روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,975
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,319

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > الحـــــــوارات والأخبـــار وجديد المــوقع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2013, 07:09 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي بلاغة التركيز القصصي

بلاغة التركيز القصصي



محمد صابر عبيد
تشتغل المجموعة القصصية الموسومة بـ(القاعة 117) للقاص الأردني محمود العزازمة منذ عتبة عنوانها على آلية المفارقة السردية العددية، وهي تتوجه إلى الارتقاء نحو بلاغة التركيز القصصي في صناعة (قصص قصيرة)،



بكل ما تحمله المفردة الأجناسية (قصص) من معنى، والمفردة الوصفية (قصيرة) من دلالة مرافقة ومصورة وموجهة على صعيد البناء والتركيب ونُظُم الصوغ، إذ إنّ العنونة الكلية للمجموعة مؤلّفة من توصيف مكاني رقمي يحمل دلالة يجيب عليها متن القصة، وعتبة العنوان هنا (القاعة 117) هي عتبة إشهارية ثابتة لا يمكن التعاطي معها تأويلياً من دون العودة إلى فضاء متنها النصّي، ولاسيما على صعيد التفاعل الصميمي بين شخصية القصة ومكانها داخل الفضاء العام للسرد. تتلخّص أبرز المعالم والفنية والجمالية والسيميائية والثقافية على صعيد الصنعة القصصية في هذه القصص في أنّ شخصيات القصص محبطة ومهملة وقليلة الحظ في الحياة، إذ تبدو هامشية وملتقطة من قاع المدينة ومن تخومها البعيدة، ويتّضح في سياق التشكيل السردي فضاء الإخلاص للحكاية في خلاصاتها المركزة، ثمّ التضييق على الزمن والمكان بما يناسب بلاغة التركيز القصصي، والتوجّه نحو استثمار فعالية آلية التلميح وإلفات نظر التلقي نحو مسكوت عنه ما غائرٍ في جوف القصة.
وتتمظهر في أغلب قصص المجموعة مركزية المكان (عمّان) في ستراتيجية الكشف عن الوجه المخيف للمدينة، إذ إنها قصص مدينيّة تعيد إنتاج النظر إليها بوصفها وحشاً أعمى يدوس من لا إمكانية له على تفاديه أو صدّه، وتتميّز على المستوى القصصي بفعالية التشذيب وتنحية الزيادات اللفظية والكلامية والتوجّه السردي نحو جوهر الحكاية وقلب الحدث، على النحو الذي بدت فيه معظم القصص ذات تماسك نصّي بنائي محكم.
تنهض قصة (تحية طيبة .. وبعد) في عتبة عنوانها على عبارة تقليدية توضع في ديباجة الرسائل كي تفتتح الحديث الرسائلي، وهي تُرفق عادةً بمفردة (وبعد) تمهيداً للشروع في الكتابة عن موضوع الرسالة، على النحو الذي تصبح فيه (تحية طيبة .. وبعد) عنواناً تقليدياً استهلالياً رسمياً لكلّ رسالة، غير أن مستوى الانزياح الذي حصل في تغيير مفردة (وبعد) إلى (وفقد) المساوية لها خطياً وإيقاعياً، والمختلفة دلالياً، هي التي أضفت الشعرية المطلوبة على فضاء العنونة واشتغلت فيها على بلاغة التركيز القصصي. قصة(فقرات) بشخصياتها (الطبيب والمريض وبائعة الورد وعامل المكتبة) تعمل على تسليط إضاءات مفاجئة على الشخصيات، والتركيز على دورها السردي المكثّف في بناء الحكاية داخل فضاء القصّ، وتعتمد راوياً كلي العلم يسمح بمرور أصوات الشخصيات عبر الحضور الحواري الذي يقلّل من زخم هيمنة الراوي على تسيير الحدث، في حين تقوم قصة(موت غير ممكن) على راوٍ ذاتي يسعى بوساطته القاص إلى تشغيل تقانة حلم اليقظة الباشلاري في مستوى معين من مستوياتها، لذا فهو يفتح لغة السرد هنا على شاعرية الخطاب القصصي كما في هذا المثال: (السماء في حالة اتساخ فوق وسط البلد، سوى غيمة يتيمة وبعيدة، تستطيل في خفوت جسدي مثل شخص يتثاءب). قصة (رحلة) تصوّر حكاية الثلج في عمان، وتستضيف رواية (أمريكانلي) لصنع الله إبراهيم لتشغيلها على نحوٍ موازٍ تشكيلياً ودلالياً، مستخدمة الحوار العامي كما هي الحال في قصص أخرى لاستحضار الفضاء المكاني والزمني والرؤيوي الأردني، وتنتهي هذه القصة توازياً مع رواية صنع الله إبراهيم إلى المفارقة الساخرة. أما قصة (زيارة مختلفة)فتنهض في صوغ نموذجها على استهلال يوظّف الحوار الذاتي، ويوظف بعد ذلك نوعاً من الحوار الأدبي، وتتكشّف القصة عن استغراق الراوي في الكشف عن تفاصيل الشخصية وطبقاتها وجيوبها، وتشتغل قصة (الموعد) على فعالية الراوي الذاتي وهو يذهب نحو تفعيل معنى (الخيبة)، ومع أنّ عتبة العنوان جاءت عتبة معرّفة (الموعد) إلا أن الراوي انتهى بها إلى نكرة في مفارقة عنوانية تتمثّل في أنّ المنتظر لم يجئ، مع أنّ (أل) العهدية المعرِّفة في عتبة العنوان تشي بغير ذلك. تتجّه قصة (الأصدقاء) في تركيز خطابها القصصي إلى تركيز الخاتمةاستأذنته، ولم يبد مقاومة تذكر في السماح لي، انطلقت في الشارع المؤدي إلى الرابطة، بمحاذاة الباب الرئيس رأيت رجلين يتحدثان في انسجام بهيج، ورجلا ثالثا قدّرت أنه سيغير مساره ويتجه نحوهما، غير أن عنقي لم تطاوعني لألتفت - من جديد - ورائي) إنها قصة القيمة الأخلاقية التي تشهد نوعاً من الصراع بين التعريف والتنكير في العنونة، ينعكس على طبيعة الرؤية الثقافية في القصة. إنّ كلّ قصة من قصص هذه المجموعة تمارس فعاليتها السردية ضمن رؤية تشكيلية أو تعبيرية أو رؤيوية أو ثقافية خاصة، فإذا كانت قصة (القاعة رقم 117) وقد اعتلت العنونة الكلية للمجموعة تقارب بين حساسية المكان وحساسية الشخصية، فإنّ قصة (حالة) ذات العنونة الفاعلة في المتن تحاول أن تماهي حالة الرجل مع حالة المرأة، وتستخدم لعبة الزمن والانتهاء إلى الخيبة واللاجدوى وضياع الذكريات بلا طائل، وتستثمر قصة (سميرة) الهيمنة العنوانية للاسم، وتذهب قصة (الحالمة) إلى تجسيد مفارقة الواقع والحلم مفارقة بصرية، وتقدّم قصة (الأقحوانة) الراوي الذاتي وهو يصف معاناة مريم الأقحوانة وعلاقة الراوي بالوجه الذي يلاحقه حتى المقبرة ليستمر في العيش معه بالرغم من كلّ شيء، وتقوم قصة (الثلاجة) في سياق تقديم نموذجها النوعي في السرد بتوليد الحكايات من منطقة الراوي البطل.قصة (هل أبدو حزيناً..؟) استثمرت فعالية العتبات النصية ابتداءً من سيميائية العنوان بأسلوبيته الاستفهامية، التي ظلّت مشتغلة في العتبات الأخرى حتى النهاية، ففي عتبة الاستهلال يأتي تفعيل العنونة على هذا النحوبعد منتصف الليل بقليل لسعته هبة ريح باردة، شعر بالريح الباردة تخترق صدره، )أوه قال: (منذ متى نمت؟) لام نفسه، فكر منذ متى أصبح النوم يسترقه من الأفكار البائسة. تحسس جيبه، ما تزال الأوراق قابعة في جيب قميصه، خفق قلبه وقال: (من يدري؟ ربما يكون الخلاص في غد).تحسس أطراف وجهه وهمس: (هل أبدو حزيناً إلى هذا الحد؟). إذ يبدو سؤال عتبة العنوان محيّرأً ومُلبساً وغائراً في باطن الشخصية، وهو العصب السردي الذي تتحرّك حيوات القصة بدلالته، وإذا كانت العبارة المزيدة إلى عتبة العنوان (إلى هذا الحدّ)تنتج نوعاً من التخصيص السردي داخل متن عتبة الاستهلال، فإنها تتكرر بكليتها في عتبة الاختتام بعد أن يتقدّم ذلك توصيف أنوي خاص: (لم يكترث لنظرات الناس الفضولية، شبك يديه وراء ظهره، ومشى مطأطئ الرأس بين الزحام، في شوارع مكتظة، وجلبة، وصياح أبواق، وكان بين الفينة والأخرى يقول بصوت عال لنفسه: (أنا حمار، أليس كذلك. أنا حمار . هل أبدو حزيناً إلى هذا الحد ؟؟ (على النحو الذي تبدو فيه العتبات القصصية متشابكة في إطار عمل عتبة العنوان التي تتحدّر من أعلى النص حتى أسفله، في تفعيل منتج للدلالة تتطوّر بين عتبة وأخرى وطبقة وأخرى وصولاً إلى عتبة الاختتام. قصة (إفادتان) تطرح صوتين في سياق نظام التبئير وتشكيل وجهة النظر وزاوية السرد، صوت الرجل (الراوي) وصوت المرأة (الراوية)، وكلّ صوت منهما يسعى إلى الدفاع عن نموذجه وإقناع المروي له بوجهة نظره، وكلّ صوت منهما ينطلق من أرضية إنشائية ومنطقية وحجاجية تناسب وضعه في فضاء القصّ، على النحو الذي يحشد فيه كلّ ما هو متاح أمامه من أجل تغليب شهادته على شهادة الآخر.
يوظّف القاص في بعض قصصه الفولكلور والموروث الشعبي على نحو مركّز أيضاً، ففي قصة (السقوط)يعمل القاص على توظيف الكلام الشعبي الفولكلوري من أجل شحن الحادثة القصصية وإيقاعها ورؤيتها بمزيد من الحسّ والحرارة والدفق والألق. تندرج أغلب قصص(القاعة 117)في سياق النوع القصصي الموصوف بـ(القصة القصيرة جداً)، ويعمل فضاؤها السردي على الاستجابة لتقانات التشكيل السرديّ على المستويات كافة، ويمكن معاينة قصة (نوال) بوصفها أحد النماذج المركّزة في هذا الإطار، إذ هي قصة تذهب باتجاه تسليط كاميرا السرد القصصي على الشخصية المتمركزة في قلب الحدث، لكنها تمتدّ بآليات عملها على كل الدوائر المحيطة بها من أقرب نقطة إلى أبعد نقطة من أجل بلوغ أعلى نقطة تركيز قصصي ممكنةمشى دون أن يحدد وجهته، تذكر أن عليه أن يراجع طبيبه النفسي كما وعده، تلاشت الفكرة، كان يأمل بساعات أخف وطأة. أنشأ يراقب الناس، ويقول في نفسه: "ما أسعدهم !! لا بد أنهم ذاهبون لبيوتهم ولهم أطفال وزوجات ينتظرونهم، أما أنا فلا ولد لي ولا زوجة ولا بيت" وأخذ يرسم في مخيلته بيتاً غير موجود له وأطفال.
ينظر إلى جمهور المارة، يلمح بقايا ابتساماتهم، وآمالهم وأحلامهم، ويقول في نفسه: "أما أنا فلا ابتسامات لي، ولا آمال ولا أحلام أيضاً " ويقول: "إن كائناً مثلي يجب أن يختفي على الفور .." .. قفزت نوال إلى ذاكرته كأغنية ناعمة، تذكر عينيها وفمها، ثم هبط إلى خصرها الضامر، وتأمل ساقيها، حتى وصل إلى قدميها، تذكر مشيتها المتمايلة، وتذكر أيضاً كيف خذلته، وقتلت الأمل في قلبه.. انتظرها آخر يوم في الجامعة طويلاً، حتى رآها تدخل كلية الآداب، تلبس ثوباً أصفر، هذا اللون لن ينساه أبداً، حلق لها، وتحلق حولها كنسر، أومأت له بأدبها الرتيب أنها مستعجلة جداً وأرادت، فقط أن تتأكد من برنامج الدراسة، وتعود إلى البيت. لم يسألها أسئلة كثيرة، كان يراقب وجهها أكثر مما يتكلم، لم تفهم عطشه المتخلف، لم تراع انفتاق تفاهاته لها، ابتسم لها، وطلب أن يرافقها إلى الباب الرئيسي، رفضت ذلك بأدب، أحس رفضها آخر طعنة ساخطة توجه له، ألح عليها، وقبلت أن يرافقها إلى المكتبة فقط، وصلا المكتبة دون كلام، كان متجهماً كنورس، بمحاذاة باب المكتبة، طلبت أن يتركها، أحس أن الطعنة تأخذ مكانها في قلبه، ألحّ أن يوصلها إلى ذلك العمود كما أشار، وتحت نبال إلحاحه سكتت، حين وصلا العمود، طلبت أن يفارقها على الفور، أحس أن الطعنة تتفجر في قلبه، قال: "أقصد ذلك العمود لا هذا" لم تتكلم، بل انشطرت عنه بعيداً، وبقي يرقب مشيتها حتى غابت بين زحام الطلبة.تلك المرأة التي تعبت من الركض أمامي ثم استسلمت . هربت منذ عامين. وحين أتحسس وجه ابنتي "شيماء" – فقط – أتأكد أنها كانت هنا حقيقة قائمة.) تنهض هذه القصة القصيرة جداً على فعالية التركيز القصصي في كل عتبات القصة وطبقات متنها السردي، إذ تبدأ بعتبة عنوانية ذات مفردة واحدة(نوال) هي اسم علم لا يألو القاص جهداً في استثمار دلالة الاسم على نحو (مُفارِق)، ولاسيما في تنوير طبيعة العلاقة الإشكالية بين الحاضر شخصية الرجل المريض نفسياً والغائب نوال، الرجل في أقصى حضوره ونوال في أقصى غيابها، ومروراً بالتحولات النفسية التي تعانيها شخصية الرجل وهو يبحث عن فرصة تواصل في المكان والزمن، وانتهاءً بحساسية العلاقة بين الحقيقة والوهم، والواقع والمتخيّل، والراهن والحلمي، في حوارية مرتبكة تتلاءم مع إلماح الراوي إلى أنّ الشخصية كان لها موعد مع طبيبها النفسي، وانتهاءً بتمثيل العلاقة داخل صوت الشخصية بينه وبين المحيط حين يصل إلى أبلغ مستوى من في معنى الخيبة. تمتاز هذه القصة القصيرة جداً بصنعتها المركّزة ولغتها السردية اللائقة لمستوى الحكاية ونموذج مزاجها، وقد حفلت عناصر التشكيل السرديّ باقتصاد عالٍ في حضورها بما يناسب الحال السردية العامة، وشهدت القصة بناءً إيقاعياً سردياً مركزاً أيضاً استجاب على نحو جيد للتجاذبات التي حفلت بها شخصية الرجل في حواره الذاتي الدامي وشخصية نوال في وهمها وغيابها وخفوت صوتها، في سياق الحوار والصراع ذي الطبيعة الدرامية المأساوية المتلائمة مع جوهر الحكاية ونموذج الشخصيتين.

جريدة الأتحاد
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية