روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,801ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,329
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,504عدد الضغطات : 52,283عدد الضغطات : 52,386

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-04-2013, 07:34 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي أسباب واتجاهات تأثر الشعر الشعبي العماني المعاصر بالشعر النبطي في منطقة الخليج ج1

يقول الأستاذ الدكتور ثابت الألوسي : الناقد هو الحارس الأمين للأدب والشعر ..



المحور : علاقة الشعر الشعبي العماني بالشعر النبطي في الخليج ( تأثيرا وتأثرا )
عنوان الورقة :أسباب واتجاهات تأثر الشعر الشعبي العماني المعاصر بالشعر النبطي في منطقة الخليج

تأطير عام :
الشاعر العماني قطع الجذور مع الأصل عندما بدأ الاشتغال على القصيدة النبطية المدونة ، ثم عندما قام باستحداث قوالب شعرية ليس لها علاقة بالجذور الشعرية العمانية ، بالتالي فإن عملية قطع الجذور وتشكيل بناء شعري يعني ذلك محاولة توظيف قالب بشكل شعري مغاير وجديد عن الشكل العام للفنون الشعبية التي هي أساس القصيدة الشعبية المنتشرة في عمان . فالفن الأصيل ..أيا كان نوعه ، تحمله سمات التأثير والتأثر، ولا تتخلد أصالة الفن إذا كانت وحيدة ، أي منقطعة الصلات ، لأن الفن نتاج المجتمع والمجتمع امتداد لغيره . فالماضي "الإنساني متواجد دائما في حاضر الإنسان ، فالتقاليد والعادات والقوانين والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والفنون والملابس والأذواق والمأكل والمشرب واللهجات وخصائص الفكر الإنساني نفسه ليست وليدة الحاضر، ولكنها حصيلة تجارب وخبرات تمثل تراثا، يمكن تتبع أصوله في الماضي القريب أو البعيد ومن خلال هذا التراث تتشكل شخصية الجماعة الإنسانية وتتحدد درجة وعيها الحضاري". .
يهمنا في هذا الطرح توضيح أسباب تأثر الشعراء العمانيين بقصيدة الشعر النبطي في منطقة الخليج العربي وبالتالي تأثر الشعر المتداول في ساحة الشعر العمانية بالشعر النبطي الذي أصبح ، ظاهريا ، في مرحلة تتفاوت ما بين التقليد والإبداع للشعر النبطي في منطقة الخليج .
الشاعر العماني أخذ يحصر نفسه ضمن إطار إبستمولوجية الشعر النبطي في منطقة الخليج ، وتخلّى عن كثير من معطيات القصيدة العمانية التي أخذت تتقوقع على نفسها من خلال الحفاظ على شكلها ، ومعاملتها معاملة الأثر الأدبي ذي القالب الثابت . وهذا جعل عملية الابتكار والتجديد في شكل هذا الموروث تطاولا على تراكم أجيال من حيث المطالبة بالتغيير ، فهل يمكن بهذه النظرة التي تواطأ فيها حفظة هذا الموروث ضد التجديد . والنتيجة ما نشاهده وما نتلمسه من انحراف اتجاه الشعراء وانجذابهم إلى القصيدة النبطية في منطقة الخليج التي أخذت تمتد وتنتشر في أنحاء جسد الثقافة الشعرية العمانية الآخذة في الضمور عندما انسلخت من إطار هويتها الشعرية .
لا بد من التأكيد على أن النقد والتركيز على قيادة النقّاد لمسألة التأصيل مهمة جدا ، حتى يتسنّى لفئة الشعراء الذين انجذبوا نحو استراتيجية الإعلام في المنطقة المتخذ من الشعر النبطي قاعدة انطلاقة نحو أفق خليجي مشترك وخاصة القصيدة السعودية مساندا لها القصيدة الغنائية ضمن نفس الإطار والقنوات الشعرية المنتشرة فضائيا .
إشكالية الشاعر العماني من خلال هذا التزاحم وهذه المعمعة المتواطئة حتم عليه صعوبة تعاطيه مع موروثه الشعري أولا وتداوله لمفردات القصيدة النبطية ثانية . فالإعلام الخليجي وخاصة المسابقات الإعلامية في الآونة الأخيرة أخذت تتمفصل حول اشتراكية الشعر من منطلق النشر اللاشعوري للشعر النبطي وتم إدراج الشاعر العماني ضمن الإطار نفسه ، ولم يدرك إشكالية الانسلاخ من هوية الشعر العماني اتكاءً على :-
1- الشهرة التي سوف يكتسبها الشاعر
2- المردود المادي على المدى القريب والبعيد
3- الحالة النفسية في غمرة الانتشار .

كل هذا هيأ الشاعر العماني ليتسربل القصيدة النبطية وطالبه بأن يقف في غمرة الشوق انتصارا لها. وما أبعده من هدف يحقق ذاتيا الانتصار للشاعر ، ويبعده عن تأصيل الشعر العماني .
لكن لو نظرنا إلى حالة الأوضاع حاليا سوف نجد أن الشعر العماني متخبط في معمعة هذا التأثر ، وثانيا اعتكافه على مزاولة القصيدة النبطية من خلال :
- التحقيق الذاتي
- الابتهاج النفسي
- الانتشار السريع
- الربح المادي
هذا الابتهاج والنجاح الإعلامي خليجيا للشاعر العماني جعل منه ناشرا للقصيدة النبطية على المستوى المحلي ، وضاربا عرض الحائط بالقصيدة الشعبية العمانية القديمة ، وهذا ( الهوس النفسي ) لم يجعله يفكر في تطوير وتجديد الشكل لهذا الموروث الذي تعاطى معه آباؤه وأجداده رغم أنه الأقرب . ولكن يجب وضع بغين الاعتبار الإعلام الخليجي الذي كان حافزا للشاعر العماني بالانسلاخ من هويته في مواطن كثيرة ، كما أن تحقيق الانتشار والربح المادي أكد ما لنا من قول .
هنا يجب أن نقف في هذه الورقة عند الأسباب الحقيقية التي أخذت تتحرك بالممكن والمتاح من فهم الأيديولوجيا التي نجحت في تعطيل ممارسة الموروث وتطويره من حيثيات المكان والثقافة التي ابتعد عنها الشاعر الشعبي المعاصر ، وإشكالية التأويل اعتمادا على الجانب النفسي الذي تعاطى مع القصيدة النبطية الخليجية .

عوامل تأثر الشعر الشعبي العماني المعاصر بالشعر النبطي في منطقة الخليج :-

يقول بلوم : ( يجب عدم اختزال إشكاليات التأثر إلى مجرد بحث عن المصدر ، أو دراسة تاريخ الأفكار ، أو تنسيق الصور في بنية . التأثر الشعري ، سوف أدعوه مراراً بالتكتم الشعري ، هو دراسة دورة الحياة الشعرية للشاعر كشاعر . وعندما يضع النقد في حسبانه دراسة السياق الذي تنفصل فيه هذه فإنه سوف يجد نفسه مجبرا في الآن ذاته على تناول علاقات الشاعر مع شعراء آخرين ودراستها كحالة أقرب إلى تلك التي يسميها فرويد ب (( رومانس العائلة )) أي دراستها كفصول في تاريخ التنقيحية الحديثة ..) ، إن ما قاله بلوم ينطبق على ما يمكن أن نسميه المرحلة المتقدمة التي أخذت تتحرك بمعرفة تتكئ على منهجية ومدرسة يمكنها أن تضع لنفسها موضعا بين ما يطرح كتوجه يؤخذ به في فلسفة الأدب من حيث المسيرة التاريخية التي أثرت بكل معطياتها على تشكيل توجهات أي مدرسة ، ولكن في حالة الشعر الشعبي العماني المعاصر الذي :-
1- ما زال حتى اللحظة يعبر عن التراكم المتأثر بشكل كبير خارج المنظومة الشعرية الشعبية العمانية .
2- يغيّب منهجية النقد والاعتماد على مقاربات أو انطباعات من قبل شعراء في الساحة الشعرية العمانية اهتموا بهذه المقاربات من منظور توجهاتهم كشعراء التي يعتبرونها المؤسس والمقياس الذي يمثل مرحلة ونقلة جديدة في الشعر العماني .
3- يغيّب الهمّ الأدبي لتأسيس مدرسة عمانية شعرية ،وإصرار كثير من الشعراء على القصيدة الخليجية المشتركة .
4- ينزع إلى الاستقلالية وخلق القطيعة مع الموروث الشعبي .
يمكن اعتبار ما قاله بلوم هو مرحلة متقدمة تحتاج إلى عمل مكثف من قبل النقد وتكوينه لمدرسة يمكنها أن تعبر عما هو حادث ، كما يمكنها من تكوين خطاب نقدي تتكئ فيه على آليات معينة يمكن أن تترجم خطواته بتأويلات تتحرك ضمن أهدافه ومبتغاه وخططه التي من خلالها تعبر عن أيديولوجياته . الحال في الساحة الشعرية العمانية يعتبر مرحلة متأخرة جدا ولم تصل بعد إلى تكوين منهج شعري وبالتالي مدرسة شعرية لها خصوصيتها التي تعبر عما يدور في جسد الشعر الشعبي من تحركات وخلق علاقات ودراسة لنقاط الاختلاف والتشابه وقياس تدرجاته في التشكلّ تاريخيا وبيان ملامحه من خلال الرؤية العامة لأهدافه واستقلاليته .. كل هذا لم يتكون ولم ينشأ على مستوى الشعر الشعبي المعاصر في عمان .
إذن ، وبناء على ما سبق ، ما هي العوامل التي وقفت خلف الوضع الراهن للشعر الشعبي العماني المعاصر ، وما هي جهات التأثر كمصدر يرفد منه الشعراء العمانيون ؟، ولماذا ابتعد الشعراء في الوقت الحالي عن الموروث والفنون الشعبية الشعرية التي أصبحت بقوالبها الثابتة بعيدة عن التجديد في الشكل الذي يحفظ لها امتداد جذورها وبالتالي تُحفظ هوية الشعر العماني ؟ ولماذا ظل كثير من الشعراء العمانيين اليوم في قبضة تقليد الشعر النبطي في منطقة الخليج ؟ . كل هذه الأسئلة تحتاج إلى من يجد لها إجابات مقنعة وموضوعية حتى يتسنّى لنا الوقوف على أهم الأسباب التي جعلت الشعر في عمان ينسلخ من هويته ـ تاريخيا وفنيا ـ في مواطن كثيرة أو بتعبير آخر يبتعد عن بنية الشعر الشعبي القديم المتكئ على الفنون الشعبية في عمان .


يتبع ..
__________________


لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها

التعديل الأخير تم بواسطة فهد مبارك ; 21-04-2013 الساعة 08:15 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-04-2013, 08:37 PM
الصورة الرمزية عامرالناعبي
عامرالناعبي عامرالناعبي غير متواجد حالياً
مشرف الموروث الشعبي والتراث
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,649

اوسمتي

Question

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهد مبارك مشاهدة المشاركة
يقول الأستاذ الدكتور ثابت الألوسي : الناقد هو الحارس الأمين للأدب والشعر ..



المحور : علاقة الشعر الشعبي العماني بالشعر النبطي في الخليج ( تأثيرا وتأثرا )
عنوان الورقة :أسباب واتجاهات تأثر الشعر الشعبي العماني المعاصر بالشعر النبطي في منطقة الخليج

تأطير عام :
الشاعر العماني قطع الجذور مع الأصل عندما بدأ الاشتغال على القصيدة النبطية المدونة ، ثم عندما قام باستحداث قوالب شعرية ليس لها علاقة بالجذور الشعرية العمانية ، بالتالي فإن عملية قطع الجذور وتشكيل بناء شعري يعني ذلك محاولة توظيف قالب بشكل شعري مغاير وجديد عن الشكل العام للفنون الشعبية التي هي أساس القصيدة الشعبية المنتشرة في عمان . فالفن الأصيل ..أيا كان نوعه ، تحمله سمات التأثير والتأثر، ولا تتخلد أصالة الفن إذا كانت وحيدة ، أي منقطعة الصلات ، لأن الفن نتاج المجتمع والمجتمع امتداد لغيره . فالماضي "الإنساني متواجد دائما في حاضر الإنسان ، فالتقاليد والعادات والقوانين والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والفنون والملابس والأذواق والمأكل والمشرب واللهجات وخصائص الفكر الإنساني نفسه ليست وليدة الحاضر، ولكنها حصيلة تجارب وخبرات تمثل تراثا، يمكن تتبع أصوله في الماضي القريب أو البعيد ومن خلال هذا التراث تتشكل شخصية الجماعة الإنسانية وتتحدد درجة وعيها الحضاري". .
يهمنا في هذا الطرح توضيح أسباب تأثر الشعراء العمانيين بقصيدة الشعر النبطي في منطقة الخليج العربي وبالتالي تأثر الشعر المتداول في ساحة الشعر العمانية بالشعر النبطي الذي أصبح ، ظاهريا ، في مرحلة تتفاوت ما بين التقليد والإبداع للشعر النبطي في منطقة الخليج .
الشاعر العماني أخذ يحصر نفسه ضمن إطار إبستمولوجية الشعر النبطي في منطقة الخليج ، وتخلّى عن كثير من معطيات القصيدة العمانية التي أخذت تتقوقع على نفسها من خلال الحفاظ على شكلها ، ومعاملتها معاملة الأثر الأدبي ذي القالب الثابت . وهذا جعل عملية الابتكار والتجديد في شكل هذا الموروث تطاولا على تراكم أجيال من حيث المطالبة بالتغيير ، فهل يمكن بهذه النظرة التي تواطأ فيها حفظة هذا الموروث ضد التجديد . والنتيجة ما نشاهده وما نتلمسه من انحراف اتجاه الشعراء وانجذابهم إلى القصيدة النبطية في منطقة الخليج التي أخذت تمتد وتنتشر في أنحاء جسد الثقافة الشعرية العمانية الآخذة في الضمور عندما انسلخت من إطار هويتها الشعرية .
لا بد من التأكيد على أن النقد والتركيز على قيادة النقّاد لمسألة التأصيل مهمة جدا ، حتى يتسنّى لفئة الشعراء الذين انجذبوا نحو استراتيجية الإعلام في المنطقة المتخذ من الشعر النبطي قاعدة انطلاقة نحو أفق خليجي مشترك وخاصة القصيدة السعودية مساندا لها القصيدة الغنائية ضمن نفس الإطار والقنوات الشعرية المنتشرة فضائيا .
إشكالية الشاعر العماني من خلال هذا التزاحم وهذه المعمعة المتواطئة حتم عليه صعوبة تعاطيه مع موروثه الشعري أولا وتداوله لمفردات القصيدة النبطية ثانية . فالإعلام الخليجي وخاصة المسابقات الإعلامية في الآونة الأخيرة أخذت تتمفصل حول اشتراكية الشعر من منطلق النشر اللاشعوري للشعر النبطي وتم إدراج الشاعر العماني ضمن الإطار نفسه ، ولم يدرك إشكالية الانسلاخ من هوية الشعر العماني اتكاءً على :-
1- الشهرة التي سوف يكتسبها الشاعر
2- المردود المادي على المدى القريب والبعيد
3- الحالة النفسية في غمرة الانتشار .

كل هذا هيأ الشاعر العماني ليتسربل القصيدة النبطية وطالبه بأن يقف في غمرة الشوق انتصارا لها. وما أبعده من هدف يحقق ذاتيا الانتصار للشاعر ، ويبعده عن تأصيل الشعر العماني .
لكن لو نظرنا إلى حالة الأوضاع حاليا سوف نجد أن الشعر العماني متخبط في معمعة هذا التأثر ، وثانيا اعتكافه على مزاولة القصيدة النبطية من خلال :
- التحقيق الذاتي
- الابتهاج النفسي
- الانتشار السريع
- الربح المادي

هذا الابتهاج والنجاح الإعلامي خليجيا للشاعر العماني جعل منه ناشرا للقصيدة النبطية على المستوى المحلي ، وضاربا عرض الحائط بالقصيدة الشعبية العمانية القديمة ، وهذا ( الهوس النفسي ) لم يجعله يفكر في تطوير وتجديد الشكل لهذا الموروث الذي تعاطى معه آباؤه وأجداده رغم أنه الأقرب . ولكن يجب وضع بغين الاعتبار الإعلام الخليجي الذي كان حافزا للشاعر العماني بالانسلاخ من هويته في مواطن كثيرة ، كما أن تحقيق الانتشار والربح المادي أكد ما لنا من قول .
هنا يجب أن نقف في هذه الورقة عند الأسباب الحقيقية التي أخذت تتحرك بالممكن والمتاح من فهم الأيديولوجيا التي نجحت في تعطيل ممارسة الموروث وتطويره من حيثيات المكان والثقافة التي ابتعد عنها الشاعر الشعبي المعاصر ، وإشكالية التأويل اعتمادا على الجانب النفسي الذي تعاطى مع القصيدة النبطية الخليجية .

عوامل تأثر الشعر الشعبي العماني المعاصر بالشعر النبطي في منطقة الخليج :-

يقول بلوم : ( يجب عدم اختزال إشكاليات التأثر إلى مجرد بحث عن المصدر ، أو دراسة تاريخ الأفكار ، أو تنسيق الصور في بنية . التأثر الشعري ، سوف أدعوه مراراً بالتكتم الشعري ، هو دراسة دورة الحياة الشعرية للشاعر كشاعر . وعندما يضع النقد في حسبانه دراسة السياق الذي تنفصل فيه هذه فإنه سوف يجد نفسه مجبرا في الآن ذاته على تناول علاقات الشاعر مع شعراء آخرين ودراستها كحالة أقرب إلى تلك التي يسميها فرويد ب (( رومانس العائلة )) أي دراستها كفصول في تاريخ التنقيحية الحديثة ..) ، إن ما قاله بلوم ينطبق على ما يمكن أن نسميه المرحلة المتقدمة التي أخذت تتحرك بمعرفة تتكئ على منهجية ومدرسة يمكنها أن تضع لنفسها موضعا بين ما يطرح كتوجه يؤخذ به في فلسفة الأدب من حيث المسيرة التاريخية التي أثرت بكل معطياتها على تشكيل توجهات أي مدرسة ، ولكن في حالة الشعر الشعبي العماني المعاصر الذي :-
1- ما زال حتى اللحظة يعبر عن التراكم المتأثر بشكل كبير خارج المنظومة الشعرية الشعبية العمانية .
2- يغيّب منهجية النقد والاعتماد على مقاربات أو انطباعات من قبل شعراء في الساحة الشعرية العمانية اهتموا بهذه المقاربات من منظور توجهاتهم كشعراء التي يعتبرونها المؤسس والمقياس الذي يمثل مرحلة ونقلة جديدة في الشعر العماني .
3- يغيّب الهمّ الأدبي لتأسيس مدرسة عمانية شعرية ،وإصرار كثير من الشعراء على القصيدة الخليجية المشتركة .
4- ينزع إلى الاستقلالية وخلق القطيعة مع الموروث الشعبي .
يمكن اعتبار ما قاله بلوم هو مرحلة متقدمة تحتاج إلى عمل مكثف من قبل النقد وتكوينه لمدرسة يمكنها أن تعبر عما هو حادث ، كما يمكنها من تكوين خطاب نقدي تتكئ فيه على آليات معينة يمكن أن تترجم خطواته بتأويلات تتحرك ضمن أهدافه ومبتغاه وخططه التي من خلالها تعبر عن أيديولوجياته . الحال في الساحة الشعرية العمانية يعتبر مرحلة متأخرة جدا ولم تصل بعد إلى تكوين منهج شعري وبالتالي مدرسة شعرية لها خصوصيتها التي تعبر عما يدور في جسد الشعر الشعبي من تحركات وخلق علاقات ودراسة لنقاط الاختلاف والتشابه وقياس تدرجاته في التشكلّ تاريخيا وبيان ملامحه من خلال الرؤية العامة لأهدافه واستقلاليته .. كل هذا لم يتكون ولم ينشأ على مستوى الشعر الشعبي المعاصر في عمان .
إذن ، وبناء على ما سبق ، ما هي العوامل التي وقفت خلف الوضع الراهن للشعر الشعبي العماني المعاصر ، وما هي جهات التأثر كمصدر يرفد منه الشعراء العمانيون ؟، ولماذا ابتعد الشعراء في الوقت الحالي عن الموروث والفنون الشعبية الشعرية التي أصبحت بقوالبها الثابتة بعيدة عن التجديد في الشكل الذي يحفظ لها امتداد جذورها وبالتالي تُحفظ هوية الشعر العماني ؟ ولماذا ظل كثير من الشعراء العمانيين اليوم في قبضة تقليد الشعر النبطي في منطقة الخليج ؟ . كل هذه الأسئلة تحتاج إلى من يجد لها إجابات مقنعة وموضوعية حتى يتسنّى لنا الوقوف على أهم الأسباب التي جعلت الشعر في عمان ينسلخ من هويته ـ تاريخيا وفنيا ـ في مواطن كثيرة أو بتعبير آخر يبتعد عن بنية الشعر الشعبي القديم المتكئ على الفنون الشعبية في عمان .


يتبع ..
--------------------------------------------------------
أخي العزيز فهد مبارك
شكراً جزيلاً لك على طرحك لهذه القضية الأدبية الهامة
في كيفية المحافظة على هويّة الشعر الشعبي العماني الموروث
وقد ابرزت لنا عدة نقاط بيّنت لنا فيها أسباب عدم إهتمام بعض الشعراء
بهذا الموروث وتحوّلهم الى الشعر الشعبي المنتشر حالياً في البلدان الخليجية
وابرزت لنا كذلك العوامل والمؤثرات التي أجبرت هؤلاء الشعراء على التخلي عن الموروث

ولقد برزت لنا عدة تساؤالات:- لماذا لا يحذوا إعلامنا العماني حذو الإعلام الخليجي في عملية جذب شعراء الموروث؟
وذلك بتبنيه إقامة أمسيات ومسابقات تخصص فقط واقول فقط للشعر العماني الموروث .

لماذا لاتكون هناك جهات إعلامية أو أدبية تقوم بتجميع هذا الشعر العماني الموروث من افواه الحفظة
وذلك على مستوى المحافظات لتوثيقه والحفاظ عليه ؟

لماذا لاتكون هناك جهة إعلامية تتابع المحافل التي تمارس فيها المساجلات الشعرية الموروثة؟
إسهاماً منها في عملية تثبيت ما يقال في هذه المحافل من مساجلات وحفاظاً عليها من النسيان.!!!

أخي فهد الكلام في هذه القضية سوف يطول ويطول وذلك لأهميته التراثية والوطنيّة
لذا اقترح بأن تتواصل في سرد مالديك من أفكار إضافية في هذا الأمر الجلل وذلك لأهميته.

إلى هنا واكتفي بهذه المداخلة المتواضعة فاسحاً المجال لبقية الأخوة اصحاب الخبرة لإضافة ماهو مفيد.
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-05-2013, 01:54 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي


السلام عليكم
لقد ذكرت أخي أسبابا أودت ببعض الشعراء العمانيين
إلى الإنسلاخ من الهوية الشعرية العمانية الخالصة
و الإرتماء تحت أقدام موروثات أخرى منها النبطي
بنسخته الخليجية, فقلت :
اتكاءً على :-
1- الشهرة التي سوف يكتسبها الشاعر
2- المردود المادي على المدى القريب والبعيد
3- الحالة النفسية في غمرة الانتشار .
وقد أصبت كبد الحقيقة...
وأحب أن أضيف بعض الأسباب
منها :
أ- الإعتقاد بأن الشعر الشعبي العماني
باللّهجة العمانية البحته لا يلقى قبولا عند الآخرين
وهذا خطاء فادح. فالعربية العمانية أنقى من غيرها
ب- مجاراة الأخوة والأخوات في الخليج لفظيا
وهذه واضحة جدا. فلا نفتح المذياع أو التلفاز
إلا وسمعنا مذيعة أو مذيعا عماني ينطق الجيم المعجمة
(شيما) كما تنطق في الخليج, وقد مرّ زمن كنا نستهجن
فيه العماني الذي يفعل ذلك. فعكست الأمور
ولا أفهم السبب. هل سنطرد من المجلس إذا تمسّكنا بهويتنا ؟
ج- ثالثة الأثافي هي محبة التقليد, في محاولة لنيل الرضا
والقبول من الأخرين
د- الفشل الذريع في البناء على الأسس والقواعد التي
وضعها الأجداد أدى إلى إنكار نبوغهم وتجاهل تراثهم...
شكرا على حب الوطن

وتقبّل تحياتـــــي


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-06-2013, 11:22 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامرالناعبي مشاهدة المشاركة

--------------------------------------------------------
أخي العزيز فهد مبارك
شكراً جزيلاً لك على طرحك لهذه القضية الأدبية الهامة
في كيفية المحافظة على هويّة الشعر الشعبي العماني الموروث
وقد ابرزت لنا عدة نقاط بيّنت لنا فيها أسباب عدم إهتمام بعض الشعراء
بهذا الموروث وتحوّلهم الى الشعر الشعبي المنتشر حالياً في البلدان الخليجية
وابرزت لنا كذلك العوامل والمؤثرات التي أجبرت هؤلاء الشعراء على التخلي عن الموروث

ولقد برزت لنا عدة تساؤالات:- لماذا لا يحذوا إعلامنا العماني حذو الإعلام الخليجي في عملية جذب شعراء الموروث؟
وذلك بتبنيه إقامة أمسيات ومسابقات تخصص فقط واقول فقط للشعر العماني الموروث .

لماذا لاتكون هناك جهات إعلامية أو أدبية تقوم بتجميع هذا الشعر العماني الموروث من افواه الحفظة
وذلك على مستوى المحافظات لتوثيقه والحفاظ عليه ؟

لماذا لاتكون هناك جهة إعلامية تتابع المحافل التي تمارس فيها المساجلات الشعرية الموروثة؟
إسهاماً منها في عملية تثبيت ما يقال في هذه المحافل من مساجلات وحفاظاً عليها من النسيان.!!!

أخي فهد الكلام في هذه القضية سوف يطول ويطول وذلك لأهميته التراثية والوطنيّة
لذا اقترح بأن تتواصل في سرد مالديك من أفكار إضافية في هذا الأمر الجلل وذلك لأهميته.

إلى هنا واكتفي بهذه المداخلة المتواضعة فاسحاً المجال لبقية الأخوة اصحاب الخبرة لإضافة ماهو مفيد.
عامر الناعبي ..
كما قلت أنت أن الكلام في هذه القضية والحديث في يطولان .. لكننا نتمنى أن تجد مثل هذه الكتابات الصدى الذي يجعل المؤسسة الرسمية والأدباء الإلتفات لها ..:
تحياتي
__________________


لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-06-2013, 11:23 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر مشاهدة المشاركة

السلام عليكم
لقد ذكرت أخي أسبابا أودت ببعض الشعراء العمانيين
إلى الإنسلاخ من الهوية الشعرية العمانية الخالصة
و الإرتماء تحت أقدام موروثات أخرى منها النبطي
بنسخته الخليجية, فقلت :
اتكاءً على :-
1- الشهرة التي سوف يكتسبها الشاعر
2- المردود المادي على المدى القريب والبعيد
3- الحالة النفسية في غمرة الانتشار .
وقد أصبت كبد الحقيقة...
وأحب أن أضيف بعض الأسباب
منها :
أ- الإعتقاد بأن الشعر الشعبي العماني
باللّهجة العمانية البحته لا يلقى قبولا عند الآخرين
وهذا خطاء فادح. فالعربية العمانية أنقى من غيرها
ب- مجاراة الأخوة والأخوات في الخليج لفظيا
وهذه واضحة جدا. فلا نفتح المذياع أو التلفاز
إلا وسمعنا مذيعة أو مذيعا عماني ينطق الجيم المعجمة
(شيما) كما تنطق في الخليج, وقد مرّ زمن كنا نستهجن
فيه العماني الذي يفعل ذلك. فعكست الأمور
ولا أفهم السبب. هل سنطرد من المجلس إذا تمسّكنا بهويتنا ؟
ج- ثالثة الأثافي هي محبة التقليد, في محاولة لنيل الرضا
والقبول من الأخرين
د- الفشل الذريع في البناء على الأسس والقواعد التي
وضعها الأجداد أدى إلى إنكار نبوغهم وتجاهل تراثهم...
شكرا على حب الوطن

وتقبّل تحياتـــــي


ناجي جوهر ..
بالفعل اضافتك هذه في محلها وكلنا نكمل بعض في خدمة الشعر ولأدب ..
كل التحايا
__________________


لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:00 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية