روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,532ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,793ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,293
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,498عدد الضغطات : 52,277عدد الضغطات : 52,380

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2010, 01:49 AM
الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
أبو شامة المغربي أبو شامة المغربي غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 26
افتراضي طارٍقُ الليْل

طارٍقُ الليْل
... فما إن فتح لهم الباب حتى وثبوا عليه وثبة ذئب واحدٍ ممسكين به وبثوب نومه، ثم قيد أحدهم يديه، وعصب الثاني عينيه، وأقفل الثالث باب بيته بهدوء تام، وأسرعوا به في جنح الظلام يقتادونه صامتين إلى حيث يدرون ولا يدري...
لم يجيبوه عندما سألهم عما يريدون منه؟ وعما يفعلونه به في تلك الساعة المتأخرة من الليل؟ ولم يستجيبوا له عندما طلب منهم مستعطفا توديع زوجه وأبنائه، ولم يسمحوا له حتى بوضع لباس النوم وارتداء ثيابه...
وعلى بعد خطوات معدودات من بيته زجوا به في سيارة، فجلس أحدهم على يساره، وجلس الثاني على يمينه، وانطلقت السيارة بسرعة وقد تولى الثالث قيادتها، وصوت محركها يخترق محطما سكون الليل، وكأنهم يحملون بريداً خاصاً مستعجلاً ...
كانت المسافة طويلة من المنبع إلى المصب، وكانت كافية ليرتوي بينه وبين نفسه من ظمأ الإستفهام والإستغراب، بقدر ما كانت كافية ليشتد عطش الصدمة والنازلة عليه، ثم إنها كانت وافية ليتورم لسانه وينعقد في حلقه الجاف، ولينيخ الصمم إلا من صفير حاد في أذنيه...
فما هي إلا لحظة بعد توقف السيارة حتى صار على لسان مستقبليه مجردا من اسمه ومن كل مقال ومقام، وأصبح في معجمهم رقما من الأرقام، فوجد نفسه بين آخرين لا يعرفهم ولا يعرفونه من العوام، وغدوا جميعاً مائدة في مأدبة اللئام، فحل الصمت مكان الكلام، ونزل الأرق والسهاد جاثمين على أعينهم وكأنهما توأم الغمام، ونصب الوجوم على الوجوه الخيام، وهجرتهم الغفوة وغادرهم المنام، فحضر القلق رشقا بالسهام، وانتصب الخوف رمحا في القلوب واشتدت الأسقام، وأقام التوجس في النفوس غير مرتحل وقد طاب له المقام، وغابت الطمأنينة وافتقد السلام...
لم نذق يوما طعم الأمن والراحة في ذاك المكان وقد غدونا كالأيتام، ولا ظفرنا بطيب مذاق السكينة لحظة أو بمتعة الأحلام، وظل أهل الكهف المظلم يرون أنفسهم عمالقة في ما يصنعون وقمة شماء ومضاء الحسام، ومكث جميع من زج بهم كرها وغصبا داخل ذات المكان في حسبانهم من الزوائد والأقزام ...
تراهم يتنافسون في الشرور والمنكرات في القعود والقيام، ويسارعون بالهدم والعبث إلى كل ما تصل إليه أيديهم، وأرجلهم، وألسنتهم ليصير شبيها بالحطام، فيحسبون جورهم وطغيانهم فخرا لهم على الدوام، ويعدون أنفسهم سادة وغيرهم عبيدا ووحدهم الكرام، فهم الأسد ونطقهم زئير في ما يتخيلون ويشيدونه في أذهانهم من زخرف الأوهام، وأنين كل من في قبضتهم وتحت سياطهم مواء هر في عرفهم ورعشة الحمام، وأجساد ضحاياهم فريسة في ما يتوهمون وجيف بهائم عجماء وهياكل الأنعام...
خيل إليه حينا أن ما وجد فيه نفسه من حال عصيبة ظلماً وعدواناً ستخلد مدى الأيام، لكنه سرعان ما تذكر وأيقن أن دوام أي حال هو من ضرب المحال وليس بثابت ولا تام، وأن الشر والعسف والباطل في الدنيا ساعة عابرة وزبد غير مقيم وحطام، وأن الحق خالد إلى قيام الساعة، وإلى ما شاء الله من بعد ذلك، تخفق به القلوب المؤمنة، ويجري على الألسن الذاكرة الشاكرة رطباً، وتخطه الأيادي البيضاء ناصعاً مضيئاً منيراً بالأقلام، فما كان منه إلا أن فاضت عيناه بذكر الله، وقد عثر فيه على الدواء والبلسم وجلاء الغمة والظلام، ولاذ بالدعاء إذ وجد فيه الشفاء والسلام، ولم يأبه بضيق المكان، ولا حفل بالزحام طوال الليالي التي قضاها في بطن الكهف المظلم والأيام...

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-07-2010, 07:32 PM
الصورة الرمزية Shima AL-Alawi
Shima AL-Alawi Shima AL-Alawi غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 100
افتراضي

ســــرد رائـــع أخي أبو شامة ..

تصوير بديع للقصة وكأني أشاهدها في مخيلتي ..

بوركت .. لــــــــــكـــ التـــحيـــة ..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-07-2010, 05:16 PM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

أسلوب شد إنتباهي

ونزف رااااااقي جدا عزيزي

تسلم وتابع التميز
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-07-2010, 06:41 PM
الصورة الرمزية أمل فكر
أمل فكر أمل فكر غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 297

اوسمتي

افتراضي

مساء الروح المبدعة..

قصة متألقة بالإيقاعات البديعة، والنهايات المتجانسة
مليئة بالطباق والتضاد..


كلها قصيدة قصصية تأخذك إلى مشهد واقعي متكرر في عالمنا من الظلم والتعسف...
وخير ما لجأ إليه صاحبنا الدعاء.. فأصحابنا وأصحابه كانوا كثر في الكهف
ولكن أنفسهم متربية على أنهم أقزام مهما كثر عددهم، وما مهما كانت قوة جسد كل منهم
فأصحابنا لا يؤمنون بالقوة، ولكن الحمدلله فهم يؤمنون بالدعاء والأستجابة.. وهم في مكانهم.
فعلاً نهاية واقعية..


ودمت وإبداعك أيها الكاتب عبدالفتاح أفكوح.
تقبل مروري.
__________________
رزقني الله سبحانه بنعمة اسمها فلذة كبد
اللهم أحفظه لي"


"كم أتباهى وذاكرة لهذا الحب الرباني"..
اللهم أسألك حبك وحب من يحبك
وحب عملٍ يقربني لحبك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22-07-2010, 04:25 PM
طه حسين طه حسين غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 123
افتراضي

أستاذي العزيز أعلن نفسي قارئا وفيا لقصصك الرائعه فلا تبخل علينا بها
تقبلمروري ودمت بخير
__________________
رحلـتُ فكـم بــاكٍ بأجفــانِ شــــــادنٍ ... علي وكم بــاكٍ بأجفـانِ ضيــــــغمِ
ومـا ربـةُ القـرط المـليح مكــانـــــــهُ ... بأجزعَ من ربِّ الحُسام المصـــمَّمِ
رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى ... هوى كاسراً كفي وقوسي وأسهمي
ومـا كـل هـــــاوٍ للجمـيل بفــاعـــــلٍ ... ومـا كــل فعّـــــالٍ لـه بــــــــــمتممِ
إذا ســـــاء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصـدَّق مـــا يعتـــاده مـن تـوهــــمِ
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية