أربعة شعراء يحلقون بقصائدهم في سماء الإبداع

[فاطمه القمشوعيه]

1327346790033304500.jpg

ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الذي ينظمه المكتب الثقافي المصري في السلطنة، حيث أقيمت مساء يوم الاثنين 23\1\2012 أمسية شعرية شارك فيها :
من مصر الشاعران مسعود شومان وعلي عمران،
ومن السلطنة الشاعر ياسر المشيفري والشاعرة نورة البادية،
وأدار الأمسية الشاعر يونس البوسعيدي وذلك بمقر النادي الثقافي بالقرم.

وفي بداية الأمسية عرف مقدم الأمسية بالشعراء ذاكرا جانب من سيرتهم الأدبية، وقد افتتح الأمسية الشاعر الشعبي المصري مسعود الشومان الذي يعد رائد المجددين في جيله كما أنه أحد نقاد شعر العامية والمتابعين له من دواوينه أول بروفه - رجلى أتقل من سنة 67- بيجرب المشى على رجل واحده - الديك الفنان - اخلص لبحرك)، حيث أمتع القصيدة بإحدى قصائده عن ثورة يناير، التي كتب عنها ما يربوا عن ديوانين، وكان مطلعها "مصر فرسه مش ركوبه، فكروها مرجحايه رايحه جايه"، وقصيدة أخرى تحدث فيها عن الحسين سيد الشهداء، كما مقطع من قصيدة مطولة عنوانها " ما تقفش عند بداية الحواديت".

كما ألقى الشاعر المصري علي العمران مجموعة من قصائده الفصيحة منها قصيدته "العراق المريض" التي اتكأ فيها على البيت القائل "يقولون ليلى في العراق مريضة" مستحضرا المصائب التي تمر بها العراق مستذكرا تاريخ هذا البلد وأمجاده العريقة، كما ألقى قصيدة أخرى بعنوان "القرية الظالمة في حكايات شهرزاد" التي حكى فيها عن الواقع العربي وآلامه، واختتم قصائده بقصيدة "نانسي".

وافتتح الشاعر ياسر المشيفري قصائده بنص "الاسكندرية" الذي كتبه بعد زيارته لهذه المدينة الجميلة، ونص كتبه في تأبين أبيه، كما قرأ أيضا قصيدة عاطفية يقول فيها:
"سلم عليك الصباح وغار من عطرك
وسلم عليك المساء ونام في ليلك
اما انا ما قدرت ارحل قبل شكرك
بردان تحت السحاب وطقطقة سيلك
صدقني اني تعبت انساك وافتكرك
ونفس العبارات كذبة في مراســـــيلك
بك تبتدي هالقصايد والشعر شعرك
اعقد لك الشوق في اطراف منديلك"

وألقت الشاعرة نورة البادي مجموعة من قصائدها منها قصيدتها "حلم نارنج"، و"على خطرات الشوق"، وقصيدة "نصل الورق".

الجدير بالذكر ان الاسبوع الثقافي المصري افتتح في يومه الاول السبت 21\1\2012 وذلك بافتتاح المعرض التشكيلي ،وقد أقيم المعرض بمقر الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وقد رعى حفل الافتتاح سعادة السفير عمرو الزيات سفير مصر المعتمد لدى السلطنة.
وعبر راعي الحفل عن سعادته بافتتاح هذا المعرض الفني الذي يأتي متزامنا مع احتفالات مصر بثورة 25 يناير، متحدثا عن طبيعة الأعمال الفنية التي شاهدها والتي امتزج فيها الواقعي بالخيالي في لوحات أبدعها الفنانون الذين ينتمون إلى مدارس تشكيلية مختلفة، مستعرضا أهم الفعاليات التي يتضمنها هذا الأسبوع ومن أهمها ندوة بمناسبة الذكرى المئوية للأديب المصري الكبير نجيب محفوظ، مؤكدا على عمق العلاقات التي تربط جمهورية مصر بالسلطنة.
وتنوعت اللوحات التي ضمها المعرض فتجد اللوحات الواقعية التي تشعرك بحميمية الحياة المصرية اليومية بزقاقها التي تذكرك بوصف نجيب محفوظ لهذه الأماكن في روايته زقاق المدق، كما وجدت مجموعة من اللوحات الانطباعية التي تظهر فيها الفتاة المصرية التي شكلها الفنانون من خلال خامات متنوعة منها اللوحات التي تم استخدام الرخام فيها لتبدو كمنحوتات حجرية غاية في الجمال.
كما أن اللوحات التجريدية كانت حاضرة في المعرض بألوانها المتناسقة التي تطيل التأمل فيها وتحاول استقراء أشكالها المتداخلة مع الحروف والأرقام التي تكمل تفاصيل مشاهدها.
وقد غلب الطابع المصري الفرعوني على لوحات المعرض حيث تنوعت الزوايا التي اختار الفنانون أن يستظهروا فيها الحضارة الفرعونية، من خلال الوجوه والملابس.
في زاوية أخرى من المعرض ترى اللوحات التي تظهر فيها الأشكال الهندسية المختلفة والتي تم تشكيلها من خلال الخشب، ويتوسط المعرض مجموعة من المجسمات الفنية، التي تناولت فكرة الطيران في عمل فني جميل، تم فيه المزج بين فكرة الطيران قديما وحديثا، فقوائم تلك المجسمات عبارة عن أرجل للطيور بينما جسمها وأجنحتها عبارة عن أجنحة للطائرات الحديثة النفاثة، وكأن الفنانة تريد أن تقول أن فكرة الطيران التي توصل إلى الإنسان هي نتاج مشاهدته وتأمله في قدرة الطيور على الطيران والتحليق.


1327257930033096900.jpg

وقد اقيمت يوم الاحد 22\1\2012 ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي ايضا والذي ينظمه المكتب الثقافي المصري في السلطنة، ندوة احتفائية بمئوية الكاتب الكبير نجيب محفوظ، ألقى فيها الشاعر والكاتب المصري يوسف شعبان ورقة تناولت الكثير من سيرة نجيب محفوظ الأدبية، واشترك في تقديم الأمسية الشاعرة د.سعيدة خاطر، نائبة رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ود. أحمد الششتاوي رئيس المكتب الثقافي المصري بمسقط، وذلك بمقر النادي الثقافي بالقرم.
في بداية الامسية قدم الششتاوي نبذة عن سيرة الشاعر يوسف شعبان، ومن ثم سردت سعيدة خاطر ذكرياتها بأول لقاء جمعها بيوسف شعبان وذلك في منزل ميسون القاسمي في الإمارات حيث حضر في تلك الجلسة مجموعة من الشعراء العرب، وتجاذبوا أطراف الأحاديث بينهم عن مستجدات الثقافة العربية، بعدها قدم شعبان دعوة إلى سعيدة لتحضر إلى ورشة الزيتون التي أسسها يوسف شعبان حيث ألقت مجموعة من القراءات الشعرية والنقدية، مشيرة إلى بعض المنجزات الأدبية ليوسف شعبان.
"كان من المفترض أن يكون عام 2011 هو عام نجيب محفوظ" هذه العبارة هي من مستهل كلام شعبان في ورقته، واصفا محفوظ بأنه هو صانع للوعي الفني والثقافي والفكري المصري متطرقا إلى مجموعة من العوامل التي جعلت منه كاتبا عابرا للأجيال، ومن أهم تلك العوامل أن نجيب نشأ في بيئة ليبرالية منفتحة على العالم، بالإضافة إلى أنه عاصر الكثير من الثورات التي كانت في عهد سعد زغلول، الذي كان يعزه كثيرا، كما أنه كان يحضر مع الشيخ علي محمود صاحب الصوت الشجي الذي وصفه محفوظ بأنه "صوت الوطن".
بعدها تتبع شعبان السيرة العلمية لمحفوظ وكيف أنه دخل كلية الآداب واختار أن يكون في قسم الفلسفة بإيعاز من أستاذه الدكتور طه حسين، ومن الأشياء الطريفة التي ذكرها أن محفوظ كان رياضيا من الدرجة الأولى حيث أنه كان لا يجارى في سرعة الركض، مما جعله صاحب نفس طويل حتى في رواياته وأعماله الادبية.
وأشار إلى أن محفوظ بدأ بكتابة المقالات التي كان ينشرها في مجلة الرسالة، وكتابة القصص القصيرة التي كان ينشرها في مجلة الرواية، معرجا على مراحل الروايات التي كتبها نجبي محفوظ والتي ابتدأها بكتابة الروايات التاريخية وكان طموحه أن يكتب 20 رواية في هذا المجال، ثم كتب أول رواياته الاجتماعية وهي "القاهرة الجديدة، ولعل من أهم ما جعل نجيب محفوظ يتحول من كاتب مغمور إلى الإقبال على تداول رواياته هي مجموعة من المقالات كتبها السيد قطب والتي كانت تشيد بروايات محفوظ الاجتماعية، حتى أن قطب قال: لو أنني أمتلك الإمكانيات لقمت بطباعة هذه الروايات ووزعتها على القراء بدون مقابل، وهي عبارة تدلل على إعجاب السيد قطب بروايات محفوظ.
كما تطرق شعبان إلى الثلاثية التي تحدث فيها عن رواية "بين القصرين" التي نشرها محفوظ مقسمة في مجلة الرسالة الجديدة وقد اعتني بها من ناحية الطباعة المصحوبة بمجموعة من اللوحات الفنية، كما كبت عن هذه الرواية مجموعة من المقالات النقدية في المجلة نفسها.
وناقش شعبان الفترة التي توقف فيها نجيب عن كتابة الروايات وهي من عام 52 إلى 57، ولكنه نشط في هذه الفترة في كتابة السينما، وهذا التعليل الذي ذكره نجيب في أنه اشتغل في هذه المرحلة بكتابة السينما التي كانت تدر له الكثير من الأموال، ولكن شعبان له وجهة نظر أخرى حيث يرى أن سبب هذا التوقف عائد إلى أن نجيب استنفذ النظرة الواقعية في ذلك الوقت، واصفا إياه بأنه يعتبر من أخلص كتاب الرواية في مصر، فلم يكن الهدف من كتابته هي المكاسب المادية.
وبين أن خروجه من الكتابة الواقعية دفعه إلى كتابة أشهر رواياته وهي "أولاد حارتنا" وقد صدرت هذه الرواية متسلسلة في المجلة قبل أن يتم طباعتها بشكل كامل، فلذلك نلحظ الكثير من التغيرات التي وجدت في النسخة التي صدرت متسلسلة والنسخة التي طبعة مجتمعة، موضحا إلى ان الطبعة الكاملة للرواية هي التي صدرت باللغة الإنجليزية، لأن الإنجليز عندما أرادوا طباعة هذه الرواية طلبوا من محفوظ أن يعطيهم النسخة الورقية التي خطها بيده ليقوموا بالطباعة من أصل الرواية.
هذه الرواية التي شغلت الناس في تلك المرحلة تم مواجهتها من قبل الإسلاميين فقد تم تشكيل لجنة في وزارة الأوقاف المصرية اسمها لجنة الدفاع عن الإسلام وطلب من محمد الغزالي في أن يستصدر قرارا في هذه الرواية فأصدر قرارا بمنع هذه الرواية وتكفيرها وكانت هذه أولى الضربات التي تلقاها نجيب محفوظ، ولكن سليمان فياض الذي يعمل في وزارة الأوقاف، كان أول من كتب عن هذه الرواية في مجلة الشهر، مشيرا إلى أهميتها لتفهمه للرواية.
هذه الرواية كثر الحديث واللغط حولها وكتب عنها النقاد، وقد قام الإسلاميون الذين كفروا هذه الرواية بتفسير رموزها بإرجاعها وربطها بالإسلام، حيث أنهم فسروا ذلك بالقصص القرآني، مما حدى بهم إلى تكفيرها، على الرغم من أن أغلبيتهم لم يقرأ تلك الرواية.
وأكد شعبان بأن الرواية لا تمس الرموز الإسلامية وإنما يمكن تطبيقها على الواقع السياسي في مصر في تلك الفترة، فالجبلاوي هو السلطة القاهرة، والخلاصة من هذه الرواية هي التحام العلم مع الدين.
وقد عدد المحاضر مجموعة من الذين انتقدوا الرواية منهم الشيخ عبد الحميد كشك الذي تطرق في خطبه إلى نجيب محفوظ، كما أصدر كتاب "ردي على نجيب محفوظ"، ومنهم عمر عبد الرحمن الذي أفتى بإهدار دم محفوظ مثلما أفتى الخميني بإهدار دم سلمان رشدي.
ونجيب محفوظ كان ضد نشر الرواية إلا بعد موافقة الأزهر، وهذه القضية أثارتها السلطات الحاكمة في ذلك الوقت حيث كانت هنالك رغبة عميقة من السلطة لاستبعاد هذه الرواية ونبذها حتى لا تقرأ من المنظور السياسي، وفي نهاية المحاضرة فتح باب النقاش أمام الجمهور

[مجلة السلطنة الأدبية]

أخبار متألقة
بالتوفيق للجميع

[سالم الوشاحي]

الأخت الفاضله فاطمه القمشوعيه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لكِ على هذا الأثراء الراقئ

تقرير رائع ومفصل

بارك الله فيكِ أخيّه