روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,978
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-07-2015, 02:07 AM
غدير طه غدير طه غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: At Home
المشاركات: 605

اوسمتي

افتراضي نقد الأدب الفلسطيني

بسم الله الرحمن الرحيم

هنا نقل لنقد الادب الفلسطيني من موقع اللغة العربية_للفائدة

أبدأ بالشهداء

الشهداء وتشكيل الهوية في شعر الانتفاضة:
(حالة حصار) أنموذجا

لا يمكن لدارس أن يتناول قصيدة الشعر الفلسطيني المقاوم بمنأى عن الحركة السياسية الفلسطينية
وأثرها على طبيعة النص المنتج منذ بداياته الأولى في عهد الانتداب حتى هذه اللحظة .

*لربما كان موضوع الشهيد -الذي تناوله أكثر الشعراء في فلسطين المحتلة - واحدا من الموضوعات الجدلية التي شكلت معالم الهوية السياسية في أدب المقاومة .

*غير أن الدارس لقصائد رثاء الشهداء لدى الرعيل الأول من شعراء المقاومة* لا يستطيع أن يتلمس معالم الاختلاف
في توجهات الشعراء الفكرية والسياسية والأيديولوجية ؛ فغالبا ما كانت تتراوح صورة الشهيد-عندهم- ما بين مفهومها الديني
المشتق من الفعل الثلاثي "شهد" والدال على المقتول في سبيل الله ....الذي تشهد له الملائكة في الجنة ،
أو الشهيد الذي يجعل نفسه فداءً لوطنه؛

وهكذا اختلطت المشاعر الدينية في الدفاع عن الوطن بالمشاعر الوطنية كما يقول البارودي :
_فهل دفاعي عن ديني وعن وطني* *ذنب أدان به وأغترب

وكما يقول إبراهيم طوقان في قصيدة " *الثلاثاء الحمراء ":

ما نـال مرتبة الخلـود بغـير مرتبة رضية

عاشت نفوس في سبيل بلادها ذهبت ضحية

ومثل ذلك قوله أيضا :

*أجسادهم في تربة الأوطان أرواحهم في جنة الرضوان

*أو كما قال عبد الرحيم محمود:

يا حسرتا للدين والمجد الذي قد أصيبا فيك بالركن الوطيد

يا حسرتا للوطن العاني وللأمل الفاني ، ويا تعس الجدود

وعندما يتناول الدارس موضوع الشهيد في انتفاضة الأقصى* المباركة ،
فإن إمكانية التمييز بين *دلالات النصوص الشعرية* وظلالاتها السياسية والفكرية والايديلوجية* تصبح أكثر سهولة ،*
واقرب إلى عالم التصوير المنطقي في قراءة تحليلية تعتمد على فضاءات النص وارتباطاته .

***

أنا أؤمن أن إمكانية فرض صورة نمطية واحدة لشهداء الانتفاضة أمر عبثي غير واقعي ؛

فعلى سبيل المثال لا الحصر ؛ فان الحديث عن الشهيد محمد الدرة – رحمه الله – ينقلنا للحديث عن الصورة العامة للمشهد الشعري في شهداء الانتفاضة *؛
فالقصائد التي تناولت هذا المشهد الرهيب تتوزع بين الألم والأمل ، والآهات والصمود ،
وإذا كان المشهد النمطي *في قصائد رثاء محمد الدرة قد أخذ منحى الحزن والندب بشكل كبير ،
فالمشهد في الجانب الآخر ، ليس كذلك ،
والنبض الشعري في القوافي ليس محصورا- كما يرى الباحث الفلسطيني سمير عطية - على النزف فقط *.
وهنا يستطيع الدارس أن يستحضر صورة الشهيد " فارس عودة " ، التي تمثّل صورة الإرادة والصمود والإقدام ،
وهي صورة لا تتناقض مع صورة الضحية البريئة التي مثلها محمد الدرة[ك
أو صورة الشهيد يحي عياش التي تمثل افقأ علويا لرمزية الفعل المقاوم *:

والحديث عن الشهداء في صفحة الإبداع الشعري يفتح بوابات واسعة لأنماط الدرس النقدي بدءا من المساحة الإبداعية المواكبة لهذه الكواكب
الملائكية من نسيج الشكل الفلسطيني المقاوم ،
وليس انتهاء بطرح أسئلة عصية على كبار الشعراء؛ *

بل إن الحديث عن مواكبة الشعراء للشهداء في فلسطين المحتلة هو حديث عن الموقعيات السياسية
وتشكيل الهوية من خلال خلفيات التناول الفكري أو الأيديولوجي لموضوع الشهادة .

ومن هنا، فإن موضوع الشهادة يبدأ من جديد ليطرح نفسه بقوة أمام شعراء
عرفوا- ولمدة طويلة- بأنهم رموز مدرسة الشعر المقاوم وأساتذتها الكبار.

محمود درويش
واحد من الشعراء الذين ارتبطت أسماؤهم بفلسطين،
بل لعله أشهرهم، لا لأنه فلسطيني فحسب،
بل لأنه لا يفتأ يفاجئ قارئه بالجديد، فنا ورؤية.
وقد ظل درويش ومعه شعراء المقاومة الآخرون { سميح القاسم وتوفيق زياد و معين بسيسو وغيرهم} يمثلون - للشعب الفلسطيني- خلال فترة الستينات
والسبعينات تقريبا-* رافدا ثوريا مواكبا للأحداث وخالقا لمعالم الإبداع الشعري في أدب الالتزام الثوري ،
فكتبوا عن الأرض والمنفى عن الأسر والشهادة :

درويش وقصيدة الشعر المقاوم

كانت الحلقات المشكلة للتجربة الأولى في النصوص الدرويشية تؤكد حقيقة موضوعية واحدة ،
هي: أن لا ثقافة بدون مقاومة ولا مقاومة بدون ثقافة،
وكانت القصيدة الدرويشية تبنى على فلسفة التحدي القائم على جدلية الإصرار والمواجهة:

سنخرج من معسكرنا

ومنفانا

سنخرج من مخابئنا

ويشتمنا أعادينا

هلا … همج…. عرب

نعم عرب ولا نخجل.

هذه هي الثورية القومية التي حولت الوطن سابقاً - عند درويش- إلى حالة ذهنية
استقطبت الكثير من الرموز، لتكون واجهة القصيدة الفلسطينية المتكررة،
ويصبح الشعر المقاوم - من خلالها- نمطاً مميزاً للقصيدة الفلسطينية الفاعلة.

كانت مكانة الشهيد عند درويش في نصوصه الأولى عالية مستقرة
تعادلت من خلالها قضية الموت مع قضية الحياة ،
فمن موت الشهداء تولد الحياة من جديد وينسجم هذا التصور إلى حد كبير مع التصور الإسلامي للموت كما ورد في قوله تعالى :

﴿ولا تقولوا *لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ﴾

فالموت بالنسبة لمحمود درويش معايشة الحياة؛
لأن هناك فعلا قائما على الأرض هو فعل الموت والشهادة ؛
فالموت الذي يعنى به درويش ليس هو الموت العادي ولكنه الذي يتم بناءا على فعل مقاوم .

ففي قصيدة احمد الزعتر امتزجت* دماء الشهداء
مع نيران المقاومة في ثنايا أفعال الأمر التي خاطبه بها درويش
قائلا :

يا أيها الولد الموزع بين نافذتين

لا تتبادلان رسائلي

قاوم

يا أيها الولد المكرس للندى

قاوم

يا أيها البلد المسدس في دمي

قاوم
__________________
لامَركَبٌ كجرأة المطرِ يُعجِبني
كَمَركَبٍ ورق بَينَ أشعة القمر

التعديل الأخير تم بواسطة غدير طه ; 01-07-2015 الساعة 02:13 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-07-2015, 04:08 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

الأستاذة الفاضلة والأخت الكريمة أم عبدالله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لهذه المساحة المباركة لــ موضوع النقد الأدبي الفلسطيني

فهو الأدب الأكثر حميميةٍ بشخصية شعبه في أهدافه التعبيرية التي بذلها الشعب عن هموم ومأسي

خطت بدماء شعرائه وعن بطولات وتضحيات وصمود وعطاء وإنتفاضات وطنية لم يكتب لشعوب الأرض ..

حتى أصبحت أركانه الأساسيه وثقافته الدائمة سواء كان فالشعر أم الرواية أم في القصة والمقال .

سيدتي رائع مايسطره قلمك الذي يحمل رسالة وطنية سامية

تحياتي وجل تقديري
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-07-2015, 11:19 AM
غدير طه غدير طه غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: At Home
المشاركات: 605

اوسمتي

افتراضي

والشكر موصول لكم الأستاذ الشاعر

سالم الوشاحي

حين يتناول الشعر قضية مقدسات

قضية وطن وأرض وعرض ""

قضية فقد أحباب ولقاء على

البسيطة أو في الخيال..

حينها سيكون في العمق

للكلام هنا بقية كونو بخير دوما
__________________
لامَركَبٌ كجرأة المطرِ يُعجِبني
كَمَركَبٍ ورق بَينَ أشعة القمر
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-07-2015, 10:44 AM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

افتراضي

الأخت الفاضلة الكاتبة أ. umabdolla
قراءاة جوهرية عميقة جداً المضمن من الأدب الفلسطيني المليء بالشجون التي لا تخفى على العيون وعلى ما تستلهمه البصيرة من صدوف المعاناة التي يعيها المتتبع للأدب الفلسطيني ، فمجرد ذكر القدس وما يليها من الأراضي المحتلة يرد مدلول المناضلة والمواضبة على استنهاض الهمم على مدار 60 عام وأكثر أختلفت حيثيات الأدب الفلسطيني فإذا أخذنا تعاطي ما قبل هذه السنين سنجد واقعاً آخر فهنا نستشف أن الأحداث هي ما تصنع الأدب بشتى أغراضه..



بارك الله فيك أختي على هذه الوقفة الراقية منك.
..
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-07-2015, 07:25 AM
غدير طه غدير طه غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: At Home
المشاركات: 605

اوسمتي

افتراضي

الأخ القدير زياد الحمداني

هذا الصنف جوهره "الهوية"

وهذا الشعب يسلبها كل يوم

الإحتلال رسم إطار الصورة

وقولب داخله اجيالا تليها اجيال

كلها عاشت هذه المعاناة

اذا لم جادت لارض المقدسات

ريشة الشاعر والاديب وصاحب الفن

إذن لهطلت السماء لامطرت لسقت جفاف تلك البقعة

التي اريق دمها والعالم يشاهد ويسمع ولا حراك

اشكر حضوركم الكريم واثراءكم الموضوع

تقديري
__________________
لامَركَبٌ كجرأة المطرِ يُعجِبني
كَمَركَبٍ ورق بَينَ أشعة القمر
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13-07-2015, 09:09 AM
غدير طه غدير طه غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: At Home
المشاركات: 605

اوسمتي

افتراضي

نعم، كان هناك نص مقاوم عند درويش وإيمان بالفعل المقاوم أيضاً،
إيمان يصل إلى حد الاعتقاد الراسخ الذي يعتبر الخروج على هذه الشاكلة
الشعرية نوعاً من الخيانة المرفوضة.
ومن هنا، فإنني عندما أطرق موضوع الشهداء في الشعر الفلسطيني المقاوم في انتفاضة الأقصى ؛ سائلا عن موقع درويش من هذا المربع ؟
أو أن أتساءل عن سر غياب قلمه عن متابعة أعلام المقاومة الكبار
الذين سقطوا شهداء ومثلوا- لشعبهم- رموزا كبيرة كالشيخ ياسين والرنتيسي وجمال منصور وأبو علي مصطفى وثابت ثابت؟
فان هذه المطالبة النقدية هي بحد ذاتها قراءة جديدة الجدلية التشكيل السياسي
في قصيدة الشعر المقاوم عند محمود درويش .

ولعلي أسارع إلى القول هنا ، بأن مفصلا تاريخيا هاما قد غير مسار التجربة الدرويشية
من مسارها الإلزامي الجمعي ، إلى عالم الانفرادية الإبداعية في بناء الهالة الشعرية الجمالية
دون الالتفات إلى رغبة الجمهور الدرويشي الذي كان دائما في حالة ترقب لجديد القصائد الدرويشية الثائرة
المدغدغة للأحلام الثورية السابحة.

وقد يحاول دارس أن يبرر هذه الانزوائية الإبداعية في تجارب درويش الأخيرة- كما لوحظ في كثير من الدراسات النقدية المواكبة لتجارب درويش الأخيرة
- زاعما أن النص الدرويشي أسمى من أن يقع تحت دائرة النقد السياسي؛
فالرجل من أهل بدر الذين يقال فيهم:
افعلوا ما شئتم فقد غفر الله لكم .

ولو أن النقاد سلموا بهذا الافتراض السلبي ؛
فان ذلك سيوقعهم في إشكالية القراءة النقدية
حين تبدأ عملية التفريق بين أديب وأديب ،
احدهما له حصانة تحميه، والأخر لا مكانة له تقدمه
فيرفض الأول وتستباح ساحته؛ لأنه من عامة الناس،
وتقدس ساحة الأخر ويغفر ذنبه، لأنه من علية القوم.

ولا اسمح هنا أن افهم على أنني افترض تجريما مبدئيا لمن نال شهرة ؛ حاشا لله
فذلك ظلم لا أضن به ، فانا أحاول – هنا- أن أقرر حقيقة نقدية في منهجية التناول النقدي
دون النظر إلى صاحب النص ، فان أحسن-في رأيي – كان له علي الثناء وان اعترضت على شيء ؛
فذلك رأي نقدي أقدمه في معرض القراءة لا غير
ومن هنا استطيع أن أقول :
لا يستطيع درويش أن يتناول الفعل المقاوم بواجهته الإسلامية التي تقود معركة التحرر بين ترهات العهد القديم المزورة
وحقائق الإسلام المزلزلة؛ وهو النقيض المباشر لهذه الصحوة؛
فإذا كان الوطن يعني عبق الشهادة فلا مكان لدرويش في هذه المعادلة،
وإذا كان الشهيد هو احمد ياسين؛ فان الحدث لن يعنيه ؛
لان الكتابة عنه تعيق فرصة التتويج
وتؤخر جوائز عالمية كثيرة ينتظرها الشاعر .

ومن هنا، فقد كان التناقض في الانتمائية الدرويشية لقصيدة المقاومة
حين تعارضت تلك القصيدة مع بطولات الإسلاميين؛
فعزف عنها بطريقته الخاصة
درويش ومشهد الضحية الطروادية
من خلال التصور السابق للمنهج الدرويشي في تناول القضايا الوطنية والإنسانية،
لن أتوقع الكثير في قصائد درويش الأخيرة ،
ولا اقصد هنا الكثير من الفنية ،
بل الكثير من الانفرادية التصويرية لنموذج الشهيد الفلسطيني المناضل ،
حتى قصيدة "محمد الدرة"، لم تكن مصدر طمأنينة لدرويش
بل كانت هماً فرضته حاجة الجمهور المراقب.

يقول الناقد نبيل أبو علي :" على الصعيد الفلسطيني حاول شاعرنا الفلسطيني الكبير محمود درويش أن يساير المرحلة،
ولكن للأسف لم يفلح في تجسيد مكانته الإبداعية في قصيدته للطفل محمد الدرة،
حيث جاءت القصيدة أقل بكثير من نظائرها فيما كتب عن الشهيد الطفل محمد الدرة
الذي استشهد في حضن والده، كما أن عددًا من الشعراء الكبار الفلسطينيين لم نسمع صوته،
وكأنه ما زال منبهرًا بما حدث، وقد ينتج ويبدع فيما بعد إذا استوعب وخرج من حالة الانبهار"

ومن هنا أجد أن قصيدته في محمد الدرة جاءت معممة – في رأيي - لا تذهب مع دلالات المشهد الدموي في انتفاضة الأقصى المباركة ،

يقول درويش :

محمد ..

يرى موته قادماً لا محالة

لكنه يتذكرُ فهداً رآه على شاشةِ التلفازِ

فهداً قوياً يحاصرُ ظبياً رضيعاً

وحينَ دنا منه لم يفترسه

كأنَ الحليبَ يروضُ وحشَ الفلاةِ

إذن سوفَ أنجو .._ يقولُ الصبيُّ _ ويبكي ..

فإن حياتي هناك مخبأة في خزانةِ أمي ..

سأنجو .. وأشهدْ..

محمد ..

ملاكٌ فقيرٌ على قابِ قوسينِ من بندقية

وجهه كالضحى

واضح قلبه مثل تفاحةٍ

كانَ في وسعِ صيادهِ أن يفكرَ بالأمرِ ثانيةً

ويقول : سأتركهُ ريثما يتهجى فلسطينه دونما خطأ..

سوفَ أن أتركه الآن رهنَ ضميري ..

وأقتله في غدٍ عندما يتمردْ

محمدْ .."

هذه الصورة النمطية للشهيد الطفل ؛
الشهيد الذي ينتظر حتفه القدري الموعود تحت معادلة الظلم القسري في غابة التعطيل الكلي
لضمير الإنسانية المفترض ، لتبدد طموحا يحدد معالم الصورة النمطية التي اختارها درويش لقصيدته
في عفوية فرضتها الطبيعة الإنسانية
لموضوع القصيدة في شخصية محمد الدرة ، وذكاء في قدرة فنية عالية من شاعر كبير استطاع أن يعفي نفسه من اشكاليات سياسية كان يمكن أن تلاحقه
لولا خصوصية الحدث وبراءة الشخصية
التي تناولتها القصيدة ولعل أكثر الأمثلة توصيفا لاختيارات درويش من صفحة الشهداء ما نراه في ديوانه - حالة حصار-" الذي صدر مع السنة الثالثة للانتفاضة عام 2002" ، وفيه تكتمل معالم الصورة التي يحب درويش أن يقدمها لجمهوره؛ فهو من نحو يقدم الصورة النمطية للشهيد الضحية في ثوبه الطفولي أو في ثوب الضعف الإنساني
الموجوع تحت آلة الظلم الصهيونية العنيفة ،
ومن نحو أخر يبذر آراءه الفلسفية والسياسية في موضوع جدلي يشكل نقطة مركزية في حوار الثقافة الفلسطينية حول رأي الساسة والمثقفين في ثقافة الاستشهاد
التي فرضتها انتفاضة الأقصى المباركة .
فمن النوع الأول نقرأ له:

الشهيدة بنتُ الشهيد

وأختُ الشهيد وأختُ الشهيدة كِنّةُ

أمِّ الشهيد حفيدةُ جَدّ الشهيد

وجارةُ عَمّ الشهيد الخ...

ولا شيء يحدث في العالم المتمدّن،

فالزمن البربري انتهي،

والضحية مجهولة الاسم، عاديةٌ

والضحيةُ.. مثل الحقيقة.. نسبيةٌ

الخ...

هكذا تسير احدي مقاطع محمود درويش في حالة حصار،
حيث تبدو حال الشهادة فعلاً اعتيادياً يتجاوز الخيار الشخصي ربما:
حين تكون فلسطينياً، فأنت مشروع شهيد،
شئتَ أم أبيت، الآن أو غداً أو بعد غد،
على يد أعدائك أو علي يد أشقائك.

ومن النوع الثاني نقرأ له :

" نحب الحياة غدا

عندما يصل الغد سوف نحب الحياه

كما هي، عادية ماكره

رمادية أو ملونة ..

لا قيامة فيها ولا آخره "

هذا هو المشهد الشعري الذي يقدمه درويش –حول الشهيد - راسما من خلاله معالم الصورة التي يفترضها ايديلوجيا ؛
هروب من واقع مستحيل التشكل إلى عالم هلامي لا حقيقة له –في نظر درويش- سوى بعض الآمال المزروعة في عالم الميتافيزقيا ؛
فهو لا يعبأ بذلك الإيمان الجبار الذي يحرك الاستشهاديين وينقلهم إلى ساحة التضحية بالغالي والنفيس ،
بل يسخر علانية من ذلك التصور الذي يقدمه الإسلاميون في تعليل فلسفة الاستشهاد ؛
فليس هناك سوى حب الأرض حبا طبيعيا دون أية مؤثرات ميتافيزيقية او ميثلوجية


تقول القصيدة :

"الشهيد يوضح لي : لم أفتش وراء المدى

عن عذارى الخلود ، فإني أحب الحياه

على الأرض ، بين الصنوبر والتين

لكنني ما استطعت إليها سبيلا

ففتشت عنها بآخر ما أملك ، الدم في جسد اللازورد "

ومن هنا، فلم تعد ثقافة الاستشهاد –كما يفترضها درويش – قائمة على المحركات الدينية في وعود الإسلاميين بجنة الخلد ،
بل هي حالة من الانهزامية المفروضة حين يبحث المرء عن السعادة في الدنيا فلا يجدها ؛
فيلجأ إلى الانتحار متعلقا بسبب غيبي ،
مفتشا من خلاله عن آخر أدوات البحث. وهو من هذا النحو يكاد يقول:
أن لا فرق بين الانتحار وبين الاستشهاد ، لان الشهيد نفسه يكذب المزاعم التي تقول بأنه فرح بما أصابه



" الشهيد يحذرني: لا تصدق زغاريدهن

وصدق أبي حين ينظر في صورتي باكيا "

أو هذا حقا هو كل ما يبحث عنه الشهيد؟
وهذه الصور التي نراها للشهداء، قبل استشهادهم، وهم يقرءون وصاياهم ويقبلون المصحف الكريم، وهذه الأم الباسلة التي تعانق ولدها وهو مقبل على الاستشهاد، أكل ذلك زور وبهتان

ويعود درويش إلى المزاوجة بين معنى الخسارة في أرواح الشهداء المتساقطين،
وأغصان الزيتون،
وما يصيب القصيدة التي تريد أن تعلي من صوتها لتكشف فداحة الخسارة·· فيعاجلها السقوط أيضا:

خسائرنا: من شهيدين حتى ثمانية كل يوم·

وعشرة جرحى·

وعشرون بيتا·

وخمسون زيتونة···

بالإضافة للخلل البنيوي الذي
سيصيب القصيدة والمسرحية واللوحة الناقصه
وهذا التصور السياسي لموضوع الشهادة وفق قاعدة الربح والخسارة لا ينعزل عن بعض الطروحات السياسة التي يطرحها بعض المثقفين الداعين إلى وقف الانتفاضة
أو إعادة قراءتها وفق قاعدة النتائج الاقتصادية في الأرواح والأموال

وإذا كان درويش قد رفض المنطق الإسلامي الأصولي في بناء تصوراته الفكرية حول فلسفة الموت والحياة ؛
فإنه في المقابل حاول أن يجد له بديلا عن ذلك كله،
من خلال اعتماده على الأساطير القديمة –كما يرى الناقد المغربي حسن الامراني
- ليؤسس من خلالها حلم السلام الموهوم،
ويدغدغ عواطف الجندي الصهيوني،
لعله يتذكر ما نزل به من ألوان العذاب على يد النازيين،
فيرتدع عن إنزال العذاب بالفلسطينيين،
ويقتنع ببناء مجتمع السلم، إنها أكبر الأساطير المعاصرة التي يبتز بها الشعوب المغلوبة على أمرها،
ويحكمون قبضتهم بها على العالم الغربي منذ ما يزيد من نصف قرن هي أسطورة الهولوكوست،
أسطورة غرف الغاز التي أنشأها النازيون بزعامة هتلر لتحصد أمة اليهود،
وقد أثبت الباحثون المنصفون أنه لم يثبت تاريخيا أي وجود لغرف الغاز التي يتحدث عنها اليهود.

فماذا تقول القصيدة؟

إلى قاتل لو تأملت وجه الضحيه

وفكرت، كنت تذكرت أمك في غرفة الغاز،

كنت تحررت من حكمة البندقيه

وغيرت رأيك، ما هكذا تستعاد الهويه

وهنا ، أجد أن الشاعر قد وقف موقف الواعظ ،
مسلّـــما بأسطورة غرفة الغاز التي يتوكأ عليها الصهيوني لممارسة جرائمه البشعة،
ويتصور أن الموعظة ستجد سبيلها إلى نفس القاتل،
وأن تذكيره بغرف الغاز سيوقظ في نفسه الشعور بالرحمة، وأن ذلك سيجعله يتخلى عن البندقية،
والحال أن العكس هو الواقع حالا، فأطفال اليهود في إسرائيل يشحنون بأسطورة غرف الغاز ليزدادوا حقدا على من حولهم .. وليقبلوا بعدما يكبرون على القتل دون قلب، كما يفعل شارون ، فأي هوية تستعاد؟

والأخطر من ذلك أن الوهم يذهب بالشاعر بعيدا ويستولي عليه ويملك عليه أقطار نفسه حتى أنه ينسج من خياله أسطورة جديدة تجعل الذئب والشاة أخوين،
تملكهما الوداعة والمحبة والتسامح :

على طللي ينبت الظل أخضر ،

والذئب يغفو على شعر شاتي

ويحلم مثلي ومثل الملاك

بأن الحياة هنا ..لا هناك ."

هناك أين ؟ في عالم قزحي يتخيله الشاعر مولودا من رحم ذلك الزواج الغريب ما بين الذئب والشاة،.. الجلاد والضحية ..وهكذا يوجه الحديث (إلى قاتل آخر)،
هكذا بصيغة الإبهام، وإن كنا نعرف دائما أن القاتل ليس غير ذلك اليهودي الذي يدعوه الشاعر إلى التريث ليعرف طريق السلام .
وهكذا تسوق القصيدة ذلك الحلم الوردي، الذي لن يتجاوز في الحقيقة دائرة الأحلام الكاذبة

إلى قاتل آخر .. لو تركت الجنين ثلاثين يوما

إذن، لتغيرت الاحتمالات،

قد ينتهي الاحتلال ولا يتذكر ذاك الرضيع زمان الحصار

فيكبر طفلا معافى

ويدرس في معهد واحد مع إحدى بناتك!

تاريخ آسيا القديم

وقد يقعان معا في شباك الغرام !

وقد ينجبان ابنة (وتكون يهودية بالولادة )

ما ذا فعلت إذن؟

صارت ابنتك الآن أرملة،

والحفيدة صارت يتيمه

فماذا فعلت بأسرتك الشارده

وكيف أصيبت ثلاث حمائم بالطلقة الواحده ؟
__________________
لامَركَبٌ كجرأة المطرِ يُعجِبني
كَمَركَبٍ ورق بَينَ أشعة القمر

التعديل الأخير تم بواسطة غدير طه ; 13-07-2015 الساعة 09:35 AM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21-08-2015, 10:37 PM
غدير طه غدير طه غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: At Home
المشاركات: 605

اوسمتي

افتراضي

ثلاث حمائم إذن ،
الطفل العربي (الذي ربما كان محمد الدرة، لو أمهله القاتل ) الذي كان سيكبر معافى، ويدرس في معهد واحد مع ابنة القاتل اليهودية، ليقعا معا قي شباك الغرام، ويتزوجا وينجبا الحمامة الثالثة*!

يا له من حلم .

أهكذا إذن تحل مشكلة الاحتلال؟ أهكذا يتحقق السلام المنتظر؟

*** ثم هل نجح درويش في إقناع القاتل الآخر على – حد تعبيره – بجدوى المنطق السلمي* ، المنطق الذي حطمه اليسار الإسرائيلي في عهد باراك قبل أن يحسم الطلاق فيه إجماع الشعب الإسرائيلي في اختيار شارون من أقصى اليمين المتطرف.

ولعل القارئ يحتاج- هنا- إلى شيء من التقريب الاقناعي في أدلة ملموسة من خلال قراءة النقاد الإسرائيليين أنفسهم من معسكر اليسار الذي يخاطبه درويش

تقول السيدة " ملاميد" - وهي ناقدة يسارية- في تعليقها على ديوان درويش " حالة حصار":

" بالنسبة لي، كإسرائيلية تقرأ العبرية، فإن "جسد اللازورد" هو كذبة. الجسد الصحيح هو جسد الباص المهروس. الدم ليس دم الشهيد وحده، بل ودم ضحاياه. الشهيد هو قاتل."

ثم تضيف الكاتبة : "لا يمكن في هذه الأيام أن تكون إسرائيليًا وأن تبدي في نفس الوقت تعاطفًا متنورًا مع الشهيد. لا يمكن قراءة قصيدة كهذه، تتحدث من فم قاتل محتمل لا يطلب منّا إلا التعاطف والشفقة، لا يطلب إلا أن نفهم إلى أية درجة من السوء وصلت حياته، لدرجة أنه عافها؛ لا يمكن ذلك لأن هذا كذب. الشهيد لم يعُفْ حياته، بل عافَ حياتنا.. هو قاتل، والشعراء الذين يبدون التفهم العميق تجاه القتلة لن يسكنوا في رف كتبي. لا أملك ما يكفي من التنوّر لكي أقرأهم. ليس الآن، وليس فيما بعد، حين تأتي الأيام التي يحلم بها ."

ملاميد، وهي يسارية إسرائيلية "وضد الاحتلال"- كما تزعم- ، ترفض إشادة محمود درويش بالشهداء الفلسطينيين الذين اختارهم في سمتهم الطروادي ، *وطريقة شرحه وتبريره للأسباب التي جعلتهم يموتون .

تقول ملاميد أيضا :"أنها لا ترى في الشهيد الذي يتحدث عنه محمود درويش سوى قاتل وسفاح يفجر الباص ويهرسه ويدمره على نفسه وعلى الآخرين وتؤكد على أن الشهيد قاتل وترفض فكرة الخوض في مشروعية عمله أو الأسباب التي تدفعه لكي يقتل نفسه ويأخذ معه إلى العالم الآخر أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين، هي بصراحة غير مستعدة حتى لمناقشة الفكرة أو الدخول في عالم الفلسطيني المحروم من الحياة"

إذا ، فان فرضية التأثير على الرأي العام الإسرائيلي *وطرح المنطق الاعتدالي في تقديم رؤية اعتدالية "حضارية" لا تثير القلق في أوساط المجتمعات الغربية أو المجتمع الصهيوني العنصري لن تجد لها صدى أمام هذا الرفض من كافة أوساط المجتمع الصهيوني؛ فإذا كان هذا هو أمر اليسار في رفض مبدأ التأسي على الطفولة المسحوقة تحت جنزير الدبابة ، فكيف سيكون رأي الغطرسة اليمينية الغاشمة !!؟؟

ولعلي أتساءل -هنا- : إذا لمن يقدم درويش هذه الصورة التي لا تتفق وتوجهات جمهوره ، ولا تستقيم مع التصور الإسلامي والعربي لقداسة الشهيد في عالم الملكوت العلوي؟!
وهنا تتجلى وجهة النظر التي اطرحها من خلال هذا البحث ، صورة الشهيد وأثرها في تشكيل الهوية السياسية لدى شعراء الانتفاضة الفلسطينية

وقد اخلص هنا إلى هذه المقاربة التصويرية في استخلاص رؤية موضوعية لطبيعة التشكيل السياسي: فأقول : الاستشهادي ... صورة مرعبة وفاتنة في آن واحد ، مرعبة في صدور عشاق الليل ، فاتنة في قلوب الظامئين لوجه الصباح ، هذه الصورة تتنقل بين معانيها في قصائد الشعراء ، ما بين مشكك ومبشر ؛ مشكك في حقيقة هذا الاستعلاء البطولي ومحاولة توصيف الحالة الاجتماعية الشعورية المحتفية بعبق الشهادة على أنها حالة فجر كاذب وزعم واهم ، و هي لدى شعراء التيار الإسلامي صورة مشرقة من صور المد الجهادي البطولي.

التعديل الأخير تم بواسطة غدير طه ; 21-08-2015 الساعة 10:47 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:13 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية