روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,978
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-08-2017, 11:38 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي قراءة في ديوان شاعر

يسرني أن أضع بين أيديكم هذه المحاولة البسيطة، حول قراءة في ديوان للشاعر عقيل اللواتي

قراءة في ديوان
أل م...ذلك الأمل الموؤود
للشاعر: عقيل اللواتي
مقدمة
إن للشعر حلاوة، وجمال يزهو به بين مجموعة الفنون الأدبية الأخرى؛ وذلك لما يمتلكه الشعر من خفة ولطافة تسري إلى القلوب والأرواح، وعندما نجد أن الشعر هو الأسبق في الظهور بين عوالم البشر نزداد يقينا أن له فعل السحر في حياتنا؛ فهو الناقل الفاعل للأحاسيس والمشاعر، والمعبر عنها في أبهى حللها؛ وهذا لما تفرد به الشعر من الأوزان والقوافي، والتحليق في عالم الخيال، ليصنع من الحالة الشعورية صورة بهية الجمال، صبيحة الوجه، تشرئب لها الأعناق، وتتداعى لها القلوب، وتأنس بها النفوس، وتسرح في كينوناتها العقول، كما أنّه وسيلة من وسائل المقاومة والصمود في وجه أيِّ تحدٍّ، أو أي عائق يصادف الإنسان مهما كان، وأنّه الطريقة التي تُظهر ثقافة وحضارة الشعب إلى جانب باقي أنواع الفنون والآداب.
يسرني أن أصحبكم مع هذه القراءة المتواضعة في ديوان ( أ ل م...ذلك الأمل الموؤود)، للشاعر القدير: عقيل بن درويش اللواتي.
حيث حط الشعر رحاله وطاب به المقام.
[/color]
أولا: المستوى المعرفي حول الشاعر:

الاسم: عقيل بن درويش بن يوسف اللواتي
المهنة: موظف بمديرية التربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة.
دائرة البرامج التعليمية- قسم الأنشطة التربوية(مشرف أنشطة تربوية)
المؤهل العلمي: دبلوم معلمين- بكاليريوس إدارة تربوية.
دواوينه الشعرية: سجدة قلب- إمضاءة في جيد حب- أيقونة عشق وأشياء أخر- نزف مضرج بالهوى.
ترانيم عشق لحاء الشهيد.
كتب العديد من الأوبورتات الوطنية- شارك في العديد والعديد من الأصبوحات والأمسيات، والفعاليات داخل وخارج السلطنة، وتم تكريمه من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس.

ثانيا: المستوى المعرفي حول الديوان:

اسم الديوان: أ ل م ذلك الأمل المؤود

القصائد: تضمن الديوان إحدى وثلاثين قصيدة، من الشعر الفصيح والشعر الحديث، مختلفة الأغراض الشعرية( المديح- الرثاء-الوصف- الغزل- الشوق والحنين- الهجاء).
السمة العامة للقصائد: جاءت في معظمها بكائيات؛ وهذا يدل على رقة مشاعر وأحاسيس الشاعر، وانصهاره في بوتقة آلام ذاته وقومه، فمعظم قصائده جاءت مشبعة بالألم، موشاة بالوجوم، مسكونة بالأحزان.
- يميل الشاعر إلى الرومانسية في جميع قصائده. بما تتفرد به هذه الرومانسية من:
الاحتجاج على سلطان العقل، والاتجاه إلى القلب بما يجيش فيه من المشاعر الملتهبة والأحاسيس المرهفة، والعواطف والقلق والاندفاع نحو الجمال، والالتفات إلى الماضي القومي بما يكفل للشاعر الكثير من التأمل والأحلام والحنين.
وما فيها من تمرد على جميع الأنظمة والقواعد والقوانين الاجتماعية، لبناء عالم جديد قوامه الحقّ والخير والعدل والمساواة، وغير ذلك.
أ ل م ذلك الأمل المؤود

وقفة مع العنوان[/color][/center]
إن من يتصفح ديوان الشاعر يكاد يلمس كينونة هذا الأمل الذي دفن حيا مخلفا في نفس الشاعر تشظيات وانشطارات عنيفة ينوء بها قلبه الرقيق، ولكنه ما زال يطارد هذا الأمل بالاستعطاف حينا، وبالدموع حينا آخر، فما زالت أطيافه مختبئة بين حناياه الممزقة، وتقطيع كلمة ألم(أ ل م) ما هو إلا تعبير عن الكثير من التمزقات النفسية، والتي يعجز الشاعر عن لملمتها؛ ليسهل عليه التخلص منها، وبالتالي سوف يحقق أمله الموؤود المشود. كما أن التعبير بالوأد هنا جاء ليضفي أبعادا أخرى للألم الذي يعتلج في نفس الشاعر، فيزيده حدة وشدة وعنفا، كما ألقت هنا الدال بظلالها من حيث كونها حرفا من حروف القلقلة، فالشاعر مضطرب المشاعر والأحاسيس يعاني من اضطراب نفسي تسبب فيه فقد أمله العظيم، والتعبير بنداء البعيد يشير إلى بعد مكانة وقدر هذا الأمل في نفسه، كما يشير إلى ابتعاد الحلم عن قبضته، فيزداد ألمه اللامحدود.
التجربة الشعورية للشاعر
الخبرة النفسية للشاعر حين يقع تحت مؤثر ما ( أي مؤثر ) بحيث يستهويه ذلك المؤثر ويسيطر عليه ، ويندمج فيه الشاعر بفكره وشعوره ثم يعبر عن هذه المعاناة بالإطار الشعري الملائم لها.
ولو جئنا لنطبق ذلك على شاعرنا، من خلال ديوانه هذا سنجد الآتي:
تنوعت التجربة الشعورية هنا عند الشاعر عقيل اللواتي، فنجدها بين كونها ذاتية وقومية في قصائده، مما وفر له صدقا أكبر في تجربته؛ لأنها أكثر التصاقا بنفس الشاعر، وهذا مؤشر على صدق تجربة الشاعر الشعورية؛ وذلك لتوفر صدق التعبير وصدق الانفعال في الحالتين.
فنجد الشاعر معبرا عن هذه الذات محلقا بها في فضاءات رحبة لا محدودة، وهو يقول في قصيدته: مساحة للدمع...!!!
لمساحة الوجع المخثر جرحه دمع وآه
وقيامة الأشياء لي
والهم لي
وصلاة آهات الثكالى كلها لي
لي بالدعاء محبة في الله حب
لي ما لديها من شجون

ونجده تارة أخرى يعبر عن شهداء قومه الذين تساقطت أرواحهم شرفاء في سبيل عقيدتهم، فيبثهم ثناءه العطر، فيسمو بذاته التي التحمت بهموم وشجون قومه، ليعبر من خلال هذه الذات الوفية العاشقة إلى قومه الذين يمجدهم، فيشاركهم الألم والأمل معا، وخير دليل على ذلك قصيدة: (الشهداء...سماء العشق)، والتي يقول في مطلعها:

للمبدعين الضوء باستشهادهم
...................صلى على أضوائهم قرآن
أنتم سماء العشق من آلائها
...................لما تورد بالهدى الإنسان


فكر الشاعر

حاول الشاعر جاهدا أن يبث أفكاره ومعتقداته، وفلسفته في الحياة والموت من خلال تجربته الوجدانية، متأثرا في الكثير منها بالفلسفة والمنطق، وقد وفق في ذلك بشكل كبير، ونجد ذلك واضحا من خلال أبيات قصائده كما في قوله:
صحار
وابتسمت كل الحياة بها
مذ أشرق المجد من عين الأساطين
تكلم الأفق في بحر النفوس هدى
لما أضاءت سماء الله في جيني


هنا الآن أغتال صمتي
وجئت نبيا
يبث الرسالة
أعبر نافذة الإنشطار
وعشت جميع الجهات
وكنتِ هنا الخامسة
لأنثى أراودها كل آن
عليها السلام
عليها السلام
عليها السلام


من هنا نستطيع القول أن الشاعر استطاع التأثير في النفوس بفضل تمكنه من الجمع بين صدق الوجدان وعمق الفكر وخصوبته. فهو هنا محلق في عوالم وفضاءات رحبة غير محدودة.
الصور التعبيرية
أولا: الألفاظ والعبارات
اللفظة هي مادة التعبير عن التجربة وهي في يد الشاعر كاللون للرسام والنغمة للموسيقي والحجر للمثّال أو النحات.
فلو تتبعنا الألفاظ التي وظفها الشاعر هنا في نقل تجربته الشعورية إلى المتلقي لوجدنا، أنه يحسن توظيف الألفاظ للتعبيرعن المعنى الوجداني، موظفا ظلال هذه الالفاظ وخصوصياتها، كما في قوله:

آلاؤنا ابتسمت
أمشاجنا عجنت
بحاتنا سمعت من صرخة الطين
..............
وظلي يخربش صفو الفضاء
وتلك المرايا
يعربد فيها السحاب
سواقي الحقيقة شح
لماذا؟؟

..............
سوف تبقى -يا نبيا- في سماء الله نور
كلما راوغك التاريخ
لملمتك حبا


فلو حاولنا وضع لفظة أخرى مكان ألفاظه التي عبر بها عن وجدانه، آلاؤنا-أمشاجنا- بحاتنا- الطين-يخربش-المرايا-يعربد-شح لما وجدنا لها من بديل ينوب عنها في التعبير عن حالته الشعورية.
كما نجد الشاعر أحيانا يميل إلى توظيف بعض الألفاظ ذات الوقع الغريب على مسامعنا، وهذا يشير بدوره إلى قدرة الشاعر على توليد الألفاظ والتلاعب بالكلمات التي تحقق له التعبير عن المعنى المراد، مع كونها دليلا على مقدرته اللغوية والأدبية الفائقة.
وكما يقول محمود قحطان: إن غربة اللفظ تقود إلى غربة المعنى أحيانا، وغربة المعنى تدل على بديهية عالية، ولكن المهم ألا يكون جلفا فتكرهه النفس،ونجد ذلك عند شاعرنا في قوله:
أستحلب الإشراق.
تغري الصراع بأنات تأدلجني
إني تدعبلني هوى قبلات.
وشفيف هو قلبي.
مجلببا في روحه ما يسعد.
عينها.. عفطة في صفاء الوفاء.
والنبض سر أرومتي متكوثرا
.


بناء العبارة
لا يصوغ الشاعر عبارته صياغة عادية وإنما يصوغها صياغة فنية خاصة بما تحمله من دلالات وإيحاءات، مراوحا بين الجمل الفعلية والجمل الاسمية، والأساليب الخبرية والإنشائية، وكل هذا عائد إلى تنوع الحالة الشعورية.
مثال على ذلك:
هل يظن الحاقد الملعون أن الرسم تشويها لقدرك؟
ما درى أنّك طه
ما درى كنه محمد
ثم قدمناه للأكوان زهرا
لوعى العالم منا

أنّ طه في سماء الرب فرقد
يمازج الشاعر هنا بين الأساليب الخبرية والإنشائية، ليثبت للعالم أجمع عظمة المصطفى في كل زمان ومكان، مستعينا ببعض مؤكدات الخبر(أنك- لوعى- أن طه)

يا من يسائل متعة عن سرنا
.................هذا أنا وسمائي الروعات


جمع الشاعر هنا بين الأسلوب الإنشائي(النداء) والخبري، ليدرك ذاته المشتتة الحالمة مؤكدا وجود هذه الذات وعظمتها.
ثانيا: الصور والأخيلة
الصورة في التجربة من أقوى وسائل التعبير عن الفكر والشعور تعبيراً مجسماً حياً مؤثراً ، وتنقسم بين الصور الكلية والصور الجزئية.
ولو جئنا نتتبع ذلك عند شاعرنا، لاتضح لنا:
أن الصورة الفنية عند الشاعر، صورة رحبة واسعة تحتل الإطار الفني أو التصويري للتجربة الشعرية متضمنة عناصر من الصوت واللون والحركة، وقد عجَّت قصائده باللوحات الفنيّة و الصور الرائعة التي استمدَّها من البيئة المحيطة ومن مخزونه الثقافي ،موظِّفاً هذه الصور لشدّ انتباه المتلقي.
كما في قوله:
الشوق
يأخذني أسيرا
حالما بين الأضالع
قبلتي سجاني
تشير إلى عسجدات الحنين
بأروع نزف
لأجمل ذات


..................
[color="redيا زفرة غصت بحلق الكون فاشتعل المدار
سلي سيوف المجد واستنطقي جرحا وثار.
وتوضأي من نزف جرح مل منه الانتظار
وتجملي- إن رمت إحراما- ثياب الاحمرار

كما نجده يعرج على الخيال النفسي الراقي، الذي يكون وجه الشبه فيه علاقة خفية لا نلحظها إلا بعد تأمل.
ساحاتك الحمر يا قانا مزمجرة.
في شرفة الأحلام ضوء.
صهوات الهوى- رسول المعجزات الخضر- بوح الشرايين

وغير ذلك من صور جديدة تقوم على علاقة خفية أو غير ظاهرة بين المشبه والمشبه به فتثير فينا التأمل، والغرابة والمتعة.

- الموسيقا
للموسيقا دور أساسي في الصياغة الشعرية؛ لأنها تساعد على وصول الأفكار والمشاعر في صورة صوتية تأنس لها النفس وتجد فيها متعة لا تجدها في الكلام الخالي من الموسيقا .
ولو تلمسنا ذلك عند شاعرنا، لوجدنا نصوصه تزخر بالكلمات الموسيقية التي تعين على إيصال مشاعره وأحاسيسه، فنصوصه حبلى بها؛ مما أدى إلى تكوين الموسيقا الداخلية المنسابة في تموجات متناسقة مع نوع الحالة الشعورية التي تعبر عنها في نصوصه الشعرية.
فظاهرية تارة: هذه الأرواح
في عطر انشراح

لسجع: الأرواح- الانشراح)

وتجلببي نورا تعثر في الثرى.
وتعثرت فيه الثريا

(الثرى- الثريا) جناس
وتمايست أغصانها في عزة
...................فبغزة انتصر الضيا وصباحي

بالمجانسة بين(عزة- وغزة)

أو خفية، كما في قوله:
غوثا أرى من منظر تحلو مفاتنه
....................فتستغيث، عليها الود يمتثل
رفقا بحال ذوت في الحب بهجته
............مذ صال جالت وذات البوح تختزل

حيث تشعرنا هذه الموسيقىا الداخلية بهزات نفسية تشيع في النفس عند قراءة الشعر أو سماعه وذلك نابع من الدلالات والإيحاءات الشعورية والفكرية التي تتعاون عليها.
أما الموسيقا الخارجية فقد تمثلت في وحدة الوزن والقافية، عند شاعرنا كما في قصائد الشعر العمودي لديه:
العيد وجهة أحلام ستبكيني
.............مشاعرا من نقاء الحزن تنطلق
لأنني وضياء الروح في وجع
..........أقتات مما أفاض الجرح والغسق

ووحدة التفعيلة في الشعر الحر الحديث:
والحزن ينخر ما تبقى من عظامك
يا وطن
عيناي
واحدة ستبكي
ترقب الأخرى

ا[color="red"]الوحدة الفنية أو العضوية[/color]
أن تكون الخواطر والصور مرتبة مترابطة متكاملة بلا اضطراب ولا تفكك وكأن كلا منها خلية حية تؤدي وظيفتها في موضعها وتساعد على تكوين خلق فني متكامل له قدرة على الإيحاء والتأثير0
وإننا نجد ذلك جليا عند شاعرنا من حيث الترابط العضوي الفني بين الصور والخواطر والأفكار المرتبة المنظمة في نسق فني بديع؛ بما يكفل القدرة على التأثير في نفوس المتلقين، ومع تعدد المشاعر وتنوع ألوانها في قصائده إلا أنها كلها نابعة من تجربة واحدة متناسقة في إطار تلك التجربة وكأنها لحن موسيقي تتنوع أنغامه ولكن في تناسق وانسجام .
وقفات نقدية
أولا: ظاهرة الغموض[/color]
ظاهرة الغموض في الشعر من القضايا ذات الأبعاد المتعددة؛ وذلك لتعدد المحاور المتصلة بها فظاهرة الغموض ظاهرة تاريخية عالمية، تلعب التحولات السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية-دوراً مهماً في ظهورها.
ولو أنعمنا النظر في ديوان شاعرنا، بلا شك سنجد هذه الظاهرة تهيمن على أبياته وسطوره ومقاطعه، حتى إننا في بعض الأحايين نعجز عن فهم مقاصده وما يرمي إليه، مثل:
إنها وردة روض ونجيمات صباح
سحرها جوهرة الأسرار
لما تكتشف في خدرها الأشباح
رائعا كالوردة الحمراء-يا أنت- الذي
في شرفة الأحلام ضوء


لغتي
تعانق ما تداعى من رحيق
خان ذاكرة الهوى
مدن الطهارة دنست منها الخلايا
والجنين البكر عمدا
ها هم وأدوا بكاه

نجد الشاعر هنا يمتلك القدرة العالية علي التخفّي والتمدّد الدلالي الّذي لا يعرف النهايات. وهكذا يحث الشاعر الخطا في جل قصائده هنا وخاصة في قصائد الشعر الحديث.
وأجدني مع الشاعر والناقد أدونيس في موقفه المؤيد من الغموض عندما سئل إن كان يحب الغموض فأجاب بقوله: " نعم، ولكن بالمعنى الشعري الخالص. أي المعنى الذي يناقض الألغاز والتعمية والأحاجي. فالقصيدة العظيمة لا تكون حاضرة أمامك كالرغيف أو كأس الماء وهي ليست شيئا مسطحا تراه وتلمسه وتحيط به دفعة واحدة... إنها عالم ذو أبعاد، عالم متموج متداخل كثيف بشفافيته.
ثانيا: المبالغات
تلك اللمسات الخفية والتحليق الخيالي بالعبارات التي قد تزين الشعر والشاعر، أو تقلل من مصداقيته فيما يقول، ذلك التحليق الذي يصل إلى حد الارتفاع الذي يمكن الجميع من رؤيته في السمو البديع، أو يبتعد كثيراً في مبالغته فيتجاوز رؤيتهم فيختفي ويتعدى حدود المعقول فيتراجع قبول قصيدته.
لو جئنا نبحث عن ذلك في معرض قصائد شاعرنا، وجدنا في قصائده ما يفيد المبالغة والغلو في مواضع كثيرة، نسوق منها على سبيل المثال:
جسدي خرقة تبر
لونها طهر بآيات الرياض
نسجت من فاضل الطين ارتضاها خير راض
لكأني سبحة في يده
قد سبحت
إذ خاط نسريني
وأهداني البياض


آمنت أن بطيبة كل السما
...............خرت تصلي شجوها بسلام
والعرش والكرسي نوح دائم
.................وملائك الرحمات دمع دام


لكنها في فضاء النور معجزة
..............هذا النقاء يصلي في ذرى فئتي
يا من جعلت وداد القلب مئزنة
...............حجي إلي لعل النور في جهتي


لا أفهم الله إلا عند نظرتها
..............فعينها مصحف يتلى لمن قرأوا
وطينها من جلال جل مُشْؤه
...............صلصالها كن وأمر الله والنبأ


ثالثا: معجم الشاعر
إن من يقرأ قصائد ديوان الشاعر يكاد يجزم بأن معجم الحزن والأسى، والثورة هو المعجم المهيمن والمسيطر هنا بجانب معجم الحب والعشق والهيام، ومعجم الزهورأيضا، وندلل على ذلك من خلال الألفاظ الآتية:
معجم الحزن والأسى .. معجم الحب والغزل
يمزق-الآه-الجوى .. غازلته-حب-نشوة
البن-عذابات-نزف .. قبلات-همس-متعة
هموم-نعش-ثكالى .. تتآلف-والهة-شوق
جراح-أوجاع-ودعت .. أحضان-رعشتنا-الود
أشلاء-متعبين-فقد .. بوح-يعانق-
شقوتي-الصراع-يرتعش .. -همسات-
الدمعات-الوجد-كابدت .. عناق-
القلق-البكاء-كدر.. اشتهاء
ناحت-قتلوه-نياحي.. أنثى
الكرب-النشيج-أذوب.. نبض
دمائي-الحزن.. رشفة

المعجم الديني .. معجم الأزهار والرياحين
صلاة-دعاء-مارقين .. ياسمين--فل
سجادتيه-طيني اللازب .. رياحين--سوسنات
العرش-الكرسي-أنبياء.. نسرين
سجود-مسجد-سورة .. خزامى-زهور
سور-بسمليني-آمين.. سوسن
كعبته-غارحراء.. نرجس
قبلتي-ركوعي.. النفسج

رابعا: تكرار بعض الكلمات والعبارات
لقد عمد شاعرنا إلى تكرار بعض الكلمات والعبارات على مستو القصيدة الواحدة وهذا نهج نهجه زمرة كبيرة من الشعراء، قديما وحديثا، ويأتي هذا النمط من التكرار على مبدأ الاختيار والانتقاء الذي يعتمده الشاعر, لعبارة ما وترديدها في ثنايا القصيدة ولفت انتباه القارئ إليها.
فهو بذلك يسلط الضوء عليها؛ لتصبح مركز الإشعاع في النص دلاليا وإيقاعيا.
فمن خلالها:
- يتحقق الانسجام الإيقاعي الداخلي للنص.
- تقوي الإحساس بوحدة النص الدلالية.
- تصبح من الكلمات المفاتيح في القصيدة التي لا يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها عند قراءتنا للنص الشعري..

- ونجد ذلك عند شاعرنا في: قصيدته (أ ل م..ذلك الأمل الموؤود)؛ حيث كرر لفظ: (يا وطن )ثلاث مرات في نهاية ثلاثة مقاطع من مقاطعها.
- وفي قصيدته: الشهداء سماء العشق، كرر الضمير (أنتم )ثلاث مرات.
وفي قصيدته: (فبأي آلاء الشعوب تكذبان)، كرر هذه العبارة المقتبسة من القرآن الكريم، خمس مرات في نهاية مقاطع القصيدة. وفي قصيدة: يا زفرة من تألفين
تكررت عبارة: (يا زفرة من تألفين)، ست مرات.
وعبارة: وكبري للاخضرار،ثلاث مرات متوالية.

خامسا: الاحتفاء بالأسماء والأجواء ذات الصلة بالمأثورات الشعبية والتاريخية والدينية

لقد أكثر شاعرنا بلا شك في الاحتفاء بالأسماء والأجواء ذات الصلة بالمأثورات الشعبية، والتاريخية، والدينية، وهو ما يسميه عالم النفس السويسري كارل غوستاف يونج " الذاكرة الجماعية للبشرية.

ونلحظ ذلك في قوله:
قد كرروا الطف المهيب بعشقهم
فتسابقوا إنا فداء حسين
سمعوا الحسين يصيح هل من ناصر
فتقدموا ورأوه رأي العين


أرض آمال الصباح
قد طرزته يد
من كربلاء دما..

ما كنت إلا دعبلا في ذاته
وأنا الذي ما خانه الإثبات


أدموا فؤادي حين أقلقني الردى
ودمي يسيل على يد السفاح


[COLOR="Black"]متزينب فيه الوداع وما أرى
..................إلا ربابه بالفيوض تجدد
زهراء رحمته يعتق نبضها
...............من نظرة وهي الحنان تجسد
وبتولة الرحمات تتلو سورة
.............من محكم الأحزان كانت تسجد

باسم الحسين[أعود يا رباه في
...............ساحات قدسك تائبا متورعا



[COLOR="Black"]أقول للوجد لما بالجوى بركت
قصواء روحي:
[COLOR="Black"]خذي أسمى قرابيني
تستقري الإبداعات علا
وتعيش حسينيا
بإباء خذ من زينب طهرا


[COLOR="Black"]والأهرامات تضج خلودا
ترقص أوراق الماضي الأعذب
وتداعب مجدالإسكندرشوقا
بهي
يبدع للتاريخ سماء بهاء..

[COLOR="Black"]مرت على روحي السماء فخلتها
................وحيا تنزل في حراء الوحدة

تحكي تفاصيل الجمال بلطفها
....................في عينها كون عكاظي فتي


[COLOR="Black"]والروح والهة تحن وطرفها
...................نحو البقيع يعيش بالأحلام


[COLOR="Black"] [COLOR="Red"]إسراء أحمد
وحد الدنيا انتماء لانتماءاتي
الحياة
سيطول وجدك يا غريبة أرضنا
ليلى.. وقيسك في غياب



[COLOR="Black"]ما درى أنك طهما درى كنه محمد
ما وعى أنك يس وحم وأحمد

هذا وبالله التوفيق
أم عمر



التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 25-08-2017 الساعة 02:15 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-08-2017, 02:25 PM
صالح السنيدي صالح السنيدي غير متواجد حالياً
رئيس قسم الشعر الشعبي
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 2,139

اوسمتي

افتراضي

الشاعرة الراائعه زهرة السوسن ..

هذة ليست محاولة هذا تفرد وإبداع ..

لي عودة .. للجلوس على طاولة نقدك وتحليلك لهذا الديوان .

شكرا لهذا الجمال .
__________________
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصائد لي على اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=YHOz_...eature=related

http://salehalsnady.blogspot.com/
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-08-2017, 12:53 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي

أبهجني حضورك الراقي هنا، أخي صالح السنيدي
واملي أن يكون لما سطرت روحا ترقى بها الكلمات والعبارات. دمت بكل خير.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21-02-2018, 10:40 PM
الصورة الرمزية إبراهيم الرواحي
إبراهيم الرواحي إبراهيم الرواحي غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 2,196

اوسمتي

افتراضي

زهرة السوسن.. ما هذا الجمال والتفرد والإبداع؟؟؟!!


شكرا لهذا الموضوع المثري
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21-02-2018, 10:41 PM
الصورة الرمزية إبراهيم الرواحي
إبراهيم الرواحي إبراهيم الرواحي غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 2,196

اوسمتي

افتراضي

غبت عن المنتدى أكثر من سنة..

وعندما فتحت المنتدى وجدت هذه المشاركة المهمة
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28-02-2018, 01:32 PM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي

حضورك الراقي، زاد الموضوع أهمية، شكرا لهذا الدوق اللطيف، أستاذنا الفاضل: إبراهيم الرواحي.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:13 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية