روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
كان يسابق الزمن إلى جهة ما، لا يبالي بمن أمامه من مرتادي الطريق، يريد أن يسابق الجميع، وأن يسبق الجميع، والغاية هنا تبرر الوسيلة، فقد اعترضت سبيل تهوره فتاة، فأخذ منه الغضب كل مأخذ، هي تسير في هدوء وسكينة وحذر، وهو يسوق في تهور ونزق وطيش، أخذ يضايقها بصوت بوق السيارة، وإشارات الخطر، ولم يكن لديها الكثير من الخيارات مع هذه الفوضى على الطريق؛ فعن يمينها الشاحنة، وعن يسارها السياج الحديدي، ومن خلفها متهور لا يعرف للصبر معنى، فكانت الكارثة التي اهتز لها وجدان كل من سمع أو رأى الحادث المروع الذي راح ضحيته كل من في السيارة من النساء الأربع، وإحداهن كانت حاملا.
أيها المتهور العنيد: لحظة من فضلك - كيف كان شعورك وأنت ترى بأم عينيك آثار جريمتك البشعة؟ - ليس الطريق لك بمفردك إنما هو ملك للجميع. - السواقة فن وذوق وأخلاق ومسؤولية عظيمة. - من المحزن جدا أن تكون قاتلا رغم أنفك. - هل فكرت في أولادهن وذويهن لحظة واحدة؟ - ما ذنب الطفل الذي أخرج من بطن امه وهي ميتة أن يولد محروما من عطف الأم وحنانها؟ - في كثير من الأحيان لا مسوغات منطقية لكل هذه السرعة الجنونية، واستعجال الناس على الطريق، وترويع الآمنين. - ما ظنك برب العالمين؟ وهل استوعبت هذا الدرس القاسي جدا، هذا إن كان لديك ضمير نابض بالحياة؟ - عد إلى نفسك واسكب دموعك الحرى ندما، لعل الله يغفر لك. أم عمر |
#2
|
||||
|
||||
طفل صغير لم يتجاز الخامسة من العمر التحق بمرحلة التمهيدي، من يراه يظنه مثقلا بالهموم والأشجان، وفي بعض الأحيان تتغلب عليه ثورات من الغضب، حتى ذات يوم بدأ ينفس عما يدور في خاطره، ولكن كيف؟!
بدأ الطفل يظهر مشاعره السلبية تجاه رب العالمين، ويتوعد الله بجيش عظيم يدهم به سماواته العلا؛ حتى ينتصر عليه جل وعلا، فوجئت المعلمات من جرأة هذا الطفل الذي عقد العزم على جمع جيش عظيم يهاجم الله سبحانه وتعالى، مع إصراره العجيب على ذلك، فماذا تتوقعون أن يكون السبب؟؟؟ السبب أيها الأعزاء، ككثرة تخويف الطفل من الله، وأنه لو فعل كذا أحرقه بالنار العظيمة، ولو فعل كذا غضب الله عليه وعذبه عذابا شديدا، وقطع يده لو أخذ شيئا ليس له، وأنه...إلخ. وهنا صار الطفل لا يعرف شيئا عن الله إلا سطوته وجبروته، وانتقامه من المذنبين، وهذا والله يؤلم الفؤاد، وتنشق له الأكباد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. هنا نستطيع أن نقول لولي الامر ولكل مرب: لحظة من فضلك. 1- كان عليك بدء بدء أن تشعر الطفل بحب الله له، وعنايته الشديدة به من خلال الحديث عن نعم الله، ورحمته بعباده. 2- كان من الواجب أيها المربي الفاضل أن تبتعد عن المجردات والغيبات في تربيتك لأبنائك الصغار، وأن تبدأ بالمحسوس، وتأخذ بأسلوب القصص في تعديل سلوكات الصغار. 3- كان من الواجب أن تبدأ بالترغيب لا الترهيب؛ حتى يشعر الصغير بالأمان، فيحسن العمل. 4- عليك أيها المربي الفاضل أن تدرك أنك تكذب على الله لو قلت للطفل أن الله سوف يحرقك بالنار، وأنه يكرهك ولن ترى جنته. 5- رب طفلك حسب مستواه العمري والزمني؛ حتى لا تظلمه، فتتحول بعد ذلك كلمات الطفل الغاضب من الله في المستقبل إلى دعابة سمجة. 6- لو سمعت الطفل وهو يتوعد الله بجيش عرمرم عندما سوف يكبر، فماذا ستكون ردة فعلك؟ حقا ستستاء كثيرا وتعاقب الطفل عقابا شديدا على ذلك؛ ظنا منك أن الطفل أساء الأدب مع الله جل وعلا، متناسيا أنك انت الذي زرعت في أعماقه بذور الحقد والكراهية. اتقوا الله تقاة ويحذركم الله نفسه. أم عمر التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 25-11-2017 الساعة 11:46 AM |
|
|