روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
لم تتصل جواهر حتى المساء......أثار ذلك خوفي بل هلعي، صرت أنا الذي أخاف من غيابها، مزيج من المشاعر تجاهها يعصف بي، الشوق والخوف عليها .....اتصلت بها بعد المغرب، كان ردها علي فاتراً ويشوبه العتب واللوم.....لم تصرح بشيء....عللت تأخرها عني بأن مربيتها أصرت أن تأخذها إلى مستشفى خاص لفحص رجلها المكسورة وأنها ستبيت تلك الليلة في البيت.
استحالت علي جدران غرفتي جحيماً تلك الليلة، لا أدري كم المرات التي خرجت فيها وعدت للدخول من أجل أن أجد رائحتها وأنا أدخل....لمت نفسي ألف مرة لأني حيناً من الأحيان جعلتها تبكي أو تستعطف....كم كنت قاسياً تجاه رقتها .... حانت الساعة التاسعة وذهبت لأداء نوبتي في المستشفى، فوجئت بزميل آخر قد أخذ مكاني في النوبة، أخبرني أن رئيس القسم أبلغه أني انتقلت للعمل في جهة أخرى....... هذا أسرع كثيراً مما توقع، كان للإنجليزي المسن من النفوذ ما مكنه من إتمام كل شيء وبسرعة كبيرة، اتصلت به لأسأله إن كان علي أن أحضر إلى مكتبه غداً صباحاً فأخبرني أن علي أن أحضر في تلك الساعة. اتجهت لموقع الشركة التي لا أعرف حتى اسمها ولم أره مكتوباً في أي مكان من الفلة.....كان علي أن أجلس في مكتب مغلق بجانب مكتبه، كان معي شخص آخر آسيوي ذو بنية رياضية مميزة ومع هذا كان يتصرف بشكل أنثوي. كان واضحاً أن للآسيوي سلطة أكبر من سلطة مساعد.....كان كثير من العاملين في الشركة ، وكلهم من جنسيات غربية، يستشيرون الآسيوي أحياناً قبل دخولهم على "البج بوس". لم يكن الآسيوي يتكلم العربية وفوق هذا فهو يكاد لا يقول إلا كلمات قليلة طول اليوم..... أول مهمة لي كانت إحضار شخص من فندق قصر البستان إلى مقر الشركة......كان ذلك في حوالي الحادية عشر.....واستمر اجتماعه بالبوس حتى الواحدة صباحاً، أثناء ذلك كان الآسيوي يحضر طعام العشاء لهما.....ثم كان علي أن أعيده إلى قصر البستان والعودة مرة أخرى لتسليم السيارة للحارس فقانون الشركة يمنع بقاء سيارة الشركة خارج المبنى بأي حال من الأحوال. عدت للغرفة وأنا منهك.....كنت أحمل هم الإشتياق لجواهر الذي سيغزوني بشدة عند دخولي الغرفة......مفاجأة حلقت بي في سماء الحب أول وصولي، على مقبض باب الغرفة وجدت سوارها معلق على الباب........كان سواراً بلاستيكياً ملوناً بعلم السلطنة يفتح ويغلق محدثاً صوت طقطقة.....كانت دوماً تداعبه في يدها، أخذت السوار وشممته حتى أعمق أنفاسي، ضممته إلى صدري....تراءت لي صورتها وهي تضعه في الباب وتبتسم.......كم يمكن أن تكون رائعة تلك الجوهرة. للقصة بقية |
#2
|
|||
|
|||
لم يزدني سوارها سوى جواً ولهفة عليها وإن كان أدخل الطمأنينة على قلبي أنها مازالت تفكر بي....اتصلت بها لرنة واحدة وأغلقت الهاتف خشية أن تكون نائمة .......اتصلت بي سريعاً.....كانت تحسبني في المستشفى، أخبرتها بما حدث من انتقالي السريع للعمل مع الإنجليزي......صمتت لفترة ..... حتى أني ظننتها تبكي، ألححت عليها لتخبرني عن ما يزعجها بشأن ذلك العجوز لكنها تأبت ثم استأذنت لإقفال الخط بحجة رغبتها في النوم.
تأكدت أن هناك سراً بين العجوز وجواهر........أطار التفكير عني النوم، تخيلت أشياء أولها الاستغلال الجنسي الذي قد يكون ذلك العجوز مارسه على جواهر وهي صغيرة بحكم صداقته للعائلة ولذلك هي تكرهه ولا تستطيع أن تصرح به.... لمدة اسبوعين في مقر الشركة ولم أتكلم مع أحد فيها سوى "البوس" والآسيوي ، حتى أني لم أدخل أي مكتب سوى مكتبه والمكتب الذي نجلس فيه، اقتصر عملي على دور السائق وأحياناً أحمل مراسلات لجهات حكومية وأخرى خاصة...... تغير الأمر حين طلب مني البوس أن أساعد الآسيوي في الإشراف على إعداد مائدة لبعض الضيوف ...... بيت الضيوف، كما كان يسميه البوس، كان في منطقة قريبة من مدينة الإعلام....فلّا صغيرة لكنها فخمة للغاية وبها ملحق منفصل للخدمات، كان للشركة سيارة ميكرو باص خاصة لمثل هذه المناسبات، جلبت أغراضاً كثيرة من أحد المطاعم ومحلات أخرى......لم يسمح لي بدخول الفلا ماعدا ملحق الخدمات الذي بالاضافة للمطابخ والمخزن وسكن الخدم به مكتب للآسيوي المساعد الأثير للعجوز الإنجليزي. في حوالي الساعة العاشرة ليلاً جاء الضيوف.....سيارتان فخمتان تميزهما لوحات ذات أرقام مميزة.....هذا فقط ما استطعت رؤيته....حلقة الوصل الوحيدة بين قسم الخدمات والفلا كانت ذلك الآسيوي......في الساعة الثانية صباحاً انتهى كل شيء وطلب مني الآسيوي إعادة السيارة لمقر الشركة والذهاب للبيت. تكرر هذا الأمر في مناسبات عديدة بعد ذلك.....كنت أعرف أن شيئاً مريباً يحصل لكني لم أذهب بفكري أبعد من السهرات الماجنة التي اتضح فيما بعد أنها جزء من ذلك. لم تتوقف اتصالاتي بجواهر وأما اللقاءات فصارت كل يومين أو ثلاثة أيام....كان همها الأول أن تسألني عن ما يحدث وعن من رأيت ..تقريباً تسأل عن كل شيء يخص العجوز لكنها لا تريد في المقابل أن تقول شيئاً......كان ذلك يثير غيظي أحياناً.....لم تعد تنظر في وجههي كالسابق، كانت تكلمني وذهنها شارد ....كانت شديدة القلق لدرجة أن وجهها بدا عليه الذبول وظهرت الحلقات السود حول عينيها......ورغم ذلك كانت تنفي بعناد أنها تشكو من شيء. للقصة بقية.... |
#3
|
|||
|
|||
زادت ثقة العجوز في موظفه الجديد،ساهم في ذلك جهلي باللغة الإنجليزية وعدم سؤالي عن أي شيء وكأني لا أرى لا أسمع.....بدأت بعض الأمور تتكشف لي يوم كلفني بأخذ عامل صيانة من إحدى المؤسسات لبيت الضيوف....كانت الشركة مختصة بصيانة كاميرات المراقبة، سلمني العجوز مخطط لأسلمه لعامل الصيانة داخل الفلا فقط وليس قبل ذلك......عند وصولنا كان الآسيوي بانتظارنا.....أعطيتهم المخطط الذي كان رسماً يبين أماكن كاميرات المراقبة في الفلا.....كانت الكاميرات مخفية ، في كل مكان وكل زاوية.....مركز مراقبة في الدور الثاني للتحكم في كل الكاميرات.......
كان يوم خميس ، وذلك اليوم بالذات طلب مني العجوز أن لا أذهب للبلد بسبب حاجته لي في المساء في بيت الضيافة......كالعادة جاء المدعوون، كانوا كثر هذه المرة، كنت في مكتب الآسيوي في الملحق أراقب الساعة منتظراً وقت المغادرة المعتاد للضيوف وهو بين الواحدة والثانية صباحاً.......ثم أصابني الملل فاندمجت في لعبة السوليتير .....تنبهت للساعة في حوالي الواحدة والنصف، تعجبت من غياب الآسيوي كل هذه الفترة دون أن يأتي لأخذ شيء من الملحق. خرجت عند الباب فإذا بعدد كبير من السيارات أمام الفلا ليست من نوع السيارات الفارهة التي اعتدت أن أراها هنا......فاجأني خروج رجل من إحدى السيارات ....إتجه نحوي بشكل سريع وطلب مني مرافقته للداخل، سألته عن هويته وعن سبب وجوده هنا فوعدني بشرح كل شيء في الداخل.....كان يتكلم بصفة رسمية أوحت لي أنه من جهة أمنية. عند مواجهتنا لباب الفلا كان هناك ثلاثة أشخاص غرباء أيضاً.....أخبرهم الشخص الذي أحضرني أني كنت بالملحق، أدخلوني إلى الداخل.......كانت المفاجأة أكبر من المتوقع.....عدد كبير من الوجوه التي يشار إلى كثير منها بالبنان....كانوا في حالة يرثى لها من الذل والهوان......تم صفهم جلوساً في الصالة الكبيرة، كانت تبدو عليهم علامات الصدمة والذهول....أشياء مقززة كانت متناثرة في المكان ، من المشروبات الكحولية إلى الملابس النسائية رغم عدم وجود النساء، الإنجليزي والآسيوي وضعا في زاوية منفردة عن البقية......بدأت الأحاديث تدور بينهم ، ثم بينهم وبين من اتضح أنهم جهة أمنية غير الشرطة...... إتضح كل شيء...كان العجوز يصور كل شيء ثم يستخدم تلك الأفلام في ابتزاز ضيوفه.....بدأ يستدرج ضيوفاً من الطبقات الرفيعة وهذا ما أثار حفيظة الجهات الأمنية....... استمر الأمر حتى بعد الرابعة صباحاً حين سمحوا للكل بالمغادرة باستثناء العجوز والآسيوي.... وأنا متجه إلى البيت كنت أفكر في أن جواهر ربما تكون على علم بما كان يفعل ذلك العجوز الخبيث وهذا ما كان يزعجها ....... لكن كيف لها أن تعلم بهذا...... للقصة بقية..... |
#4
|
|||
|
|||
وصلت الغرفة وانا كلي شوق لأخبر جواهر بما حصل في الغد.....دخلت الغرفة وأنرت الإضاءة لأتفاجأ بالطاولة الصغيرة التي كانت جواهر تأكل عليها قد وضعت في وسط الغرفة وإذا عليها ورقة مكتوبة بخط اليد......أول شيء وقع عليه نظري في الورقة اسم جواهر في أسفل الورقة، كانت رسالة من جواهر ، قالت فيها ما لم تستطع يوماً قوله في حضوري، كانت رسالتها كالتالي .
"ساعد....لابد أنك الآن قد علمت بأمر العجوز الإنجليزي صاحب شركة الاستشارات الأمنية، أنا كنت أعرف بالأمر منذ أكثر من سنة. ذات يوم وعلى غير عادته جاء أبي بنفسه ليأخذني من المدرسة، كان شديد التأثر بشيء ما وكان يظهر عاطفة شديدة تجاهي وكأنه يريد الاعتذار عن شيء.....وصلنا البيت وأخذت كتبي من على الكرسي الخلفي واتجهت لغرفتي، في المساء جاءت أمي تطمأن على أدائي لفروضي المدرسية، أخذت الكتب التي كنت قد وضعتها على الطاولة وإذا تحتها قرص مدمج في حاوية بلاستيكية، عرفت أني حملته مع الكتب عن طريق الخطأ من سيارة أبي، مندفعة وراء فضولي شغلت القرص المدمج........ولابد أنك تعرف الآن ماذا يمكن أن يكون فيه....كانت أمي تنظر ودموعها تتساقط ثم أغمي عليها....أنا عشت صدمة نفسية قاسية.......إثر ذلك هجر أبي البيت ولم يعد يستطيع النظر في وجوهنا. ذهبت لاستكمال دراستي في بريطانيا لأبتعد عن ما يذكرني بالأمر وتوقعت أني حين أعود ستكون الأمور قد عادت إلى طبيعتها. لكني حين عدت كانت الأمور أسوأ، أمي كانت مصابة بانهيار عصبي وأبي لم يحضر للبيت منذ عدة شهور ، حاولت الاتصال به لكنه رفض الرد على اتصالاتي.......في إحدى الليالي ضاقت الدنيا أمام عيني....كنت أحس أني غير قادرة على التنفس، ركبت دراجتي وانطلقت مسرعةً كأني أبحث عن هواء أتنفسه .....انطلقت بأقصى سرعة، كانت الذكريات المرتبطة بذلك العجوز تلاحقني لكتم أنفاسي.....في لحظة قررت أنه لابد من مواجهة، لا يمكن الهرب إلى ما لا نهاية، لابد من الإنتقام من ذلك الذي تسبب في كل هذا....حاولت الاستدارة بالدراجة وأنا على تلك السرعة الكبيرة ......اختل توازني وتدهورت بي الدراجة وأنت تعرف الباقي. ساعد، السوار الذي تركته لك، إرجو أن تحتفظ به ، إنه هدية غالية جداً على قلبي...لقد كان هدية مشتركة من أبي وأمي. شكراً لك على كل شيء" بعد قراءتي لتلك الرسالة الصادمة حاولت الإتصال بجواهر.....لكن الإجابة كانت "الرقم لم يتم توصيله"....تأكدت أني أطلب الرقم الصحيح عدة مرات وكل مرة كنت أحصل على نفس الإجابة. لم تظهر بعد ذلك جواهر أبداً....فتشت كل الأماكن التي ذهبنا لها سوياً....سألت كل الأشخاص الذين قابلناهم سوياً، لا أحد يتذكرني أو يعرف إسم "جواهر"....حتى ابن عمها مهند.....لمحته يوماً في مجمع سابكو وركضت وراءه.....لم يتذكرني أبداً . في التحقيقات اللاحقة التي تلت ليلة القبض على العجوز ومساعديه علمت أني كنت ،دون أن أعلم، سبباً في كشف الاعيبه الخبيثة، كانت تحركاتي المفتقرة للحس الأمني، بخلاف البقية، معيناً كبيراً لجهاز الأمن في تتبع نشاط المجموعة. هل عادت جواهر من الموت لتنتقم من الإنجليزي؟ هل تأبت تلك العنيدة أن تموت وتترك ثأرها؟....الآن أنا متأكد من هذا، لا تفسير منطقي لما حدث غير هذا..... أعترف الآن أني أحبها ولن أتوقف عن حبها . النهاية |
#5
|
||||
|
||||
بيت حميد
\ رغم ان اللقب لم استصيغة .. الا ان تلك القصة اخذت في تصور كل لحظة فيها .. طريقة سرد جميلة .. ترتيب للاحداث واسلوب التشويق .. يجعل القاريء يعيش القصة بكل تفاصيلها .. لك مازلنا متابعين اهلا بك في قسم القصة القصيرة
__________________
|
#6
|
|||
|
|||
اقتباس:
جزاك الله خيرا |
#7
|
|||
|
|||
شكرا لك أختي حياه
|
#8
|
||||
|
||||
قصة جميلة اخوي
موفق بإذن الله
__________________
الزمن لا صار ضدك واحتوى درب المصايب لا تحاول تنكسر له لا تزيد الطين بله للزمن حكمة غريبة تحكم بدروب الصعايب وياكثر من ضيع الفرصة وهي فرصة ثمينة عز نفسك في زمانك لا تقول الحظ خايب وسوق نفسك للمعالي واكسر النفس الحزينة والصديق اللي تشوفة يرسم للزمن عجايب مد يدك في طريقة لين ماتمسك يمينة |
#9
|
|||
|
|||
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
|
#10
|
|||
|
|||
أختنا الفاضلة وحيدة، شكرا لكِ
|
|
|