الجيل الجديد.. قراءات بفكر مختلف وهوايات مُتعددة

[سالم الوشاحي]

طقوس قرَّاء تحت سن الثلاثين ومقتنياتهم المكتبية
الجيل الجديد.. قراءات بفكر مختلف وهوايات مُتعددة
المصدر: القاهرة - دينا حسن - دار الإعلام العربية
جريدة البيان الإماراتيه

"الكتاب خير جليس وصديق" قول مأثور ورنان يحفظه عموم الناس والشباب والشابات منذ ولدته في عهد القدم، ولكنه أصبح اليوم مزحة يلقيها الناس في تجمعاتهم الفكاهية إذا ما تحدثوا عن الكتب وأهميتها، أو ربما يمازحون به أصدقاءهم المثقفين من دونهم، إذا تحدث أحدهم عن أهمية الكتب بالنسبة إليه، لكنه في الحقيقة ذاتها ورغم قلة ضرب الأمثال به يحمل في فحواه العديد من المعاني الحقيقية التي لا يشعر بها ويعلمها سوى مثقفي الأجيال القديمة والجديدة.

باب للتسلية

قراءة الكتب من وجهة نظر بعض الشباب تمثل لهم باباً للتسلية والترفيه من خلال مضامينها المتنوعة والحيوية، وتكون من وجهة نظر البعض الآخر من الأمور الأساسية داخل الحياة التي لا غنى عنها، والتي لا يعوضها مشاهدة التليفزيون أو الجلوس أمام الكمبيوتر لساعات طويلة، حيث يتعجَّب بعض المثقفين بأنه كيف لا يقرأ الإنسان الكتب ويستمتع بشتى ألوان المعارف بها، وإن كان الهدف التسلية والترفيه فقط!.

ونجد أن هناك جيلًا طليعياً جديداً من الشباب تولد لديه الشغف بالقراءة بشتى ألوانها ومضامينها المعرفية، بل ولديهم طقوسهم الخاصة عند قراءة الكتب للاستمتاع بها في جو من الرومانسية والمعرفة، حيث يذهبون من خلال الكتب بخيالهم إلى الماضي البعيد أو المستقبل المجهول، وربما يصادفون في أثناء قراءة إحدى الروايات بشخصية خيالية تشابه شخصيتهم الحقيقية في الواقع، أو ربما تفيدهم داخل دراساتهم الجامعية، أو عملهم المهني، ولكل شاب قصة عن قراءته للرواية سيرويها لنا.

شغف بالقراءة

ويقول الشاب محمد أبوزيد (23 عاماً) إن لديه شغفاً بالقراءة عن التاريخ والشخصيات البطولية والأحداث العالمية التي غيَّرت مجرى الكون والحياة، وأنه يفضل بجانب ذلك قراءة كتب الاقتصاد بنظرياتها ومفاهيمها المالية المختلفة التي تظهر وتبيّن أنواع اقتصاد دول العالم، قائلًا: "جميع هذه الكتب تشكل لي معرفة حقيقية عمّا يدور حولي داخل العالم، وتضرب لي أمثالًا عن أسباب نهوض الدول والعواصم العالمية، والتي أطمح أن تكون بلدي مثلها، وإضافة إلى ذلك أحب قراءة الأدب المترجم خاصة للأديب البرازيلي باولو كويليهو، والرائع الحائز على جائزة البوكر الدكتور يوسف زيدان، والأديب بهاء طاهر، والروائيين علاء الأسواني، وجمال الغيطاني".

طقوس

وعن طقوسه في قراءة الكتب المفضلة لديه: "أفضل القراءة إما في وقت مبكر جداً، أو في ساعة متأخرة من الليل؛ بسبب ظروف العمل، وكل قراءاتي الآن تنحصر في المواصلات العامة قائلا (ازدحام المواصلات في مصر يجب أن تستغله في القراءة، فيمكننا الانتهاء من ربع كتاب كامل في مشوار واحد!!)".

أما أحمد بهنسي (22 عاماً) قد بيّن أنه يتطلع إلى العمل في مجال السينما والإخراج والإعداد، ولذلك فلديه شغف كبير بقراءة سيناريوهات أفلام السينما القديمة والحديثة، وأنه يقوم بشرائها من سوق الأزبكية أو معارض الكتب.