روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,803ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,347
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,505عدد الضغطات : 52,284عدد الضغطات : 52,387

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > قضايا وأراء > مساحة بيضاء

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2012, 01:25 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي رقائــق القلبِ في رمضان..( 21 )

رقائــق القلبِ في رمضان..( 21 )


أحبتي الأوفياء...

قصة ٌرقيقة ٌقصيرة ٌ،تستوقفني طويلاً كلما استذكَرها عقلي ورتـَّلَ خافقي مغزاها...!!

رواها لنا الإمامُ الثقة،الفقيه الشافعي أبو القاسم القشيْري-رحمه الله تعالى-في مخطوطته المعروفة بـ ( الرسالة القشيْرية )،وخلاصتها :

أن امرأة ًكانتْ تعملُ خادمة ًفي منزل أحد الأسياد،فأفاقَ صاحبُ المنزل في جنح ذاتِ ليلةٍ على صوتِها،وهي قائمة ٌتتهجد بالصلاة والمناجاة،فكانَ من مناجاتِها لله عزوجل : (( اللهمَّ إني أسألكَ بحبكَ لي أن تغفرَ لي وترحمني... ))،فاستعظمَ الرجلُ كلامَها هذا،وانتظرَ حتى إذا انتهتْ من صلاتِها،قال لها : (( ماهــذا الدَّلالُ على اللهِ يا امرأة..؟؟!! كانَ الأوْلـَى أن تقولي : اللهمَّ إني أسألكَ بحبي لكَ... ))..

فقالتْ له : (( يا سيدي..لولاَ حُبُّــه لي ما أيقظني هذه الساعة..لولا حُبُّــه لي ما أوقفني بين يَديْه..لولا حبُّه لي ما أنطقني بهذه النجوى...!!! ))...

تتوقفُ بصيرتي-أحبتي الكرام-مع آيةٍ من كتاب الله عزوجل،كلما استذكرتُ هذه القصة الرقيقة،وكأنها حَادٍ لربط السياق بالمعنى السامي الذي أراده المولى عزوجل منا في تلك الآية...

الآية هي قولُ الله عزوجل من سورة المائدة : (( يا أيها الذين آمنوا مَنْ يرتدَّ منكم عن دينه فسوفَ يأتي الله بقوم يُحبهم ويُحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعِزةٍ على الكافرين يُجاهدون في سبيل الله ولا يَخافون لومة لائم ذلكَ فضلُ الله يُؤتيه مَنْ يشاءُ واللهُ واسعٌ عليم ))..

عند التأمل والتدبر المُمْعِن،قد يستشكلُ أحدُنا هذه الآية الكريمة،إذ يُخيّـلُ إليه أن الإنسانَ الذي يَرتـَـدُّ عن الإسلام،إنما يَرتدُّ بسائق شبهةٍ تسربتْ إلى مكامن العقيدةِ في عقله،أو بسبب شـَكٍّ خالط َيقينـَه العقلي بالله عزوجل،ومن ثـَــمَّ فإنَّ تصحيحَ هذا الوضع،هو بتحصين العقل ضد الشبهاتِ وضد الشكوك المختلفة،لأن ( الرِّدَّة ) انتكاسَة ٌعقلية ٌعن اليقينياتِ الكبرى التي اقتنعَ بها عقلُ المُرتــدِّ..

بيْدَ أن سياقَ الآية يذكُــرُ ( الحُبَّ )..والحُبُّ شعورٌ قلبيٌّ،فما شأنه هنا في تصحيح أمر يتعلق بالعقل..؟؟!!!

لقد كان الشأنُ-بحسب الظاهر-يقتضي أن يأتي الخطابُ هكذا : يا أيها الذين آمنوا مَنْ يرتـَدَّ منكم عن دينه فسوفَ يأتي الله بقوم أرسخ منكم يقيناً وأقوى منكم قناعــة ًوأعمقُ منكم عقيدة ً...

ولكنَّ الخطابَ الربانيَّ الجليلَ جاءَ هكذا في جواب الشرط : (( ...فسوفَ يأتي اللهُ بقوْم يحبهمْ ويُحبونـَه ))...

وكأن أساسَ مشكلةِ الرِّدَّةِ لا تكمُنُ في غِشاوَةٍ غطتِ العقلَ بقدْر ماهي كامنة ٌفي فراغ القلب من جذوةِ الحب لله تعالى..!!!

ذلكَ أننا حين الالتفاتِ إلى مكوناتِ هذا الكائن البشري وجدناه-بعد تجاوُز الجسدِ الطيني-عبارة عن عقل يُدْركُ ويقتنع،وعن قلب يقودُ ويسوقُ...

والإنسانُ-كما درسنا في علم النفس التربوي-يندفع إلى ما يندفع إليه من أعمال وإنجازاتٍ،بسائق من رغباته العاطفيةِ الوجدانية،أكثر مما تمليه عليه قناعاتـُه العقلية..

أو لِنقـُـلْ : إن شعورَ الحُبِّ هو الحادي والسائقُ الذي يبعثُ في قرارةِ الإنسان نفـَساً طويلاً،يُعينـُه على الصبر المرير أمام المَلمَّاتِ والمَكاره المختلفة،فيمضي به إلى أهدافه السامية وغاياتِه المُثــلى من غيْر مَلل أو كَلل أو تراجع،ويستحيلُ على العقل وحدَه-أمام فراغ القلب من الحب-أن يسوقَ الإنسانُ أو يقودَهُ إلى الله تعالى وإلى رضوانه...

علماؤنا المناطقة يقولون : (( العقلُ يُشيرُ،ولكنه ليسَ فعَّالاً بالتأثير..وهو يُــدِلُّ ولكنه لا يقودُ صاحبَه... ))...

ومن هنا ندركُ-أحبتي-السرَّ الحقيقي في عُمْق البيان الإلهي في هذه الآية الكريمة العظيمة من أن جفافَ ينابيع الحب لله تعالى في تجاويف القلب والنفس،يُوَرٍّثُ قسوة ً،قد تصنعُ حُجُباً كثيفة ً،تمنعُ من الوصول للنور الإلهي العظيم الذي يُكرمُ اللهُ عز وجلَّ به عبَادَه المُصطفين الأخيار..وهو النور الذي يستحيلُ على العقل وحده أن يصلَ إليه..

فالعقلُ قد يتيقنُ من وجود الله تعالى،ولكنَّ القلبَ-بالحب-هو وحدهُ من يُبصرُ الأنوارَ في وجوده سبحانه وتعالى...

لذلكَ كان هذا الحبُّ بين العبد وربه فيْضاً من إشراقةِ الروح،جعل من قلب تلك المرأة العابدة يرى من نور الله مالمْ يرهُ قلبُ سيدها...

إنه الحبُّ الإلهي العظيم حينما يُخالط بشاشة َالقلب،فترتوي منه المهجة والشغاف،ولا يكادُ الحِسُّ يرى في الوجود سواه..!!

ألاَ نعجَبُ -أحبتي الاوفياء-من شاعرٍ،أذابَ حُبُّ الله تعالى حشاشة َقلبه،فلم يلبَثْ أنْ قالَ :

عجبتُ لِمَنْ يقولُ ذكَرْتُ ربي ** وهلْ أنسى فأذكُرُ ما نسِيـتُ..؟؟!!
أموتُ إذا ذكرتـُكَ ثــم أحْــــيَا ** ولولاَ حُسْنُ ظـني ما حَييتُ
فأحيا بالمُنى وأموتُ شــوْقاً ** فكمْ أحيا عليْكَ وكَــمْ أمــــوتُ
شربتُ الحُبَّ كأساً بعْدَ كأسٍ ** فما نفِدَ الشرابُ ولاَ رَوِيتُ..!!


ألاَ تروْنَ معي أنَّ فيها شيئاً من انقداح المعنى الذي أبرقتْ إليه المرأة في دعائها الرقيق..؟؟!!!

...(( ومن الناس منْ يتخذ أنداداً من دون الله يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشــدُّ حُبًّا لله ))..

فيارب افتح علينا فتوحَ العاشقين والمُحبِّــين والمحبوبين لديكَ...اللهــمَّ آمـين...

وتقبلَ الله منا ومنكم الصيامَ والقيامَ وصالحَ الأعمال....
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:10 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية