نساء يؤكدن أن مسيرة التمكين تواصل التقدم في ظل الدعم السامي

[أمل عبدالرحمن]

المرأة العمانية تحصد ثمار عقود من العمل السنوي في مختلف المجالات والمتغيرات المجتمعية تزيد التحديات

[يزيد فاضلي]

...وذاكَ بالضبط-أختي الكريمة الفاضلة أمـــل...-هو ما ينبغي أن تكونَ عليه المرأة المسلمة في سلطنتنا العُمانية الحبيبة،وفي كل مكانٍ من ربوع عالمنا العربي والإسلامي المترامــي...

ذاكَ بالضبط ما ينبغي أن تكونَ عليه،خصوصاً ونحن بالفعل نعيش عصرَ التحدياتِ الكثيرة والمتشابكة والمعقدة،ولاَ مَندوحة أمام هاتيكِ التحدياتِ من أن تتظافرَ طاقاتُ الرجال والنساءِ على السواءِ،فيسعَى كُلٌّ منهما-وفقَ استعداداته الفطرية وإمكاناتِهِ العلميةِ والإبداعية-على إيجادِ نوْعٍ من التكامل الخَــلاَّقِ الذي أوْمأتْ له الآية الكريمة : (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ))،وبالتالي سستحركُ سفينة المجتمعِ المسلم-على عُبابِ الأعاصير العاتية التي تكتنفها من كل جهةٍ ومَجال-في تؤدَةٍ وثباتٍ وتمكينٍ وتوَثبٍ...

لاَ مناص أبداً-أختي الفاضلة-من أن تتمَوقعَ المرأة المسلمة اليومَ في مواقع التحدي الحضارية التي ينبغي لها أن تتواجَدَ فيها باقتدارٍ وفاعليةٍ،لأن الزعْمَ أن الرجلَ المسلمَ فقط هو المنوط به على إخراج الأمة من المآزق الحضارية التي تتآكلـُها بينما يجبُ تحجيمُ وتقزيمُ دورُ المرأةِ-باسم البالياتِ من التقاليد الموروثةِ-في نطاقٍ ضيقٍ،يَئدُ أنوثتـَها ويَقضي على دورها الفعال..هذا الزعْمُ هو الذي أركسَ الأمة قروناً لوراءَ و أرجَعَ مؤشرَ الشهود الحضاري القهقرَى عشراتِ الفراسخ وأوقعنا في تخلفٍ مُرٍّ بالكادِ سسنهضُ من كبوَتِهِ،والإسلامُ لا يتحملُ أبداً أبداً مسؤولية هذا التخلف...!!

المرأة المسلمة-ولعهودٍ مظلمةٍ طِوالٍ-وقعتْ بين فكَّيْ الكماشةِ التي وأدَتـْها وهي حية ٌ:

بين فكِّ التقاليد الراكدة وفكِّ التقاليد الوافدة...!!!

وكلاهما ألعَنُ من صاحبه في الفتكِ بحاضر ومستقبل المرأة المسلمة...!!!

فالتقاليدُ الراكدة قتلتْ فيها كُلَّ ما من شأنهِ أن يُحافِظَ على أنوثتِها السوية المتوازنة المعتدلة،فجاءَ وقتٌ على هذه الأمَّةِ المسكينةِ ارتفعتْ فيها صيْحاتٌ منكرة لا ترى في المرأة المسلمة غيْرَ ما كانتِ الجاهلية الأولى تراها فيها بحيثُ لا تعليمَ لها ولا تثقيفَ ولا مشاركة ولا وزنَ لمشاعرها وعواطفِها ورأيها..كلُّ ذلكَ باسم العاداتِ البالية المغلوطة-لا الصحيحة والإيجابية-وفي أحيانٍ كثيرةٍ باسم الإسلام،والإسلامُ من هذا الشذوذ الإنساني بَراءٌ..!!!

أما التقاليدُ الوافدة فقد أرادتْ أن تـُخرجَ المرأة المسلمة من حصانةِ إسلامها وعفافها وحجابها،وراحَ أدعياءُ العلمانية والتغريب من أبناء جلدتِنا يَلوكونَ بأفواههم وعقولهم تلكَ السموم الحضارية التي طُبختْ هناكَ في بلاد العم سام ثم-وعُذراً على اللفظِ-يَقِيئونها علينا هنا وسط مجتمعاتِنا الإسلاميةِ التي لها ما يُمَيِّزُ إيهابَها الحضاري في الأخلاق والأسرة والتعامل وقوانين الأحوال الشخصية عن غيرها من المجتمعاتِ الأخرى..فباسم العصرنة والمتغيرات الراهنة بُذلتْ جُهودٌ جبارة لإخراج المرأة المسلمةِ من مَلمَحِها الإسلامي الذي تتميز به وتتزيَّا...!!!

ونحن-أختي الواعية-نحب للمرأة المسلمة-التي هي أمي وزوجتي وأختي وابنتي وزميلتي المصونة في المدرسة والثانوية والجامعة وشريكتي الحضارية في بناء أمتي والدفاع عن حِياضِها وقلاعِها الفكرية وعن ثوابتها الراسخة الأصيلة-أن تجمَعَ في طاقاتِها الخلاقة بين الأصالة الراسخة والمُعاصَرة الواثبة..بين إسلامها وحِجابها وعَفافِها ونقائها وطهارتِها من جهةٍ وبيْن إلمامها وعِلمها وثقافتِها ودرايتِها بمجموع التحدياتِ الضخمة التي تواجهُ الأمة الإسلامية في جميع مجالاتِ الحياةِ الحيويةِ وأولها التربية والتعليم وثقافة العصر النافعة...

فهنيئًا مَريئًا-أختي أمــل-هذه القفزاتِ النوعية التي خطتـْها المرأة العُمانية بما ستفخر به السلطنة الحبيبة دائماً وبما سنعتز به جميعاً نحن أبناء الأمة الواحدة..وحَيَّا اللهُ فيها الإرادة الصلبة والعزيمة الفذة أن حققتْ هذه الانتصارات الحضارية الواعدة الواعية..واللهَ أسألُ أن يَزيدَها نوراً على نورٍ ونصراً على نصر إن شاء الله...

ودمتِ بيننا مِداداً واعداً ويَرَاعاً أصيلاً...