ْْْ الخيـــانة ْْْْ

[زياد الحمداني (( جناح الأسير))]

أختي الفاضلة أ. أمواج..

موضوع شديد الدقة فلم ينحصر عنوان الموضوع في أثرٍ واحد بل تعدد ليكون ثالوثاً لا بد من الوقوف عليه ..

فالخيانة بجذرها اللفظي والمعنوي لا تفرقُ بين صفة الخائن هنا كانت للوطن أم للحبيب أم للصديق..

فجميعها حالة نفسية لا فرق بين الأثر المترتب عليها في تلك المكامن الثلاث وإن أختلف وقع التأثير فنجد الخيانة تستغرق الكثير من الزوايا وتزيد عن ثلاث وبرؤيتي المتواضعة أجد أن أعظم وقع لمفهوم الخيانة هي ما يتعلق بنفس الإنسان فجميع ما يترتب من أثر ينبع من الخيانة ملاذه تلك النفس الساكنة في دهاليز كينونته بحيث هي ما تدفع الجوارح إن لم يتمكن من السيطرة عليها فتخون النفس صاحبها ليخون في سبيلها كل مُحيط عاطفي يكون ماهية لمحسوس مادي أو معنوي سواءً كان الوطن أم الحبيب أم الصديق .


فما تراءَ لي سيدتي هنا أن الوطن كعموم يكوّن حيز بشري في مكان ما منهم الحبيب والصديق يكون وقع الخيانة لهُ ثقل لعمومه على كافة القاطنين لكن هنا تحجيم قيمة الخائن مقارنة بالوطن الشاسع بملايين النسمات وكل واحد لا يحمل عبئ ما تم تأثيره في جزئيةٍ من جزئيات مدلول الخيانة الوطنية في أمر خاص بعيد لربطه بشكل عاطفي يجعل كل قاطن في الوطن يشعر جرم ما ارتكبه الخائن بأمر خاص بناحيةٍ من نواحي الوطن العديدة ..

وما يتعلق بالصديق والحبيب فأراها تندرج عاطفياً ووقعهما مساوي لأي خيانة وأراها أكثر وقعاً من الوطن لعمومه بحيث لا يشعر الجميع بفاجعة خيانة الوطن كشعورك بغياب حبيب وفقد صديق فالتخصيص دائماً ما يحصر الواقعة على حيز محدود والضرر هنا أخف من ناحية ان عدد المتضررين اقل والضرر أشد عند شمول أكبر عدد تأثر بوقع الخيانة والوطن شعور معنوي يشعر به الجميع يمكن بسهوله أجتيازه عكس ما ذُكر في الصديق والحبيب..


بارك الله فيك أختي الراقية أ. أمواج على ما قدمتِ من لمحات أكاد أن أستغرقها ..