لماذا يميل كل شخص لحلال الآخر

[جاسم القرطوبي]

(( من حر قه قلب والعبرة بعموم اللفظ لا خصوص السبب))

مقدمه :

إننا نحتاج إلى :
دقيقه لنجد شخصا مميزا
وساعة لتقديره
ويوما لنحبه
ولكننا نحتاج إلى :
أيام عمرنا كلها لكي ننساه
فتذكر دائما قد تنسى العيون من
رأت ولكن القلوب لا تنسى من أحبت

قال تعالى : ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ، صدق الله العظيم ، تساءلت أحيانا عن سبب توجه بعض الأشخاص لشخص متزوج أو متزوجة وهما لكلٍّ منها بعلاقة أخويه يستخرجان منها راحتهما القلبيه مع شريك حياتهما ، وأتكلم هنا عن بعض الأشخاص البالغين الفاهمين الذي سنُّ بعضهم قد يفوق الثلاثينات مع تحفظي على بعض العلاقات لمن الفرق بين عمريهما في السن ما يظنهما السامع لهما والرائي كابن وأمه أو أمٍّ وحفيدها وإن عظمت الأجسام ؛ أقولها من باب النصيحة لا لشي آخر لقول الحبيب المصطفى : الدين النصيحة أو قد يقع على بعض كلامي من يصلح الله تعالى حالي وحاله ، فحزني ليس على من هكذا وضعه ولكن حزني له .
شخص فقد من زوجته/زوجها معاني لا يصفها الواصف بالقلم فابتدأ الألم في بحث كل منهما عن قصاصته الثانيه التي لم تسعد نفسها أو أتته باحثه عن نفس الشيء ، ورغم هذا يبحث معها شأن قلبه أو يحاول قلب حالها لأحسن حال، ولسان حاله يقول بالعماني : مو الوازي لا تجتهد/ين مع شقك الثاني من أجل الإصلاح بينما هو يرمي في عينها الشوك للتعويق ، ففاقد الشيء لا يعطيه كما يقال، وأقول - أنا - : وإن وجده لاستأثر به لنفسه أولا فهي الأولى ودائما أبدا ، إنَّ من يعشش في باله أن فلانا بيديه سعادته لهو واهم جدا ،ومن قال : أنَّ سعادته عند الله تعالى ثم يتواصل مع حلال الثاني ويُغضب إلهه فهو من الكاذبين على أنفسهم بكذبه قد لا يصدقها معه غيره ، وفي هذا يروى أنَّ مزارعاً بسيطاً كان كثير التردد على ديوان هامان وزير فرعون ومستشاره الخاص، ولفت هذا انتباه فرعون مما دعاه الى سؤال وزيره عنه وسبب منعه من مقابلته أي مقابلة فرعون. كان رد الوزير بان ما يطلبه ذاك المزارع صعب بل مستحيل التنفيذ فهو يطلب منك سيدي احياء بقرته التي نفقت والتي كانت بالنسبة له كل شيء. لذا لم ولن أسمح له بمقابلتك. ورد فرعون قائلا: بأن الطلب ليس مستحيل التنفيذ أليس هو- أي فرعون- سيد القوم وإلهاهم كما يدعي؟! ومن هنا جاء رد الوزير المشهور على هامان يا فرعون.

آدمي :

إذا كان أبوك آدم في الجن ونعيمها وعصى إلهه لأجل عين زوجته ، فكيف تسعد بعصيانها وإغضابها بشي يغضب إلهنا وخالقنا أم كيف في شقوه هذه الحياة أن تنعم بإغضابها أو تنعم مع سواها في ملاهي ومواقف ومنتديات تجعلك تواصلك الهادف إلى هدف مقيت يستحي الحيوان الذي استثناه الله – حشمة - من معصية بعض الخلق بقوله : أولئك كالأنعام بل هم أضل. وكم يقتلني قلبي عندما أسمع أو أعايش بعض الشخصيات في هذا العالم الوهمي يعجبك قلمهم ويتعبك ألمهم ويقتادون كبعض ما أستحي وصفه للموت بسبب موت الأخلاق لا الاختناق ، تشتكي من زوجتك لمن.! وتكلم من عنها ، شاكيا .!وتأمل ممن تعويضك نقصها .! ألمن لا تملك إسعاد نفسها مع زوجها كما لا تملك اسعاد نفسك مع زوجتك !ولا أتكلم هنا إنك تقصد الحرام - وأنا أحشمك يا آدمي من باب حسن الظن - فلن أحلل وأحرم مفتيا فلربما لحيتك أكبر من لحيتي وتعرف الدين أكث مني ! ولكن أسألك عن شي واحد أنك تصف نفسك بالنسر وغيرك بالعصفور والعصفور يستعرض عضلاته مثلك مع فارق كبير ، أن العصفور عندما يرى أنثاه يطير لأقصى منطقه مرتفعه ثم يهوي ليرتطم على شجره ربما مهلكه بينما أنا وأنت نستعرض لحوا وقفتنا معها بالكذب والافتراء وباللسان الذي هو على شكل النيران .

حوائي:

أيزعجكِ من (سي السيد ) رتابته طوال تلك السنين وعدم تجهزه لك كما كان الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ! رغم أنه أعمى يتزين لزوجته ويقول : أحب أن ترى مني ما أود أن أرى منها . أم يتعبك الملل الزواجي فمن هنا آن أن تعلمي وأنتِ المثقفه حتى الثمالة أن الخبير النفسي تيري اوربش اختتم مقالة كتبها تعقيباً على دراسة أسهم في إنجازها حول دور الملل في هدم الحياة الزوجية وزيادة معدلات الطلاق قائلا : الأزواج الذين تجاوزت مدة ارتباطهم العشرين سنة، هم أقل شعوراً بالملل في حياتهم الزوجية، ومن ثم فهم أقل عرضة للطلاق.
أقسم لك من واقع معاصره حياتيه أن آدم الطين هذا ليس ملاكا وفلربما أنتِ أرحم حالا من زوجته ،فاقتناع كلا الطرفين بالآخر وتقبله إياه كاقتناع المرؤوس بالرئيس يتكون بعد أن يتأكد الطرف الأول (المرؤوس) من توفر خصائص ومواصفات القيادة في الطرف الثاني (الرئيس) مثل الكفاءة والمصداقية والرؤية الواضحة والاتزان والمنطق والجرأة وفوق ذلك كله مدى امتلاكه للسلطة والصلاحيات المرتبطة بالمركز أو المنصب الوظيفي .
إنَّ فولت الحب بينكما بعد هذه السنين فلا يستأذن أحد منا حتى يستأذنكما وإن تصدقيني فانظري إلى قوله تعالى :وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ صدق الله العظيم .

أبنهما أو ابنتهما :

أطالب منكما أن تعشيا حياتكما باستغلال حب والديكما لكما ولتعيشا ذلك مع هذه القصه وهي خاتمه العقد بإذن الله
يحكي أحدهم:
ذات ليلة تعارك أبي وأمي فأغضبته فضربها ثم غادر البيت إلى صديق له اتصل به ،عدت إلى البيت ، فوجدت أمي تبكي
سألتها: مالك يا أمي ؟
فالت : أبوك ضربني !
سألتها : لماذا ؟
قالت: حدث كذا وكذا... وراحت تحكي !
كنت أراها هي المخطئة لذلك رحت أعنفها بشدة
حتى سبتني، فغضبت، فنهرتها بكلمات ثم دخلت غرفتي بعد أن اتهمتها أنها تريد أن" تخرب البيت "
خرجت بعد نصف ساعة من غرفتي فوجدها في سريرها نائمة ، فتعاطفت لحالها ، واكتشفت كم كنت قاسيا !ذهبت إلى حجرتي، واخرجت لوحة كبيرة وكتبت عليها :
{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ }
وتحسست الطريق إلى غرفتها، حتى علقتها على السرير ثم قبلتها، وغادرت إلى حجرتي ، ونمت .عاد أبي ليلا إلى البيت ، فلما أضاء نور الحجرة، وجد اللوحة الكبيرة معلقة على السرير .
ظن أبي أن أمي هي من وضعت اللوحة فأيقظها وظل يقبل رأسها أن تسامحه، بينما أمي تظن أنه هو من وضع تلك اللوحة الكبيرة أعلى السرير .

خاتمه : معادله اكتشفتها من واقع الحياة

الزوجه التي تبحث عن الحنان من غير زوجها + الزوج الذي يبحث عنه من خارجه ؛ فإن الناتج يكون = أولاد يبحثون عن الحنان في خارج بيتهم أو دينهم ، ‏وبسندي إلى ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله ‏عليه وسلم : كل مولود‏ يولد على الفطرة ‏ فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها ‏ ‏جدعاء .متفق عليه .

والآن ما رائك عزيزي القارئ؟


[CENTER][B]فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب صدق الله العظيم
جاسم القرطوبي