بينالي الشارقة

[سالم الوشاحي]

بينالي الشارقة آخر تحديث:الجمعة ,15/03/2013


د . بهجت الحديثي

بينالي الشارقة، أكبر حاضنة للفنون على مختلف أشكالها وأنواعها وأجناسها، بل هو أفضل سبل التنمية الجمالية، وتوسيع رقعة التذوق والوعي الفني والرقي، وتحقيق النهضة التي تشهدها الشارقة، التي أضحت بفضل جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، موضوعاً جمالياً قائماً بذاته .



حشود من الجمالية الفنية التي تشحذ البصر والبصيرة، وتشكل قيماً للخير والجمال، وتجعل الحياة العصرية أكثر عافية وأكثر جمالاً، كما قال صاحب السمو حاكم الشارقة نفسه في افتتاح “بينالي الشارقة” الدورة الثانية .



وها هي الشارقة، جمال في جمال في جمال، حدائق ذات بهجة، واحات خضراء، بحيرات تتجول فيها أسراب النوارس، نافورات ذات أضواء كأنها “قوس قزح” ملاعب أطفال، منتزهات، متاحف وأسواق تراثية وحداثية، تسر الناظر إليها، وتسعد عينيه، وتطمئن روحه بتلك السلسلة الفريدة من مساجد الرحمن المنتشرة في الميادين التي تطل على الحارات المختلفة، معيدة إنتاج أبهى وأزهى الأنماط الهندسية لفنون العمارة الإسلامية، التي جاءت ترجمة حية لرؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتصوراته وذائقته الرفيعة، وحسه الجمالي .



لقد كانت جهود سموه كبيرة في تجميل إمارة الشارقة عبر برامج فنية متنوعة، جمعت بين الماضي التليد والحاضر الزاهي الجميل .



أجل لقد كانت جهود سموه كبيرة في هذا المضمار الضروري والمهم في دعم الحركة الثقافية في عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، فلم يغادر سموه، صورة أو جزءاً من صورة جمالية فنية إلا وسكب عليها من غلالة نفسه ورحيق أحاسيسه، ما يثلج قلب الرائي، ويبعث في نفسه البهجة والسرور:



سلطان جمّلها، سلطان زيّنها



إذ بث فيها أزاهيرا وريحانا



بالنور مشرقة، بالعلم ساطعة



بالطيب طيبا وبالإحسان إحسانا



كأنها من جنان الخلد قد قطعت



طوبى لمن صيّر الكثبان بستانا



وظل سموه، يوصي ويشجع ويرعى الفنون والمبدعين، ويتيح لهم المجال واسعاً، من أجل أن تتسع فرص التلاقي، وتبادل الخبرات والتجارب بين الفنانين المحليين، وأقرانهم في الدول العربية الشقيقة، لمزيد من الإبداع .



وغاية صاحب السمو حاكم الشارقة، النبيلة وهدفه الرفيع، أن يجعل من الفنون، وسيلة إلى حياة مبدعة، وسبيلاً إلى اكتشاف الذات وتنمية مواهبها وقدراتها، والفن عند سموه، مرايا ووجوه الإنسانية في عالمنا الذي نحيا فيه، وما هو إلا تعبير جمالي عن الإحساس الذاتي تجاه ما يحيط بالإنسان من صور ومشاهد، كونية وطبيعية وإنسانية .



وعلى ما يبدو أن صاحب السمو حاكم الشارقة منحاز إلى نظرية “الفن للفن وللحياة” وما ذلك إلا لأن سموه، صاحب رسالة، عربية إسلامية إنسانية .



إذن نستطيع القول: أن لا حياة بلا فن ولا فن بلا حياة، وهذا ما نتحسسه ونسمعه ونراه في شارقة الثقافة والفن الإبداع .

جريدة الخليج