روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,803ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,342
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,505عدد الضغطات : 52,284عدد الضغطات : 52,387

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-04-2012, 04:29 PM
الصورة الرمزية جمعه المخمري
جمعه المخمري جمعه المخمري غير متواجد حالياً
شاعر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 3,360

اوسمتي

افتراضي قراءة انطباعية لاحد نصوص محمد الطويل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني واخواتي اعضاء وزوار منتديات السلطنة الأدبية
سألتفت قليلا الى نص اعجبني واحببت ان أقدم فيه قراءة انطباعية..
نص سأتركه لكم.. يحتوي على حبكة كاتب مرموق .. نص يحتوي على مقومات القصة والخاطرة في آن واحد.
انه نص: وجهي لا يشبهني
من كتاب سفر للكاتب الاستاذ: محمد الطويل













تختارني الشمس ان اكون اول المصافحين لخيوط نورها حينما يتسلل ذاك النور من ثقب النافذة, والنافذة مشروعة على حالها ومن كذا عام يلج منها الريح والمطر والطيور والذباب لتبقى مجرد شكل على رف جدار الغرفة.


هنا تعمد الكاتب ان يوحي للقارئ بأن نافذة غرفته مفتوحة ليدل على تكوينة ذاته لانه لا يحب الانغلاق على نفسه ويحاول ان يبقي قلبه مفتوحا لأي شيئ.. وهذه الصورة جميلة جدا من حيث ان المطر والريح والذباب كلها تدخل من نفس النافذة بعضها مرغوب وبعضها لا.


للغرفة أربع جدران متلاصقة وكل جدار يريد ان يسبق الآخر في السقوط لكن السقف البكر يمنع سقوطها
,(هنا ايضا صورة جميلة حيث ان لو ان احد الجدران الاربعة سقط لسقط معه السقف الذي
يبدوا لنا انه يحاول الصمود.)
وعلى وجه تلك الجدران بعض صور معلقة بدون اطار.. تلك الصور تجسيد لمواقف كان قد سجلها الوقت..لتبقى
الصور حكاية اخرى لزمن مر من هنا..في الصورة الأولى مركب جدي الذي قيل انه تجاوز حدود الهند..وكان يتخذ من الأسفار دارا له. الصورة التالية هي لجدي ذاته وهو يحتسي قهوة الصباح على حافة (الموقد) الصغير ومن حوله هم.. الصورة الثالثة لطفل صغير أشعث الشعر يقول ابي انها له, والصورة الرابعة عبارة عن رسمة بها طائر يحلق فوق غريق يمد يده من تحت الماء وكأنه يستجدي الطائر ان ينقذه لكن الطائر يغادره محلقا في الفضاءات الفسيحة بينما يهوي هو قاع الغرق.

وهنا لوحة جميلة حيث ان الكاتب جمع بين ثلاثة أمكنة تضمنت البحر والبر والفضاء.. كانت اولها صورة المركب وثانيها هو الجد نفسه ومعه هم.. اي خاله الاول وخاله الثاني..
وتفردت الصورة الثالثة خارج اطار المغزى الحقيقي للكاتب اتبدوا لنا انها
صورة تعبر عن بقاءها وحيدة كما هي دون التغيير في ملامحها عكس النهاية القادمة والمحتملة.. فجميعهم ماتوا.......
الغرق موت بطئ لكائن لا يريد ان يموت والصورة تلك تعود بي الى ذكرى خالي الأول قضى نحبه غريقا في اعماق تلك الزرقة, ثم تعود بي ثانية الى خالي الثاني الذي قضى هو الآخر غريقا في حكاية أخيه الأصغر نفسها. يااااه من ترك في الصورة ذكرى هذا الحدث المؤلم.

أعود الى الوراء حيث الجدار الثاني المعلق على صدره صورة جدي وهما حوله, أرى الثلاثة معا (جدي خالي/ خالي الآخر) وثلاثتهم قضوا معا.. يا للصدفة ترى اي مصور ذاك الذي جمعهم في اطار صورة واحدة وكأنه يعلم انهم راحلون معاً..! انها الاقدار وعامل الصدفة ليس الا.. أعود الى ذاتي ابحث في زوايا هذه الغرفة شئ لي.. لكن لا شئ سوى صورتي وهي تنعكس في المرايا القديمة.. أقف قليلا اتأمل وجهي.. أقرأ ملامحي فمنذ سنوات عديدة وقبل ايام القحط لم أر صورة وجهي.. أتذكر قبل اعوام بعيدة حينما سقط المطر في شتاء بعيد رأيت وجهي في تلك البركة التي يتجمع ماؤها خلف منزلنا هناك عند باب جارنا, ومنذ ذلك الحين وأنا فاقد لهوية وجهي.أنظر اليه الآن.. وجهي لا يشبهني!!.. أطوف من جديد على المرايا نفسها كي أتأكد ان كان وجهي, والمرايا لا تكذب, لكن هذا الوجه لا يشبهني, ففي هذا الوجه أسى وملامح حزن وكثير من بصمات جنون الدهر الذي مر من فوقه.. في هذا الوجه تجاعيد وبثور وهالات سود وشعر ابيض واسود وعينان حمراوتان وشفتان متشققتان.
هنا ومضة سحرية من الكاتب حيث انه اوحى لمن قرأ هذا الشطر ان الصور الأربعة كانت دون اطار.. ولكن الحقيقة ان الجدار كان البرواز الامثل لتلك الصور.


أضحك من تلك المرايا.. ربما هي الاخرى قد اصابها الهرم والخرف ولهذا تعكس صورتي هرما كي ارى فيها وجها لا يشبهني.. حينئذ يتدلى سؤال من سقف الذاكرة.. ترى اين اجد وجهي فالمطر قد غادرنا من زمان ونسي ان يعود واخشى ان اذهب الى البحر وارى في امواجه وجهي فيستدرج حضوري ويأخذني الى القاع ليقضي علي أسوة بأولئك الذين سبقوني.. تنتابني قشعريرة الخوف.. لا.. لن اركن لسيطرة فكري ولا احتاج الى رؤية وجهي.


كان للكاتب نظرة في تسليط الضوء على القيمة العاطفية في انكار انعكاس وجهه في المرايا لكثرة خدوش الحياة وعوامل التعرية الحسية.. لكنه ظل كما هو من الداخل يبحث عن صورة تطابق ذاته..وكأن المرايا صارت تكذب داخل تلك الغرفة فلو كانت في الخارج ربما اختلف الوضع قليلا.
هذه قراءة بسيطة لانني وجدت النص مليئ بالصور الجميلة والتي تحاكي
نفسها.. واحببت ان ابرز لكم جمالية هذا النص لأترككم مع النهاية فلا اريد ان اقحم كلماتي في روعة ما اختتم به الكاتب

أخرج من غرفتي والباب يصارع اغلاق ذاته.. قدماي تتعثران ببقايا صخور متناثرة لا ادري من اتى بها الى مدخل هذا الباب..أسقط على وجهي فيرتطم رأسي بأحدى تلك الصخور المسننة.. افتح عيني فأرى سيلا من دمائي على الارض.. حينئذ ارفع رأسي في ثقل, ارى في الدم ماكنت ابحث عنه.. انها صورتي..أخيرا.. رأيت وجهي كأنه يشبهني.. ابتسمت في صمت قالوا بعدها انني فارقت الحياة مبتسما.
__________________
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:03 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية