روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,526ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,787ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,281
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,491عدد الضغطات : 52,271عدد الضغطات : 52,374

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > الحـــــــوارات والأخبـــار وجديد المــوقع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2013, 05:18 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي هل ما زلنا نذكر صاحب الحي اللاتيني؟

محمد القصبي

في الزحام تفقد الذاكرة حكمتها، فتحتفظ بالغث في سويدائها وتزيح السمين إلى الحواف، وربما إلى تيه النسيان، والعوالم من حولنا وبدواخلنا تمور في كل لحظة بتريليونات التفاصيل، نلهث خلفها، نكابد لنقبض عليها، نضعها في قلب الذاكرة، فإن خبت اللحظة الآنية بكل مكنوزها من وجوه وأحداث وتوارت وأصبحت ماضيا، قد نكتشف أن ما تبقى مما عبأنا به الذاكرة من حصاد ليس سوى الهشيم!
هل ما زلنا نتذكر سهيل إدريس؟ كاتب لبناني رائع رحل عن دنيانا في مثل هذه الأيام منذ خمس سنوات، تحديدا يوم الـ19 من فبراير 2008، عن 83 عاما حافلة بالعطاء حتى من خلال المعارك الثقافية والأدبية التي خاضها دفاعا عما يؤمن به، فهل فقدت الذاكرة العربية رغم طزاجة حدث الرحيل وجه الرجل، كتاباته، آراءه الصادمة أحيانا؟ وهكذا كان سهيل إدريس لا يتراجع أو يهادن حتى لو كلفته الصراحة والجهر بما يؤمن به أن يجد نفسه يسبح ضد التيار ولو وحيدا ما كان يتوانى، قال إن قصيدة النثر ليست شعرا، رغم انتمائه للجغرافية اللبنانية، حيث قصيدة النثر أيقونة المشهد الإبداعي ورفض التعامل معها طيلة فترة رئاسته لمجلة الآداب، قالها بلا وجل، ولم يأبه بالغارات التي شنت عليه، وما وقع في شرك الرائج والشائع والمبهر جماهيريا، فرغم عشرات الآلاف من النسخ التي بيعت من رواية الكاتب المغربي محمد شكري "الخبز الحافي"، ورغم تسابق دور النشر العربية لتحظى بطباعتها، ورغم ترجمتها لأكثر من لغة، إلا أن ذلك كله لم ينجح في أن يقمع داخل الحلق ما يراه صوابا، حيث وصفها إدريس في حوار صحفي مع مجلة زوايا "العدد 10/11" بأنها رواية غير متكاملة، وأن نبرتها الجريئة والفضائحية، لا يسعها أن تشفع للترهّل الروائي الذي فيها.
ولقد عرف سهيل إدريس بـ"صاحب الآداب"، والمعني مجلة الآداب التي أنشأها لتمثل رافدا صاخبا يصب في نهر الثقافة العربية ويثريه، وبعد المجلة أنشأ دار نشر تحمل ذات الاسم، فإن كان لزاما علينا أن نمهد لاسمه دائما بكلمة "صاحب" فسهيل إدريس ليس فقط صاحب "الآداب"، بل أيضا صاحب "المنهل" الفرنسي و"المنهل العربي. كما أنه أيضا صاحب الحي اللاتيني، أعنى تلك الرواية التي نشرت عام 1953، وأثارت كثيرا من الجدل حول العلاقة بين الشرق والغرب، مثل رواية عصفور من الشرق لتوفيق الحكيم، ورائعة الطيب صالح "موسم الهجرة إلى الشمال".
ومثله مثل آخرين كانت المرأة في رواية "الحي اللاتيني" هي "حلبة المصارعة" التي يخوض فيها البطل القادم من الشرق ومن خلالها صراعه للحفاظ على قيمه الروحية الشرقية أو يتحرر منها، والبطل الذي سافر إلى باريس لاستكمال دراساته العليا في جامعة السوربون صحب معه في جيناته التي ولد بها، وقيمه التي تربى عليها منظومة الشرق بكل ما بها من لاءات المنع والكبت والحرمان، وإعلاء للقيم الروحية ليصطدم بعالم آخر المباح فيه هو القاعدة وليس الاستثناء، فكانت الفرنسبة الحسناء "جانين مونترو" ميدان معركته مع الغرب أو مع إرث المحظورات دواخله، وما هو في النهاية إلا صراع بين الشرق والغرب، وما هي في النهاية "الحي اللاتيني" إلا سيرة ذاتية لكاتبها سهيل إدريس.
ومن أعماله الروائية الأخرى "الخندق الغميق" و"أصابعنا التي تحترق" و"سراب".
كان إدريس كاتبا موسوعيا، كتب الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والمقالة والدراسة النقدية والسيرة الذاتية، وترجم عن الفرنسية رواية الطاعون لألبير كامو، وسيرتي الذاتية للفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، وغيرها من الأعمال الإبداعية والفكرية.
وعبر مشواره الطويل مبدعا وباحثا وصحفيا وناشرا، خاض العديد من المعارك، دفاعا عن قناعاته الفكرية والتي كان من أبرزها توجهاته القومية، حتى بعد انكسار الأمة في كارثة يونيو 1967 والتي كانت بمثابة ضربة موجعة للفكر القومي وأفوله.
ظل إدريس متشبثا بما يؤمن به من أن القومية العربية هي الخيار الأكثر صوابا لكل عربي نحو حضور قوي ومنصوت له على خرائط العصر السياسية والاقتصادية، ويبرز في هذا الشأن كتابه "في معترك القومية والحرية"
وكانت أكثر الكلمات تعبيرا عن دور الرجل تلك التي تضمنتها مرثية الكاتب حسين بن حمزة في الأخبار اللبنانية بعنوان "صاحب الآداب" يترك زمنه يتيما ويرحل عن 83 عاما حيث قال: برحيل صاحب "الحي اللاتيني" تنطوي إحدى الصفحات الأخيرة في السجلّ الذهبي لجيل ومرحلة: جيل المؤسسين الذي ترك بصماته على مرحلة خصبة من التاريخ العربي الحديث، انسحب سهيل إدريس رافضا أن يشهد على هزيمة مشروعه، وانحسار القيم التي آمن بها ووهبها حياته، مع سهيل إدريس يأفل أحد آخر نجوم حقبة أدبية وثقافية عربية كاملة.
وهل كان إدريس وهو يمضي حياته ممارسا أنشطته المتعددة صحفيا ومفكرا ومبدعا ومترجما وناشرا يشعر بالرضا؟ أتذكر قبيل رحيله بعام أو عامين أنه قال في مؤتمر أدبي بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة: إنه يشعر بأن الناشر يجور على الكاتب والمبدع داخله.
لكن أيا كان الأمر، فصاحب "الآداب" وصاحب "الحي اللاتيني" أثرى حياتنا الثقافية لأكثر من ستة عقود ناشرا ومترجما ومبدعا، ومثله جدير بأن يبقى حيا في الذاكرة.

جريدة الوطن
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:19 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية