روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,801ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,328
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,504عدد الضغطات : 52,283عدد الضغطات : 52,386

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-05-2013, 10:26 AM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي أسباب واتجاهات تأثر الشعر الشعبي العماني المعاصر بالشعر النبطي في منطقة الخليج ج2


مرحلة التحول إلى الشعر النبطي :

لكن في البداية لا بد من التوضيح أن الشعر الشعبي العماني هو شعر فنون شعبية غنائية ، إذ كل بناء في الشعر الشعبي محال إلى أحد الفنون الشعبية الغنائية نسائية كانت أم رجالية ، ولا توجد قصيدة منفصلة عن الفنون إلا بما يتعلق بالشعراء المحدثين عندما أخذوا بتقليد تفعيلات الشعر النبطي الموال ( المسبع والمثمون والمخموس .. ) إذ أنها ، وكما هو معروف ليست عمانية ، بمعنى أنها ليست عمانية المنشأ أو أصيلة بالمكان . حيث أصبحت فيما بعد ضمن ثقافة المكان وبالتقادم تم تأصيلها ..
ومن هنا يتأسس الفن ويكتسب ملامحه المحلية وتتحدد خصوصيته على مر الأيام والليالي ، فتبرز شخصيته للعيان بهوية فنية وطنية راسخة لا تزيلها العوارض .
وإذا ما تكلمنا عن الموّال سوف نجد أنه فن شجن وذكرى وحنين ، وبالتالي فإن رسالة فنّ الموّال تميل إلى الحزن ، لذلك طبيعة المجتمع العماني ـ قديما ـ طبيعة سفريّة ، بمعنى أن القائمين على البيوت ـ أرباب ـ البيوت أثناء وجودهم خارج عمان يتولد لديهم حنين لبيوتهم ، سواء من طرف الرجال أو النساء ، وعندما عاد المسافرون إلى البلد جلبوا معهم هذا النوع من الفنون ، وانتقل تلقائيا إلى الشرائح المجتمعية الأخرى ، حيث تم استلطافه . ولأن الذاكرة تحفظ أكثر مما أنها تبتكر ، حفظت الشعر ، ومن كان لديه موهبة الشعر ابتكر اللغة بناءً على الشكل شفهيا وليس كتابيا . ولكن لا يمكن لمجرد انتشار هذا الفن نتيجة استلطافه أن يقال عنه أنه أصيل في المكان ، حيث هذه إشكالية بحدّ ذاتها ، لأنه لا توجد مؤشرات نقدية مباشر تقول أن هذا الفن هو فنّ عماني أصيل .
بشكل أساسي فإن الشعر الشعبي قائم على فنون صوتيّة ، ذلك لأن الشعر أساسا ذاكرة صوتية أو حالة صوتية .
التحولات التاريخية بداية مع سبعينيات القرن المنصرم ومحاولة الأدباء والمثقفين الإطلاع على كل ما هو خارجي بقصد التجديد ورسم ملامح مرحلة جديدة مختلفة الأمر الذي أدى إلى التأثر وبشكل كبير بكل ما هو خارج إطار المنظومة التقليدية في ذلك الوقت ، واستمر ذلك الوضع فأوجد مجموعة من المثقفين الذين تبنوا بعد مرحلة التأثر الشعر الشعبي واستمر هذا التوجّه يأخذ تأويلاته من قبل الشعراء حتى وصلنا إلى ما هو حاضر اليوم وكان للإعلام في الدول المجاورة الأثر الأكبر في تأكيد تأثير التوجه وما صاحبه من اهتمام كبير للشعر الشعبي في المنطقة ..

حاجز التجديد في شكل الشعر الشعبي القديم :
الشعراء الشباب الذين يكتبون اليوم النصوص الشعرية يكتبونها من واقع فنون صوتية خليجية وليست عمانية ، بحيث لا وجود لمن يكتب قصيدة على فن الرزحة أو اليامال أو غيرها من الفنون الشعبية ككتابات بحيث أنها تتأسس كمدرسة ، والسبب في ذلك راجع إلى عدم إعطاء هذا الموضوع أهمية ، إذ ساد معتقد بأن هذه الفنون الشعبية تم تكريسها بشكل أو بآخر لتكون حافظة لشكل معين من الشعر ، شكل موجود في ذاكرة المجتمع ، ومن الصعوبة الاقتراب منه إذا ما كانت هنالك محاولات لكتابة قصيدة حداثية على وزن هذه الفنون ، كمحاولة للتجديد في الشكل ، سوف يتحرك من هم بمثابة الحفظة لهذه الفنون ليقال أن شروط كتابة قصيدة الرزحة (مثالا إذا ما حاول أحد الشعراء المعاصرين التجديد في الشكل ) على الشكل الكلاسيكي لا يمكن أن يتكرس على شكل القصيدة الحديثة ، وهذا ما يوجد في الواقع ، لذلك وحتى يكون التجديد حاضرا لابد من تجاوز بعض الأشياء الكلاسيكية كما أنه لا توجد مغامرة للكتابة على أحد الفنون الشعرية الشعبية المحلية ، ولأن ذاكرة الشعر الحالية هي ذاكرة خليجية إذن يتكون لدينا تراكم لذاكرة فنون شعبية خليجية وليست ذاكرة فنون شعبية عمانية محلية ، والنتيجة عندما تُكتب القصيدة تُكتَب وهي متأثرة .

جدلية التيارين القديم والمعاصر :
القطيعة الحاصلة اليوم بين التيار القديم والتيار المعاصر بحاجة إلى تحليل مواقف كل من هذين التيارين ، وهذا مهم جدا خاصة أن هذه القطيعة الحاصلة بينهما أدت إلى أن يتبنى التيار المعاصر اتجاها مغايرا في تبنيه للقصيدة الشعبية وذلك من حيث التركيز على :
1- اللغة التي تشكل القصيدة
2- الصورة الشعرية
بمعنى أن رسالة التيار المعاصر للتيار القديم أن التجديد في الشكل لم تكن من همومه ، ولم تكن مدرجة من ضمن أولوياته ، وقد استطاع أن يزيد من حدة هذه القطيعة عندما بدأ يقّلد ما وصلت إليه القصيدة الشعبية الخليجية وخاصة السعودية والتي احتفت خلال الأربعين السنة الماضية بما يمكن أن نسميه ( قصيدة الصورة واللغة المبتكرة ) ، وكما أن هنالك تقليد لهذه القصيدة أيضا كانت هنالك محاولات للابتكار والتجديد في اللغة والصورة الشعرية وقد نجح كثير من الشعراء العمانيين في ذلك والمتتبع للساحة الشعرية سوف يلحظ ذلك . وهنا لا بد من توضيح أيضا أن صفحات الشعر الشعبي في الصحف المحلية تبنّت توجهات هذا التيار ، التيار المعاصر ، الأمر الذي ساعد وبشكل كبير في انتشارها بتقليدها وبإبداعها.
أما التيار القديم فلم يكن على وفاق مع الآخر الذي ، ومن وجهة نظر التيار القديم ، طمس هوية الشعر الشعبي العماني وقلّد ما هو خارج البلد من توجهات ، ولذلك ظلت هذه القطيعة مستمرة حتى اليوم .
التيار الوسط لم يرغب في خلق قطيعة مع التيار القديم ، كما أنه في نفس الوقت لم يشأ الانعزال عما هو حاصل من تجديد وابتكار في الصورة الشعرية وفي اللغة ، الأمر الذي جعله على وفاق مع التيارين .
من خلال قيامنا بتحليل لما هو واقع من جدلية بين التيارين ، القديم والمعاصر ، استنتجنا أن :
- التيار المعاصر ينظر في نفسه أنه يمثل مرحلة جديدة تاريخية ضمن منظومة القصيدة الشعبية ، وأن التيار القديم له روّاده وحضوره في السابق كما له هو كتيار معاصر توجهاته وحضوره ، وهنا نذهب إلى إشكالية التكافؤ التي يجد فيها التيار المعاصر نفسه رائداً لهذه المرحلة الجديدة التي تتطلع إلى خلق جيل جديد يحاول أن يبتكر ويصنع قصيدة ذات ملامح عمانية ـ خليجية ، تتواصل مع المنطقة بأسرها وتنفتح على قاموس شعري يطمح إلى أن يكون مشتركاً يتم تداوله في الساحة الشعرية الخليجية بكل حرية ، كما أن نظرة هذا التيار إلى أن الأجدر من يأتي بالابتكار والجديد في الصورة الشعرية واللغة . لذلك فإن الإبستمولوجيا التي يشتغل عليها التيار المعاصر تتمفصل حول إشكالية الذاتية أو الانفصال للوصول إلى تكافؤ بين التيارين بحيث أن يكون الماضي مرحلة مضت واليوم مرحلة تأسيسية للحاضر جديدة تكافئ الماضي في إنتاج الشعر ، وهذا ما أدى إلى انهيار عامل الثقة في الشعر الشعبي القديم .

كل هذا يؤكده :
ـ الانفتاح الحاصل على الشعر الشعبي في منطقة الخليج في الفترة الحالية بشكل مكثف من خلال الإعلام والمسابقات في القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية الأدبية ، وعملية بناء التراكم الذي أثر على شكل القصيدة ولغتها وصورها .
ـ توجيه المبتدئين في كتابة الشعر إلى شعراء غير عمانيين ، كأنموذج ، لأن ذلك الموجه قد تأثر مسبقا بهذا الشعر وكذلك لا بد أن يطرح عليه شعراء عمانيين في نفس الوقت وذلك لإحداث موازنة وقدرة الشاعر المبتدئ من فهم توجه الشعراء وتأثرهم .. هنا الشاعر الصاعد لم يجد مرجعيات تتفق وتتصالح مع الشعراء العمانيين كمرجع ، حيث نجد كيفية مساهمة شاعر بتشكيل شاعر آخر ( التأثر به ).


الاستقلالية في كتابة النصّ وتأثير المحيط الشعري:
نتيجة لهذا التأثر سوف نجد الشاعر العماني لا يوجد لديه الوعي بالاستقلالية في كتابة النص ، الأمر الذي يجعله يستسلم ل :-
- الضغط الذي يمارسه المتلقي / الجمهور على الشاعر والذي بدوره ـ المتلقي ـ متأثر كذلك بالشعر في منطقة الخليج ومعجب به ، حيث هذا الضغط جعل الشعراء الشباب إلى المضي قدما في تناول القصيدة في المنطقة تلبية لرغبات الجمهور بحكم أنه ـ الشاعر العماني ـ محكوم بمتلقٍ يحاول أن يرضي طموحه ويصنع لنفسه ( جمهورا ) يتجاوب والتعاطي مع ما يكتبه ، حيث لم تكن الظروف مهيأة للشاعر العماني بأن يتلقى الموروث الشعبي بشكل جيد ويتعاطى معه ضمن إطار المطارحات والدراسات بشكل كافٍ ، وهنا يكون التركيز على الشعراء الشباب الذين سحبهم المتلقي إلى جغرافية تختلف تضاريسها الثقافية والشعرية عما هو موجود ضمن إطار الجغرافيا بكل عناصرها وعلاقاتها . أصبح الشاعر العماني يتلقف تأثيرات مارقة وخارج إطار جغرافية المكان ، وهنا يكون من المهم الإطلاع والاستفادة من خبرات الشعر خارج المكان ولكن ليس لدرجة تجعل من الشاعر ينسلخ من الهوية ( هوية الشعر العماني ) .. وبالتالي قد يكون للجمهور وجه مؤثر سلبا عندما يمارس ضغطا على الشاعر يتسم ب ( التقليد ) حتى وقت متأخر من المسيرة الشعرية ( للشاعر )، وهنا تكمن خطورة المتلقي ( الجمهور ) ومن الصعوبة أن يدرك ـ المتلقي ـ هذا الوضع ، فالذي يتورط هنا هو الشاعر ، حيث يصبح مسؤولا عما يكتبه ، فعندما يأتي النقد يكشف هذا التأثر العميق لدرجة ( التقليد ) ويبيّن ملابسات وإشكاليات هذا التوجه الذي كان للجمهور دور كبير في حدوثه ، لذلك الإشكالية تحدث عندما لا يدرك الشاعر ذلك ويتماهى مع الوضع ممتطيا الكتابة في حالة اللاوعي .
إذن وفي هذه الحالة لا بدّ من دراسة المحيط الشعري وكيفية ممارسته الضغوط على الشاعر ، إذ نجد هذا الشاعر مرتبط بمتلقٍ وشعراء من نفس البيئة وشعراء خارج إطار المكان وإعلام يشتغل على قضية النشر والانتشار للشعر والشاعر على التوالي وتكريس المسابقات الداخلية والخارجية لهذا النشر والانتشار ، وتوجهات المحكمين في هذه المسابقات وما يحملونه من أيديولوجيات تنتظر التأويل المناسب من لدن الشاعر ورغبة بعض الشعراء كعامل نفسي الانتشار السريع لكتاباتهم .. كل هذا وغيره جعل الشاعر يرتبط ارتباطا وثيقا بما يتم تداوله في الساحة الشعرية الخليجية وما ارتبط بها من تأثيرات في المكان ، بمعنى ، أن هذه الأوضاع زرعت في الشاعر تأسيس كتابته للنصوص ضمن إطار المُتَدَاول ، خاصة بعد أن يكون الشاعر قد وصل إلى مرحلة تاريخية من الانتشار ، يكون معها من الصعوبة الاستقلالية .
ولكن ، هل يمكن للشاعر أن يكون مستقلا في كتاباته دون تدخل أي مؤثر، أو بمعنى آخر ، هل يمكنه أن يؤسس لنفسه مدرسة لم تتأثر أبدا بأي كتابة ..؟ ، بطبيعة الحال إذا ما تتبعنا كل الأعمال التي كُتبت على مستوى الشعر الشعبي في الجزيرة العربية سوف نجد أنها متأثرة إما بما سبقها أو بما عاصرها أو الاثنين معا .

الشاعر يعبر عن ذاته :
في ثنايا هذا التأثير لا يمكن إنكار تعبير الذات في تفاعلها مع الواقع حيث أن الظروف المحيطة بالساحة الشعرية العمانية المعاصرة من طغيان المؤثرات المحيطة ( إعلاميا ، مواقع إلكترونية ، مسابقات شعرية ..) وكان هذا الواقع يحتم على الشاعر أن يُبرز دوره كشاعر انطلاقا من واقع الشعر في منطقة الخليج . لنجد في المواجهة إشكالية القاموس اللغوي للشعراء المعاصرين الذين استوردوا المفردات وبالتالي مفاهيم تعنى ببيئة خارج إطار البيئة الشعرية العمانية وتشكلها . هنا أهمل الشاعر لهجته نتيجة لعوامل نفسية هيأتها الساحة الشعرية الخليجية وما أفرزته من تداول .. فيشعر الشاعر ويهيأ له أن لهجته ضعيفة شعريا ( ضمن إطار القصيدة الشعبية الحديثة ) وفي الإلقاء ( إلقاء القصيدة ) بالشكل التقليدي فينظر لنفسه كشاعر ضعيف ،لأنه لم يطبق المنهج المتداول في الساحة ، لأن هذا الشاعر يطلب الانتشار مما جعله يستعين بهذا القاموس .
أيضا لا يمكننا أن نعتبر الاستعانة والاستفادة من هذا القاموس عيبا أو قصورا بل هو فائدة واندماج في المنظومة الشعرية الخليجية ، ولكن وفي نفس الوقت أيضا لا يعني أن يطمس الشاعر وينسلخ من هوية الشعر العماني ومفرداته .

الشاعر يكرر نفسه :
من خلال تتبع كثير من النصوص تم ملاحظة التالي :-
أن الشاعر كرر الصور نفسها عندما أعاد إنتاج ما كتبه متأثرا بالشعر النبطي والتي أدت إلى استحواذ آليات التعاطي من خلال التراكم وإعادة إنتاجه ليصبح بذلك ضمن دائرة التأثر التي فتحت له باب التعاطي مع الشعر النبطي نتيجة تأثير الإعلام والمسابقات الخليجية والتوجيه الذي يتلقفه وأطروحات المنتديات الشعرية ، ومن هنا وبعد فترة من الزمن ومع زيادة إنتاجه الشعري وجدنا الشاعر يعيد نفسه من خلال تكرار إعادة إنتاجه للتراكم وبالتالي تأثر الشاعر بنفسه من خلال نصوصه . والمشكلة الخطيرة هنا إذا كان التأثر السابق للشاعر قد جاء خارج إطار البيئة ، لذلك يصعب معه قيام الشاعر بإعادة مونتاج تراكمه الشعري مما يحدث لديه انفلاتا للوضع ليسبح في أروقة الشعر النبطي .
ومن هنا تأتي القطيعة مع الشعر الشعبي القديم الذي تم تأصيله بالتقادم ، متبعا خط سير مغاير في تعاطيه مع القصيدة ، وغياب هوية الشعر العماني الذي تشكل في ثناياه تأثير القطيعة مع الشعر الشعبي العماني المعاصر حيث أنه لم يكتسب هوية من حيث أصالة المنهج الشعري ، وذلك لغياب مبدأ التجديد ، والانقطاع المتواصل .

دراسة بنية النصّ :
التجديد والطرح المنافس لما سبقه ، أي بما تم التأثر به ، والأسلوب في بعض جوانبه ، ناهيك عن التداول المستمر للقاموس الشعري ، وكلما ظهر جيل جديد أضاف لهذا القاموس نتيجة لظروف المكان ومعطيات اللحظة التاريخية ، فيتم التداول والتأثر من جوانب مختلفة في التراكيب للمفردات وبناء العلاقات في النصوص الشعرية . كما أن العلامات اللغوية سوف تعطينا مؤشرات قوية لهذا التأثر عندما نتطرق إلى تفكيك البناء العلائقي للتركيب اللغوي ودراسة الإشارات اللغوية مستقلة وفي تركيبها وعلاقاتها المستمرة مع العناصر في النصوص . من هنا كانت الاستقلالية ( نسبية ) وما زالت ، ولذلك من الصعوبة أن يتم عزل أيّ نصّ كان عن العوامل المؤثرة والمتأثرة في نفس الوقت ، بحيث أن هذا العزل سوف يعطي ما مقداره صفر ؛ دائما الشعر مثل الكائن الحي يحتاج إلى الحياة والعيش وكلما تقدمت مرحلة تاريخية ينمو ويترعرع تحت رعاية الشاعر وبالتالي سوف يحتاج إلى كل الظروف المناسبة لاستمراره بحيث يتغذى على ما هو موجود في وقته وتاريخه المعاصر الذي بدوره قد تغذى وتشرّب بما سبقه وكذلك بما عاصره .. هنا سوف نجد أن الشعر كائن حرّ يتحرك ضمن ما وفّره المحيط بكل معطياته ( المكانية والتاريخية والاجتماعية والأنثربولوجية والنفسية والثقافية .. ) وكل هذه المعطيات تكون ضمن منظومة التراكم الذي حفظه المجتمع في الذاكرة حيث أن الذاكرة الجمعية أخذت تتداول كل ما يوجد في المحيط الذي بدوره متأثر بمعطيات خارج المكان .. ضمن نطاق الشعر الشعبي ..

الكتابة في حالة اللاوعي :
التأثر يُدرك من خلال عملية إخراج هذا التراكم الذي تم تخزينه في ذاكرة المتعاطي مع الشعر في لحظة اللاوعي وبالتالي :-
كتابة النصوص الشعرية في حالة اللاوعي ، مما جعل التراكم ( الشعر النبطي في منطقة الخليج ) الذي تم تخزينه في لاوعي الشاعر العماني يظهر بأشكال مختلفة عند ممارسة فعل الكتابة ومن هنا وجدنا أن الشعراء في الوقت الراهن بدأ لديهم ما يمكن أن نسميه حضور وتشكل الصورة الذهنية التي تكونت ضمن الزمن الذهني الذي جعل تراكمهم وترسباتهم الشعرية وقاموسهم الشعري ( المكتسب من هذا التراكم ) يظهر بشكل تكون فيه عملية الإيحاء قد أخذت بعدها الزمني واللغوي متأثرة بما سبقها وذلك من خلال إعادة إنتاج التراكم الذي يبعث مرة أخرى أثناء عملية التشكّل ( الذاتية ) للشاعر بعد أن تكون الصورة الذهنية حاضرة بزمنها الذهني والتي ـ الصورة الذهنية ـ أخذت تتشكل اعتمادا على ما تم تخزينه في اللاوعي ، وهنا يكون الشاعر وبطريقة لا واعية قد أعاد إنتاج التراكم ، فبدأت تتشكل لديه الصورة التي بدأت تدعم عملية الإيحاء عنده ومن هنا سوف تظهر إشكالية التأثر التي جعلته يعيد إنتاج ما تم سابقا إنتاجه فتخرج القصيدة بعد ممارسة طقوس كتابتها وهي متأثرة بما تم تخزينه في حالة اللاوعي . يقول ليتش : ( إن النصّ ليس ذاتا مستقلة ، إنما سلسلة من العلاقات مع نصوص أخرى ، فشجرة نسب النصّ غير تامة من المقتطفات المستعارة شعوريا ولا شعوريا ..) ونستنتج من هذا أن التأثر يوجد في كل حالات الكتابة .

يمكن أن نعتبر هذا أحد العوامل الرئيسية الطبيعية لحدوث ظاهرة تأثر الشعر الشعبي العماني المعاصر بالشعر النبطي في منطقة الخليج .


يتبع ...
__________________


لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-05-2013, 10:54 AM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي

أخي العزيز فهد مبارك
أيها المبدع ، ها أنت تؤكد كل يوم أصالة الفنون الشعبية العمانية ، وأصالة موروثها الشعبي
ليكون هذا الموضوع سابقة وليبقى مرجعية لأجيالنا القادمة ..
ستبقى موضوعاتك مكتبة لنا نعود إليها
بارك الله لك وعليك
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-05-2013, 02:29 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي


السلام عليكم
موضوع ... ما شاء الله متكامل ومتزن
ولي بعض الملاحظات, راجيا سعة صدركم :
أولا : تأثر الناس عموما والشعراء على وجه الخصوص
بثقافة الأخرين أمر مسّلم به, لايقبل الجدال
ثانيا : الخصوصية أيضا طابع لا غنى عنه
ليست خصوصية أممية فحسب بل أجزم بأنها فردية
فما بالك بالشعوب, لابد لكل أمة من طوابع
لا يشاركها فيها غيرها, في شتى المجالات
ثالثا : ميل الشاعر للتقليد دافعه شخصي
وليس التأثر بالموجود على الساحة محرك أساسي
وليس المتلقى من يحدد إتجاه الشاعر, أو يموله ثقافيا
رابعا : النأثر بالآخرين لا يعني تبني منهجهم
حمسا : خفوت الشعر الشعبي العماني
جاء نتيجة الإهمال المتعمّد ( ولو وضعت مسابقات
ذات جوائز أغلى من جوائز الشعر النبطي) لكنا
جميعا شعراء شعبيين من الطراز الأول
هذه وجهة نظري

ولكم قائق أحترامي

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-06-2013, 11:40 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عفيفي مشاهدة المشاركة
أخي العزيز فهد مبارك
أيها المبدع ، ها أنت تؤكد كل يوم أصالة الفنون الشعبية العمانية ، وأصالة موروثها الشعبي
ليكون هذا الموضوع سابقة وليبقى مرجعية لأجيالنا القادمة ..
ستبقى موضوعاتك مكتبة لنا نعود إليها
بارك الله لك وعليك
مرحبا أستاذ خليل ..
كلامك نيشان على صدري وشهادة اعتز بها من شخصية لها مقامها في اللغة ..
تحياتي لك
__________________


لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-06-2013, 11:48 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر مشاهدة المشاركة

السلام عليكم
موضوع ... ما شاء الله متكامل ومتزن
ولي بعض الملاحظات, راجيا سعة صدركم :
أولا : تأثر الناس عموما والشعراء على وجه الخصوص
بثقافة الأخرين أمر مسّلم به, لايقبل الجدال
ثانيا : الخصوصية أيضا طابع لا غنى عنه
ليست خصوصية أممية فحسب بل أجزم بأنها فردية
فما بالك بالشعوب, لابد لكل أمة من طوابع
لا يشاركها فيها غيرها, في شتى المجالات
ثالثا : ميل الشاعر للتقليد دافعه شخصي
وليس التأثر بالموجود على الساحة محرك أساسي
وليس المتلقى من يحدد إتجاه الشاعر, أو يموله ثقافيا
رابعا : النأثر بالآخرين لا يعني تبني منهجهم
حمسا : خفوت الشعر الشعبي العماني
جاء نتيجة الإهمال المتعمّد ( ولو وضعت مسابقات
ذات جوائز أغلى من جوائز الشعر النبطي) لكنا
جميعا شعراء شعبيين من الطراز الأول
هذه وجهة نظري

ولكم قائق أحترامي

مرحبا ناجي ..
وأنا معك في ملاحظتك الأولى .. لكنني اتحدث عن التأثر عندما يكون انسلاخا من الهوية ( شعريا طبعا )
وفي ملاحظتك الثانية أنا معك لكنني أشعر أنك فهمتني بطريقة مختلفة .. لا أدري لماذا ؟
وفي ملاحظتك الثالثة الت أثر بما هو موجود في الساحة هو أحد الأسباب وهذا حقيقي لمن هو متابع الساحة العمانية في تلك الفترة ما قبل عام 2010 بخمس سنوات تقريبا يلحظ هذا ..
وفي ملاحظتك الرابعة اتفق معك تماما ولم أقل خلاف هذا ..
وفي ملاحظتك الخامسة معك إلى أخمص قدمي ..
شكرا لك لمتابعت الرائعة لموضوعي وهذا شرف لي سيدي
__________________


لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:07 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية