مجلس الاثنين بالنادي الثقافي يناقش (التطرف الديني والمذهبي .. جذوره وآثاره)

[فاطمه القمشوعيه]

\


يسلط اللقاء القادم لمجلس الاثنين بالنادي الثقافي، الذي يقام في تمام السابعة والنصف مساء غد الاثنين الموافق 2 ابريل 2012، الضوء على موضوع (التطرف الديني والمذهبي .. جذوره وآثاره)، وذلك مع الباحث والكاتب التونسي البارز الدكتور المنصف بن عبدالجليل.

اللقاء الذي سيديره فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الكندي، سيتناول ظاهرة التطرف الديني والمذهبي في المجتمعات العربية المعاصرة بشرح أسباب نشأتها، وصفة تشكلها، وأنساق الرؤى التي تعبر عنها، ونوع الحجج التي تقدمها للناس في الدعوة إلى مبادئها، بالإضافة إلى لمحة عن التطرف في الأديان والأفكار والمعتقدات الأخرى.
وتركز المحاضرة على ثلاث مسائل أساسية تتمثل أولا في تحليل مصطلحي التطرف والغلو في تراث المسلمين وغير المسلمين، وكذلك في الفكر الإسلامي المعاصر، وشرح الرؤى التي يتنزّل فيها كل منهما. ويستخلص من التحليل بيان مقومات الغلو والتطرف في التدين عموما والمذاهب خصوصا. ويوصل في التحليل بين التطرف الديني والمذهبي، من ناحية، وظاهرة الأقليات المسلمة في المجتمعات العربية. وثانيا في إشكالية التطرف دعوة إلى الإصلاح، وتحليل لمفهوم الإصلاح واختبار للحجج التي يستند إليها التطرف الديني والمذهبي إقناعا بمنزعه الإصلاحي. ويختار من الحجج تأويل النصوص التراثية، ونمذجة صورة السلف وسلوكهم، والنظرة إلى الخلف. ويجرد من ذلك الحجاج تهافت الرؤية الإصلاحية التي يدّعيها التطرّف الديني والمذهبي. وثالثا إشكالية التطرف الديني والمذهبي ردا على التحديث، وفيه تركيز على أربعة جوانب تتصل كلها برؤية الحداثة وتشكل رؤية التطرف الديني والمذهبي ردا عليها. يتمثل الجانب الأول في فصل الدين عن السياسة والحياة العامة العامة واعتباره شأنا شخصيا، ويتمثل الجانب الثاني في التنصيص الصريح واعلي على حرية المعتقد والتعددية والمذهبية، فيما يتمثل الثالث في مدنية المجتمع، ويخص الرابع مرجعية التشريع والسياسة.
ويختم الحديث بتحليل وجيز لأهم الوسائل التي تمكن من معالجة ظاهرة التطرف الديني في المجتمعات العربية المعاصرة.
يشار إلى أن الدكتور المنصف بن عبد الجليل يحمل شهادة الدكتوراة من جامعة منّوبة، بتونس، حول أطروحته (الفرق الهامشيّة في الإسلآم: بحث في تكوّن السنّيّة الإسلآميّة ونشأة الفرقة الهامشيّة وسيادتها واستمرارها"، من خلآل أمثلة البابيّة، والبهائيّة، والنّصيريّة، والعلوييّن في سوريا)، ويعمل حاليا عميدا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سوسة التونسية. كما يعمل أستاذا زائرا بجامعة ليون 2 بفرنسا، وأستاذا ومديرا البرامج الأكاديميّة، ملحق بمعهد الدّراسات حول حضارات المسلمين، في جامعة آغاخان، (aku-ismc) بلندن. كما عمل المنصف عبدالجليل مستشارا لدى وزير التّعليم العالي والبحث العلمي، ومستشار لدى وزير التّربيّة والعلوم بتونس، إلى غير ذلك من المهام والمناصب العلمية والاستشارية التي تولاها داخل تونس وخارجها.
كما شارك الدكتور المنصف عبدالجليل في إصلاح النظام التربوي بتونس في اللّجان القطاعيّة، وفي برامج المرحلتين الابتدائيّة والإعداديّة، وفي برامج المرحلة الثّانويّة، وفي التّعليم العالي بجامعة الزّيتونة، وفي في تصوّر البرامج الأكاديميّة بجامعة آغاخان، بلندن.
للدكتور المنصف بن عبدالجيل العديد من الدراسات والبحوث العلمية منها:
(ابن اللّعان في الفقه الإسلامي والتّشريع الحديث)،
وتحقيق وتقديم كتاب (الصّراط المنسوب إلى المفضّل الجعفي)،
و(الفرقة الهامشيّة في الإسلام: بحث في تكوّن السّنّيّة ونشأة الفرقة الهامشية وسيادتها واستمرارها)
و(في الأخذ برواية العوامّ)،
و(تدريس الإسلام اليوم)، ضمن مؤلّف جماعي)،
و(علاقة سفيان الثّوري بجعفر الصّادق)،
و(في التّعليق والسّماع أو مراسم تعليم الدّين عند النّصيريّة)،
و(مساهمة المعاصرين في تجديد الفكر الإسلامي)،
و(ملاحظات في الوحي والقرآن والنّبوّة)،
وتقديم كتاب أعلام الفكر وأركان النّهضة بالمغرب العربيّ للشّيخ محمّد الفاضل ابن عاشور،
و(المسلم المعاصر: دفاعا عن حقّ الخلف)،
و(المنهج الأنثروبولوجي في دراسة مصادر الفكر الإسلامي الأولى) ضمن، مؤلّف جماعي،
و(في قراءة النصّ الدّيني)،
و(محمّد بيرم الخامس: ببليوغرافيا تحليليّة)، بالاشتراك مع كمال عمران.
إلى جانب ذلك للمنصف بن عبدالجليل حضور بارز في الكثير من المؤتمرات والندوات والمهرجانات العلمية والثقافية عربيا وعالميا.
سيختم للقاء بحوار مفتوح مع الضيف، وفقا لما جرت عليه العادة في فعاليات النادي الثقافي، والدعوة عامة.
الجدير بالذكر أن زيارة الدكتور المنصف بن عبدالحليل للسلطنة ستشتمل على لقائه بعدد من المثقفين والشخصيات البارزة في السلطنة، وفي مقدمتهم سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، مفتي عام السلطنة.