روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,801ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,329
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,504عدد الضغطات : 52,283عدد الضغطات : 52,386

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-05-2013, 09:45 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي أسباب واتجاهات تأثر الشعر الشعبي العماني المعاصر بالشعر النبطي في منطقة الخليج ج3



الشاعر يعبر عن ذاته :
في ثنايا هذا التأثير لا يمكن إنكار تعبير الذات في تفاعلها مع الواقع حيث أن الظروف المحيطة بالساحة الشعرية العمانية المعاصرة من طغيان المؤثرات المحيطة ( إعلاميا ، مواقع إلكترونية ، مسابقات شعرية ..) وكان هذا الواقع يحتم على الشاعر أن يُبرز دوره كشاعر انطلاقا من واقع الشعر في منطقة الخليج . لنجد في المواجهة إشكالية القاموس اللغوي للشعراء المعاصرين الذين استوردوا المفردات وبالتالي مفاهيم تعنى ببيئة خارج إطار البيئة الشعرية العمانية وتشكلها . هنا الشاعر أهمل لهجته نتيجة لعوامل نفسية هيئتها الساحة الشعرية الخليجية وما أفرزته من تداول .. فيشعر الشاعر ويهيأ له أن لهجته ضعيفة شعريا ( ضمن إطار القصيدة الشعبية الحديثة ) وفي الإلقاء ( إلقاء القصيدة ) بالشكل التقليدي فينظر لنفسه كشاعر ضعيفا ؛ لأنه لم طبق منهج المتداول في الساحة ، لأن هذا الشاعر يطلب الانتشار مما جعله يستعين بهذا القاموس .
ايضا لا يمكننا أن نعتبر الاستعانة والاستفادة من هذا القاموس عيبا أو قصورا بل هو فائدة واندماج في المنظومة الشعرية الخليجية ، ولكن وفي نفس الوقت ايضا لا يعني أن يطمس الشاعر وينسلخ من هوية الشعر العماني ومفرداته .

الشاعر يكرر نفسه :
من خلال تتبع كثير من النصوص تم ملاحظة التالي :-
أن الشاعر كرر الصور نفسها عندما أعاد إنتاج ما كتبه متأثرا بالشعر النبطي والتي أدت إلى استحواذ آليات التعاطي من خلال التراكم وإعادة إنتاجه ليصبح بذلك ضمن دائرة التأثر التي فتحت له باب التعاطي مع الشعر النبطي نتيجة تاثير الإعلام والمسابقات الخليجية والتوجيه الذي يتلقفه وأطروحات المنتديات الشعرية ، ومن هنا وبعد فترة من الزمن ومع زيادة إنتاجه الشعري وجدنا الشاعر يعيد نفسه من خلال تكرار إعادة إنتاجه للتراكم وبالتالي تأثر الشاعر بنفسه من خلال نصوصه . والمشكلة الخطيرة هنا إذا كان التأثر السابق للشاعر قد جاء خارج إطار البيئة ، لذلك يصعب معه قيام الشاعر بإعادة مونتاج تراكمه الشعري مما يحدث لديه انفلات للوضع ليسبح في أروقة الشعر النبطي .
ومن هنا تأتي القطيعة مع الشعر الشعبي القديم الذي تم تأصيله بالتقادم ، متبعا خط سير مغاير في تعاطيه مع القصيدة ، وغياب هوية الشعر العماني الذي تشكل في ثناياه تأثير القطيعة مع الشعر الشعبي العماني المعاصر حيث أنه لم يكتسب هوية من حيث أصالة المنهج الشعري ، وذلك لغياب مبدأ التجديد ، والانقطاع المتواصل .

دراسة بنية النصّ :
التجديد والطرح المنافس لما سبقه ، أي بما تم التأثر به ، والأسلوب في بعض جوانبه ، ناهيك عن التداول المستمر للقاموس الشعري ، وكلما ظهر جيل جديد أضاف لهذا القاموس نتيجة لظروف المكان ومعطيات اللحظة التاريخية ، فيتم التداول والتأثر من جوانب مختلفة في التراكيب للمفردات وبناء العلاقات في النصوص الشعرية . كما ان العلامات اللغوية سوف تعطينا مؤشرات قوية لهذا التأثر عندما نتطرق إلى تفكيك البناء العلائقي للتركيب اللغوي ودراسة الإشارات اللغوية مستقلة وفي تركيبها وعلاقاتها المستمرة مع العناصر في النصوص . من هنا كانت الاستقلالية ( نسبية ) ولا زالت ، ولذلك من الصعوبة أن يتم عزل أيّ نصّ كان عن العوامل المؤثرة والمتأثرة في نفس الوقت بحيث أن هذا العزل سوف يعطي ما مقداره صفر ؛ دائما الشعر مثل الكائن الحي يحتاج إلى الحياة والعيش وكلما تقدمت مرحلة تاريخية ينمو ويترعرع تحت رعاية الشاعر وبالتالي سوف يحتاج إلى كل الظروف المناسبة لاستمراره بحيث أنه يتغذى على ما هو موجود في وقته وتاريخه المعاصر الذي بدوره قد تغذى وتشرّب بما سبقه وكذلك بما عاصره .. هنا سوف نجد أن الشعر كائن حرّ يتحرك ضمن ما وفّره المحيط بكل معطياته ( المكانية والتاريخية والاجتماعية والانثربولوجية والنفسية والثقافية .. ) وكل هذه المعطيات تكون ضمن منظومة التراكم الذي حفظه المجتمع في الذاكرة حيث أن الذاكرة الجمعية أخذت تتداول كل ما يوجد في المحيط الذي بدوره متأثر بمعطيات خارج المكان .. ضمن نطاق الشعر الشعبي ..
إشكالية التأصيل :
لم يكن هناك همّ أدبي للتأصيل بحيث يتم عمل كل التفاصيل التي تبحث في مفهوم وتطبيقات التجديد بحيث يتم بناؤها على شكل قالب نقدي شعبي محليّ ؛ لأن التجديد في اللفظ وفي الصورة الشعرية والمخيّلة لم ترتبط بالساحة الشعرية العمانية بل ارتبطت بمنطقة الخليج ، وبالتالي فإن عمان وبقية منطقة الخليج كانت متأثرة بالقصيدة السعودية لأن هذه القصيدة كانت تحتفي بالصورة الشعرية ولم تهتم بالقالب لأنه شكل وإطار بنائي كأداء ، لكن القصيدة كبناء كانت تحتفي كما ذكرنا سابقا بالصورة الشعرية . وإذا ما لاحظنا أغاني الفنانيين السعوديين ( الجيل الذي هو الآن في عمر الخمسينات ) كانوا يغنون قصيدة الصورة التي كانت تخلق الدهشة للمتلقي ، وبالتالي فإن عملية القراءة والاستماع تنتصر لقصيدة الصورة واللغة المبتكرة . هذا الذي كان يهمّ جيل من الشعراء العمانيين ، هذا الجيل اشتغل وبشكل مباشر على كتابة القصيدة وتقليد الكتابة ،ولم يضعوا في أولوياتهم تأصيل النقد المرتبط بالقصيدة الجديدة التي كانوا يكتبونها ، بالضبط كما حدث مع ( قصيدة النثر حيث كتّابها أكثر من منظريها ، وعندما جاءوا لكتابتها اعتمدوا على البيان الفرنسي الذي ترجمه يوسف خال في مجلة شعر ، ثم اعتبروا ذلك البيان لهم وقاموا بكتابة قصائدهم دون وجود تأصيل نقدي ، إذ جاء التأصيل النقدي بعدها بعشرات السنين ) .
الإشكالية الحاصلة اليوم في الساحة الشعرية العمانية أن أصحاب الإجتهادات في المقاربات النقدية لم يؤصلوا أنفسهم كنقّاد لأنهم في المقام الأول شعراء ولا توجد لديهم الرغبة أن يكونوا نقّادا ويؤصلون له . وكما ذكرنا سابقا لا يمكن إلزام الشاعر بعمل مقاربة نقدية لأن كل الشعراء الذين قاموا سابقا بتلك المقاربات لا يمكن تحميلهم المسؤولية إذا كان الشاعر يرفض أن يعامل معاملة الناقد ، بمعنى أنه لا يمكن تحميل الشاعر عبء الناقد .
الجيل الذي اشتغل على نقد الشعر الفصيح والتفعيلة وقصيدة النثر لم يكن على وفاق مع الشعر الشعبي ، ولم يكن هنالك احتفاء من النقّاد الذين اقترحوا أنفسهم كنقاد أدبيين ، لم يحتفوا بالقصيدة الشعبية القديمة أو الحديثة .

دور التوجيه والمقاربات النقدية في إدارة الساحة الشعرية :
يقول ابن عربي (( اعلم أن كل مُتلفِظ من الناس بحديثه فإنه لا يتلفظه حتى يتخيله في نفسه ويقيمه صورة يعبر عنها ، لا بد له من ذلك .. وإذا كان هذا ، وكان ما يتخيل يعبر كالرؤيا ، كذلك يعبر كل كلام فإنه حادث عند السامع ، فمن التأويل ما يكون خطأ عن مراد المتكلم ، وان كان التأويل إصابة في كل وجه ، سواء أخطأ مراد المتكلم أو أصاب . فما من أمر إلا ويقبل التعبير عنه ، ولا يلزم في ذلك فهم السامع الذي لا يفهم ذلك الاصطلاح ولا تلك العبارة .. والتأويل عبارة عما يؤول إليه ذلك الحديث الذي حدث عنده في خياله (المتلقي) ، وما سمي الإخبار عن الأمور (( عبارة )) إلا لكون المخبر يعبر بما يتكلم به ، أي يجوز بما يتكلم به من حضرة نفسه إلى نفس السامع ، فهو ينقله من خيال إلى خيال ، لأن السامع يتخيله على قدر فهمه ، فقد يطابق الخيال الخيال ، خيال السامع مع خيال المتكلم ، وقد لا يطابق .فإذا طابق سمي فهما عنه وإن لم يطابق فليس بفهم ..))
نستشف من هذا وتطبيقا على الساحة الشعرية العمانية الحالية أن الموجهين لهذه الساحة اعتمدوا على نسبة نجاح التأويل الذي ومن خلاله يمكن الاستمرار في الوصول إلى تحقيق الأهداف التي رسمت في المخيلة لإظهار الساحة بمظهر المتعاطي مع القصيدة النبطية التي أخذت طريقها إلى الشاعر . ولا يمكن أن نشكك في نيّة هذه التوجيهات والمقاربات التي هدفها نهضة الساحة الشعرية العمانية والاشتغال على الجديد ، ولكن الإشكالية هي التخلي عن الشعر العماني القديم كما ذكر سابقا الذي بات ضمن إطار بعيد عن التجديد في الشكل واللغة والصور الشعرية . وهنا يمكن التأكيد على أن هذه التوجيهات والمقاربات تأثرت أيضا بما هو دائر في منطقة الخليج من تداول مشترك للقصيدة النبطية ، ومحاولة كل الأطراف الخليجية الانتصار للغة المبتكرة والصورة الشعرية التي تخلق الدهشة في الشعر النبطي . المسألة هنا ليست مسألة تبييت واستهداف للموروث الشعري ، ولكنه تداول للأفضل خليجيا تحت مسامع الإعلام ونشاط حركة المسابقات الخليجية والدعوات الموجهة للشعراء العمانيين لحضور الفعاليات واللقاءات المستمرة التي كانت نتيجتها انتصار القصيدة النبطية على حساب الشعر العماني كتأصيل .
هذه الهروب من الموروث ، وعدم المغامرة والإقدام على تناوله في شكل جديد سواء التهيب منه أو التنكر له أو الخوف من عدم قبوله خليجيا وعلى حساب سمعة الشاعر حتم عليه الابتعاد قدر الامكان وتناول المتداول في الساحة الشعرية .
لم يكن لهذه التوجهات من قبل الشعراء العمانيين موجه نقدي لمشكلة التماهي مع القصيدة النبطية . وهنا الموضوع ليس موضوع تأثر في حد ذاته ولكن المشكلة الكبيرة هو عندما يصل إلى درجة التقليد . لا يمكن أن ننكر الإبداع والابتكار الجيد . ولكن السواد الأعظم من الشعراء العمانيين قاموا بتقليد الشعر النبطي بعيد عن الابتكار والإبداع في اللغة والصور الشعرية . لذلك لا يمكننا أن نرفض الشعر النبطي ولكننا نبحث عن الجديد والإبداع والابتكار في هذه القصيدة لتكون بصمة قوية للشاعر العماني .
المقاربات النقدية التي اشتغلت على النصوص الشعرية العمانية قليلة مقارنة بالنصوص الشعرية المطروحة في الساحة ، كما أن واقعها يقول :-
ـ عدم وجود أصالة في المقاربات النقدية الموجود في الساحة الشعرية الشعبية ، بحيث أن هذه المقاربات نفسها متأثرة ، مثلا عند القيام بمقاربة نقدية أو انطباعية يتم فيها مناقشة اللغة أو الصورة الشعرية أو الظروف النفسية التي شكلت تلك القصيدة ، ويتم بيان نقاط القوة والضعف ، ولكن لا يتم إرجاعها إلى أساسها ، بمعنى لا يوجد إرجاع للأساس الفني للقصيدة ، ومن هنا لا بد من مناقشة هذه النصوص في قالبها النقدي الذي هو أساسا متشكل كمنهج لدى الناقد .
يتضح أن المقاربات النقدية المطروحة في الساحة لا تخدم الشكل والجوهر المرتبط بالفنون الشعرية الشعبية في عمان ؛ لأن أصحاب هذه المقاربات في كتاباتهم النقدية بأنواعها الذين كانوا يؤسسون لشكل شعري ينتمون إلى المدرسة الجمالية الخليجية من حيث اللغة والجمالية من حيث تشكيل الصورة عبر مخيلة مبتكرة ، ولم يكن الشكل في أولوياتهم بمعنى الإطار العام الذي تبنى عليه القصيدة لم يكن يعنيهم ، بل أن الإبتكار في اللغة والصورة الشعرية وفتح باب نحو المخيلة ، هذا الذي كان يتربع على قائمة أولويات هذه المقاربات وأصحابها . اتكاءا على لهجة شعرية خليجية مشتركة أو ما يسمّى ( اللغة البيضاء ) ، حيث انتشرت بين الشعراء المعاصرين بشكل كبير وهي جمعت بين العامية والفصحى وأخذت تجد مكانتها في نصوصهم الشعرية مع تغييب جانب اللهجة الشعرية العمانية .
والشعر النبطي ايضا لا يخلو من الاختلافات . فحينما نسلط مجهر البحث اللغوي على لهجات المناطق والقبائل المختلفة التي ينتشر فيها الشعر النبطي نجد أنها رغم ما يبدو لنا من تجانس لغة هذا الشعر لا تخلو من اختلافات في النطق نلاحظ ما بين حقبة زمنية وأخرى وما بين بقعة مكانية وأخرى .
لا بد من التأكيد على أن المدنية والحواضر لها دور كبير ومن خلال مفرداتها وفلسفتها ومصطلحاتها وألفاظها في بروز ( اللغة البيضاء ) وتوظيفها في كتابة النصوص . لهذه اللهجة مؤيديها الذين يرون من الأهمية وجود لغة تربط بين أبناء الشعر حتى تصل كل التجارب الشعرية إلى أقصى مكان حيث يسهل التعرف على الثقافات . وهنالك من عارض هذا التوجه باعتبار أن وجود مثل هذه اللهجة المشتركة سوف تطمس هوية اللهجة المحلية وبالتالي طمس الثقافة والأدب الشفهي ، الذي يعتبر المكوِّن الأساس للمجتمع .
ولكن هل هذه المواكبة مع المدنية والاطلاع على الشعر الفصيح في حضرة اللهجة المشتركة في كتابة الشعر الشعبي اضافت شيئا جديدا، بمعنى، هل استطاعت القصيدة الشعرية الشعبية الحديثة إضافة شيئا جديدا ؟ هنا السؤال الذي لا بدّ أن يطرح ، وهنا يجب أن يوضع في الحسبان القصيدة الشعرية الخليجية ومدى تأثرها ايضا بظاهرة التمدن والشعر الفصيح وكيف تأثرت بها القصيدة الشعرية العمانية .

توظيف المناهج النقدية الحديثة :
إذن هذه المقاربات النقدية لم توظف المناهج النقدية الحديثة وتطبيقاتها على الشعر الشعبي المعاصر وعلومها ( تاريخ ، جغرافيا ،الاتنولوجيا ، اللسانيات ،الانثروبولوجيا ،علم النفس التحليلي ،...) التي تساعد على فهم أبستمولوجية الثقافة الشعبية من حيث الدراسات النقدية الممنهجة ، مما أدى إلى عدم وجود مدرسة تتحرك ضمن خطاب نقدي يقود إلى تصحيح المسار الذي يعيشه الشعر الشعبي بتأثره ما بين التقليد والإبداع ضمن إطار ( اللغة والصورة الشعرية )

الهمّ الأدبي لتأسيس مشروع شعري :
كل هذا تبعه وبطريقة لا شعورية عدم وجود همّ أدبي لتأسيس مشروع شعري متكامل ؛ حيث أن هذه المدرسة تحتاج إلى متابعة وطموحات متكررة ومتواصلة ومنهجيّة محددة وظاهرة الملامح حتى نستطيع القول أن هناك بالفعل مدرسة شعرية والدليل على ذلك هو أن الشاعر يؤمن إيمانا عميقة أنه لا يريد ولا يطمح إلا لكتابة قصيدة فقط ضمن إطارها المحدد ولا يمكنه أن ينظر إلى أبعد من ذلك باتخاذ خطوات حاسمة وفي المقابل هنالك ناقد ، إذا صحّ التعبير ، يقوم بقراءة هذا الإنتاج فقط دون وجود ذلك الهمّ الأدبي لتأسيس مدرسة شعرية ظاهرة الملامح . ومن خلال المتابعة المستمرة للساحة الشعرية في عمان نجد أن هنالك اختلال كبير وعدم وجود توازي عددي ما بين النقد كمقاربات نقدية وبين إنتاج القصيدة ، ويمكن أن نعممه كذلك على بقية الإنتاج الأدبي ، ولذلك البلد مريضة أدبيا بمعنى أن الجانب النقدي فيها يعاني من أمراض مزمنة ، إذ لا بد أن يتعافى أولا الفكر الفردي الأدبي النقدي حتى يتعافى الجسد النقدي .

اصبحت الحاجة ملحة للقيام بعملية تفكيك كل المقاربات النقدية والانطباعية التي حاولت لعب دور الموجه للساحة الشعرية . ثم لا بد من دراسة النصوص الشعرية التي خضعت لهذه المقاربات والتي لم تخضع كذلك لدراسة متأنية ومن هنا سوف نتعرف على القطيعة بين التيار القديم والمعاصر و..... الخ . من خلال تعاملنا مع هذه الموضوع وجدنا التالي :-
أن التأثير الذي مارسته هذه المقاربات على الساحة الشعرية خلقت ولو بشكل نسبي قطيعة مع أشكال الشعر الشعبي القديم ، حيث غذّت هذا التوجيهات وبدون وعي تلك القطيعة بدعوى التجديد في التغيير ، ولكن مسألة التأول كان لها دور كبير في مسألة القطيعة هذه مما جعل المتلقي / الشاعر يبحث بدائل خارج إطار منظومة الشعر الشعبي العماني القديم .. كذلك وجود الحالة النفسية التي يدخل بها الشاعر الجديد وما يجده في الساحة فتبدأ معه عملية التأويل التي أوجدتها هذه التوجيهات والمقاربات بشكل عام..

دور المؤسسة الرسمية :
كثير من الشعراء يلقي اللوم على المؤسسة الرسمية ، وعدم تبنيها الشعر الشعبي ، هنا لا بد من توضيح هذا الإشكال الذي يتم تعاطيه في الساحة والسخط الحاصل من كثير من الشعراء والنقاد إذا صح التعبير ؛ ليس من عمل المؤسسة الرسمية أن تؤسس نقدا أو مدارس شعرية ، لذلك لا يمكن تحميلها المسؤولية كاملة ؛ لأنه لا يمكن للمؤسسة الرسمية أن تقف في وجه شاعر ، مثلا ، يعمل على إصدار ديوان شعري وحيث تقوم بمنعه من إصدار هذا الديوان بسبب عدم صلاحيته كإصدار على سبيل المثال ، وهذا الشاعر عمل بجهد ودافع عن ما يتبناه في شعره وعن أبعاد معينة ومنهج معين ، إذن المؤسسة الرسمية لم تقف في وجه إنتاج أدبي ، ومن هنا لا يمكن أن تُحمّل المسؤولية ، هذه مسؤولية الجيل نفسه وليست المؤسسة الرسمية ، إنها مبادرة تأتي من الشعراء بأنفسهم ، والمؤسسة الرسمية مطلوب منها تكليف القائمين على المؤسسة الثقافية الرسمية وضع استراتيجية ومنهج معينين يؤديان ما تتطلع إليه المؤسسة الرسمية مثل عملية الحراك الثقافي ، وهنا لا بد من وجود مختص يقوم بهذا العمل .لا بد من جميع الشعراء والنقّاد المساهمة حتى يولد شعور بمسؤولية الإنتاج وعدم الاعتماد على المؤسسة الرسمية في كل صغيرة وكبيرة ، وكذلك الشعور بمسؤولية النتيجة وقراءة الأشياء بعد حدوث النتيجة ، إذ ليس على المؤسسة الرسمية أن تتحمل تبعات كل الجوانب المتعلقة بالشعر الشعبي .
مهرجان الشعر العماني الذي يقام كل سنتين والذي بدأ منذ عام 1998م ، يعتبر جزء من عملية الحراك الثقافي الذي قامت به المؤسسة الرسمية ، ولكن بعد تتبع المهرجان منذ نسخته الأولى وحتى النسخة الأخيرة لسنة 2010م يتّضح التالي :
- بشكل عام النصوص المشاركة في هذه المسابقة في مجال الشعر الشعبي لم تقم بعملية الربط مع الفنون الشعرية الشعبية العمانية ، حيث كان تعاطيها مع القصيدة النبطية في منطقة الخليج .
- بالتالي لم يحدث هنالك من تجديد في أشكال هذه الفنون الشعرية العمانية .
- والنتيجة إشكالية هوية الشعر الشعبي العماني ( الفنون الشعرية ) في مهرجان الشعر العماني.

سوف نلاحظ في نسخة مهرجان الشعر الشعبي 2010م أسماء كثيرة ومعروفة على مستوى الساحة الشعرية المحلية والخليجية لم تشارك ، وهنا يتبادر سؤال في الذهن : ما هي أسباب هذا العزوف والإحجام عن المشاركة ؟ بعد إجراء مجموعة من المقابلات مع بعض الشعراء وجدنا أنه من بين الأسباب القوية هو الحوافز المادية التي ليست على المستوى الذي كان مأمول . وهذا ما وضّحه المؤتمر الصحفي حول مهرجان الشعر الشعبي . وهنا سوف نجد أن هذا الشاعر سوف يقوم بالمشاركة على مستوى المسابقات الخليجية التي إذا ما نجح في الوصول إلى نتائج متقدمة سوف تكفل له الحافز المادي الجيد ناهيك عن الانتشار والشهرة .
أردنا من ذكر هذا الوضع أن نصل إلى نتيجة مفادها أن الشاعر العماني إذا ما تم تكريمه ماديا وبسخاء سوف يكون مشاركا وبقوة في مهرجان الشعر الشعبي الأمر الذي سوف تهيئة المؤسسة الرسمية لوضع شروط في مسابقة المهرجان الشعري تكفل توظيف الفنون الشعرية الشعبية العمانية ومحاولة التجديد في أشكالة بصورة تخلق الإبتكار والإبداع مما يؤدي إلى وجود تواصل مع الموروث الشعري الذي بات محفوظ في قوالب ثابتة . إذن المهرجان بحاجة إلى هذا ، إلى تطوير الموروث وإلى الوقوف عليه ومعالجته بصورة جديدة وهذا لن يكون سهلا خاصة في وجود من يرفض التجديد من باب الخوف والتشويه ، ولكن هذا الكلام مردود عليه إذا ما تم وضع الأسس والخطوط الرئيسية التي تكفل وجوده كأساس وقاعدة وقالب ثابت ينطلق منه التجديد في الشكل وعمل المقارنات ما بين القديم المحفوظ والجديد في شكله المغاير .
ولكن وكما ذكرنا سابقا هذه مسؤولية الجيل فإذا ما استطاع الجيل أن يكون حاضرا بقوة في تجديد الموروث في شكل جديد سوف ينجح في المحافظة على امتداد وتواصل الفنون الشعرية العمانية القديمة مع الوضع والشعر المعاصر .
الصحافة المحلية وصفحات الشعر الشعبي :
المتتبع للصحافة المحلية يلاحظ أن أهم دور قامت به الصحافة المحلية أنها وثّقت أشكال الشعر المعاصر من خلال فتح المجال للنشر ؛ كما أنها فتحت المجال لكتابة الانطباعات الشعرية ولوجود عمود في صفحات الشعر الشعبي وهو عمود المحرر ، الذي لم يكن موجودا في بدايات صفحات الشعر الشعبي ومن خلال هذا العمود تم توجيه الساحة الشعرية الذي اصبح بمثابة الضابط التوجيهي لعملية النشر في الشعر الشعبي هذه الأعمدة طرحت قضايا وأفكار وانطباعات بمعنى أنها خليط من هذا كله . بالتالي أصبح الشعر الشعبي له متابعيه ومتلقيه قراءة وتذوقا .
الشعر الشعبي المعاصر الذي تأثر بالقصيدة في منطقة الخليج سواء كان هذا التأثر تقليدا أم إبداعا ساهمت في نشره الصحف المحلية من خلال صفحات الشعر الشعبي .
الصحافة باتت أهم محرك للشعر الشعبي المعاصر الذي فتح الباب أمام الشاعر العماني في الوقت الراهن أمام فكرة الشهرة ، حيث لم يكن أحد يفكر فيها خلال الفترات الماضية ، ولذلك لا بد من التمييز بين حبّ الظهور والبحث عن الشهرة ، فالظهور مفتوح لأي شاعر ، ولذلك كانت الصحافة الشعبية تحتاج إلى نصوص مما ساعد على ظهور الكثير من الشعراء ، أما بالنسبة للشهرة لم يُفَكَّر فيها من حيث تكوينها كإنتشار واشتغال الشاعر عليها ، هذه الفكرة سابقا لم يكن لها وجود كظاهرة .أما الآن اختلف الوضع فهناك الكثير من الشعر من يبحث عنها من خلال المسابقات الشعرية الخليجية ، والمنتديات الإلكترونية والفيس بوك والدواوين الشعرية ، بمعنى أن الشهرة منهج يطبق للوصول إليه ، لذلك يمكن القول أن هذا الوضع وأمام التحديات التي قابلت الشاعر العماني للوصول إلى الشهرة جعلته يسلك طرق متعددة للنجاح في هذا الموضوع ومنها والذي يهمنا هنا هو تقليد القصيدة النبطية في منطقة الخليج شكلا ولغة وصورا ، حتى في المفردة نفسها من حيث التداول . والمتتبع للساحة الشعرية الشعبية في عمان حاليا سوف يرصد هذا التوجه وتداعياته .
نتيجة لذلك حاول الشاعر العماني أن يسجلّ حضورا مما جعله يبحث عن شكل مغاير للكتابة ويطرحه ، فكان الإتكأ كمصدر على القصيدة النبطية في منطقة الخليج رغم كثير من الحضور للإبداع والبحث عن الجديد ، حيث اعتمد الشاعر هنا على ذلك التراكم الثقافي والفني والتاريخي الذي أدى إلى تشكل الكتابة لدى الشاعر ، وهنا عندما نتتبع مسارات هذه الترسبات سوف نجد أن الشاعر قد تأثر وبشكل كبير بالقصيدة النبطية في منطقة الخليج.

المحكِّمون في المسابقات الشعرية :
يعتبر المحكِّم أحد العناصر التي إما تساعد على رقي القصيدة أو تدهورها وبالتالي رقي المستوى العام الشعري أو تدهوره من خلال بناء الأحكام التي تنتج عنها نتائج المسابقة . من هنا وفي كثير من الأحيان تكون القصائد المطروحة للمسابقة أكبر من المستوى الثقافي للمحكم في المسابقة ، ناهيك عن إشكالية التأثر بتوجهات مختلفة خارج إطار البيئة الشعرية العمانية وبطريقة غير مباشرة يتأثر بها المتسابقون في القصائد المطروحة للمسابقة ، وهذا ما يحدث ، كما أن الشعراء العمانيين الذين يشاركون في مسابقات محكّميها من خارج البلد وسواء أقيمت هذه المسابقات في البلد أو خارجه يقومون بتأويل ما هيّة المحكِّم وخاصة المؤثر بقراراته في مثل هذه المسابقات فيكون وصولهم لمراكز متقدمة مبنيّة على ماذا يريد هذا المحكّم وهنا يمارس المحكمون ضغطا على المتسابقين من حيث تأثر قصائدهم بما تمليه توجهات المحكِّم الشعرية..

خلاصة ..
التأثر ـ تاريخيا ـ له وجوده ولكن كيف يكون هذا التأثر خطيرا عندما ينسلخ من هوية المكان ، وما رافقها من ظروف حتمت على هذا التعاطي مع كل ما هو خارج اطار البيئة من تداول مفردات وتبني قاموس شعري يغيّب ويطمس هوية المكان كثقافة وتراكم ، وما صاحب ذلك من انجراف غير واع نحو ما يحدث اليوم من معمعة اختلط فيها الحابل بالنابل ، فاصبحنا ننادي ب ( الرجوع إلى التراث تجديدا في الشكل ..) فاصطدمنا بواقع من يدير هذا الموروث من حيث الاحباطات التي تمثلت في إشكالية القوالب الثابتة ورفض التجديد في الشكل التي جعلت وحتّمت على الناشئة في مجال الشعر إلى الابتعاد ومحاولة تكريس جهودهم في الانسلاخ من هذا الموروث الذي لا يحبذ سدنته المساس به ، وهنا بدأ الشعراء ينفتحون على الشعر الشعبي في منطقة الخليج فظل هؤلاء يمارسونه خارج إطار البيئة الأدبية الشعرية العمانية المعاصرة ، وظلّ هذا التداول وتم تلبية صيحات الخطاب الشعري في منطقة الخليج ، والجميل في ذلك هو تداول المفردة المشتركة حتى يصل الشعر إلى الجميع ، ولكن الساحة الشعرية العمانية انجذبت إلى كل ما في هذه القصيدة في المنطقة من ملامح لتبدأ في الانتشار على مساحتها الشاسعة دون وعي بما وراء ذلك الاجترار، بمساندة عوامل كثيرة مثل القنوات الشعرية الفضائية والمواقع الشعرية الإلكترونية والصحف الخليجية والمسابقات الشعرية والتي جعلت من الشاعر العماني يؤكد حضوره ( بتقليد ) السائد ومتأثرا بكل التفاصيل التي سوف تعلن وصوله ونجاحه في هذه المسابقات ، وهنا بدأ الشعر العماني يفقد هويته . وفي نفس الوقت وجدت فئة من الشعراء الذين حاولوا الإبتكار ضمن إطار اللغة والصورة الشعرية وهذا ما ميّز ولو بشكل خافت الشاعر العماني من النواحي المذكورة .
هذه الورقة التي طرحت تناولت الموضوع من منظور عمودي علائقي من حيث ترابط العناصر ذات التأثير الذي خلق كل هذه العلاقات التي حتمت وجود التأثر . ولذلك لا بد من هذه الرؤية .
ولكن بعد ذلك وبعد الوقوف على الأسباب . كيف يمكن معالجة كل هذا الوضع ..؟ لذلك سوف نحتاج إلى توصيات انطلاقا من الواقع الذي جعل السعي لهذه التوصيات التي يمكنها ومن خلال وجود الوعي بإشكالية الهوية في الشعر الشعبي العماني ، ان نتدارك الوضع الذي ابتعد وبشكل لا واعٍ عن منظومة الهوية .
لذلك يمكن أن نوصي بالتالي :
1- الحاجة إلى وجود مؤسسة تُعنى بتوثيق ودراسة كل المقاربات والدراسات النقدية في مجال الشعر الشعبي المعاصر ، وتتبع المسارات التي تسلكها هذه الدراسات ، ومحاولة قدر الإمكان إخضاع هذه الدراسات لمرحلة متقدمة من النبش والتحليل ( نقد النقد ).
2- تبني وتوجيه كل المحاولات التي تحاول التجديد في شكل الفنون الشعرية الشعبية ، مما سوف يؤدي إلى التحرك على تداول الشعر الشعبي .
3- وجود مجلة فصلية متخصصة بطرح كل المقالات والدراسات والمقاربات النقدية في الشعر الشعبي المعاصر الذي يحاول التجديد في شكل الشعر الشعبي العماني التقليدي .
4- زيادة الاهتمام الإعلامي بالشعر والشعراء العمانيين .





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



المصادر والمراجع :

- هارولد بلوم ، قلق التأثر ، ترجمة عابد إسماعيل ، دار الكنوز الأدبية ، لبنان 1998م .
- سعد الصويان ، الشعر النبطي ، ذائقة الشعب وسلطة النص ، المجمع الثقافي ، ط1 ، 2005م .
- أحمد أنيس الحسون ، نظرية التناص في النقد الأدبي المعاصر ، ملتقى الأدباء والمبدعين العرب . http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...416#post213416
- عبد الهادي عبد الرحمن ، سلطة النصّ ، سنا للنشر - مؤسسة الانتشار العربي ، ط2 1998 .

المجلات والصحف والمقابلات :

- علي محسن آل حفيظ ، الفنون التقليدية في محافظة ظفار ، مجلة نزوى ، العدد الخامس . يناير 1996م .ص1 .
- عبدالله سالم الشعيبي ( مدير تحرير جريدة الزمن سابقا ) ، مقابلة . الجمعة 3 / 12/ 2010م .
- جريدة عمان العدد (10780) 7 ديسمبر 2010م ، المؤتمر الصحفي حول مهرجان الشعر الشعبي مع مدير عام الآداب والفنون بوزارة التراث والثقافة : هلال العامري
__________________


لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها

التعديل الأخير تم بواسطة فهد مبارك ; 27-05-2013 الساعة 09:54 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-05-2013, 09:55 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

…إطلالة نصية،تجمعُ بين استكشافِ صورة الإشكال على مستوى العرض البنيَوي-فكرةً واستنتاجاً-وبين التحليل الذي يُفضي إلى تبَني قناعاتٍ معينة في شأن ( الشعر العُماني المعاصر ) وتأثره بالشعر النبطي من خلال طرح الأسباب والمظاهر والنتائج على مَحمل الإيجابيات والسلبيات الموْضوعية..هي هذه الحلقة الثالثة الموصولة بالأولى والثانية-أخي الأستاذ الناقد فهد المبارك-وما كنتُ لأخفي إعجابي-وأنا أقرأ الأفكار المرصوفة في قفرات متتالية-بتتالي حيثياتِ الإشكال في منهج البحث،ابتداءً من كوْن الشاعر يصنعُ ذاتيتـَه،مروراً بعلاقةِ التفاعل-أثراً وتأثيراً-بين الذاتِ الشاعرة والمُكوّن الشعري،وانتهاءً مع الإحاطة بهواجس المُشاكاة المختلفة الأسباب التي تعتري بنية النص الشعري العماني-والتي تأخذ شكلَ المناوشة حيناً والمزاحمة حيناً آخر والاحتواء حيناً ثالثاً-ثم إلى مَلمَح الاستشراف المستقبلي لما سيؤول إليه الواقعُ الفني في ما يُمكن أن نطلِقَ عليه بـ ( الإبداعية المتوفـِّزَة ) في الشعر العُماني..كل ذلكَ تحت مظلةٍ دقيقةٍ من التأصيل المَرجعي والتوثيق المصدري المُحكَم...

أقرأ-أخي الأستاذ فهد-وأستوعبُ وأتعلمُ هنا ما يَدعَمُ في خارطتي الذهنية والمعرفية معلوماتي ومعارفي عن الشعر العماني الأصيل وهواجس رواده حول واقعه وحاضره ومآله...
بوركتَ-أخي-ودمتَ ناقداً بصيراً..
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-06-2013, 10:39 AM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي

يزيد فاضلي
وجود وتعليقك تشريف لي سيدي
أشكرك من الأعماق
__________________


لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية