روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,802ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,340
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,504عدد الضغطات : 52,284عدد الضغطات : 52,386

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2010, 03:15 PM
الصورة الرمزية فيصل الزوايدي
فيصل الزوايدي فيصل الزوايدي غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 453
افتراضي قصص التراجيديا و الرمز " قراءة في مجموعة " قلعة الأرض " لفيصل الزوايدي

قلعة الأرض لفيصل محمد الزوايدي
- قصص التراجيديا و الرمز – بقلم خالد الاسود

صدرت أخيرا للقصاص التونسي فيصل الزوايدي مجموعة قصصية جديدة بعنوان " قلعة الأرض" و هي مواصلة لما عرف به هذا الأديب من مراوحة بين الواقعية و الرمزية و هو ما يحيلنا على مشروع سردي مكتمل العناصر واضح المعالم .
قصص الواقع :
غالبا ما يعتمد الأديب الزوايدي على رصد الطريف و الشاذ في الواقع اعتقادا منه أن اليومي و المتاح لا يعكس حقيقة ذلك الواقع و أن لبَّ القضايا موجود في الهامش . لذلك اختار شخصيات تعيش على هامش الحياة فاتخذت طابعا تراجيديا مسكونا بالوجع . ففي أقصوصة " انتحار " بدا البطل برِما بالحياة التي يلازمها الغبن نتيجة عذابات و خيبات فيقرر الانتحار و لكن الطريف ان يفكر في طريقة تكون اقل إيلاما و بعد أن فكرفي كل الطرق عدل عنها جميعا و قرر مصالحة الحياة و لكن عبثية الوجود تلاحقه فيموت بأفظع طريقة و هو في قمة التصالح مع نفسه . أما في أقصوصة " حياة سلام " فقد كان هاجس الشخصية أن تحقق الدعة و السلام و وجد ذلك في صبية تحمل في سيمائها البراءة كلها و السكينة و لما قرّر التودد إليها بإهدائها قطعة من الحلوى اُتهم بالتحرش بها و كان مآله السجن و كأن الحياة تعبث به و تنبئه أن الدعة التي يبحث عنها لن يجدها إلا في الأماكن المظلمة معزولا عن كل صلاته بالمجتمع . و يأبى القصاص أن يبقى في المحلية الضيقة رغبة في الانفتاح على قضايا الوطن الكبير و هذا ما يتجسد في أقصوصة " صباح فلسطين " و لكن التراجيديا هي نفسها هنا و هناك حيث تفتتح فلاحة فلسطينية صباحها بفاجعة قتل حفيدها في يومه الدراسي الأول و كأن العدو الشرس يأبى شروق المعرفة و يسعى إلى ظلام الجهل يخيم على الشعب الفلسطيني فيغيب وعيه ، هذا الظلام يتزامن مع ظلام الوجود حيث تسارع الشمس إلى الغروب و كأنها لا تريد أن تبقى شاهدة على تزوير التاريخ في جحيم الاحتلال .
أما قصة " الزيارة الأولى " فهي مغرقة في المأساة لأنها قامت أساسا على فكرة امتناع الابتسام في الحياة حيث لم يتسن للصديق المريض أن يبتسم إلا بعد موته لكأن التعاسة أبدية و السعادة وهم يأبى التجسد إلا في عالم البرزخ .
في أقصوصة " ليلة افتتاح " عرض آخر للمأساة تطرح إشكالية علاقة الشرق بالغرب من خلال معاناة رسام زنجي من عيون تحاصره بالرفض و الميز العنصري فاختار أن يكسر الحاجز عبر هدم صورة العبد الذي يشتغل بساعده لخدمة الرجل الأبيض كي يبني لنفسه صورة مغايرة للرجل الأسود تخرجه من دائرة العبيد و ترتقي به إلى مصاف المبدعين باقتحام ميدان الرسم علّه ينحت لنفسه كيانا إنسانيا محرما لكن عبثية الحياة تستكثر عليه هذا الحلم فيموت بحادث سير ليلة افتتاح معرضه إيذانا بتواصل قهر البيض في قاهر الأيام .
رغم تلك التراجيديا الطاغية في ما انف من قصص فإننا لا نعدم بعض الاضاءات في عتمة الواقع ، ففي قصة " قلعة الأرض " نجد تمثال الدغباجي ذلك البطل الوطني في بداية القرن العشرين الذي اعدم في ساحة المدينة على مرأى و مسمع من أهله و عشيرته . هنا التمثال يرفض رد تحية السارد و كأنه يؤجل ذلك إلى أن يقوم لديه دليل على أن أهل مدينته لا يزالون على القيم التي ناضل من اجلها ، و يجد ضالته في صبي يبيع مراوح يدوية للسياح و لكن سائحا يرفض أخذ البضاعة و يعطيه المال إحسانا فيأبى الصبي ذلك تمسكا بعزته و كرامته ، عندها يقوم الدليل للتمثال على أن أهل مدينته لا يزالون بخير و أن البركة في الأجيال القادمة ، فيقرر رد التحية و كأنها بمثابة إعلان الرضا على واقع الحال .
قصص الرمز :
تنطلق أقصوصة " شروق شمس " من علامة من علامات الساعة و هي طلوع الشمس من الغرب ليرحل بنا إلى عالم طوباوي لعلّه استلهام آخر للسيد المسيح الذي سيملأ الدنيا عدلا و إحسانا بعد أن ملئت جورا و عدوانا ، عالم مثالي يتمتع فيه الناس بالحرية الكاملة و العدل و الإنصاف و يخرق هذا الائتلاف بحادثة طريفة تمثلت في رفض شرطي قراءة كتاب عرضه عليه مواطن بسيط و احدث ذلك فوضى عارمة لولا تراجع الشرطي و اعترافه بالتقصير في واجب القراءة .. كأن ذلك الحلم رمز لواقع سلبي يسوده الاستبداد و القهر لذلك ينتهي نهاية طريفة بالعودة إلى الواقع و كأني بالسارد ينتقل بنا من التلميح و الترميز إلى التصريح حيث يستفيق السارد من حلمه و هو في مخفر يُحقق معه بتهمة مسك قلم دون ترخيص و كان البعد التراجيدي يتواصل حتى في هذه القصة الرمزية بالحالة على واقع الاستبداد و القهر و منع حرية التعبير . و يتواصل سرد واقع الاستبداد في أقصوصة " استأسد الفأر يوما " التي تذكرنا بعالم الحيوان في كتاب كليلة و دمنة و رموزه السياسية . ففي هذه القصة يعيش الفأر مهانا ذليلا و لكن حين يقرص الجوع أبناءه يقرر أن يستأسد دفاعا عن قوتهم فيحدث الإرباك في حيوانات الغابة التي تهابه و تنقطع عن إيذائه ليعيش مصانا بكرامته بيتهم . و هي قصة رمزية بامتياز تشير إلى حقيقة ان الاستبداد يصنعه ضعف الرعية و ان من يسكت عن حقه يداس و يفقد اعتباره و ربما يشير إلى حقيقة راهنة إذ تؤكد الأقصوصة أن الإنسان المعاصر بعد تراجع الايديلوجيا لم يعد يغضب و لا يثور إلا إذا مـُـس في خبزه وخبز عياله . أما المقصد المضموني من سرد الحكاية فيتلخص في كون الخلاص من الجور يكمن في تخلص الرعية من ضعفها و خاصة من خوفها فتنهار بذلك منظومة الاستبداد .
خاتمة :
أن الناظر في هذه المجموعة يلاحظ بوضوح أنها كتبت بلغة سلسة منتقاة العبارة منقادة لتذليل المعاني وترويضها و لعل اللافت للنظر في الأسلوب ذلك الطابع الشعري الذي يميزه و الذي قد تعلو درجته أو تنخفض بحسب أهمية المضامين الدالة . أما النفس التراجيدي الذي قد يجد فيه البعض مبالغة فإننا نلتمس له العلة في الإهداء و في أقصوصة " رحلة بحث " أما الإهداء فكان " إلى الذين ما زالوا صابرين .. على الهم همي و همومهم " فلاشك أن من آل على نفسه أن يعبر عن هموم الواقع بأبعاده الذاتية و الموضوعية سيجد نفسه مجبرا على كشف علات هذا الواقع بما يكتنفه من قضايا و مشاكل تضفي طابعا حزينا على المضامين . أما أقصوصة" رحلة بحث " و التي كان يجدر أن تكون خاتمة الأقاصيص فقد كشفت أن الهم اكبر من أن يكون هما واقعيا إذ عرفنا في آخر المطاف انه هم وجودي بالأساس ، أما سبب ذلك الألم الدافق فيتمثل في كون السارد بحث عن ذاته خراجا و كان يجدر به أن يبحث عنها داخله .
هكذا يتضح أن المجموعة كتبت بنسقية غاية في الترتيب ، توزعت بين البعد الواقعي و الآخر الرمزي لنكتشف في آخر النسق بعدها الوجودي و هو الأصل بداية و نهاية .
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية