قبس من أنوار الخطاب السامي .. سالم الرحبي

فاطمه القمشوعيه · #1 12-11-2012, 10:44 PM

تمثل الكلمة السامية لحضرة صاحب الجﻻلة -حفظه الله ورعاه - في افتتاح اﻻنعقاد السنوي لمجلس عمان نبراساً نستضيء به في درب مسيرة النهضة المباركة التي يقودها عاهل البﻻد المفدى منذ بزوغ فجر النهضة المباركة ، وخارطة تحدد معالم الطريق من جهة وتقييم لعام كامل من العطاء والجهد الدؤوب من جهة اخرى ، لذلك ليس غريباً أن نتحلق جميعنا حول شاشة التلفاز أو نرهف السمع عبر المذياع للاستماع الى الكلمة السامية.. وما زاد من لهفتنا لﻻستماع الى الكلمة السامية لجﻻلته -أيده الله - هذا العام شيئان رئيسيان اضافة الى مجموعة من اﻻشياء اﻻخرى ، أولهما أنها تأتي في اﻻفتتاح الرسمي لمبنى مجلس عمان ، هذا المبنى الشامخ الذي تبوأ مكانه في قلب مسقط العامرة، ليأتي تأكيداً على المضي قدماً نحو بناء دولة المؤسسات والقانون، وعلى اصرار جﻻلته في أن يمضي بفكره الثاقب في أن تكون عمان دولة عصرية بكل المقاييس وفي مختلف المجاﻻت والأصعدة.
تتباهى الكثير من الدول العريقة ببرلماناتها التي بنيت في مختلف الحقب والعصور ، ولأن نهضة عمان الحديثة لم يمض عليها سوى أربعة عقود ثم تأتي نهضتها بهكذا صرح برلماني سيكون في المستقبل بمثابة الصرح البرلماني الذي تصاغ فيه مختلف الرؤى والطموحات وتنطلق منه أفكار البناء والتشييد ، يعني أن عمان الحديثة تمضي قدماً في الطريق الصحيح الذي اختطه لها جﻻلته - أيده الله - وليؤكد أن مبدأ الشورى الذي يؤكد عليه جﻻلته دائما سيبقى في أولويات جﻻلته ، ليكون المواطن مشاركاً وفاعﻻً في رسم مﻻمح المستقبل ، وقد سبق المبنى الصﻻحيات التشريعية والرقابية التي منحها جﻻلته لمجلس عمان بشقيه مجلس الشورى ومجلس الدولة.
والناظر بعين المتأمل سيجد أن جﻻلته استطاع أن يحقق سبقاً لم يتحقق في أي دولة قبلنا ، وهو أنسنة النهضة المباركة ، والأنسنة تأتي من خﻻل القفزات النوعية والوثابة التي استطاعت أن تحققها النهضة خﻻل أربعة عقود فقط ، وهي أعوام ﻻ تعتبر شيئاً في عمر الدول والحضارات ، ولنتأمل قول المولى جل في عﻻه (حتى اذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي) واﻻربعين في نهضتنا المباركة لم ترتبط باﻻنسان فحسب ، بل ارتبطت بالمنجزات التي حققتها النهضة المباركة ، وهذا دليل على اﻻرتباط الوثيق الذي أوجده جﻻلته بين اﻻنسان العماني وأرضه. فاستطعنا خﻻل أربعة عقود فقط أن نصنع ونشيد الكثير وأن نعيد النظر في كل مرحلة ونستفيد منها للمرحلة التي تليها ، بما يضمن المضي بكل ثبات وثقة.
اما الشيء الثاني الذي تنبع منه أهمية الكلمة السامية هذا العام فهو المستجدات والمتغيرات السياسية التي تحيط بعالمنا وهو ما أكد عليه جﻻلته بأن الفكر الشوروي الذي بدأنا به سيستمر مؤكداً على نجاحه المتسق مع مختلف مراحل النهضة ، بما يتفق وقيمنا الاجتماعية بمبادئها الراسخة.
كما تطرق جﻻلته في كلمته السامية الى الشوط الكبير الذي قطعته النهضة المباركة خﻻل السنوات الماضية في ارساء دعائم البنية اﻻساسية للبلاد ، وهو من الركائز الاساسية التي تقوم عليها أي نهضة ، لذا كان اﻻشتغال على أن تصل كافة الخدمات الى مختلف ربوع السلطنة بمساحتها الشاسعة وأطرافها المترامية ، صاحبها اشتغال حقيقي على بناء اﻻنسان العماني فكراً وتعليماً، وهو ما نوه اليه جﻻلته في بداية الكلمة السامية من أن الانسان العماني بلغ "مستوى من الوعي والثقافة واﻻدراك والفهم في تعامله مع مختلف اﻻراء والحوارت والنقاشات".
***
حديث جﻻلته عن القطاع الخاص حمل في طياته مضامين سامية وطرحاً سامياً سواء في مخاطبة القائمين على هذا القطاع او الشباب المنتمين له ، حيث أكد جﻻلته على أهمية أن يساهم هذا القطاع مساهمة فاعلة في خطط التنمية الشاملة بما يوثق العﻻقة بينه وبين العاملين فيه من خﻻل اﻻرتقاء بمستواهم المعيشي والسعي الى تذليل الصعاب والعقبات لهم ، حتى يحسوا باﻻمان وهم يخدمون فيه ، كما وجه خطابه للشباب بضرورة اﻻنخراط في أي عمل يرتقي بعمان وأن يحقق ذاته في هذا القطاع الذي يعتبر المستقبل الحقيقي والضمان الأمثل في السنوات القادمة ، ﻻسيما مع النهضة اﻻقتصادية التي تعيشها السلطنة من خﻻل المشاريع العمﻻقة التي تنشأ هنا وهناك ، وبما يفتح أفاقاً أوسع من الخيارات أمام الشباب ويضمن لهم وظائف بمميزات قد ﻻ يجدها في باقي القطاعات.
***
أخذ التعليم ومنذ بزوغ فجر النهضة أهمية كبيرة ، ولم تخل الخطابات السامية من الحديث عن أهميته باعتباره من أساسيات التنمية ، ويأتي انشاء مجلس التعليم كتأكيد على أهمية هذا القطاع ، وما دعوة جﻻلته لمجلس عمان الى تقديم رؤاه وافكاره لمجلس التعليم إﻻ دليل على الثقة التي يوليها جﻻلته بمجلس عمان وضرورة اشراك المواطن في رسم مﻻمح التعليم والنهوض بهذا القطاع ، ومراجعة كل سياساته وبرامجه بما يضمن تماشيه مع كل مرحلة من مراحل النهضة المباركة ، وبما يتوافق مع متطلبات المرحلة الراهنة.