سلطان يفتتح الدورة الثامنة لمهرجان الشارقة للشعر الشعبي

[فاطمه القمشوعيه]

\

افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أمس وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد، نائب حاكم الشارقة مهرجان الشارقة للشعر الشعبي 2012م في قصر الثقافة بالشارقة الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وتستمر فعالياته حتى 19 فبراير الجاري.

حضر حفل الافتتاح الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم والشيخ سلطان بن احمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام والشيخ سالم عبدالرحمن القاسمي.

كما حضر الحفل عدد من رؤساء ومديري دوائر وهيئات حكومة الشارقة و الشعراء والضيوف الإعلاميين وجمهور من متذوقي الشعر الشعبي.

وألقى سعادة عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة، رئيس المهرجان، كلمة رحب فيها بصاحب السمو حاكم الشارقة ..مؤكداً حرص سموه على تكريم الشعراء وإكمال منظومة العمل الثقافي , والحركة الثقافية لعاصمة الثقافة, وقال : هذا اللقاء هو ملتقى الشعراء ووثيقة أدبية وفضاء إبداعي متميز يرعى أي مبدع في مجال الشعر, وقال في كلمته : وتتوالى المشاهد الثقافية في عاصمة الثقافة ، فما أن تودع الشارقة ملتقى ثقافياً أو فنياً، إلا وتستقبل الذي يليه بذات الشغف وبشوق المنتظر، بعد أن تكون قد أعدت له بما يليق بالمحتفى به ، ضمن برنامج ثقافي – حرصت إمارة الثقافة على تنوعه واستمراره – بفضل من الله وتوفيقه ، لتشمل هذه البرامج حقول الثقافة كافة وبما يلبي الاتجاهات والرغبات الثقافية لدى شرائح المجتمع.

ففي ذروة اهتمام الشارقة بالأنشطة الكبرى المحلية منها والدولية، يأتي الاهتمام بالتراث والأدب الشعبي في مقدمة أولويات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، وما الشعر الشعبي وما صاحبه من تطور وتجديد في ألفاظه وتعبيراته وخيالاته إلا مفردة من مفردات ذلك الموروث الأدبي، فقد حرص صاحب السمو حاكم الشارقة ومنذ ما يقارب الثلاثين عاماً على تنظيم ملتقى شعري شعبي في الشارقة ، يتم فيه تكريم الشعراء الرواد وتنظيم الأمسيات الشعرية . كما يشهد لسموه ومنذ زمن بعيد اهتمامه بالشعراء، وتمكينهم من حياة اجتماعية كريمة ، وقد استمر اهتمام سموه بالشعراء على مدى عهده المبارك ، احتضاناً وتكريماً ومساهمةً ومشاركةً معهم في الكتابات الشعرية ، بل وإن كثيراً من الشعراء يتذكرون الآن وقفة سموه معهم عندما كان يتجاوب مع قصائدهم شعارً ، مما زادهم فخراً واعتزازاً وثقةً بأنفسهم، شجعهم على المسير والتقدم ، وهم لا يزالون يحتفظون بقصائد سموه بين أوراقهم وفي عزيز ملفاتهم، فخورين بها، وتستلذ لهم قراءتها على مسامع أحبتهم وأبنائهم.

فأهلاً بتجليات الشعر الشعبي في مهرجانه الشارقي ، فرحاً بضيوف الإمارات ، شاكرين لهم حسن الإستجابة وقبول الدعوة ، مرحبين بهم بين أهلهم واحبتهم. (أهلاً وأحبةً).

وختم كلمته بتقديم الشكر والتقدير الى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على توجيهاته ودعمه المستمر ..

وألقى الشاعر راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، المنسق العام للمهرجان، كلمة قال فيها:

اليوم نحن نتكلم عن منجز شعري شعبي بدأ يتواصل ويؤتي ثماره، بدأ منذ بداية إشراق فجر جميل على الشارقة، وخلال أربعين عاماً تنعم الثقافة والأدب بالرعاية، وليس من المعقول أن تستمر هذه المسيرة لولا وجود ما يحرك ساكنها، ويسقي جذور نموّها لتؤتي ثمارها بعد حين، إنه دعمكم المتواصل الذي لا يعترف بالتوقف أو الكلل، وها هي الشارقة تسجل حضورها في محافل كثيرة، ويذكر اسمها في أقطار عديدة، وحين تذكر بكل فخر يذكر معها اسم سلطان القاسمي الذي جعلها منارة للثقافة والأدب والشعر.

وأضاف شرار: إن مهرجان الشارقة للشعر الشعبي هو نتاج توجيه ورعاية كريمة من قبل سموكم، وهو إذ يواصل مسيرته، فإنه يواصل هدفه في تحقيق التواصل بين شعراء دول الخليج العربي والدول العربية مع شعراء الإمارات تحت مظلته ومظلة الشارقة، فخلال السنتين الماضيتين غردت حناجر كثيرة، وتغنى شعراء بالشارقة، وعادوا ليسجلوا هذا الحضور في ذاكرة شعوبهم، وها هو مهرجان هذا العام يواصل هذا الهدف، ويلتقي من خلاله مجموعة من شعراء وإعلاميي الخليج والدول العربية. وأضاف: إن تكريم سموكم لرواد الشعر في حياتهم يعطي دلالة واضحة على مدى الرعاية الحيـّـة التي يحظى بها الشعر، فهذا التكريم يشعرهم بأنهم ما زالوا يتنفسون الشعر، ولا تزال الذاكرة تحتفظ بشيء من نتاجهم الأدبي، ولا تزال أسماؤهم تتردد في الذاكرة، وهذا في حد ذاته يمنحهم الشعور بأن المجتمع يقدر الأدب والشعر، وكما كرمتم سموكم في المهرجانات السابقة مجموعة من الرواد، فإن هذا المهرجان سيكرم ثلاثة من رواد الشعر الشعبي هم محمد بن صنقور ومحمد بن سعيد الرقراقي والشاعرة ريف دبي، تقديراً لإسهاماتهم في الساحة الشعرية، فشكراً لسموكم على هذا التكريم.

وأشار شرار إلى أن المهرجان خصص مساحة للبحث

من خلال البحوث التي ستقدم عن الرواد الثلاثة المكرمين سيقدمها ثلاثة من الباحثين الإماراتيين، وسيتناولون تجربتهم الشعرية ومسيرتهم الأدبية إضافة إلى ندوة يلتقي فيها الضيوف والإعلاميين وإعلاميي الداخل لمناقشة بعض القضايا، ولاستخلاص بعض التوصيات التي من شأنها تطوير هذه الفعاليات.

وقدم شرار الشكر للإعلاميين وللشعراء المشاركين في إنجاح فعاليات هذا المهرجان. واختتم كلمته بقصيدة، قال فيها:

اربعين الحـــب واحلـــــى الامنيات

تحت ظلك عاشهـــــا شعــــب وبلد

اربعيــــــن وتكتســـــي بالمنجزات

ما لها مقـــــياس يوجــــــد او عدد

عشـــــت تهدينــــا تحت ظلك حياة

كلهــــا ياسيــــــدي خيــــــر ورغد

منــــك ياسلطـــــان اتقنـــــا الثبات

في الصـــــعاب ومنــك خذناه الجلد

[فاطمه القمشوعيه]

\

بعدها بدأت الفقرة التراثية وأهازيج البر والبحر , حيث قدم الشاعر سعيد الطنيجي ألحاناً شعرية برية متنوعة منها الونه والتغرودة والردحة والشلة, فأنشد:


أيام جنّا حالن بْحال

حالة يتاما تصفق الراح

الليل يلفينا بالأهوال

ويبثنا لو اعضامنا اصحاح

خاز الكدر يا راشد وزال

وتباشرت القلوب بأفراح

الرب بدل مال عن حال

لي خالق الجثة والارواح

عن شيخنا لي عنه انسال

وقت المسا وفي كل مصباح



وفي شلة أخرى قال الطنيجي:



في هبوبٍ باتت مْذنّه

مطلعيه جذي شرتاها

ذكرتني بوقت ناسنّه

واخطرت عيني دمع ماها

باح مابي لي مغبنة

لو عذلت النفس وانهاها

الهوى طاح وانكسر منّه

والسفينه هب مجراها

نوخذاها الموي غافنّه

بنّد شراعه وخلاها



وقدم الشاعر سلطان بن غافان باقة من الألحان البحرية المتميزة ومناسباتها وفي أهزوجة عن إمارة الشارقة قال :

في اسفوح ليبال الشمالي

ديرة غلا وعز ومهيد

الشارجة دار الكرامي

إلها معي حب وغلا يزيد

سلطان شيدها تمامي

علاها فوق المجد تمجيد

عال الهمم عال المقامي

شيخ ويعله دائم اسعيد



وفي أهزوجة سيع بحري، قال:

هياك يا ناعر ياخياي

مل الشرع عقب الترفريف

وأنا على ظبط مجراي

فاهم وحق الجرخ عريف

بعد هذه الفقرة الشعرية التراثية قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتكريم رواد الثقافة والشعر الشعبي في الإمارات العربية المتحدة , حيث كرم الشاعر محمد الرقراقي , والشاعر بن صنقور والشاعرة هيرة الحلامي الهلي " ريف دبي".