بلا منفى

[وهج الروح]

من أعماق الأنين الذي استباح
جميع الأراضي التي غرقت بفيضان
الألم أشد على أيدي تلك المرأة العجوز
التي تقطن في سفوح الجبال والتي ترعبني
حين اطرق أبوابها واسمع خطوات أقدامها
وكأنها كتيبة من الجيوش تهوى الغزو
والاقتحام دون وجه حق لتسلب كل ما
يقع عليه النظر ،مهلا خالتي ورفقا بي
لم أرى ملامحك قد تغيرت لمجرد
معرفتك بي ؟ لم كل هذا البؤس الذي
تحميلنه في عينيك ؟ خذيني حيثما تشائين
ودعيني آخذ بيدك تحت قطرات المطر
واسمعك من تراتيل عمري ما لم تسمعيها

من قبل

خذ بيدي لأرى تلك الوجوه الغارقة
في بحور عمري الذي سلب باسمك
ودعيني استمع لتك التنهيدة التي
خرجت من صدره حين كنت احلم
وانا أضع راسي عليه ،،، تمسكي بي
لا تتركيني دعك من هؤلاء الذين يطرقون
أجراس مدنك لقد اكتفوا منك حد الرضا
مد لي جسورك مديها دون تردد ودعيني
أمضي حيث لا يتواجد إلا

طيفي

وذكرياتي

ومبسم والدي

ورف مكتبتي


واقفاص تلك الطيور كسيرة الجناح لأحطم
قيودها دون رحمة واتراقص معها على
أنغام (بحيرة البجع) التي عرفتها منذ صغر
سني ،،، يا له من احساس غريب ينتشل مني
آخر أنفاسي قبل الرحيل وقبل أن تغلق مدينتك
أبوابها !!


للنص بقية