبَه في ( نهجه على الهمزية ) قائلاً :

الحربُ في حَقٍّ لديْكَ شريعةٌ ** ومن السموم الناقعاتِ دَوَاءُ..!!!

جوزيتَ خيراً-سيدي الكريم-على هذه الإطلالة الفكرية الأدبية الشرعية في الكشف عن بعض أسرار القوة ومعايير السنن الربانية الأزلية الثابتة التي أودعهَا المولى عز وجل في الناس والكائنات..ولا حُرمنا من إطلالاتِكَ هذه أبداً...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 03-01-2013 الساعة 03:24 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-01-2013, 11:25 AM
فيصل مفتاح الحداد فيصل مفتاح الحداد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 206

اوسمتي

افتراضي إلى أخي يزيد

شكراً لك أخي يزيد فاضلي ، وإن ما كتبته أناملك الكريمة من كلمات لدلت على فكر ثاقب وحصافة بادية تستشعر نبضات الوجود ، أكرر شكري وتقديري العميقين .
__________________
فيصل الحداد
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-01-2013, 09:29 PM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

أخي الغالي فيصل مفتاح الحداد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد كنت بين موضوعك الراقئ والدسم بالمعلوات الطيبة

والروحانيات المطرزه ببديع الكلم ورفيع القيم

طرح قمة في الابداع والتميز.......

لك مني الف شكر لهكذا ذائقه راقيه ورائعه وبإنتظار ماهو اروع

سجل إعجابي وتقديري العميق
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21-01-2013, 11:45 AM
المرتاح المرتاح غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 3
افتراضي

اهلا وسهلاً اخي الحداد
والاخ يزيد فاضلي
وكذلك الاخ سالم الوشاحي
مع التحية والاحترام
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28-01-2013, 02:09 AM
فيصل مفتاح الحداد فيصل مفتاح الحداد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 206

اوسمتي

افتراضي أخي سالم

أخي سالم الوشاحي ، تحية عاطرة طيبة أرسلها إليكم على صفحات النت ، راجياً من الله عز وجل أن يحفظكم بحفظه ، ويزيدكم من خيره وفضله ونعمته ، إنه سميع مجيب .
__________________
فيصل الحداد
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28-01-2013, 02:13 AM
فيصل مفتاح الحداد فيصل مفتاح الحداد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 206

اوسمتي

افتراضي إلى أخي المرتاح

أرحب بك أخي المرتاح ، وأهلاً وسهلاً بك ، أخاً وصديقاً ، وشكراً على مرورك .
__________________
فيصل الحداد
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:49 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية