روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,978
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-08-2016, 09:24 PM
عباس العكري عباس العكري غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: البحرين
المشاركات: 72
Exclamation الّشهامة والطّفل المتسوّل -قصة قصيرة

الّشهامة والطّفل المتسوّل.
قصة قصيرة بقلم: عباس علي العكري (البحرين)

ظلامٌ حالكٌ أحاطَ به، وسكونٌ أطبق على شفتيه.. بحث عن الزاوية المعتمة في نفسه... وافترش الوحدة غطاءً له في منتصف الليل... جلس عند جدار متهالك لم يقيه برد الشّتاء. فأغلق عينيه الملوّنتين بالضياع، وحبس جراحه، ثمّ غرق في بحر التفكير المتلاطم بمآسيه.

مدّ ذراعه ولوى عنقه على صخرة صمّاء لم ترأف به، والتحف السماء الملبدة بالغيوم، وصوت الريح الباردة تتأفف منه... يهزّ رأسه ثم يُطرقه.. ومضى شاردًا بخياله: "لماذا لا أكون معهم!".. يُنصت لصوت خفي يهمس له من بعيد: " حاول مرة تلو الأخرى.. وحاول أكثر وأكثر...".

شعوره لم يهدأ؛ بل ازداد في فراغ الفقر. فدار جدل ملتهب مع تلك الأسئلة التي تغيب في إغفاءة، ورغم قصر اللحظة تنقضّ تهاجمه: " لماذا لا ترضى بذلك؟".

حاول عصر ذهنه واستجماع حواسه ليعرف الإجابة، التي ربما تثمر في قلبه مستقبلا ضائعا... صوت الريح العاتية يشتد أعلى من صوت تفكير طفل في الخامسة من عمره، حكّ رأسه، فافترسته الحقيقة. فلم يجد مناصا من أن يستمع للنغمة المتكررة كثيرا: " متسوّل".

نزف دموعه.. بلل يديه المرتجفتين... فتراكم القهر في عقله، وأكل الضعف من فؤاده، وتعبّأّت روحه بالظلام، حينما تذكر تلك الوجوه المفترسة التي تحوطه؛ لتشبع رغبتها من جمال محياه الذي أفل نوره.. وكلما حاول أن يستجديها بإلحاح صدقة يسدّ بها فوهة بطنه الخاوية؛ هاجمته تلك النوايا المتحجّرة، التي أيقنت بأن لا مفرّ من القدر إلاّ إليها!.

تصاعد الغبار من حوله، ونهض من شروده.. أوغل في ماضيه المجهول... وغاص في دوامة تفكيره من جديد، وتخيّل صوت أباه الذي لم يسمعه مذ كان جنينا يخاطبه: " لاتصبح نسيا منسيا".

نفخ في رماد ذكرياته، وكبر حديثه الداخلي، وتاه في فكره.. ضوء شحيح داخله تراءى له، وسار وحيدا للحظات، والأفكار والرؤى تتصارع في داخله ... زلقت فكرة به نحو تلك الظلال التي تحاول اصطياده في لحظة ضعف مريرة، لاحقته.. وببراءة طفل أخذ يهرب ويهرب نحو مخرج يغير كل شيء في حياته، وأرهق نفسه دون جدوى.

سمع صرخة من بعيد، ولمح حشدا عنده، ورأى طفلا يدس رأسه ضمن الرؤوس، وعيناه تخترقان الصفوف تخاطبه: "لا تمت مثلهم".

حملوه مسرعين للمستشفى، أخذه الطبيب باسطا ذراعيه بانكسار ليداويه.. ثمّ تردّد قليلاً.. وقال: "من سيدفع علاج المتسوّل؟".

اختفى الجميع من حوله إلا ذلك الطفل الذي لم يستطيع فعل شيء سوى أن صرخ بألم باكيا.. حينها جاء متسول أخذ الطفل ودفع الفاتورة ومضى.

حينها اكتشف لعبة مجتمع مادي تلطّخ بعار الشهوة، وقناع التعا
طف... كتب بإصبعه في الهواء: "براءتي لن تتجرع التسوّل إلاّ من شهم عرف مرارتها".
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-08-2016, 09:25 PM
عباس العكري عباس العكري غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: البحرين
المشاركات: 72
Exclamation

الأستاذ العزيز عباس العكري بداية تحية بهية على إمتاعنا بنصوصك الغنية بدلالاتها ، المكثفة برموزها وإيحاءاتها، المستندة إلى مرجعيات ومدارس أدبية تمتح من خزانها . إن النص الأدبي كما يقول بارت في مؤلفه "لذة النص": "تميمة، وهذه التميمة ترغب في.يخطب النص ودي عن طريق ترتيب كامل لشاشات غير مرئية ، وعن طريق مماحكات انتقائية تتصل بالمفردات وبالمراجع وبقابلية القراءة...والآخر،المؤلف،يضيع دائما وسط النص(لا وراءه على شاكلة إله من آلهة آلية من الآليات).إن النصوص الجميلة تستهوي القاريء بمادتها الدسمة وجماليتها الأدبية ولذلك فهي تخطب ود القاريء مستبعدة كاتبها مجردة إياه من سلطته الأبوية جاعلة من القاريء راغبا في المؤلف على نحو ما داخل النص دائما حسب الرؤية البارتية(نسبة لرولان بارت).ولذلك فنص الشهامة والطفل المتسول يؤسس لمضمونه من خلال عنوانه الوارد جملة إسمية مبتدؤها عطف مرتبط بمعطوفه دلالة على إضفاء قيمة إيجابية واستبعاد كل نظرة تبخيسية للطفل المتسول. يتأثث فضاء النص بمجموعة من الحقول المعجمية المؤسسة لمعناه نسوق منها على سبيل المثال لا الحصر الحقل المعجمي الدال على السواد والمحيل إلى نفسية الطفل وبؤسه وسوداوية حياته نتيجة الفقر المذقع والبطن الخاوية (ظلام حالك-الزاوية المعتمة-الليل-تعبأت روحه بالظلام- أفل نوره- ضوء شحيح...) هناك أيضا الحقل المعجمي الدال على القسوة الإنسانية والطبيعية(جدار متهالك-صخرة صماء-الريح الباردة-الريح العاتية-الوجوه المفترسة- النوايا المتحجرة- اصطياده-هاجمته-اختفى الجميع...) وظف الكاتب أيضا أفعالا دالة على الإنكسار والحيرة والضياع والإحباط هذه الأفعال ندرجها مزاوجة بفواعلها أوبما هو مسند إليها لتبيان المقصود منها والذي يصب بشكل منسجم في بناء النسق العام للمعنى الدلالي للنص(ظلام أحاط به-سكون أطبق عليه-أغلق عينيه-حبس جراحه-غرق في بحر التفكير- لوى عنقه على صخرة صماء-التحف السماء-يهز...ثم يطرقه-مضى شاردا-دار جدل ملتهب- حاول عصر ذهنه-افترسته الحقيقة-تراكم القهر...) إن الحقول المعجمية والأفعال التي يتأسس عليه المتن السردي دالة وموحية باعتبار أن معنى النص يطرح شخصية الطفل المعدم وهو يعيش تمزقا ومعاناة نتيجة الجوع والبؤس وقساوة الطبيعة التي تنضاف لقساوة الإنسان لتزيد من آلامه ولواعجه،كما أنه يعيش تمزقا نفسيا نتيجة للوضع السابق يجعله يتخبط في الحيرة والارتباك والخوف من الآخر المتملي في طلعته والعبارة المحيلة لذلك موظفة بشكل متقن حمال لمعان كثيرة فهي من جانب تدل على الاشتهاء كما تدل على الازدراء (الوجوه المفترسة التي تحوطه لتشبع رغبتها من جمال محياه الذي أفل نوره) إن استعمال الكلمات التالية (المفترسة-تشبع-رغبة-جمال)له بعد جنسي دال على الاستغلال الجنسي للأطفال بطبيعة الحال من قبل فئة من الشواذ ونحن نعلم من خلال التحليل النفسي أن الرغبة مفهوم جنسي يليها إشباع لا يتأتى إلا بعنف جنسي دلت عليه كلمة (المفترسة)أما الإشارة إلى أفول جمال محياه فيمكن قراءته بشكل عكسي أي أن الطفل ما زال جميلا لكن خجله وعدم رضاه بممارسة التسول جعلت ذاك الجمال ينكسف. ولذلك فالطفل يعيش في مجتمع انعدم فيه الحس الإنساني فحتى الطبيب الذي من المفروض فيه الاتسام بالرحمة والإيمان بالقيم الأخلاقية والإنسانية لمهنة نبيلة أريد لأصحابها رفع المعاناة عن المرضى والتخفبف عنهم وفقا لقسم أبيقور الذي يؤدونه أثناء تخرجهم .الطبيب يشكل داخل النص نموذجا لخيانة عهد أبيقور وبالتالي فلا فرق بينه وبين الصخرة الصماء التي استند عليها في مستهل النص والجملة الاستفهامية الصادرة عنه دالة على جشعه وموت الحس الانساني فيه(من سيدفع علاج المتسول) وهكذا بتقنية أدبية جميلة يوظف الكاتب السخرية من الطبيب بتقزيمه أمام متسول يدفع ثمن الخدمة التي يرفض الطبيب أداءها مجانا ,إنها الشهامة والإنسانية لدى المتسول وانعدامها لدى الطبيب الصخرة الصماء. وظف الكاتب أيضا تقنية الاسترجاع المكسرة لزمن الحكي من خلال صوت الأب المقتبس من القرآن بشكل يضفي بعدا جماليا على إيقاع السرد(لا تكن نسيا منسيا) وهكذا يتم الانتقال والتحول على مستوى الحكي (نفخ في ذكرياته-كبر حديثه الداخلي...)(أرهق نفسه دون جدوى)دلالة على محاولة الخروج من المأزق عبثا وهكذا وبتقنيات سردية دقيقة وظف فيها الأستاذ العكري أنسنة الفضاء وأسلوب التشخيص (personnification La) بشكل قصدي دلالة إماعلى القسوة والتحجرأوالتيه والأمثلة التالية دالة بقوة (افترش الوحدة - صخرة صماء لم ترأف به - الريح الباردة تتأفف منه - افترسته الحقيقة - أكل الضعف) إن نص الشهامة والطفل المتسول يبقى نصا منفتحا غنيا بدلالاته وأبعاده ،والتقنيات الموظفة فيه تجعل منه نص أدبيا بامتياز تنموفي ثناياه لذة النص بشكل رائع. تحياتي وتقديري الأستاذ العزيز عباس العكري.

__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-08-2016, 12:18 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي

قصة مترعة بالألم القاسي، والبؤس اللامحدود، جعلتنا نبحث في أعماقنا عن إجابة لسؤال حائر مفاده: من الذي صنع المتسولين،مع وفرة ما في الكون من خيرات ونعم؟
وافر الاحترام والتقدير، الأستاذ: عباس العكري؟
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-08-2016, 11:07 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي




لقد أضفى التحليل الفني ابعادا ارحب ومساحات اسع
إلى محتوى النص القصصي الزاهي بالمفردات الفصحى العميقة
الدلالة على ثقافة الأديب الواسعة وقدراته التصويرية العالية
وارى أن القصّة ابعد في مضمونها الزمكاني عمّا قد
يتبادر إلى ذهن القارئ البسيط مثلي، من أنها قصة طفل مشرّد
واعتقد أنها ترمز إلى مستوى شامل من هيمنة الجشعين
من أصحاب المال والنفوذ على مستوى العالم على المقدّرات والثروات
رغما عن صرامة القوانين التي شرّعها ولاة الأمر لبسط العدل والمساواة
ويستمر أولئك المستغلّون في إستنزاف خيرات البلاد حارمين سواهم من أبسط
الحقوق الأمر الذي أفضى إلى تشكّل مجتمعات كبيرة جل أفرادها من اللئام
يظهر لؤمهم في صور شتّى، ولكن ليس الظلام يمنع الرؤية دائما.
شكرا لك الأديب الرائع الأستاذ عبّاس علي العكري
أطيب الأماني
وأجمل التحايا




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية