روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,541ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,805ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,358
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,507عدد الضغطات : 52,287عدد الضغطات : 52,389

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-07-2011, 05:11 PM
الصورة الرمزية أحمد الهديفي
أحمد الهديفي أحمد الهديفي غير متواجد حالياً
اللجنة الإعلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 123
افتراضي

زيارةٌ بعد منام


أخذتني خطواتي إلى حيث لا أدري .. سرت بخطوات سريعة جداً..التفت كثيراً خشية أن يراني أحدهم فيمشي في إثري
وجدت نفسي فجأة أمام جدار المقبرة، الجدار الطيني الذي بنته سواعد غيبها الموت منذ زمن. يا له من جدارصامد!! .. ترددت في الدخول .. سيطرت علي مشاعر مضطربة ومتناقضة.. خوف يدفعني للعودة وشوق يدفعني للمتابعة.
"بسم الله".. قلتها في سري وأنا أضع رجلي في وجل للدخول... كان قلبي يحمل ما تحمله قدماي من ألم الخطوات.. اخذت أبحلق في القبور.."ترى أيها قبرها؟" أخذت أمشي بحذر خشية أن أطأ عقرباً أو زاحفةً .."ترى هل يسمعني الموتى؟ هل أزعجهم بسيري هنا؟"
توقفت حين رأيت نورا سطع من أحد القبور، أو هكذا خيل إليّ، قلت في نفسي "لا بد أنه هو! يقال بأن النور يسطع من قبور الصالحين، وهي أطهر من عرفت .. لا بد أنه روضتها!".. سرت باتجاه ذلك النور .. هاجت ذكريات كثيرة مع كل خطوة...تذكرت ضحكاتها، كلماتها العذبة، خضنها الدافئ..آآآآه كم تتعبني هذه الذكريات المثقلة بالحزن والألم !... فجأة اختفى النور فلم أعد أعرف أي القبور قبرها!
جلست بين القبور.. كشفت النقاب عن وجهي؛ النقاب الذي ارتديته خشية أن يتعرف إلي أحد أهالي القرية فيظن بي الظنون لخروجي في هذا الوقت المبكر من اليوم.
رحت أناجي القبور وتباشير الدمع في عيني ..." أختاه لا أعرف في أي القبور ترقدين، لكني أشعر بأنك قريبة جداً مني .. كم أشتاق لك! .. سامحيني لأني لم أزرك من قبل كنت خائفة ومتردده..هل تسمعيني أختاه؟ هل تشعرين بمقدار الشوق الذي يختلج في صدري تجاهك؟ هل ما زلت تحبينني أم أنك نسيتني؟؟"... بكيت كثيراً.

اقشعر جسدي وأنا اتخيل جسمي مدفون هنا ثم لا تبقى الأرض منه شيئاً.. دخلت في سلسلة من الخيلات المخيفة ... فجأة أحسست بجسم يقترب مني، ارتعدت أوصالي، التفت وجسدي يرتعش من الخوف.. أحسست بأن الجسم أصبح أمامي مباشرة.. تسارعت دقات قلبي.. رفعت عينيّ ببطءٍ وحذرٍ شديدين .. وقفت مذهولة
- علي! هذا أنت؟
- هدئي من روعك عزيزتي

شعرت بشي من الأمان وهو يجلس بجانبي
- سلم على أختك يا علي
لم ينبس علي بكلمة.. بدا وكأنه استعاد كل ما تخبأ في الذاكرة من حزنٍ دفينٍ .. رأيت الدمع في عينيه .."علي!" ..ناديته فلم يجبني..هززته "علي هل تسمعني؟"
- هاه! نعم ماذا هناك؟
- هل تعرف أي القبور قبر عائشة؟
أجابني بهدوء: "لا يا أختي. لم أعد أذكر. مضى وقت طويل على وفاتها"
خيم الصمت على المكان وأطبق الحزن بقبضتيه على كل ما حولنا حتى غدا كل شي أسود عامر بالكآبة. قلت وأنا أطيل النظر في القبور: "أي شدة خلقها الله في قلوبكم أنتم معشر الرجال؟ كيف تطيقون أن تهيلوا التراب على من تحبون؟"
- "هيا بنا".. قالها علي بعد أن قام فجأة
سرت خلفه..توقفت فجاة ثم التفت خلفي " إلى اللقاء.. أنتم السابقون ونحن اللاحقون".. أمسك علي يدي وشدني إليه.. غادرنا المكان .. ثم ركبنا السيارة وابتعدنا عن المقبرة التي ظلت عيناي معلقة بها حتى اختفت عن ناظري
وفي الطريق فاجئت علي بسؤالي : " لم تقل لي كيف عرفت أني كنت في المقبرة!"
نظر لي بابتسامة عريضة
"أحسست بذلك"
- ومنذ متى وأنت تمتلك الحاسة السادسة؟
- منذ زمن، لكنك لا تشعرين بي .. لكن قولي لي كيف تجرأتي على الذهاب إلى المقبرة بمفردك؟
- لا اعرف ! احيانا نتصرف دون وعي
فجأة أوقف السيارة والتفت نحوي
- "هل تودين معرفة الحقيقة؟" وبدا الخوف عليه
- نعم ولا أريد غيرها
- أنا لم آتِ في إثرك..جئت لزيارة عائشة .. وفجأة رأيتك هناك ... نعم لا تنظري إلي هكذا أنا جاد!
قلت والدهشة تملؤني..
- ولكن ما الذي ذكرك بها اليوم بالذات؟
عاد بكله إلى الوراء ... أسند رأسه إلى الكرسي ...
- "لم أنسها لأتذكرها ثمة أشياء لا نستطيع أن نزيلها من ثنايا الذاكرة لا بالقوة ولا باللين".. صمت قليلاً ثم أردف .. "رأيتها البارحة في المنام ، أنبتني كثيرا وقالت أني نسيتها.. أخبرتها اني لم أنسها، ووعدتها بزيارتها وجئت لأفي بوعدي"
بكيت بحرقة
بحلق علي في وجهي وعلامات التعجب واضحة عليه
- "ما بك؟ هل الحلم مؤثر إلى هذا الحد؟"..
قلت بكلمات متقطعة:
- "أنا أيضا حلمتها البارحة"
- حقاً! احكي لي ماذا رأيت؟
مسحت دموعي وتنفست بعمق .. رأيتها تمد يديها إلي وتقول لي: تعالي إلي ..اشتقت لك كثيرا.. قلت لها: وأنا كذلك أشتاق لك كثيرا .. ثم قالت : لكني أشعر بالوحدة .. اقتربت منها اكثر فأكثر، وفجأة ..
صمتُّ
- أكملي ما الذي حدث؟
- لا شي قمت من نومي
تأفف علي بقوة ..."أوف ! ليتك أكملت الحلم "
سار بالسيارة خارج البلدة
سألته: "إلى أين يا علي؟ عد بنا إلى البيت .. ستقلق أمي علينا كثيرا"
- لا تقلقي فقط دورة بسيطة ونعود
صمتنا لوهلة ثم قال لي: "بالمناسبة، أمي تقول بأنها تخاف من أحلامك"
- نعم أعرف ذلك
قال كطفل يملأه الإستغراب : " حقا؟"
"أجل .. قالت لي ذلك بكل صراحة".. عدت بذاكرتي إلى الوراء .. تذكرت حين كنت أروي لها حلماً مخيفاً رأيته.. حينها اصفر وجهها، وبدا الخوف عليها .. أمسكت يديها .." امي إنما هو حلم"
- أخاف من أحلامك .. أخاف منها كثيراً!

هزني علي
- " ما بك؟ أسألك: هل تحلمين عائشة باستمرار؟"
-هاه!! نعم أحلمها كثيراً.. أتخيل روحها تحاورني ..أشعر أنها تعلم بكل ما يحدث معنا.. وكأنما روحها تحوم حولنا

التفت إليه وأنا أقول له: " يقال بأن أرواح الموتى وأرواح من يحبون من الأحياء تلتقي في المنام ! "
أدهشه ما قلت، صمت قليلاً ثم قال:إنما الروح من أمر ربي ... أنا لا أعطي الأحلام كثير بال ..أنساها في بعض الأحيان وأتناسها في البعض الآخر.
قلت له بانفعال: " الأحلام رسائل سماوية لا يجوز تجاهلها..هي ميراث الأنبياء"
حين أنهيت عبارتي الأخيرة لاحظت زيادة سرعة السيارة كثيرا..
صرخت في وجهه: "خفف السرعة يا علي"
قهقه بقوة: " ما بك؟ تخافين أن يتحقق الحلم وتموتين؟"... قالها بسخرية
- لا، لا أقصد ذلك .. أرجوك لا تسرع يا علي
نظر إلي بابتسامة عريضة وقال: "لا تخافي، لا توجد أجهزة ضبط السرعة هنا."
- أنا جادة يا علي...عد بنا إلى البيت
أخذت سرعة السيارة تتزايد بشكل تدريجي .. عرفت ذلك من عداد السرعة الذي لم ترتفع عيناي عنه ..وفجأة خرجت السيارة عن سيطرته.. صرخت بقوة .. حاول عليِ أن يتدارك الموقف ..خرجت السيارة عن مسارها ، ثم اصطدمت بسدرة كبيرة.

فتحت عيني فإذا أنا في المستشفى .. وإذا أهلي حولي والحزن بادٍ عليهم .. بحثت عن علي بين الوجوه فلم أره .. التفت إلى أمي: " أمي، رأيت اختي عائشة في المنام ..رأيتها تمد يديها إلي وتقول لي تعالي إلي ..اشتقت لك كثيرا.. قلت لها: وأنا كذلك أشتاق لك كثيراً .. ثم قالت : لكني أشعر بالوحدة .. اقتربت منها أكثر فأكثر، وفجأة توقفت وقلت لها : لا تحزني سيزورك علي قريباً"




رحمة حارث الحراصي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:56 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية