روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,548ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,812ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,367
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,513عدد الضغطات : 52,293عدد الضغطات : 52,396

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > مدونة الأعضاء

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #3  
قديم 04-07-2011, 11:39 AM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

ترك التاجر أحد رجاله في البيت الذي آل لملكيته للحراسة بعد أن تفقد كل شيء، استأذنت التاجر لأركب بغلة الشيخ المتوفى التي حتى المدينة فأذن لي، تحركت القافلة في اتجاه المدينة التي لا تبعد أكثر من مسيرة نصف يوم بسير القافلة البطيء، الطريق يسير بمحاذاة النهر الصغير الذي ينحدر من الجبال الغربية ليخترق وسط المدينة في نهاية المطاف قبل أن يصب في البحر، أحياناً يلتف بنا الطريق شمالاً لتحاشي الجبال المحاذية للنهر ثم يعود لمسايرته، كانت دقات قلبي تزداد كلما اقتربنا من المدينة التي هجرتها خوفاً منذ عشرين سنة، في منتصف الطريق وإلى الجنوب منه يقع السوق الخارجي الذي يأتيه البدو وسكان الجبال، في هذا السوق علقوا رأس أبي في سدرة على مدخل السوق قبل عشرين سنة، لم ألتفت للسوق ونحن بمحاذاته ثم لما تركناه ورائنا لم أستطع إلا أن ألتفت، لم تؤذني كثيراً تلك النظرة كما توقعت، ربما لأني كنت أمضي وأترك هذه الذكرى وراءي.

واصلنا السير حتى أطراف المدينة التي تمددت كثيراً عن عهدي بها، وعوضاً عن التقدم مباشرة واختراقها كما يفعل النهر التف بنا صاحب الدواب الذي استأجره التاجر من طريق واسع يتعرج عبر البساتين الكثيفة بعد أن عبرنا النهر على الجسر الذي كان عهدي به قنطرة صغيرة ويبدو أنهم بنوه ليتسع لمرور الدواب المحملة ، كان واضحاً من آثار الدواب أنه طريق القوافل المعتاد للميناء، أنعشت رائحة البساتين روحي الحرى، بعد كل تلك السنين التي قضيتها بين الكهوف والصحارى كان للخضرة وهواء البساتين المحمل بالرطوبة الباردة مفعول السحر علي، من فرط تأثري وانتعاشي تركت مكاني في وسط القافلة وتأخرت عنهم بمسافة مكنتني من سماع حفيف الأشجار وتغريد الطيور بصفاء.

لم يطل بنا السير حتى جاءتنا رائحة البحر ورطوبته التي افتقدتها هي الأخرى، أسرعت ببغلتي حتى عادلت قائد القافلة متعطشاً لرؤية البحر وشم نسيمه.

أول شيء واجهناه من البحر هو لسان صغير يخترق البساتين لمسافة قصيرة، ثم مالبثت الستائر الخضراء أن انفرجت عن البحر الأزرق، هالني عدد المراكب وأحجامها الكبيرة التي لم أرَ مثلها في صغري، مراكب كبيرة ذات أشرعة واسعة، لم يكن يخطر لي أن هناك سفن بهذا الحجم، أرسلت بصري على الشاطئ الممتد فوجدت جواباً لسؤال دار بخلدي وأنا أنظر للمراكب وأشرعتها العالية، كنت أتساءل عن سبب عدم رؤيتي لهذه الأشرعة من بعيد، كانت الدور المرتفعة وغرفها المنيفة هي ما كان يحجب عني رؤية المراكب، في حياة الوحوش التي كنت أحياها، حتى عملي في المنجم لم يكن يقل صلفاً عنها، لم تكن تحيط بي الكثير من التفاصيل، وكانت المناظر كثيراً ما تتشابه، أما هنا فيبدو أني لا بد أن أعتاد على غير ذلك.

استدارت القافلة حول اللسان البحري الصغير ثم عدنا لنسير بمحاذاة البحر، قبل الميناء بقليل مررنا بمجموعة من أصحاب الجمال وقد احتدمت بينهم مشادة عنيفة، كانت فيما يبدو بسبب المنافسة على تحميل البضائع، احتدمت بينهما المشادة وكادا يشتبكان لولا الفزع الذي أصاب الإبل فتفرقت عنهما في كل اتجاه ، لم يثر المشهد انتباه أحد غيري ومضوا دون حتى أن يلتفتوا لما يحدث.

قبل الميناء لفتت نظري القلعة المهيبة المطلة عليه مباشرة ببرجيها الدائريين، أمكنني رؤية الحراس من فتحات البرجين وهم يتحركون، كانت القلعة متراجعة قليلاً لناحية البر مفسحة المجال لحركة البشر والدواب المتعلقة بالميناء، هالني عدد البشر وأصواتهم المختلطة بأصوات الدواب، عندما دخلنا الساحة أحسست بتوتر غريب بسبب كثرة الحركة حولي وتزاحم الأقدام والأصوات، توقف قائد القافلة وهو ينظر للتاجر ، أشار له التاجر أن يتجه منتصف الساحة حيث يجلس رجل بالقرب من كومة كبيرة مغطاة بسعف النخيل المشدود بالحبال، أقبل ذلك الرجل، الذي اتضح أنه من أعوان التاجر وضعه لحراسة تلك الكومة من البضائع، أقبل يساعدنا على إنزال حمولة القافلة، جاء صاحب الدواب ليأخذ أجره من التاجر وأجر أربعة حراس يرافقون القافلة، كانت تلك المرة الأولى التي أرى فيها المال، كانت قطع معدنية دائرية بحجم راحة يد طفل، لونها أقرب للون النحاس وعليها رسم لأحد ملوك الفرس ويسمونها "سلوقي"، كانت عليها نقوش دائرية تشبه إلى حد بعيد النقوش التي كان يقرأ بها عمي رمثة.

اختلف التاجر مع صاحب الدواب على الأجر، كان الأخير يطالب بزيادة بسبب متاع ابنة الشيخ الذي لم يكن متفقاً عليه من قبل وأما التاجر فكان يقول أنه لم يزد عن مدة الأيام الخمسة التي تم الاتفاق عليها، كنت أعتقد أن صاحب الدواب يستحق زيادة لكن الأمر حسم بتدخل ابنة الشيخ التي عرضت دفع أجر حمل متاعها بنفسها.

انصرف صاحب الدواب وأمرنا التاجر بالجلوس إلى حين تدبر أمر السفينة التي ستقلهم إلى فارس ، قد يطول الأمر ليوم أو يومين كما قال.
كان الوقت عصراً والشمس توارت خلف القلعة العالية التي بدت لي من الساحة وأنا مستند على كومة البضائع أكبر كثيراً من ذي قبل، كانت تسد معظم مساحة النظر من الغرب، البيوت تبتعد عنها من الشمال والجنوب بمقدار عرضها، الجنود يبدون صغاراً من خلال فتحات الأبراج المرتفعة.

اقتربت مني ابنة الشيخ وهي تبتسم وأعطتني كيساً صغيراً عرفت أنه يحوي مالاً هو أجري عن سنوات عملي في المنجم ، ثم أعطتني صرة لم أعرف ما بها حتى أخبرتني بأنها أحجار الفيروز التي كنت أجمعها طوال السنوات الماضية، كنت قد نسيتها وها هي جمعتها لي من إحدى زوايا البيت حيث كنت أضعها وصرتها لي، أخبرتني أني يمكن أن أبيعها للصاغة اليهود واشارت بيدها لجهة إلى الشمال من الميناء، التفتت إلى الرجل الذي استقبلنا في الميناء وكان متكأً بجانبي في صمت وكلمته بالفارسية موصية إياه بي، كنت قد تعلمت حينها من الفارسية ما مكنني أن أعرف أنها قصت عليه كل شيء عني منذ أن وجدوني عند المنجم، وفوجئت من خلال حديثها له بأنها تظنني طوال السنين التي قضيتها معها ومع أبيها أني قد فقدت ذاكرتي بسبب سقوطي تلك الليلة، لابد أن أباها أيضاً كانت لديه نفس القناعة ، اعتبرت ذلك إشارة ورحمة من الرب.


للقصة بقية.....

التعديل الأخير تم بواسطة بيت حميد ; 04-07-2011 الساعة 06:49 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:32 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية