جوهرة مسقط تحكي رحلتها البحرية على جدران بيت الزبير

[سالم الوشاحي]

جوهرة مسقط تحكي رحلتها البحرية على جدران بيت الزبير
Sun, 17 فبراير 2013

مسقط - عمان:افتتح مساء أمس معرض "جوهرة مسقط" الذي نظمته وزارة الخارجية واحتضنه متحف بيت الزبير، وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم وعدد من أصحاب السمو والمعالي وأصحاب السعادة.
هذا المعرض الذي نظمته وزارة الخارجية العمانية يستذكر مسيرة "جوهرة مسقط" البحرية في صور رصدت أبرز اللحظات التي مرت بها هذه الرحلة التاريخية، وقد ألقى معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية كلمة قال فيها " يحتفل هذا المعرض بالذكرى السنوية الثالثة للرحلة التاريخية لجوهرة مسقط من عُمان إلى سنغافورة و يسلط الضوء على شجاعة العمانيين و حبهم للاستكشاف، و التجارة، و تبادل الثقافات. لا يزال مشروع جوهرة مسقط متفاعلاً مع المدارس و الشباب حيث يقوم بربط الشباب بتاريخهم و ثقافتهم بالإضافة إلى توفير المعلومات، و المهارات العلمية، و الطرق الواعدة لتنمية مستقبلهم. سوف يسجل التاريخ هذا العمل لتطلع عليه الأجيال و تدرك ما قام به هؤلاء الأشاوس من رجال و نساء، شباب و شابات و فتية و فتيات، فيكون لهم شاحذاً للهمم ، و يبث فيهم الروح مما يجعلهم يفخرون ويفاخرون سائر الأمم."
و كما ألقى معالي بلهاري كويسيكان الأمين الدائم بوزارة خارجية سنغافورة كلمة قال فيها: "يشرفني أن أكون جزءا من هذه الاحتفالية والمشاركة بالذكرى السنوية الثالثة لرحلة جوهرة مسقط من عُمان إلى سنغافورة. رحلة جوهرة مسقط وسابقاتها منذ قرون، هو دليل على الروح الجريئة للشعب العماني وقوة علاقاتنا. نحن سعداء بتلقي هذه الهدية الفريدة من نوعها - رمزا لعلاقاتنا في الماضي والحاضر والمستقبل "
ومن ثم قامت راعية الحفل بقص شريط الافتتاح والتجول في المعرض الذي ضم الكثير من الصور المتنوعة رصد فيها المصورون مرحلة بناء هذه السفينة وفق الطرق التقليدية في بناء السفن الشراعية، ومرحلة انطلاقها من السلطنة، كما تضمن المعرض مجموعة من الصور التي تظهر العلاقات الإنسانية للبحارة العمانيين الذين شاركوا في الرحلة، وتكاتفهم وتعاونهم خاصة في ما يتعلق بطريقة الإبحار ورفع الأشرعة، وطهي الطعام وبعض الصور الطريفة التي يستمتع الزائر بالنظر إليها عند زيارة هذا المعرض. وقد شيدت "جوهرة مسقط" في قنتب حيث استلهم تصميمها من سفينة عربية يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي تم اكتشافها في المياه الإقليمية الإندونيسية – قرب جزيرة البيلتانج - في عام 1998. اشتملت حمولة السفينة المستكشفة على بضائع متنوعة تضم العديد من التحف المصنوعة من الخزف الصيني و العربي إلى قدور و عملات فضية و ذهبية فضلاً عن الينسون النجمي. يرجح علماء الأثار البحرية أن السفينة المستكشفة و التي بنيت على غرارها "جوهرة مسقط" كانت في طريق عودتها من الصين إلى شبه الجزيرة العربية، عندما ألم بها حادث ما، حال دون تمكنها من استكمال الرحلة، فجاءت "جوهرة مسقط" إحياء لتلك الذكرى و تكريماً لأولئك البحارة البواسل. يشكل مشروع "جوهرة مسقط" توثيقاً مهنياً و علمياً و ثقافياً لتاريخ الإبحار العريق و موروثاته الشعبية و الحضارية الجميلة على طريق الحرير و التوابل. و تقف اليوم سفينة "جوهرة مسقط" و التي ابحرت من عُمان إلى سنغافورة على الطريق التجاري البحري القديم في جزيرة سنتوسا في سنغافورة، و يقدر بأن حوالي مليون زائر يقوم بزيارة هذا المتحف سنوياً

جريدة عمان