روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,547ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,811ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,364
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,512عدد الضغطات : 52,292عدد الضغطات : 52,395

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-10-2012, 11:38 AM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

افتراضي دمعةٌ أحرقت القلوب،،

الساعة شارفت الثالثة ظهرا،،
وقد إنتصف شهر الرحمات والبركات،،
وكنت أتجول في مدينتي،،
وقد اشتد الحر،،
حتى أن الإنسان لا يطيق الوقوف لدقائق معدودة خارج بيته أو خارج سيارته،،
وأنا أتجول في إحدى الشوارع الساحلية،،
إذ بي أراها هناك،،
هناك تمشي على طرف الشارع،،
في هذا الجو الذي يجعلني أتفكر،،
إن كانت هذه حرارة الدنيا فكيف بجحيم الآخرة،،
مررت بجانبها وتخطيتها،،
ثم قلت في نفسي يا ....... عد وخذها معك،،
قلت بسم الله توكلت على الله،،
عدت أدراجي ووقفت بجانب الطريق وانتظرت مرورها،،
أنزلت نافذة السيارة ولما مرت،،
قلت،،
السلام عليكم،،

ردت علي وقالت،،
وعليكم السلام،،

فقلت لها،،
أماه الجو شديد الحرارة وسيتعبك،،
إلى أين أنتي ذاهبة؟؟

قالت ذاهبة هناك، وأشارت إلى الأمام،،

قلت لها،،
تعالي أوصلك،،

قالت،،
لا حاجة لي يا ولدي،،
أنت مشغول وذاهب في طريقك،،

تبسمت لها،،
وقد مددت يدي إلى الباب الخلفي في السيارة،،
أنتي تاج رأسي يا أمي وأنا أخدمك بعيني،،
أنا لا شغل لدي الآن وذاهب على نفس الطريق الذي تقصدينه،،
((هذا ما ظننته))
تعالي اركبي اركبي،،

ركبت في السيارة وقالت،،
جزاك الله عني كل خير يا ولدي،،
وسامحني أضعت عليك تجوالك،،

فرددت عليها،،
أنتي في مقام أمي،،
ووالله لو أن الأرض لا تحملك،،
لحملتك فوق رأسي يا أماه،،

جزاك الله كل خير،،
وحفظك الله لوالديك يا ولدي،،

يا ولدي إن الإنسان لا يخرج في مثل هذا الوقت،،
فهذا الوقت ليس وقت سعي،،

ولكن يا ولدي الحاجة أخرجتني من بيتي،،
يا ولدي أنا أرملة ولدي من الذرية سبعة أطفال،،
مات أبوهم وما ترك لنا شيئا سوى ذلك البيت،،
وإخوته ساندوني في أول وفاته،،
وبعدها إنشغل كل واحد منهم في إعالة أسرته،،
وإخوتي لا يملكون أية حيلة،،

يا ولدي نحن اليوم في زمان قل فيه الخير وقل فيه المحسنون،،
ولم يتبقى للإنسان في دنياه إلا عزته وكرامته،،
يا ولدي كنت قد ادخرت مبلغا من المال،،
مخافة أن تنزل نازلة بنا ولا نجد منها مخرجا،،
ولكن قبل أشهر زارني أحد الناس،،
وطلب مني أن أقرضه لأنه في أشد الحاجة للمال،،
ولم يكن لدي سوى ذلك المبلغ المالي،،
فقلت أحتسب الأجر على الله وأقرضه إياه،،
وقد عاهدني أن يرجعه في أقرب فرصة تتيسر فيها أحواله،،

وقد مرت الأيام يا ولدي وها قد شارفنا العيد،،
وأولادي ليس لديهم شيء يلبسونه أو حتى يأكلونه في العيد،،

فقمت بالإتصال به إلا أنه لم يرد علي،،
اتصلت به مرات ومرات ولم أجد أي رد،،

حتى اتصلت به قبل أيام،،
فقلت له يا فلان أنا محتاجة للمال،،
أرجع لي مالي فحالك ولله الحمد تيسرت،،

فرد علي وقال،،
ما أنتي إلا ((خادمة والخدم لا مال لهم عندي))،،

أقسم بالله أنني لما سمعت عبارتها إقشعر بدني،،
ولساني تحرك قائلا،،
أسأل الله أن ينتقم منك،،

يا ولدي أنا إن كنت خادمة،،
فأنا خادمة لله عزوجل وكل الخلائق خدم،،
ولست خادمة له،،
يا ولدي أنا إن كنت رزقت السواد،،
فالحمدلله ذلك نصيبي ورزقي من عند الله،،
يا ولدي لا أبتغي الرزق من عند الناس إنما رزقي على الله،،
وأنا الآن يا ولدي متوجهة إليه وقاصدة للشارع العام،،
أريد أن آخذ سيارة أجرة حتى أصل إلى هناك،،

صدمت عند سماعي لعبارتها هذه،،
فالمكان الذي أخذتها منه يبعد عن الشارع العام قرابة النصف ساعة،،

أحسست بألم شديد في صدري يعلم الله قلبي كان يعتصر،،

تابعة قائلة،،
أولادي ينتظرون ملابس العيد والرز واللحم فمن أين آتي به،،
عسى أن ييسر الله علي اليوم وأنا ذاهبة هناك ويعيد لي مالي،،
وأفرح أطفالي ولو بالشيء القليل،،

لم أعرف ماذا أقول لها،،
قلت لها يا أمي،،
ربي سييسر أمرك ويفرج همك،،
إن الله مع الصابرين يا أمي،،

صابرون يا ولدي صابرون،،
وحسبنا الله ونعم الوكيل،،

قف هنا يا ولدي،،
سأنتظر سيارة الأجرة هنا،،

سأوصلك يا أمي،،

لا يا ولدي حفظك الله قف سأكمل مشواري من هنا،،
جزاك الله عني كل خير،،

قلت لها إن شاء الله يا أمي،،
بارك الله في حياتك وحفظك لإولادك،،
ونزلت من السيارة ولم أتحرك من مكاني،،
بل وقفت أشاهدها وهي تقف عند طرف الشارع وترفع يدها لإيقاف سيارات الأجرة،،


سالت الدموع من عيني،،
في ماذا أفكر،،
هل أفكر في لوعتها في فقدانها لشريك حياتها وعائل أسرتها؟؟
هل أفكر في أبنائها الذين حرموا من كلمة أبي!!
هل أفكر في حسرتها عندما يأتي أطفالها ويقولون أماه أريد مثل فلان!!
أم أفكر في هذا المتحجر الذي ماتت كل المشاعر والأحاسيس في قلبه!!
حتى يجعل إمرأة مسنة تخرج من بيتها متوجهة إلى منطقته التي تبعد عنا أكثر من 40 كلم!!

إلى متى سنعاني من هذه الجاهلية المقيتة!!
متى ستزول هذه العنصرية من قلوبنا؟؟

والله يا من رزقت بشرة سوداء لست بأقل ممن رزق بشرة بيضاء أو حمراء أو غير ذلك!!
ولستم والله عبيدا لأحد!!
وهؤلاء المرضى أصحاب القلوب المتحجرة!!
لا تهتموا بهم ولا تكترثوا لنظرتهم الدونية لكم،،
فهم إنما يعانون نقصا في أنفسهم ويريدون إلصاقه بكم،،

يكفيكم أن الله عزوجل قد قال:
((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ))

وبهتانهم الباطل،،
في أن الخليقة خلقوا بالطبقية،،
وأن هنالك أشرافا،،
هم أصحاب البشرة البيضاء،،
وعبيدا،،
هم أصحاب البشرة السوداء،،

قد هدم الله أساسه وأباده عن بكرة أبيه فقال الله عزوجل:
((وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ))

فالبشر لم يكن هنالك تقسيم بينهم هذا عبد وهذا حر وهذا غير ذلك كلهم كانوا سواء كلهم في ميزان واحد،،
وما هذه الطبقيات إلا من نتاج الظالمين من البشر ولذلك جاء ديننا الحنيف ليعيد البشر إلى فطرتهم وحقيقتهم،،
فجعل من الكفارات إعتاق الناس من الإستعباد المقيت،،

يا من رزقتم بشرة سوداء يا من إبتليتم بالفقر والشقاء،،
أنتم لنا إخوة وأخوات وأباء وأمهات أنتم منا ونحن منكم،،

والله إن الخير كل الخير فيما كتبه الله لكم،،
لا تبتأسوا ولا تحزنوا على كلام ونظرات هؤلاء المرضى،،
فوالله إن السعادة الهناء كله،،
في الرضا بما قسم الله لكم،،
ولا تظنوا أن الحب وقبول البشر للآخرين مرتبط باللون الأبيض أو الترف والغنى،،
لا والله ليس ذلك،،
بل هي منة إلهية وهبة رحمانية،،
ودليل ذلك قول بديع السموات والأرض:
((وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي))
ففرعون الطاغية الذي سفك دماء بني إسرائيل عندما كتب الله عليه محبة نبيه موسى عليه وعلى الحبيب المصطفى أفضل الصلاة والتسليم إنساق لأمر الله وقدره رغما عنه، وما هذا إلا دليل أن المحبة من عند الله عزوجل وليست بالأشكال والصور،،
وقول الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه:
((الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها تآلف وما تناكر منها تخالف))

ووالله لو أن الغنى والجاه والحسب والنسب نفع أحدا من البشر لأنتفع به فرعون وبنوا إسرائيل،،
ولكنهم لما طغوا وأفسدوا في الأرض وتكبروا على خلق الله أذلهم الله وأهانهم ولعذاب الآخرة أشد وأعظم،،
فويل للذين يتكبرون على الخلق فقد باؤا ببغض الله لهم فقد قال سبحانه:
((إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ))


وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ


__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:32 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية