جامعة نزوى تفتتح موسمها الثقافي التاسع وتدعو إلى وعي استهلاكي رشيد

[سالم الوشاحي]

. أحمد الرواحي: إنشاء كراسٍ لدراسة النباتات الطبية العمانية ونواتج الأحياء البحرية وعلوم المواد والمعادن -
نزوى – محمد الحضرمي:--

شهدت جامعة نزوى صباح أمس حفل افتتاح موسمها الثقافي التاسع، والذي يرفع شعار (نحو وعي استهلاكي رشيد)، وذلك تحت رعاية معالي الشيخة عائشة بنت خلفان السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وحضور عدد من أصحاب المعالي، والمكرمين، وأصحاب السعادة والفضيلة، وأعيان محافظة الداخلية، والهيئة التدريسية وطلاب وطالبات الجامعة، ابتدأ الحفل بتقديم مشهد تمثيلي، يجسد رغبة الإنسان في فهم الحياة، وميوله نحن ثقافة الاستهلاك، ثم ألقى الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي رئيس الجامعة كلمة قال فيها: إن الجامعة دأبت خلال مواسمها الثقافية الممتدة، على الدفع بالنشاط الطلابي، للعمل على بلورة مفهوم من مفاهيم العمل الوطني، ترسيخاً للقيم ورفعا للوعي المجتمعي، ويأتي هذا الموسم بعنوان " نحو وعي استهلاكي رشيد"، تحقيقا لمبادئ التنشئة الصالحة، وتأكيداً على أهمية تكامل الجهود بين أفراد المجتمع ومؤسساته لاستدامة الموارد ونماء الوطن.
وقال أيضا: إن الجامعة تكمل عامها التاسع، وهي ماضية ولله الحمد في تحقيق رسالتها بعزيمة لا تعرف الوهن ولا الكلل، لأنها تستمد طاقتها مما أولاه لها هذا الوطن من ثقة، وما منحها قائدنا المعظم جلالة السلطان –حفظه الله ورعاه – من دعم أبوي ممتد يزيدنا دوما إصراراً على التفاني والعطاء بلا حدود.

6435 طالبا وطالبة

وأضاف الدكتور الرواحي: يظهر إنجاز الجامعة في نمو رأس مال الجامعة البشري من طلاب وأساتذة وهيئات مساندة، إذ تجاوز أعداد العاملين بالجامعة بنهاية العام الماضي (1450) شخصا منهم (753) عمانيا، بينما بلغ عدد طلبة الجامعة (6435) طالبا وطالبة من جميع مناطق السلطنة. بالإضافة إلى (65) طالبا وطالبة من (15) دولة يمثلون نواة الطلاب الدوليين الذين ستعمل الجامعة على زيادة أعدادهم في السنوات القادمة، لضمان مفهوم التنوع الطلابي كإحدى دعامات الجودة والتميز الطلابي.
وقال د. الرواحي: تضم الجامعة (89) مختبراً تدريسياً، و(25) مختبرا بحثيا، مما هيأ قيام الجامعة بوظائفها الأساسية على أكمل وجه، إذ قدمت أكثر من (2677) شعبة تدريسية خلال العام الماضي وأسهمت بنشر (236) بحثا محكما، و(29) رسالة أو كتاباً مؤلفا كما نال باحثون بها تمويلا لتسعة مشاريع بحثية من مجلس البحث العلمي وقدمت الجامعة تمويلا ذاتيا لعدد (16) من المشاريع البحثية الأخرى بكلفة إجمالية ناهزت المليون و116 ألف ريال عماني.

إنشاء كرسي للنباتات الطبية

وتحدث عن إنشاء الجامعة كرسيا للنباتات الطبية العمانية، ونواتج الأحياء البحرية وشرفت مؤخراً بموافقة مجلس البحث العلمي على إنشاء الكرسي الوطني لتطبيقات علوم المواد والمعادن بالتعاون مع جامعة كامبريدج البريطانية الشهيرة.
وأكد بأن الجامعة لم تتوان عن تقديم العون الفني والمادي والمعنوي لكثير من مؤسسات المجتمع في نطاق وظيفتها الثانية لخدمة المجتمع، وبكلفة ناهزت المليون ريال عماني للفترة الماضية، كما قدمت الكثير من العون والدعم لطلابها وطالباتها من خلال صندوق مساندة المتعلمين (صندوق مُعِين)، بلغ أكثر من (16.1) مليون ريال عماني خلال السنوات الماضية، وشمل العديد من المنح والبعثات والإعانات ووسعت الجامعة نطاق الاستفادة من شركائها المحليين والدوليين، كما أتاح خلال السنة الأكاديمية المنقضية لأكثر من (100) طالب وطالبة من أبناء الجامعة الاستفادة، من برنامج آفاق عالمية للدراسة الصيفية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، علاوة على (15) طالبا من طلاب الصيدلة والتمريض، لقضاء فترة التدرب في ماليزيا والولايات المتحدة، كما استضافت (47) طالبا من جامعات عربية مختلفة وانتدبت (30) طالبا وطالبة للتدريب بجامعات عريقة أخرى. وأتاح معهد التعلم مدى الحياة خلال العام المنصرم لقرابة (1125) مشاركاً الاستفادة من دوراته وخدماته المميزة. وفي إطار تدريب وتأهيل موظفي الجامعة فقد أتاح مركز إنماء الموارد البشرية (92) دورة للتدريب و(14) فرصة لنيل الماجستير والدكتوراه و(14) فرصة لاستكمال درجة البكالوريوس من موظفيها خلال العام الماضي.

تكريم الطلاب المجيدين

بعد ذلك تابع الحضور بث فيلم تسجيلي يتحدث عن المسيرة التعليمية لجامعة نزوى الفتية، بصوت الإذاعي حسن بن سالم الفارسي، وفي ختام الاحتفال قامت راعية الحفل بتوزيع شهادات التكريم للطلاب المجيدين والطالبات المجيدات، بدعم من (صندوق مساندة المتعلمين)، ثم افتتحت معرض الأنشطة الطلابية، والذي يقام في قاعة الحزم، إحدى قاعات العرض بالجامعة، بمشاركة 34 جماعة طلابية، من بينها جماعة الفنون، والترجمة، وأصدقاء البيئة، وطريق المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وجسور اللغة الإنجليزية، والإرشاد الطلابي، والصحافة والإعلام، وأصدقاء البيئة، ومختبرات المستقبل، ورياض الأطفال، وغيرها من الجماعات الفاعلة في الحراك التعليمي والمجتمعي، ويشارك في المعرض 15 مؤسسة حكومية وخاصة.
وفي ختام جولتها تحدثت معالي الشيخة عائشة السيابية راعية الحفل للصحفيين وقالت: إن جامعة نزوى دأبت كعادتها العناية الرفيعة لطلابها، وهي جامعة فتية، ولكنها عريقة بتجاربها، مستمدة من تجارب دولية عريقة، ونحن نرى أن المعرض بما يطرحه من أفكار يدل على مدى اهتمام الجامعة بتنمية مواهب وعقول أبنائها وبناتها، وسوف ترفد جامعة نزوى السوق المحلي بشباب وشابات منتجين، ويعملون في مختلف الحقول الانتاجية، ولديهم الحماس في تطبيق الأفكار العلمية التي يستقونها من الجامعة.
كما أكد الدُّكتور صالح بن منصور العزري رئيس اللجنة المنظمة، ومساعد الرئيس لشؤون الطلاب بالقول: إن الموسم الثقافي يرفع شعار "نحو وعي استهلاكي رشيد" للدلالة على أن الأوطان لا تبنى إلا بعقول وسواعد أبنائها، وهما يعملان معا من أجل تحقيق أحلام الإنسان، ورخاء الأوطان، و بذلك تنمو الأوطان، وتحقق اكتفاء في مختلف الجوانب الثقافية والمعرفية والاقتصادية وغيرها الكثير من المجالات، والتي لا تتحقق إلا بالوعي، كما تعمل الجامعة على غرس القيم في نفوس أبنائها الطلبة، ومن بينها قيمة الاستهلاك الرشيد، النابعة من الاستشعار بالمسؤولية، والحفاظ على مقدرات وطننا وعدم إهدارها، فرسالة الجامعة غايتها نشر الفكر الإيجابي، وهو جزء من رؤيتها المتمثلة في كونها منارة علم ورشاد.
وأكد أيضا: إن جامعة نزوى التي ستحتفل بعد عام واحد بمرور عقد كامل على افتتاحها، تهتم كثيرا بتنمية الوعي لدى المنتسبين إليها، من خلال إشراكهم في برامج ودورات تدريبية وعملية مكثفة، تهدف إلى خدمة المجتمع، والعمل معه يدا بيد، لتتحقق الشراكة الأهلية بين الجامعة والمجتمع.

العالم يتكلم شعرا

وستتواصل فعاليات الموسم الثقافي بصورة يومية وحتى يوم الأربعاء من الأسبوع القادم، بتقديم عدد من المحاضرات والنَّدوات، وحلقات العمل، من بينها فعالية العالم يتكلم شعرا، وتجربة حياة، وبرنامج تواصل، واليوم المفتوح للجامعة، ومحاضرة لأحد المشايخ العلماء بالسلطنة، ومحاضرة حول مراسلات سلاطين زنجبار، ومحاضرات في ترشيد الاستهلاك، وعدد من الأيام الرياضية والأماسي الشعرية والثقافية والترفيهية التي تقدمها جماعات الأنشطة الطلابية وكليات الجامعة.
وهذا ويشهد يوما الخميس والجمعة القادمان فعاليات رياضية، تقام في المركز الترفيهي بولاية منح، وينظم مركز الخليل بن أحمد للدراسات العربية أصبوحة شعرية، يشارك فيها شعراء من موظفي وطلبة الجامعة، بعنوان (العالم يتكلم شعرا)، تقام الأصبوحة في قاعة الشهباء بالجامعة، خلال الفترة من الساعة الحادية عشرة وحتى الواحدة ظهرا، وفي ظهر ذلك اليوم تستضيف أمانة شؤون الطلاب الشيخ سيف بن هاشل المسكري رئيس النادي الثقافي، ليتحدث عن حياته وتجربته في العمل الثقافي والسياسي، حيث سيعقد اللقاء بقاعة الشهباء.
وفي يوم الأحد القادم ستقدم الجامعة في موسمها الثقافي برنامج تواصل، تشرف على إعداده مركز خدمة المجتمع، يلتقي فيه رئيس الجامعة بالطلاب والوفود المشاركة، حيث سيقومون بجولة داخل مرافق الجامعة المتعددة، إلى جانب إقامة حفل تكريم طلاب برنامج آفاق عالمية، يعد البرنامج من قبل مكتب مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية، ويشرف عليه الدكتور مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية، وينتهي اليوم بمحاضرة سيلقيها سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، في المسرح المفتوح بالجامعة.

الهجرات العمانية إلى أسبانيا

وتم تخصيص يوم الأثنين القادم ليكون يوما مفتوحا للجامعة، وسيتم فيه تنظيم برنامج من قبل الكليات، تحت إشراف أساتذة وعمداء الكليات بالجامعة، ويتواصل الموسم الثقافي يوم الثلاثاء القادم بتقديم محاضرتين ثقافيتين، الأولى يقدمها الدكتور محمد المحروقي رئيس مركز الخليل بن أحمد للدراسات العربية، حيث سيلقي محاضرة بعنوان (مراسلات سلاطين زنجبار)، كما سيقدم مجموعة من خريجي الجامعة بتقدم محاضرة حول أهمية ترشيد الاستهلاك، وفي مساء ذلك اليوم سيشهد المسرح المفتوح بالجامعة إقامة أمسية شعرية لعدد من الشعراء، فمن السلطنة يشارك الشاعر فيصل الفارسي، ومن مملكة البحرين يشارك الشاعر إياد المريسي، كما يشارك الشاعر علي الخوار من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقام الأمسية بإشراف مركز التميز الطلابي بالجامعة، كما سيشهد يوم الأربعاء من الأسبوع القادم تقديم محاضرة تتناول الهجرات العمانية إلى أسبانيا، يقدمها د. جوستافو ترينزو، تحت إشراف مركز الخليل بن أحمد للدراسات العربية بالجامعة.
جدير بالذكر أن معرض الأنشطة الطلابية سوف يظل مفتوحا للزيارة خلال الفترتين الصباحية والمسائية، ويقدم أفكاره للزائرين، بما أنتجه المشاركون في أقسام من تجارب علمية وثقافية قيمة.

جريدة عمان