ها أنا أغادر عينيك بلا روح ، غريب أحمل حزني و مسافات التعب ، لماذا أهرب إلى بكاء الحقائب ؟
و أخبئ دمعي بين تجاعيدها ؟ ، و أنا أفتش في حنايا الدروب عن سكن بلا أحزان ، عن كف لم تصافحها يد الوداع ، أدمنتني حقائبي ، و أشفقت عليها مني حين يباغت الليل رئتيها فتتنفس عتمة يدي التي لا تفارقها ، ألفتها المحطات و عيون النجوم البعيدة تحدق بها ، أراني بين دفتيها نبضا تتأرجح شيخوخته بين نومها الأخرق و صحو فج يغط في وهم عميق ، يعبث عويل الريح بأحلامه الكسيحة ، تصيح بداخلي امرأة بلا شفتين ، يرتدي الضوء أشياءها فتتدثر بأسمال صبر ، تنفخ الروح في جسده كلما انتفض منه الوتين .
وحدي أرتب مواعيد الرحيل على خارطة الموت الأصفر ، أمد يدا لا تنتمي إلي ، تكتبني على بوابة بلا جدران ، مواطنا سقط من ذاكرة مدينته التي تتمدد بدمه ، تتجشأ ساعاتها على مائدة الزمن ، تتهجى وقتها القادم .