إدارة الملتقى الأدبي تُناقش الشباب فيما يحلمون

[سالم الوشاحي]

النسخة التاسعة عشرة في سبتمبر المقبل -
بين تغيير المسمى ووجوه المحكمين واستقطاب الفنون والموازنة ! -
كتبت: هدى حمد -

التقى مدير دائرة الآداب والفنون بوزارة التراث والثقافة سالم البهلولي صباح الأمس بعدد من الكتاب والإعلاميين والفنانين المسرحيين والفنانين التشكيليين، وذلك للتشاور حول الملتقى الأدبي التاسع عشر للشباب، والذي من المتوقع اقامته في شهر سبتمبر القادم.
حيث تمّ استقطاب عدد من الأسماء ممن ساهموا بمشاركاتهم العديدة في تصاعد الملتقى، كما أنّ البعض منهم تشكل وعيه بالكتابة والفن عبر مشاركات متكررة في محافظات السلطنة العديدة التي عبرها الملتقى، وساهم في تحقيق مبدأ الالتقاء بين الشباب على اختلاف مشاربهم الثقافية.
وقد أشار سالم البهلولي في بداية الاجتماع إلى أن: "هذا الملتقى يذهب بكل أفكاره وطاقاته إلى الشباب المبدعين في مختلف النواحي الأدبية والفنية، ولذا من الجيد أن يتم الاستماع إلى الشباب وإلى مقترحاتهم التي من شأنها أن تساهم في خدمة الملتقى وتأخذ بيده إلى آفاق يطمح إليها الشباب، ويأمل أن تضيف المزيد إلى رصيده المعرفي، خصوصا وأننا الآن في مرحلة التحضير للملتقى الأدبي في نسخته التاسعة عشرة ".
وعندما فتح باب النقاش، تحدث الشباب عن ضرورة توثيق مجريات الملتقى، وذلك عبر الاصدارات ، وعبر التوثيق الإعلامي، لأنه ينقل التجربة إلى شباب آخرين لديهم الرغبة والفضول للتعرف على الملتقى، وكيف يدار.
وقد تمّ اقتراح أن تكون الجوائز غير مادية، كأن تكون هنالك فرصة للمشاركة في ملتقيات عربية وخليجية تضيف إلى تجربة الشباب الشيء الجديد.

تغيير المسمى

بعدها اختلفت الآراء حول مسألة تغيير مسمى الملتقى الأدبي إلى مسمى جديد، فالبعض كان يميل إلى إبقاء المسمى لأنه ترسخ في الذاكرة، واصبح له وقعه الخاص في الأذهان، ومن الصعب أن يتم نسف كل هذا التاريخ الطويل بغمضة عين. بينما هنالك من كان معترضا على الاسم ويقترح عنوانا جديدا يتضمن كلمة "الفن".. كأن يكون "ملتقى الأدب والفن" لأن المعرض التشكيلي يأتي بأهمية كبيرة داخل الملتقى، ولكن للأسف وكما أشار عدد من الفنانين الذين حضروا الاجتماع: "تأتي حلقة عمل الفن التشكيلي على هامش الملتقى، كما أنّه لا يحظى بالتغطية الإعلامية الجيدة".

الترويج الإعلامي

تمّ الحديث أيضا عن التغطية الإعلامية الضعيفة مقارنة مع حجم الجهد التنظيمي الكبير الذي يبذل لتحضيرات الملتقى، وتم الاتفاق على ضرورة أن يتم الترويج الإعلامي بصورة أفضل مما هو عليه الآن.. مع ضرورة عدم الاكتفاء بالإعلام التقليدي المرئي والمسموع والمقروء ، وإنما بث المادة الخبرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة . إضافة إلى ضرورة تفعيل موقع "الملتقى" الالكتروني طوال أيام السنة، ليس أيام الملتقى وحسب.

وجوه مكررة

كما تم التطرق أيضا إلى أوراق العمل، والتي للأسف البعض منها غير مُحكم، وقد تقع هذه الأوراق في خطأ إدراج معلومات غير دقيقة خصوصا فيما يتعلق بالأدب الشعبي الذي تغيب الكثير من المرجعيات عنه. كما تم التطرق إلى لجان التحكيم وتكرار الوجوه وعدم العدالة أحيانا في النتائج حيث تفوز بعض القصائد المكسورة، وهذا أمر سبق وأن حدث في الملتقى في أعوام سابقة بفعل المجاملات، أو عدم تمكن لجان التحكيم. كما أشار البعض إلى ضرورة أن يمتلك المحكم أدواته النقدية، وليس بالضرورة أن يتم وضع حساسيات البعض من النقد في عين الاعتبار.

دون الثلاثين

كما ركز الشباب على أنّ المشاركين هم من دون الثلاثين عاما وهم بحاجة إلى فرص التقاء حقيقية مع لجان التحكيم ومع آرائها حول الأعمال التي اشتغلوا عليها. وتم اقتراح أن تكون الفترة الصباحية فترة تعقيبية على النصوص المطروحة ، لا أن تكون أوراقا عامة، وليس بالضرورة أن يكون المعقب هو من لجان التحكيم، لتفادي بعض الحساسيات.

حلقات العمل

كما تمت الاشارة إلى حاجة الشباب إلى حلقات العمل التي تطور من وعيهم ومن مداركهم المعرفية أكثر من الحاجة إلى النتائج الجاهزة التي تتلى في نهاية حفل الاختتام، لضمان أن يخرج الشاب بفائدة أكبر. وكان أن اقترح أحد الحضور أن يكون النص الذي يقدمه للمسابقة هو بطاقة دخوله إلى الحلقة، بحيث يتم الاشتغال على النص وتطويره مرحلة عقب مرحلة.. مع ضرورة استمرار أن تكون لجان التحكيم من أسماء عمانية.

ليسوا على الهامش

ولكي تحل مشكلة المجال الفني التي تُصنف دائما أنها على هامش الملتقى رأى البعض أهمية أن يحضر المعرض الفني في يوم الافتتاح، كما أنه من الجيد أن تتم استضافة أعمال عدد من الفنانين المعروفين، ويتم تكريمهم ودعمهم أيضا.
النقطة الأهم كانت تقوم على ضرورة تسويق الملتقى بشكل جيد. تساءل البعض حول غياب العرض المسرحي الذي حضر ثلاث إلى أربع مرات في ملتقيات سابقة، ومن ثم اختفى. فقد وجد الحضور من الشباب أهمية حضور الأدب إلى جوار الفن التشكيلي، وأيضا العروض المسرحية التي تقدم من أبناء المنطقة وإن كانت بسيطة، وذلك للدفع بهذه الفرق إلى الأمام، وأيضا يمكن الابتكار أكثر بحيث تشتعل أيام الملتقى بأطياف مختلفة من العطاءات، كأن تشارك السينما بعرض فيلم، بالتنسيق مع جمعية السينمائيين، وأن تحضر الموسيقى أيضا، لخلق حالة ثقافية متكاملة.

مبررات كافية

عقب البعض قائلا في نهاية الجلسة النقاشية المفتوحة.. "عندها سيصبح هنالك مبرر كاف لتغيير الاسم مع كل هذه الأطياف التي يمكن أن تطرح نفسها كعنصر أساسي في فعاليات الملتقى".. كما يتم التفكير أيضا بأن تعرض زبدة الملتقيات ونتاجاتها القوية من أعمال أدبية أو فنية في مسقط. ولكن تبقى اشكالية الموازنة مطروحة إلى جوار كل هذه الأفكار الجميلة والبراقة.. لذا من الضروري أيضا البحث عن شراكات مع قطاعات حكومية داعمة للشباب.

جريدة عمان