يؤرقني هديل اليرقاء في ذاتي ، وعلى اشداب ذلك الزمان العزيز يعزف القلم باكيا لحن الافول ... يشدني الحنين .. آه يا زمان .. ايا نجوما في العراء كانت ، ولا تزال معالما ، وفي الرعل منارات لنا ، كانت ، يهتدي بها الضال، والهائم شوقا ، ومريد العزة يحتمي بنا ، يريد السنا ويرفض الوهن ، هكذا كنا .
يا اوابد اوطاني في اوصالي ، لا تغردي على القواطع ، فتلك هي السنن في الطبع ، والنفوس من المعادن صنعت ومن الغوايات ، الثمينة للانصهار خلقت ، اصيلة بقيت ، وما تبقى للصدء جاءت ، وللاغراء كانت ، وذهبت ...
لا بكاء ولا حسرات .. هذه آثار قوافلنا على الصخور الصماء ، لا تزال عميقة ، كبيرة ، تتحدى عوامل الزمن القلقال .مرت من هنا ..ومن هناك .. من هناك .. ومن هنا ..
هذه صرخات حادينا ، لا يزال صداها يملأ الفضاء ، يرافق الامجاد والحضارات ..