روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,801ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,329
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,504عدد الضغطات : 52,283عدد الضغطات : 52,386

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > قضايا وأراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2013, 07:00 PM
الصورة الرمزية مملكة الطموح
مملكة الطموح مملكة الطموح غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: بين حلاوات الرؤى
المشاركات: 946

اوسمتي

Post العفو أشد أنواع الإنتقام..

العفو أشد انواع الانتقام

تاتي أقدار الله بين عشية و ضحاها لتكون كل الظروف ضدك فتسمع بحكم من قاض بأنك " متهم و مجرم " فيحكم عليك و يحكم الناس أيضا بإتهامك و قد يلحق بك من الظلم ازاءها أشده و أعتاه وأنت تعلم في روحك ما الله يعلمه بأنك بريء وأن وراء الحكم غموض ظلم لا بد أن يكشف ستاره حينها لا تملك من الحول و القوة أن تدفع بشع نظرات الناس أو حتى تجبر من يفك شفرات الغموض بأن يمثل أمام المحكمة أمانة فيبوح بما يثبت البراءه....


ما الذي أنت فاعله بعد الخروج من ظلم السجن هل ستتجه إلى اتباع و تطبيق " العفو أشد أنواع الإنتقام " أم انك ستكون مع من رأى بأن الإنتقام أعظم ملاذ الحياه لمن ظلمك وسلبك الحرية ودفع بكرامتك الى ما يلوثها وانت تعلم بأنه يلهو بالحياة و لا يبالي بأنه تركك في ظلم نال من جسدك و فكرك ؟


سأنصت لأرائكم تمعنا و تأملا .....
__________________



عندما تصل إلى جوهر الحياة ستحس الجمال في كل شيء حتى في العيون التي عميت عن رؤية الجمال

التعديل الأخير تم بواسطة مملكة الطموح ; 06-09-2013 الساعة 07:02 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-09-2013, 07:46 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي


أهلا بالأستاذة المبدعة مملكة الطموح
الانتقام في بعض الحالات من الضرورة بمكان حينما نرى ما يمس العقيدة والمبادئ والقيم
وحينما يمس الكرامة والفكر لا الجسد وحسب ..
وهنا نستذكر قوله عليه السلام :
"ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"
هناك بعض المواقف لا مهادنة فيها أبدا كما أسلفت ، وكثير من المواقف التي تحمل إساءات شخصية
بسيطة قد نتجاوز عنها ونسأل الله المغفرة..

احترامي لك بقدر ما في قلبك من نقاء سيدتي

__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-09-2013, 11:07 PM
إدريس الراشدي إدريس الراشدي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: دياري وإن جارت علي عزيزة ,, وأهلي وإن قسو علي كرام
المشاركات: 937

اوسمتي

افتراضي



أختي الطيبة والقديرة مملكة الطموح ؛
لماذا نتسامح ونعفو ونصفح ؟! لماذا لا نبيت الحقد والكره والضغائن ، لماذا لا نكون كأصحاب العقول الضخمة الذين يفسرون حكمة كما تدين تدان على انها الإنتقام والبغض والحقد ، فلنتغنى بها كفهمهم لنبقى سهارى كالسكارى نخطط والشياطين للمكائد والإنتقام فيقودنا ابليس وأعوانه يمنة ويسارا ، فلا تعرف اعيننا النوم ولا قلوبنا السكينة والطمأنينة ولا أجسادنا الراحة فلن نعيش قط سعداء بل ولن نعرف لها طعما ، وان ذقنا شيء منها فإنما وصلنا لمرحلة يزين فيها لنا الشيطان سوء أعمالنا فنفرح فرحة ضالة تصفق لنا الشياطين ، لماذا لا ننتقم ، فيتخذ كل واحد منا عدوا له وبعدها سنأكل بعضنا بعضا عيانا ، فما أحلاها الحياة عندما نعيش وتملأ قلوبنا حقدا وغلا للآخرين ، يحكم ذواتنا قانون الغابة الملعون ، فينهك أرواحنا عذاب في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد لو كانوا يعلمون.

أختي القديرة مملكة الطموح ؛ أولئك الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ؛ أختاه ديننا دين أخلاق وحب وتسامح وصفح وعفو ، وما أجمل ان نصفي قلوبنا ظاهرا وباطنا ، هكذا ننعم بالسعادة والهناء ، فالحمدلله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، دين محبة وصفاء دين ألفة ونقاء ، وقد جاء العفو والصفح في مواضع عدة بالقرآن الكريم ، ولنتأملها ونبحر في رياض القرآن الكريم فهو خير معلم ومرشد ودليل:


● فقال سبحانه وتعالى : { فَاصفح الصفح الجميل } الحجر 85
ولنعلم بأن الصفح أبلغ من العفو لكونه تصاف خالص بدون عتب وعتاب.

● وقال تعالى: { فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ البقرة109 ]

● وقال تعالى: "فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" (سورة الزخرف الآية 89)

● قال تعالى: "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (سورة المائدة 13 )

● قال تعالى: "وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (سورة البقرة الآية 109)
صدق الله العظيم


كلها آيات تدعو الى العفو والصفح وتنبذ المقت والحقد والحسد والضغائن والكيد والإنتقام والتي لا تجلب سوى الخسران والذل لأصحابها في الدنيا والآخرة ، وأقتبس ايضا هنا أبيات جميلة للخليل بن أحمد ، فلنقرؤها بوعي:

سَأُلْزِمُ نَفْسِي الصَّفْحَ عَنْ كُلِّ مُذْنِبٍ ****** وَإِنْ كَثُرَتْ مِنْهُ إلَيَّ الْجَرَائِمُ
فَمَا النَّاسُ إلَّا وَاحِدٌ مِنْ ثَلَاثَةٍ ****** شَرِيفٌ وَمَشْرُوفٌ وَمِثْلٌ مُقَاوِم
ُفَأَمَّا الَّذِي فَوْقِي فَأَعْرِفُ قَدْرَهُ * ****** وَأَتْبَعُ فِيهِ الْحَقَّ وَالْحَقُّ لَازِم
ُوَأَمَّا الَّذِي دُونِي فَأَحْلُمُ دَائِبًا * ***** أَصُونُ بِهِ عِرْضِي وَإِنْ لَامَ لَائِم
ُوَأَمَّا الَّذِي مِثْلِي فَإِنْ زَلَّ أَوْ هَفَا ***** *تَفَضَّلْت إنَّ الْفَضْلَ بِالْفَخْرِ حَاكِم


هنالك الكثير ليقال أختي الطيبة القديرة مملكة الطموح .. ولكن أكتفي بهذا القدر فالأمر واضح كوضوح الشمس
فلا ولن يختلف إثنين في أن العفو والصفح هي أخلاق وعقلية العظماء
إلا من أضله الله عن الجادة والصواب .. فذلك يجب ان يعيد حسابات كثيرة بينه وبين نفسه ويتوب لله توبة نصوحا
ويصلح سريرته.

أعتذر عن اي خطأ إملائي وما شابه .. أكتبها من الهاتف
__________________



التعديل الأخير تم بواسطة إدريس الراشدي ; 06-09-2013 الساعة 11:12 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-09-2013, 11:08 PM
الصورة الرمزية كمال عميره
كمال عميره كمال عميره غير متواجد حالياً
مشرف النثر والخواطر
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجزائر.................جيجل
المشاركات: 1,889

اوسمتي

افتراضي

روعة هذا الدين انه بني على التسامح........
لكن الظالم عليه ان ينال جزاءه..........
والمظلوم عليه ان يسعى بكل قواه كي يأخذ حقه ويرد مظلمته.......
وحينها لا نسمي هذا إنتقاما.............إنه قصاص..........مجرد قصاص لمن إستهتر بحرية الآخر........واستند إلى جدار قوانين ىيلة للسقوط..........
القصاص عمقها أن الله يكره الظلم..........لذلك اوجبه............
أحيانا يحدث ان تبتلى بظلم يصعب بعدها ألا تنتقم لكرامتك وحقك...لكنني أفضل ان اسميه قصاصا.........فذلك ما يليق به
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-09-2013, 12:46 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي ردّ



السلام عليكم أستاذة / مملـكة الطمـوح
لا شك أن العفو عن قدرة هو قمة الإنسانية
وروح و لبّ الأخلاق الحسنة
على أن لا يخالط عفونا عن المسيء أي
غرض آخر سوى رضا الله سبحانه و تعالى
أما ان نعفو على أمل ان يؤدّي عفونا إلى توريط
الخصم في إساءات يكتسبها ثم تودي به
فأعتقد اننا نفقد روح الإخلاص لله
و بالتالي يكون هدفنا سقيما
ونعلم جميعا أن حسن الخلق صفة وعبادة عظيمة
يغفل عنها الكثير من الناس
والله قد أمر به ورغب فيه و إمتدح المتصفين به
فقال سبحانه :
( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا).
البقرة آية 83
وقال :
(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
آل عمران آية 134
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته بذلك فقال :
(اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن)
رواه الترمذي وحسنه
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم غاية في حسن الخلق.
قال أنس بن مالك :
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا)
متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :
(لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا)
متفق عليه.
وقالت عائشة واصفة رسول الله :
(كان خلقه القرآن)
يعني كان يتمثل بأخلاق القرآن الفاضلة
وقد أثنى عليه الله سبحانه بقوله :
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
وحسن الخلق هو بذل المعروف وكف الأذى.
فجمع حسن الخلق في أمرين عظيمين :
بذل الخير وكف الشر
فبذل الخير يدخل فيه :
الصدق والأمانة وحسن الجوار
وصلة الرحم وحسن العهد والوفاء والمكافأة على المعروف
وغير ذلك من خصال الخير.
وكف الشر يدخل فيه :
احتمال الأذى و الإمتناع عن الإنتقام
وكظم الغيظ والصبر على المكروه والعفو عند المقدرة
ومقابلة الإساءة بالإحسان وغير ذلك.
قال الحسن البصري :
حسن الخلق الكرم والبذلة والاحتمال
وقال ابن المبارك :
هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى
وقال الإمام أحمد :
حسن الخلق أن لا تغضب ولا تحتد
وفسره أيضا بأن تحتمل ما يكون من الناس

تقبّلي تحياتي

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-09-2013, 03:20 PM
الصورة الرمزية ريم الحربي
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
رئيسة القسم العام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 2,011

اوسمتي

افتراضي


ولما مسمى الانتقام من الأساس لما لا يكون عفوا وتسامح ........

لما لا أعفوا وأنا عاقد النية على أنه عفوا أبتغي به وجه الله

الانتقام أيها الأحبة يكون وبالاً على صاحبه لأنه عندما يحقق انتقامه

لن يرتاح ولن يكتفي بل سيبحث عن المزيد

لنا في رسولنا أسوة حسنة عندما اختار العفو عن المشركين يوم الفتح

وقال ( أذهبوا فأنتم الطلقاء )

هل كان يقصد الانتقام منهم ومعاقبتهم ...

أم هو التسامح والعفو عند المقدرة والمقصود بالمقدرة هو أننا نكون أقدر على العقاب والانتقام وقتها

ولكننا نتخلى عن كل ذلك ابتغاء وجه الله تعالى

وسأورد قصة حكاها لي أبي يقول أنها حدثت في البادية من سنوات وسنوات طويلة

يقول((( أن امرأة غارت من أخرى فقتلت أبن تلك المرأة ولم يعرف الناس القاتل فوراً فجن جنون الأهل

وبحثوا في كل مكان حتى أراد الله أن ينكشف الأمر فهب الوالد المفجوع يريد قتل تلك التي حرمته من

أبنه فماذا فعلت الأم الثكلى ذات القلب الممزق لفراق أبنها لقد حالت بين زوجها وتلك المرأة

فقالت دعها .. أتركها لوجه الله تعالى لعل هذا الموقف ينفعنا يوم الموقف العظيم )))

لم تقل دعها فهو أشد انتقام منها بل قالت لوجه الله تعالى

هي سماحة الدين عندما يتمكن من قلب المؤمن فتصبح الدنيا أصغر همه الانتقام لن يعيد ما ذهب بل هو

نار تأكل كل ما في طريقها

وأنا لا أقول أنه ينبغي أن نتساهل في حدود الله لا ....

فالقصاص وضع لكبح نزعات الشر في نفس الإنسان

كما أنه تأديب كي لا يتعدى الإنسان على حق أخيه الإنسان

لكن هناك أوقات يكون العفو أفضل طالما أن الأمر لا يعني التساهل في

حق غيري أو أن أفعل ذلك فقط لمجرد إشباع رغبتي في الانتقام

أشكرك أختي مملكة الطموح على موضوعك القيم وهذا ما عودتنا عليه

أيتها العزيزة

وسأكون هنا لأتابع بقية الأراء





رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-09-2013, 09:49 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...لنتفقْ أولاً-أختي الكريمة مملكة الطموح-أن ( العفوَ ) المقصودَ هنا،هو ذلك العفوُ الذي يصدرُ عن قدْرَةٍ وتمكينٍ..أي عن ذلك العفو الذي عرفناه ونحن صغارٌ-في باب الشجاعةِ الأدبية-بـ ( العفو عند المقدرة )...

لأن العفوَ المصحوبَ بضعْفٍ وعجْزٍ وبفقدان القدرةِ عن إعطائة سيكونُ شكلاً من أشكال الذلـَّةِ والهَوان،وفي هذه الحالةِ سيظهرُ جليًّا أن الشخصَ المسامِحَ إنما يَهبُ ما ليسَ عنده،وإنما هو-بسببِ الجُبْن والخَوَر-يتنصلُ عن مغارم المواجهةِ،فيَهَبُ عفواً لا طعمَ له ولا لونَ..وفاقدُ الشيءِ لا يُعطيه..!!

بيْدَ أن العفوَ الصادرَ عن قدرةِ الثأر من الخصم الظالم قدرة ًكاملة ًلاَ شكَّ فيها ولا جدالَ هو العفوُ الحقيقي الذي له في النفسِ طعْمٌ ولوْنٌ وله عند اللهِ والناسِ وزنٌ وقيمة...

والعفو عند المقدرة-إلى جانبِ كونِهِ خلـُقاً فارعاً رفيعاً-فهوَ مسلكُ صاحب الرسالة الخاتمة صلواتُ ربي وسلامُه عليه ومسلكُ أصحابهِ الطيبين الكرام...

وكلنا قرأ-تماماً كما ذكَّرتنا أختـُنا الكريمة ريم الحربي-كيفَ عفا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ الفتح الأعظم عن أهل مكة الجَحَدةِ الظالمين..وكانَ عفواً سارتْ به الركبانُ وتحدثَ به الورى في كل زمانٍ ومكان...

قال : ما تظنون أني فاعلٌ بكم..؟؟ فردوا : خيراً..أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ..قال : اذهبوا..فأنتم الطلقاء...
ولو أنفذَ فيهمْ رسولُ الله القصاصَ العادلَ بقتلهم جميعاً،فما يلومُهُ أحدٌ في التاريخ،لأن الذي فعلوا به وبدعوتِه ليسَ شيئًا قليلاً..ولكنها عظمة الإسلام حين تمدُّ يَدَها بالسلام القوي الحقيقي،فتعفوا وتصفح في غير هَوانٍ أو تذلل...

وكلنا قرأ كيفَ عفا سيدُنا أبوبكر الصدِّيق رضيَ الله عنه عن غلامِه ( مِسْطح ) وقد كانَ أحدَ الذين خاضوا بألسنتهم ترويجاً لـ ( الإفكِ ) الذي رُميتْ به-قذفاً وكذباً وزوراً ونفاقاً-ابنته العفيفة الطاهرة الجليلة أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها،وقد كانَ أبو بكر يُنفق عليه لقرابته منه،فقال : واللهِ لا أنفقُ عليه شيئًا أبداً بعد الذي قال لعائشة..فنزل قوله تعالى-من سورة النور-(( وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))،فقال أبوبكر : بلى..واللهِ إني أحب أن يغفرَ الله لي..ورجعَ-عفواً منه وتفضلاً-إلى مسطح،ينفقُ عليه كما كان...

والعفوُ عن المذنبِ الذي صحَا ضميرُهُ بعد مَوَاتٍ يكونُ أشدَّ وقعاً عليه ربما أنكَى من سوطِ العقوبةِ لو نزلَ عليه..!!

وذاكَ-أختي الكريمة-هو المعنى الذي ساقهُ أبو الطيب المتنبي في داليَّتِهِ المشهورة حين صَدَحَ :

وما قتلَ الأحرارَ كالعفو عنهُمُ ** ومَنْ لكَ بالحُرِّ الذي يَحفِظ اليَـدَا..؟؟!!

إلا أن العفوَ-وإن كانَ استحقاقاً لفضيلةِ المروءةِ-قد لا ينفعُ في بعض الحالاتِ..أو لِنقلْ : لا يَصِحُّ في ذمةِ بعض اللئام..

قد يبلغُ اللؤمُ أحياناً بصاحبهِ،فيتوهَّمُ أن عفوَ الكريم عليه نوعٌ من ربْح الوقتِ لاستعادةِ الأنفاس الشريرةِ،ومن ثمَّ تبدأ جولة ٌأخرى من الإيذاءِ والكيْدِ عن أول فرصةٍ سانحةٍ..!!

إن المسامحة مع هذا الطراز الخاسر من البشر تذهبُ أدارَجَ الرياح،وأيُّ عفوٍ بعدَ التفضل عليهم بالصفح مراراً وتكراراً كانَ كمَنْ يحرثُ الهباءَ على صفحةِ الماء..!!

لابد من إظهار جانبِ العِزةِ والترفع والحزم والصرامةِ معهم،إذ لا مندوحة َمن ذلكَ أمامَ لئيمٍ،نفخَ فيه الغرورُ الأرعنُ ما جعَلهُ يفهمُ العفوَ والصفحَ ولِين المسامحةِ ضَرْبًا من نقاهةٍ،يتمرَّغُ فيها لوقتٍ ثم تعودُ ريمة لعادتِها القديمة..!!

وانظري-أختي الكريمة-إلى نبينا الكريم محمدٍ صلى الله عليه وسلم..إنه هو ذاته الذي عفا وأصفحَ وغفرَ أكثر من مرةٍ،في أكثر من موقفٍ..هوَ ذاتـُهُ أيضاً الذي لم تأخذهُ في بعض الناس اللئام لومة لائمٍ،فوقفَ يحسمُ معهم الأمرَ في حزْمٍ لا هوادة فيه..!!

وكلنا نقرأ عقِبَ غزوة بدر الكبرى التي كانتْ أولَ نصرٍ مؤزرٍ للفئةِ المؤمنةِ عالى الفئةِ الباغيةِ..نقرأ كيفَ ساقَ جيشُهُ المؤمنُ الأسرى المشركينَ السبعين أمامه قافلاً بهمْ إلى المدينة المنورةِ..فلما وصلَ إلى مكانٍ-في طريق العودةِ-أمرَ بإخراج أسيريْن من الأسرى،وهما عقبة بن أبي مُعيطٍ و النضْرُ بنُ الحارث..ثم أمرَ بضربِ عنقهما صبراً في ذاكَ المكان..!!

والإنسانُ قصيرُ النظر قد يستغربُ هذا المسلكَ من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،إذ أن العُرْفَ في تاريخ الحروب النظيفةِ يقتضي حماية الأسرَى..!!

ولكنْ إذا عَرُفَ السببُ بَطلَ العَجَبُ..!!

فإن القارئَ الجيد لسيرةِ هذيْن الأسيريْن المشركيْن ولتاريخهما الأسود المشؤوم في حرب الإسلام والمسلمين-أيام الفترة المكية اللاهبة-ولفظاعةِ الحقد الدفين والكَيْدِ المُرِّ الذي صَدَرَ عنهما في حق الله تعالى ورسوله والمؤمنين الضعفاء،لن يتركَ لهما مجالاً في النفس المؤمنةِ أن تتصورَ في هذيْن الشيْطانيْن غيْرَ أنهما كانا كـ ( الجرادِ ) المفسِدِ الذي عناهُ الشاعرُ الحكيمُ في قوله :

أيُرَجَّى بالجرادِ صلاحُ أمْرٍ ** وقد جُبِلَ الجرادُ على الفسادِ..؟؟!!

وكانا كـ ( القحْط الجافِّ ) الذي نعَاهُ الشاعرُ الآخرُ غيْرَ مأسوفٍ عليهِ بقوله :

اللهُمَّ لا شمَــاتَ بمَــــيِّتٍ ** ولكنْ زوَالَ القحْطِ بُشرَى للوَرَى..!!

إن الأصلَ-أختي-في النفس المؤمنةِ أن يَلينَ الجانبُ فيها رحمة ًوعطفاً لعبادِ الله تعالى،وإن الأصلَ فيها أن تتنازلَ وتتنازلَ-تواضعاً وخفضاً للجناح-لله وفي سبيل الله تعالى،وأن لا تتدخرَ أيَّ وسْعٍ في هذا السبيل-ولأجله-فتغضي الطرْفَ بالصفح الجميل..والعفو الجميل على مَنْ ترجو فيه خيْرًا وبَرَكة ً..

لكنَّ هذه النفسَ المؤمنة خلقها اللهُ تعالى عزيزة ً،أبيَّة ً،لا تقبلُ أبداً بضيْم الكرامةِ وذلةِ الهَوان،فإذا ما استشعرتْ-بعد نفادِ كل خياراتِ المسامحةِ-أن اللؤمَ باقٍ على حالهِ في أخلاق اللئيم وتصرفاته وفي فكره ومشاعره،هنا لمْ يكنْ بُدٌّ من إظهار العِزةِ الإيمانيةِ والترفع بشيءٍ من الحزم،حتى تخِفَّ نزعة الغرور الجوفاء التي ركبتـْهُ أو تنكسرَ شوكتـُها اللاسعة نهائيًّا...

أخلاقنا الكريمة السمحة-أختي الكريمة-في مجال العفو والمسامحة لا تزيدُ أو تنقص عن أخلاق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أشارَ لها شوقي-طيبَ اللهُ ثرَاه-في ( نهج الهمزية ) بوضوحٍ حين قال :

وإذا عَفوتَ فقــــــــــادرٌ ومقدّرٌ ** لا يستهين بـــعــفوك الجُهَـلاءُ
وإذا غضبتَ،فإنــــــــما هـيَ ** غضبة للحق لا ظغنٌ ولا شحناءُ
وإذا سخوت بلغتَ بالجود المَـــدَى وفعلـــــتَ مالا تفعل الأنـــواءُ..!!
وإذا خطبت فللمنابر هِزةُ ** تعرُو الندِيَّ وللــــقلوب بُكـــــــــــــاءُ
وإذا أخذتَ العهد أو أعطيته ** فجميع عهدك ذِمــة ووفــــــــــــاءُ
وإذا رحمتَ فأنت أمٌّ أو أبٌ ** هذان فى الدنيا هما الرُّحَمَـــــــاءُ..!!


..وعلى هذه النظرة النبوية المتوازنة في التعامل تكونُ ردودُ أفعالي...وشكرَ اللهُ لكِ طرْحَ هذا الإشكال الأخلاقي التربوي الرفيع...والشكرُ موصولُ لمنْ أدلى وقالَ وكتبَ...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-09-2013, 11:18 AM
الصورة الرمزية مملكة الطموح
مملكة الطموح مملكة الطموح غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: بين حلاوات الرؤى
المشاركات: 946

اوسمتي

افتراضي

شرف أنت بعطاء فكركم دااائما ...
لقد راق لي هذا التبادل الحواري و المناقشه الفكري للدواخل الانسانيه كل منكم أدلى بدلو روحه فإستمعت له أعجبني فيكم التسلسل و الدلائل في جلب ما يؤيد أو يعارض فكركم فالحمد لله بوجودكم هنا ...

إن البحث و الأخذ بجوانب القضيه يعطي للرأي صوابه و حكمته لذا كونوا دااائما هكذا رأيي سأدعوكم لتقرؤا قصة الانتقام في العبرات للمنفلوطي ليزداد الصواب في رأيكم ان كان للانتقام راحه ...

شكرا لكل من كان له صوت و حرف هنا في النقاش ..

شكرا لسيدي خليل وإدريس و كمال و يزيد و ناجي و أتبعه بشكر للرائعه ريم الحربي..
__________________



عندما تصل إلى جوهر الحياة ستحس الجمال في كل شيء حتى في العيون التي عميت عن رؤية الجمال
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:45 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية