وأتتْ بكَ رائحةُ المطر..!

[آلاء]

وأتتْ بكَ رائحةُ المطر..!

كنتُ بقلبِ شقيةٍ أحاول التقاطَ حباتِ المطرْ باحثة عنكَ بينها , أمسكُ بقطرة
وأحبسها بين كفيَّ .. أفتح كفيّ بخفة .. لعلّكَ هناكَ .. لم أجدكَ , كنتَ تسلل
منْ بَيْنِ أصابعي .. لمْ أشعرْ باليأس قطْ , بتُّ أبحثُ عنكَ بكل قطرةٍ .....!

حتى توقفَ المطرْ
حتى توقفَ المطرْ
حتى توقفَ المطرْ

تمددتُ على الأرضِ وأغمضتُ عينيّ بعمق ..ودمعةٌ تعشقكَ تركتني ومَضَتْ
لتمتزِجَ ببقايا المَطَرْ .. تفتِشُ عنكَ لعلَّكَ سقطتَ ولمْ أبصِركَ..‘

كمْ أشعرُ بالشفقةِ حيال نفسي , تهواكَ ولمْ تَجدْ منكَ إلا العذاب , بل وقلبـــــــــي
المجنونُ ذاكَ يجرني إلى الذكرياتِ المملوءةِ بكَ ,حيثُ كنّا أنا وأنتْ أجملُ عشاقٍ
على وجه الأرض أقسمُ أنَّ مجنون ليلي لم يكن مجنونا بقدرِك عشيقي وأنّ فتاته
تلكَ لم تكن مشاكِسَةً بقدري ..

أتذكر حبيبي حينما تُمطر السماء كنتَ تشدُ على كفي , وتضعُ اليدَ الأخرى برقةٍ
على فمي , وتوَشوشُ لي بأن أنفاسي مع رائحةِ المطرْ عطركَ المفضل وأنــــكَ
لنْ تفوت لِذّةَ استنشاقهِ ..!

حينها كنتُ أُسْمِعُ السماء ضحكاتي وأهمسُ بأذنكَ بأنكَ مجنونْ فتبتسم بعمقْ
محدقاً إلى عيني لأحاولَ الهرب من عينيك .. ولا سبيل إلا إليها ..

أتـذكر..

حينها لم يكنْ يتوقف المطر إلا ونحن مبلولَيْنِ ولربما غارقَين من الحبِ..!

والآنْ ..

أتت بكَ رائحةُ المطرِ .. وكأنّ السماءُ تتوعدني بإعادةِ الذكرى .. وأنها ستأتِ
بكَ بين الفينة والأخرى , لأبكِ رغماً عني ..

وأشعرُ بالتِّيهِ في عالمِ غيابِكَ ..!
.
.
.

م ن ه ك ة " الروح "