"الأيام" عرس سنوي يختبر أطروحات المسرح

[سالم الوشاحي]

يتضمن 3 عروض شبابية وندوة تسأل عن أدوار أبي الفنون
"الأيام" عرس سنوي يختبر أطروحات المسرح

الشارقة - “الخليج”:

تتمثل إحدى أهم السمات التي تميز الدورة الجديدة من مهرجان أيام الشارقة المسرحية في مشاركة عروض منبثقة عن ورش نظمتها إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في وقت سابق، مثل “مشاجرة رباعية”، و”المشهد الأخير من المأساة” اللذين عرضا في مهرجان المسرحيات القصيرة في كلباء 2012 وكانت عروض مهرجان المسرحيات القصيرة منبثقة بدورها عن ورشة امتدت ثلاثة أشهر، وناقشت كل مجالات العمل المسرحي، وكذلك عرض “ممثل مخرج خشبة” عن ورشة العرض المسرحي، التي انتهت فعالياتها مؤخراً، وإذا أضفنا هذه الورش إلى الجلسات التطبيقية التي تعقد بعد العروض، والملتقى الفكري المصاحب للمهرجان الذي يتمحور حول السؤال: أي دور للمسرح العربي في الوقت الراهن؟ فيمكن القول إن المهرجان يتجه إلى أن يكون مختبراً مسرحياً كبيراً، وميداناً لعرض التجارب الجديدة والاستفادة من الرؤى الفكرية التي تطرأ على الساحة المسرحية العالمية .



يقول الفنان أحمد الجسمي: “إن أي مهرجان له أهدافه الرئيسة بالدرجة الأولى، ومن بين ذلك التقاء أصحاب الخبرات، ومتابعة العروض المتميزة، ومن هنا، فإن الدورات السابقة من مهرجان أيام الشارقة المسرحية صار لها حضور معروف وبات للمهرجان ملامح في ذهن كل معني ومتابع، وإذا كان هذا المشروع خاصاً بدولة الإمارات، فهو في الوقت ذاته مشروع خليجي وعربي، لقد أصبح ل”الأيام” شخصية، وعلاماته الفارقة، وعوامل تدعم استمراريته، وذلك في الوقت الذي توقفت فيه مهرجانات مماثلة، مثل مهرجان قرطاج ومهرجان دمشق، حيث يمران بوعكات صحية . “أيام” الشارقة المسرحية يؤكد نضوجه يوماً بعد يوم، واكتسب ثقة كبيرة من المتابعين خارج الإمارات، وليس من داخلها فحسب، فقد أصبح من أهم المهرجانات العربية البارزة، إنه ورشة دائمة بالنسبة إلينا، وعلامة مضيئة في تاريخ المسرح، حيث أبرز حتى الآن كوادر وطنية مهمة جداً، وطرح قضايا مسرحية عميقة ومهمة، وإن كنت أعتبر المسرح ذا الحضور الفعلي لا يقاس بعدد الجمهور الذي يتابع عروضه، بل من خلال حضوره وتأثيره في الخط البياني العام، محلياً وخليجياً وعربياً، وهو ما نجده متحققاً في “الأيام”، ولنعترف هنا بأن الفضل الحقيقي يعود إلى الدعم الكبير من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وإن نجاحات الأيام، وإنجازاته كلها مرتبطة بسموه، حيث تتم الاستفادة من توجيهاته حتى في الناحية الإدارية” .



بينما يرى عبدالله زيد أن أيام الشارقة علامة مهمة حقاً في تاريخ المسرح الإماراتي والخليجي والعربي، حيث يقدم عروضاً متميزة، ويوفر لقاءات بالمبدعين الكبار في عالم المسرح تمثيلاً وإخراجاً وتأليفاً ونقداً، لقد تحول إلى مهرجان متكامل، بمفرداته، وهو ما يؤهله لأن يكون في طليعة المهرجانات المماثلة .



ويقول بلال عبدالله: “أصبح مهرجان أيام الشارقة المسرحية المتنفس الوحيد لمبدعي هذا الفن وجمهوره، وهو في التالي عرس مسرحي إماراتي خليجي عربي”، وأضاف قائلاً: “إنني أرى أنه من دون أيام الشارقة لا يوجد هناك مسرح إماراتي” .



الفنان المسرحي حميد سمبيج يقول: “إن الورشة عموما هي وسيلة لتعريف الشباب إلى الميدان وإعطائهم الأدوات اللازمة للدخول إلى عالم الاحتراف، ويأتي اختيار إدارة المهرجان لبعض العروض المنبثقة عن ورش لإثارة الانتباه إلى القيمة الفنية لتلك الورش وما يمكن أن تسهم به في ترقية أداء الممثلين، خصوصاً أن العروض المختارة هي تلك التي كانت متميزة، وكشفت عن مواهب جديدة قابلة للتطور والعطاء الاحترافي” .



ويضيف سمبيج: إن مشاركة مثل تلك العروض في الدورة الجديدة توفر فرصة لأصحاب الفرق في الحصول على وجوه تمثيلية، قد يكون تلقفها وإدماجها في العملية ذا مردود كبير لهذه الفرق، ويبعث دماء شابّة فيها، وكمثال على ذلك التجربة التي نقوم بها نحن في مسرح الشارقة الوطني حيث نقدم للشباب المتميزين في الورش فرصة العمل معنا، وندعوهم للانخراط في فرقتنا، كما أن هذه العروض يراد بها أيضاً أن تشد انتباه المؤسسات المعنية إلى ضرورة الاهتمام أكثر بإقامة الورش وتوفير فرص التدريب للمواهب الشابة الراغبة في العمل المسرحي، هذه على ما أعتقد هي الأسس التي بنت عليها إدارة المسرح رؤيتها لإشراك عروض ناجمة عن ورش في المهرجان، ولا يعني ذلك أن يتحول أيام الشارقة إلى مهرجان لعروض الورش، فهو مهرجان احترافي لكنه أيضا يقدم الحوافز للشباب الموهوبين، ويفتح لهم الباب للبروز” .



المشرف على الورش المسرحية في إدارة المسرح الرشيد أحمد عيسى يقول: “إن الهدف من تقديم العروض الناجمة عن الورش هو إظهار النشاط المسرحي المكثف الموجود في الشارقة، فهناك على مدى العام ورش ومهرجانات وعروض ارتجال تستفيد منها مجموعات كبيرة من الشباب الذين لهم قابلية لأن يكونوا محترفين، وهذا الجهد ينبغي إبرازه وتأكيده، من ناحية أخرى وهذا هو الأهم فإن تلك الورش تستفيد من أشكال المناهج المسرحية الموجودة على مستوى العالم، وتستجيب لمفهوم عام بدأ ينتشر لدى كل المشتغلين بالمسرح وهو أن الميل إلى الأداء الحركي والجسدي للممثل، والارتجال بدل الاعتماد على النص المكتوب الجاهز الذي قد لا يستجيب لطموحات الشباب اليوم، فمثل هذه التجارب مهمة، والتعرف إليها حاجة فنية ملحة .



ويتابع الرشيد أنه ما دام المهرجان حالة احتفالية فهو المكان الملائم لعرض تلك التجارب والاحتفاء بها .

جريدة الخليج