روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,536ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,797ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,306
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,501عدد الضغطات : 52,280عدد الضغطات : 52,384

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-04-2012, 04:20 AM
الصورة الرمزية الديمه
الديمه الديمه غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 874

اوسمتي

افتراضي أطفال الغياب ..للكاتب //صـالح العامــــري


أطفال الغياب


صالح العامري:-- طفلة لا تحتمل كلّ هذا التراب
لم تبلغ منارُ الثالثة من عمرها بعد، وكانت أجمل جميلات الحيّ والقرية والريف والبلد. عيناها لؤلؤتان تشعّان بالبراءة والطهر، وضفيرتاها منسجوتان من ولع الطفولة وألعابها، وأصابعها منحوتتان من سرّ الحنان والحلاوة والأطياف العذبة، وروحها شهيّة ونورانية كعصفورة أو حبّة خوخ .
وفجأة، نحو ذلك الجمال المنقطع النظير، نحو هيكل الطفولة وصرحها المؤثث بالريش الملون والندف العاري، تقدمت عربة مجنونة، وألقتها صريعة في الطريق. هكذا احتضن الموتُ منارَ بين ذراعيه وطار بها طائره الأسود في ملكوته المسرف في الخطف والفقد...
أمّا أبوها الثمل بالحزن، فما إن سُجّيت في الحفرة الرؤوم، حتّى طفحت لوعاته وازداد نحيبه، راجياً من حوله أن يحثو عليها التراب في رفق، وأن يهيلوا عليها التراب رويداً رويداً، لأنّها "طفلة. طفلة. طفلة لا تتحمّل كلّ هذا التراب"...

طفلة تقوم إليّ وتأخذني إلى شجرة تين
أجنّ من الفرح يا حبيبتي، رغم أنني أمشي، في الحلم والحقيقة، متوجاً بتاج شوك الفقد والغياب. أصعق من وهج المسرّات، وأنت تأتين إليّ في الليل البهيم، وتقودينني إلى الظهيرة ذات المكائد وطواحين الآلام. تأتيني يداك الحلوتين وتسحبينني كما يسحب الأطفال أصدقاءهم إلى اللعب، فأطاوعك، وأمشي معك، في المرج الأخضر الواسع، الذي تسكنه الأشباح والسحرة المروبصون مثل عجائز فقدت بعض أعضائها وسحقتها الأشكال والصور وتوزّعت على هيئة جذع باهت أو طير موسوس أو شخص محتمل وراء أغصان كثّة أو جنيّ منساب في فضة الماء... وهناك تحت شجرة التين الهائلة، تفتحين ثغرك الماكر، وتسألينني بصوتٍ يتحدث من أعالي الغيوم وأقاصي الأقداس: "هل تذكر هذه التينة؟". فأصمتُ، وأنشغلُ بالصمت، وأكبر فيه، وأتشكّل دوائر في بركته الشجيّة... وما إن أحاول أن أغمغم بإجابة ما، وأتلفت إليك، لا أجدك إلى جانبي، ولا أجد ثوبك الأحمر، ولا ثغرك الماكر.. فأبكي وألمس أوراق التينة، التي تشبه أصابع آمنة، وروائح آمنة، وأقبّل ثمرة تينة أراها حزينة، لكنها تشبه ثغر آمنة الماكر الذي بالكاد يودّ أن يتفتح وينطق بسؤال لم أجب عليه بعد...ثمّ أقترب أكثر، وعيناي مغمضتان، وأحضن جذع شجرة التين، بينما أمسّد أوراقها اللدنة، وأتحسس أغصانها وأظلّ أذرف الدمع، وأحضنها أكثر وأكثر، فأحسّ بشخص يربت على كتفي، ويلمس شعري، فلا أفتح عينيّ، ولا أستدير، ولا أعرف من يكون هذا الذي لمسني وربت على كتفي، هل هي آمنة، أم شجرة التين، أم أحد السحرة الذين يروبصون بين الأشجار...
الطفلة ذات الشعر الأشقر
أين ذهبت تلك الطفلة التي كانت تقود الزاهد، وتأخذ مقدّمة عصاه المقدودة من إحدى الأشجار. تطرق البيوت، ليدخلانها معاً، كي يلقي الأعمى موعظته القدوسيّة، ودعواته وتبريكاته الأبوية؟... بينما تقبع الصبيّة ساكنة إلى جواره، مثل أيقونة تحيطها هالة من نور... لا تبتسم، ولا تنبس ببنت شفة، بل تنحني في وسن عذب، في يقظة وسنانة، لا تكترث بما يدور حولها، كأنّها مخلوقة حلميّة، أو ملاك يسافر حضوره نحو حدودٍ لا تُرى، نحو أفق أشقر مثل شعرها، نحو غربة وحشية كوجهها الضارب في الجمال الدافيء...
كان شعر أمي أسود طويلاً، وشعور جاراتنا تتوزّع بين الأسود والأشمط، والقصير والطويل، والأجعد والمسترسل، والخشن والناعم...لكنّ تلك الصبية وحدها، من كان يملك ذلك اللون الفريد، اللون الخارق، اللون الذي أصابني بالذهول والحيرة، حتّى أنني سألت أميّ عن ما إذا كان شعرها مصبوغاً لأنّه لم يكن أسود شعرها، فردّت، "لا. هو خلقة الله"، ورغم أنني لا أتذكّر ماذا كان يسمّى ذلك اللون آنذاك، فمن المؤكد أنهم كانوا يطلقون عليه كلمة أخرى، غير اللون الأشقر...
صحت القرية، على مقتل الزاهد، على يد ابنه المجنون..أمّا الصبية الشقراء فقد اختفت تماماً من القرية، أين ذهبت يا ترى؟ هل حملها اللون الأشقر إلى ضفاف بعيدة؟...

طفلة وعجوز تفترقان عند النبع
بينما كانت تتمرأى في الماء، انقسمت المرأة إلى قسمين، وذهب كلّ جزء منها إلى جهة مختلفة. ذهب جزؤها الطفوليّ إلى الليل، لتقيم في ظلامه وتستر وجهها بين ركبتيها فيه، حيث الألعاب محجوزة عنها وحيث القهر والإذلال شاهدان على الماضي المؤلم. أما جزؤها العجوز، فقد رحل إلى السهل الأخضر، المحاذي لشاطيء البحر.. هناك تماماً كانت العجوز تركض وراء طائرتها الورقية، طفلة شقيّة في السابعة، تضحك ملء شدقيها بصدق حارّ، تلحس بوظتها، وتلعب مع النوارس، وتغني مع أندادها أغان عن السفر، عن البحر، عن الطيور، عن الفراشات، عن الزهور، عن الفصول، عن جمال العالم


نُشر في جريدة عمان
17/4


__________________
رُبـي هَب لي مَن لَدْنك فَرِحَاً . . !
. تشَعرَني بأن الحَيآه آجَمَل
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-04-2012, 07:01 AM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

جميل جدا وسرد راقي ما اتحفتينا هنا به ياديمه فألف شكرا لك على اختيارك النقي فماأجملها من كتابات لصالح العامري . لغة وارفة وخصبة ... معنى لا يقدر عليه إلا صالح الف شكر لك
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24-04-2012, 10:52 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

الأخت الفاضله الديمه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصه رائعه وإثراء راقئ للكاتب

صالح العامري .

شكراً للأنتقاء المتميز والطرح الجميل
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24-04-2012, 11:00 AM
الصورة الرمزية عبدالله الراسبي
عبدالله الراسبي عبدالله الراسبي غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قسم الموروث الشعبي والتراث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 9,051

اوسمتي
وسام الإدارة وسام أجمل الردود درع الإبداع وسام الإداري المميز وسام العطاء الغير محدود وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي


الاخت الفاضله الديمه كلمات ومفردات جميله جدا
وبوح راقي وقصه رائعه
تسلمي على هذا النقل الجميل
واصلي ابداعك
وننتظر جديدك هنا دائما
تقبلي تحياتي
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24-04-2012, 04:55 PM
الصورة الرمزية أم أفنان الرطيبيه
أم أفنان الرطيبيه أم أفنان الرطيبيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 1,412

اوسمتي

افتراضي

اختيار موفق ‏

قصه جميله ورائعة السرد

اتحفتنا بنقلك المميز

لك الورد
__________________
يمين الله يمين الله لأعلمك التحدي كيف
وأعلمك القصيد شلون يخضع لي وأنا بنيه
وأعلمك السما وشلون تمطر والليالي صيف
وأعلمك المذاهب الأربعة وتبيَت النيه
أنا بقولها لك جد ترى ما ينفعك ياحيف
وإذا إنك إنس يا عمي تراني ساس جنيه
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25-04-2012, 10:51 PM
الصورة الرمزية الديمه
الديمه الديمه غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 874

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الكلمات مشاهدة المشاركة
جميل جدا وسرد راقي ما اتحفتينا هنا به ياديمه فألف شكرا لك على اختيارك النقي فماأجملها من كتابات لصالح العامري . لغة وارفة وخصبة ... معنى لا يقدر عليه إلا صالح الف شكر لك
الشُكر الجزيل لكِ أختي على مروركِ الجميل
دمتِ بألـــــــف خير
__________________
رُبـي هَب لي مَن لَدْنك فَرِحَاً . . !
. تشَعرَني بأن الحَيآه آجَمَل
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25-04-2012, 10:52 PM
الصورة الرمزية الديمه
الديمه الديمه غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 874

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أفنان الرطيبيه مشاهدة المشاركة
اختيار موفق ‏

قصه جميله ورائعة السرد

اتحفتنا بنقلك المميز

لك الورد
الرائع هو توآجدكِ هُنـآ أختي
كُل السعاده اتمناها لكِ
__________________
رُبـي هَب لي مَن لَدْنك فَرِحَاً . . !
. تشَعرَني بأن الحَيآه آجَمَل
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25-04-2012, 10:54 PM
الصورة الرمزية الديمه
الديمه الديمه غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 874

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الوشاحي مشاهدة المشاركة
الأخت الفاضله الديمه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصه رائعه وإثراء راقئ للكاتب

صالح العامري .

شكراً للأنتقاء المتميز والطرح الجميل
جزيل الشُكر لك أخي
على مرورك آلـدائم
وفقك المولـى
__________________
رُبـي هَب لي مَن لَدْنك فَرِحَاً . . !
. تشَعرَني بأن الحَيآه آجَمَل
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25-04-2012, 10:55 PM
الصورة الرمزية الديمه
الديمه الديمه غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 874

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي مشاهدة المشاركة

الاخت الفاضله الديمه كلمات ومفردات جميله جدا
وبوح راقي وقصه رائعه
تسلمي على هذا النقل الجميل
واصلي ابداعك
وننتظر جديدك هنا دائما
تقبلي تحياتي
تسلم أخي على حسن آلمرور
حفظك ربي وسدد للخير خُطآك
__________________
رُبـي هَب لي مَن لَدْنك فَرِحَاً . . !
. تشَعرَني بأن الحَيآه آجَمَل
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27-04-2012, 05:20 PM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

العزيزة الديمة
شكرا لهذا الأختيار...الجميل..
فعلا قصة جميلة و تستحق القراءة...

مودتي
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية