روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,802ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,330
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,504عدد الضغطات : 52,284عدد الضغطات : 52,386

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > قضايا وأراء > مساحة بيضاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-12-2012, 09:35 PM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

Smile ورود من بستان الحكمة،،

وردة الحب:
أولا وقبل كل شيء إليك يا من تقرأ كلماتي، أحبك في الله فقد قال الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) وإني والله أسعى سعيا حثيثا لبلوغ أعلى مراتب الإيمان ولذلك فإنني أسأل الله عزوجل أن يرزقك ويرزقني ويرزق الناس جميعا حبه وحب من أحبه وحب كل عمل يقرب إلى حبه، وأسأله سبحانه وتعالى أن يظلنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله،،
آمين يا رب العالمين،،

أيها الحبيب،،
ما أجمل أن نحب بعضنا البعض في الله عزوجل وما أجمل أن تغرق قلوبنا في بحر حبه سبحانه وتعالى، ما أجمل أن نروي قلوبنا بذكره سبحانه وتعالى وما أجمل أن نتنافس في نيل حبه ورضاه وما أجمل أن نتناصح ونرشد بعضنا البعض ونحرص على طاعته وتقواه،،

فهيا نجدد ميثاق الحب بيننا ولنلهج بذكره جل وعلا ولنسعى بجد وإخلاص في نيل حبه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إِلَى الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده))
فهيا نسبح معا:
سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده،،
سبحانك ربنا لا شريك لك سبحانك ربنا لا مثيل لك سبحانك ربنا لا رحمن غيرك سبحانك ربنا لا عليم غيرك سبحانك ربنا لا يوصف غيرك بكل صفات الجمال والكمال يا رباه إنا نحبك ونحب رضاك فيا رب وفقنا لكل ما تحبه وترضاه، رباه إنك خلقت الجنة وجعلت فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقد أخبرتنا عنها لتشوقنا لها ووالله يا رب إننا مشتاقون لجنتك فنرجوك يا رحمن الدنيا والآخرة أن تدخلنا فيها وتوفقنا لكل عمل يقربنا إليها وتسكننا في أعاليها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، يا رب إن قصرت أعمالنا عن بلوغ رضاك فلن تقصر رحمتك عن تبليغنا لجنتك، اللهم لا ملجأ لنا منك إلا إليك ولا حول لنا ولا قوة إلا بك فيا مغيث أغثنا وتغمدنا في رحمتك واحفظنا من شر الشيطان وأعوانه،،

رباه إنك خلقت نار جهنم وجعلت فيها أصناف العذاب والعقاب وقد أخبرتنا عنها لتخوفنا منها ووالله يا رب إنا خائفون وجلون من عذابك وسخطك فنسألك يا رب أن تجيرنا من عذابها وتحفظنا من كل عمل يقربنا إليها فإنا والله يا رب لا نطيق عذاب دنياك فكيف بعذاب آخرتك يا رب لا راحم لنا غيرك ولا حافظ لنا غيرك فيا رب احفظنا أن نقع في معصيتك وكل ما يوقعنا في غضبك وسخطك،،

رباه إنك من رحمتك بنا فرضت علينا فريضة تصلنا بك في اليوم خمس مرات ومن حبك وشفقتك علينا جعلت دخول هذه الصلاة بقولنا الله أكبر، فيا رب إنا نسألك أن توفقنا للتلفظ بها بصدق وإخلاص فلا ننافق أنفسنا أمامك فنقول الله أكبر وقلوبنا تعظم أحدا سواك،،

رباه إنك جعلت من مفاتيح البركة في هذه الحياة أن نستفتح باسمك وها نحن نقولها الآن بسم الله الرحمن الرحيم، فيا رحمن بارك لنا في أنفسنا وأبصارنا وأسماعنا وخطواتنا ومأكلنا ومشربنا وملبسنا وأزواجنا وأهلينا وكل النعم التي وهبتنا إياها،،

رباه إن الحياة ضاقت علينا وإن الرزق تعسر وقد قلت يا رب على لسان نبيك نوح عليه وعلى حبيبنا المصطفى أفضل الصلاة والتسليم: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِين َ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)) فيا رباه يا غافر الذنب وقابل التوب إنا نستغفرك من كل ذنب أذنباه مما علمناه ومما لم نعلمه رباه إنا أسرفنا في أمرنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين رباه لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين رباه إنا لما أنزلت إلينا من خير فقراء فلا تحرمنا اللهم من عطائك ومنك ووفقنا للتوبة النصوح فقد قلت في كتابك العزيز: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) فاللهم إنا نسألك أن تمن علينا وتوفقنا للتوبة النصوح وتحشرنا مع رسولك الكريم صلواتك وسلامك عليه ولا تخزينا يوم القيامة إنك على كل شيء قدير،،

رباه قد جعلت هذه الدنيا دار بلاء وشقاء وقد أمرتنا بالإستعانة بالصبر والصلاة وبينت لنا أن الصابرين تشرفهم بمعيتك لهم فقلت: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا استَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) وقد بينت لنا أن الذين تتغمدهم في رحمتك وتهديهم إلى طريقك المستقيم هم الذين قلت عنهم: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)) فيا رباه ألهمنا الصبر على مصائبنا وكن معنا واغفر لنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين،،

رباه قد قلت في كتابك العزيز: ((إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)) فيا رباه إملأ قلوبنا بخشيتك في السر والعلن واحفظنا من أن نخونك في السر والعلن ولا تجعلنا من الذين يقولون ما لا يفعلون ولا تجعلنا كما قال حبيبك المصطفى صلواتك وسلامك عليه: ((مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها))،،

اللهم آمين،،
__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-12-2012, 09:36 PM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

افتراضي

وردة الحياة:

هل تعرف من تكون؟؟
قال الله عزوجل:
((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))

يقول الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في دار كرامته مع النبيبن والشهداء والصالحين:
اعلم بأن الله جل وعلا،،
لم يخلق الخلق سدا وهملا،،

بل خلق الخلق ليعبدوه،،
وبالإلوهية يفردوه،،

وقال الله عزوجل:
((إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً))
إن أجمل ما في هذه الحياة أن نعلم أن الله عزوجل قد خلق هذا الكون بكل ما فيه من معالم لنستخلفه فيه ولنسخره في طاعته وذلل كل ما فيه لننتفع به، وما هذه الثورات العلمية والصناعية إلا بسبب ذلك التسخير وتوفيق الله لنا لتحقيق حقيقة الإستخلاف،،
أيها الأحبة ما أجمل أن نستيقظ في الصباح ونلهج بذكر الله عزوجل فنقول أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمدلله أن الملك لله الغني الكريم الرزاق الوهاب، الحمدلله أننا إذا أردنا شيئا لم نحتج إلا لتحريك ألسنتنا وطلب ما نشاء من الله الواحد الأحد، ما أرحمك بنا يا الله فقط نرغب فنطلب يالله يالله يالله،،
يا الله قد علمتنا أن من أسمائك الحسنى القيوم والصمد فيا الله ما أعظمها من أسماء ويا لحسن حظنا أنك أنت ربنا فأنت تقوم على حوائج الخلائق وأنت الذي تصمد له جميع الخلائق لقضاء حوائجها،،
فلك الحمد يا رباه على كل النعم التي أنعمتها علينا ويا لبشارة من وجدك فإنه لن يفقد شيئا ويا لخيبة من فقدك فإنه لن يجد شيئا،،
فيا من وفقت لتكون خليفة من خلفاء الله في أرضه هيا بنا نسعى لتحقيق الإستخلاف وهيا لنحدد الوجهة التي نريد أن نتوجهها هيا بنا ولنبدأ بإعداد أولوياتك ولنجعل على أول قائمتك الإخلاص لله عزوجل فبدون الإخلاص لا فائدة من كل الأعمال التي نعملها، ولنجعل قدوتنا في ذلك أشرف خلق الله عزوجل حيث قال الله عزوجل على لسانه: ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))،،

حدد أولوياتك واجعل النظام يسود حياتك:
إن المتأمل في هذه الحياة وهذا الكون الشاسع مع تباين مكوناته وإختلاف طبائع مخلوقاته يتعجب من ذلك النظام الدقيق وتلك المرونة المترابطة بين هذه الموجودات فتلك الشمس تدور في فلكها ولا تفتر عنه حتى بقدر أنمله وذلك القمر حتى مع مرور السنين والأعوام عليه ما زال يسير في مداره لم يفتر عنه لحظة وذلك المخلوق العجيب الذي إحتارت العقول في خلقته وما زال العلماء يوما بعد يوم يكتشفون أسرارا عظيمة في تركيبته نجد فيه إبداعا دقيقا منظما لا مجال للخطأ والزلل فيه، فيتيقن أن الحياة بما فيها لا تسير إلا إذا سارت على نظام ونسق مدروس ومخطط له تخطيطا سابقا،،

بل إن المتعمق في حكمة البارىء وتشريعه الذي أنزله على عباده يرى العجب العجاب في ذلك التشريع الذي يسري بسلاسة ومرونة عجيبة تتوافق مع فطرة المخلوق البشري لأبعد الحدود فتلك الصلاة قال عنها المولى عزوجل:
((إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا))
وذاك شهر الصيام الذي قال المولى عنه:
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ))
ويقول عن الصيام والتمتع فيه بالملذات حيث ينظم سير يوم العبد بنظام أقل ما يقال عنه أنه أروع من الرائع:
((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ))
وتلك عبادة الحج يقول المولى عنها:
((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ))
نعم الحج أشهر معلومات فتهيوا له وسيروا حسب التشريع الباهر الذي يوفق بين رغباتكم الروحانية والجسدية،،
وغيرها كثير من الآيات تتحدث عن النظام والسير حسب تشريع رائع يقود المخلوق البشري لأعلى مراتب الرقي الفطري والإيماني،،
ومن تشريع الحكيم العزيز نتعلم أنه لابد لنا في هذه الحياة عندما نقضي أيامنا أن نخطط ونسير حسب خطط مدروسة سابقا فلا معنى لتضييع ثانية واحد في ((اللاشيء))،،
إن المولى سبحانه جعل لنا هدفا ونتيجة لابد أن نصل إليها في النهاية وجعل لنا خطة تشريعية نسير عليها حتى نبلغ هدفنا الأسمى وهو نيل رضاه والتنعم في جنته الخالدة،،
ومن عجائب هذا التشريع الحنيف أنه يأمرنا بالإستعداد والتهيء والعزم ورفع الهمة،،
فنجد المولى عزوجل يقول:
((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم))
ويقول المولى:
((فَإِذَا عزموا الأمر فلو صدقــوا الله لكان خيراً لهم ))
ويقول المولى سبحانه:
((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ))
ويقول المولى عزوجل:
((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ))

والخالق سبحانه لم يجعل التشريع في هذه الحياة فقط تشريع عبادات وأعمال تعبدية لا غير بل جعل التشريع ينساب في الحياة كلها فيشمل كل ما فيها فكل حركة في هذه الحياة جعلت سبيلا إلى الوصول إلى الهدف الأسمى،،

فنجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
((من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة))
سبحان الله من تعلم علم الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغة العربية واللغة الإنجليزية صارت لديه خمس طرق يسهلن له طريقه إلى الجنة فيا لرحمة ربنا بنا،،

وحيث أن الإنسان مدني بالطبع وقد جبل على مخالطة البشر وهذه المخالطة فيها ما فيها من سراء وضراء فإننا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق))
ويقول عليه الصلاة والسلام:
((من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة))
ولأن المولى خلق البشر متباينين وطباعهم تتخالف قال سبحانه عند حدوث الخلاف أو الزلل بين البشر:
((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين))
وقال عليه الصلاة والسلام في العشرة الزوجية والحياة الأسرية:
((وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك ))
وكثير من أمور التشريع التي تخاطب الإنسان وتأمره بالسعي في شؤون حياته والإجتهاد فيها لأنها موصلة إلى رضى المولى عزوجل،،

ثم إن الإنسان العاقل يجد لذة عند إنجاز ما عليه من أعمال وتجده يحدد أهدافه وأعماله بحرص وثيق لأنه متيقن أن هذه الأعمال التي يعملها ليست هباء،،
بل إنه يوفق بين متطلباته النفسية والجسدية والروحية فلا يجعل شيء يطغى على شيء آخر فتجده يجعل وقتا للأعمال ووقتا للراحة ووقتا للمرح والترويح عن النفس،،

فما أجمل الحياة والنظام يسودها وما أسعد من جعل الله عزوجل أول أولوياته،،

__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-12-2012, 09:38 PM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

افتراضي

أنظر بنور الله:
تمر الأيام في هذه الحياة وفيها من الراحة والألم والفرح والحزن الكثير الكثير، فما أن تلتفت يمنة حتى تجد سعيدا فرحا بما عنده وتشيح نظرك عنه فتجد آخر محزونا كئيبا على ما ضاع منه، وذاك ثالث لديه كل ما تتمنى الأنفس إلا أنه يصارع المرض منذ سنوات عديدة فلم يهنىء بما لديه ولم يتخلص مما حل به وذاك رابع وخامس وسادس، وهذه حال الدنيا وهذه حال البشر وأعجب ما في هذه المشاهد أنك لا ترى رابطا بين البشر وبين ما يحل بهم من أحداث مشحونة بالبلاء والشقاء بل إنك ترى العجب العجاب عندما ترى إنسانا وفيا مخلصا يكثر الخونة من حوله، وتجد إنسانا صادقا يكثر المنافقون من حوله وإنسانا محسنا يكثر الجاحدون من حوله فيا سبحان الله كيف يجتمع النقيضان في آن واحد،،

وكثيرا ما تقع أمام أعيننا مشاهد لا تتقبلها العقول وتستوحشها القلوب فذاك فلان المقصر المتكاسل البعيد كل البعد عن الجد والعمل تسير له الدنيا سيرا فما تراه يرغب في شيء إلا ناله سواء بطريقة مستقيمة أو ملتوية، وذاك فلان المكافح المجتهد الذي لا يسدل الليل ستاره إلا بعد أن يكون استنفذ كل طاقته في السعي لطلب الرزق تجد الأبواب مسدودة في وجهه، وتلك فلانة التي قضت أيامها عابثة لاعبة أتاها رزقها إلى عقر دارها وفلانة التي تقضي أيامها بين مصحفها وسجادتها فلا أنيس ولا جليس،،

كل واحد منا يرى الكثير من هذه المشاهد في حياته وقد يكون هو بنفسه واقعا فيها، فالله المستعان على ما نصف وحسبنا الله ونعم الوكيل ولعلك يا من تقرأ الآن كلماتي تتفكر وتبحث عن حلول تواسي بها نفسك أو تسوغ بها بعض ما شاهدت وعايشت من وقائع،،

فيهتف داعي الرحمن: ((كُلاّ نّمِدّ هَـَؤُلآءِ وَهَـَؤُلآءِ مِنْ عَطَآءِ رَبّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبّكَ مَحْظُوراً * انظُرْ كَيْفَ فَضّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً)) رباه قد نظرنا أنك أعطيت الدنيا لمن أحببت ولمن مقت من عبادك وآمنا أن آخرتك أعظم درجات من هذه الدنيا ولكننا يا رب ما زالت قلوبنا تعتصر من الألم فنحن الذين ندعوك ونرجوك نتألم ونعاني في أيامنا فإلى متى يا رب،،

فيرد داعي الرحمن: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)) ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ))
سبحانك ربنا آمنا بك ،،

المؤمن دائما يرى الألم من زاويتين والخير في كلتا الزاويتين، فهو يرى أن المولى عزوجل إصطفاه من بين كل الخلائق بالمعية التي لا تكون إلا للصابرين فيأنس بمعية الله له ويأنس أكثر وأكثر من حب الله له وجعله يستوحش من غيره ولا يأنس إلا به فتجد قلبه كلما ضاق شرحه بقوله ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري وتجده يلهج بالذكر ذلك أنه قد سمع الحديث النبوي الشريف ((من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)) ولسان حاله يقول،،

فليتك تحلوا والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب

ما أجمل أن يستشعر الإنسان قرب الله منه فتجده لا ينطق إلا بما يرضي الله عزوجل ولا يجول في قلبه إلا طلب العافية وحسن الظن بأن المولى عزوجل ناصر له ومعين له فإن المولى قال: ((إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا)) فكيف يكون حال العسر وقد أحيط بيسر الرحمن من جانبيه،،

وكيف لا يتلذذ العبد في إنتظار الفرج وهو يعلم أن ربه أرحم به من أمه التي ولدته بل إن المولى أعلم وأدرى بما يناسبه ويصلح له، إن العبد الذي يؤمن بالله عزوجل وصفاته وأسمائه الحسنى تجده يرى اليسر والتيسير في كل شيء من حوله فهو يتأمل ويتفكر في نعم الله عزوجل وحاله كحال ذلك الرجل الصالح الذي كان يلهج بالذكر والدعاء ليل نهار وقد ضاقت به ضائقة ووجد وحشة في قلبه من تأخر الإجابة فلم يرضى أن يجد في قلبه تلك الوحشة وبحث في أعماقه عن دواء يزيل تلك الوحشة ويتقلعها من جذورها، فتفكر وتفكر وغاص في أعماقه ووجد إجابة هي الدر المكنون في الأعماق، فقال وقد بدت النور يبزغ من أعماقه:

إلهي لو لم ترد نيلي
لما أرجوا وأطلبه
من كف جودك
ما علمتني الطلب

صدقت يا أيها العبد الصالح والله صدقت إن المولى عزوجل لو لم يرد أن يعطنا ما نبتغيه ونرجوه منه لما جعل في صدورنا قلوبا ترغب وتشتاق ولسانا يطلب ويسأل الرزاق، المولى عزوجل لو لم يرد أن يرزقنا لما أنعم علينا كل تلك النعم التي لم نطلبها منه ولكنه أعطانا لأنه يحب العطاء ويحب أن يسأل وأن يجيب السائلين فلك الحمد يا أكرم الأكرمين،،

هذه زاوية والزاوية الأخرى،،
هي زاوية التمحيص والتطهير من كل الذنوب والعيوب والسيئات، إن العبد المؤمن يعلم إذا إبتلانا الله يوما ببلاء ولم يكن ذلك البلاء سبباً في موتنا وفنائنا، أنه لم يبتلينا إلا ليجعل البلاء سببا في صقل شخصياتنا وتثبيتها لتتعايش على أرض الواقع بكل عزم وثبات ووضوح فإن الله لا يبتلي عباده بالمصائب إلا ليزيل عنهم المعائب،،

إن المؤمن يتفكر في الأب الذي يرى أن ابنه وقد أصيب بمرض قد يفني حياته فيقوم بأخذه إلى المشفى ليجري له عملية لعلاجه وقد يكره الإبن ذلك ويستوحشه ولكن الأب يصر كل الإصرار على إجراءها وما ذاك إلا لما يرى فيه من صلاح لإبنه وخلاص له مما قد يفسد حياته، وهذا الأب لا يعلم الغيب ولا يملك الحكمة المطلقة ومع هذا يجري لإبنه شيئا يكرهه ليحصل على شيء يحبه فكيف بالخلاق الحكيم العليم الرحيم الذي يشفق على عباده أكثر من إشفاقهم على أنفسهم، إن المولى عزوجل لا يرتضي لعباده الذي إختارهم أن يكونوا فاسدين أو أتباعا للشياطين فلذلك يبتليهم دائما ليخلص قلوبهم من كل الأدران المفسدة لهم،،

وقد تشتد الحياة وتضيق بنا ونبتلى بأهل السوء والشر ونجازى على إحساننا سوءا ونسيانا، فنرى إلى هذا السوء بنور الله عزوجل ونحمد الله الذي ميزنا وجعلنا مظلومين لا ظالمين مجحودين لا جاحدين، وقد يبتلى المؤمن بالشر والسوء من جهة الوالدين والإخوان والأقارب وبتقصيرهم وبضرهم له فيضيء قلبه بنور الله ويرى أن الله عزوجل أراد أن يجعله خيرا لأهله وأنه إبتلي بهم حتى يصبر عليهم ويقابل السوء بإحسان وحتى يكون خيرا لهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ويرى فضل ربه عليه أن بصره بما لم يبصرهم به، بصره أن إحسانه ينيره وينيرهم يوم القيامة في تلك الساعة التي يتمنى الإنسان فيها أن يجد حسنة واحدة تلك الساعة التي يتبرأ الأخ من أخيه والأب من أبيه يكون هو سراجا ينير طريقهم نحو الجنة وجناحا يطير بهم من فوق حفر النار ليحط بهم في دار السعادة والقرار، إن المؤمن الحق يستأنس في هذه الإبتلاءات والمصائب لأنه مستأنس بأن الله عزوجل قد إصطفاه وأنار بصيرته بنوره الذي لا يعطيه إلا لمن أحب، فما أجمل الحياة ونور الله يضيئها،،
__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 31-01-2013, 07:41 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

أخي الغالي رمزي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةٍ أرحب بك من جديد وعوداً أحمد إن شاء الله

لقد أشتقنا لكلماتك الطيبه ومعلوماتك الجميله..

ماأروعك وأنته تمر بنا بين بساتين الحكمه وتقطف

من كل بستان زهرة يفوح شذاها بعبرة التوحيد وحب الله

شكراً لك من القلب أيها النبيل ...

فقط سيتم نقل الموضوع للقسم العام ((مساحه بيضاء))

سجل إعجابي وتقديري العميق
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-02-2013, 09:07 AM
الصورة الرمزية نسرين العلوي
نسرين العلوي نسرين العلوي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 109

اوسمتي

افتراضي

بارك الله فيك اخي رمزي ..
فعلا القيت بنا في بستان يشع بالكلام المنور ,,كلام يجعل من النفس تتهيا لتكون في اجمل حالات شقاوة الابداع ..

الله يعطيك العافيه ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:59 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية