روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,537ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,798ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,313
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,502عدد الضغطات : 52,281عدد الضغطات : 52,385

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-01-2012, 03:40 PM
الصورة الرمزية الديمه
الديمه الديمه غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 874

اوسمتي

Arrow بأنتظار هطول المطر.((الكاتب// هيثم الأخـزمي))


بأنتظار هطول المطر

لم أكن لأذعن بأن السماء ستؤذن بانفراج وشيك على بلدتي التي كانت تئن تحت وطأة الجفاف منذ زمن بعيد حتى أن الكثير من أهل بلدتي كانو يفكرون في الهجرة إلى قرية أخرى تدب فيها معاني الحياه إلا أن الخبر القادم جعلهم يدركون بأن الفرج آت لا محال.. رغم إنني وبرغم الاخبار التي كانت تثار كنت كالمتأهب لشيء مبهم الملامح.

لم يكن يحمل منظر الصباح أي بشارة ولا حتى سحابة عابرة.. مجرد حبيبات رمل تشكل زوبعات بسيطة ما تلبث ان ترتطم باحد الجدران لتخمد.. ولكن ما أثار دهشتي هو ان لون النهار بدأ يتغير.. مصفرا لدرجة الكآبة.. أدركت ساعتها بأن تقلبات الجو تزحف نحو البلده بتؤدة.. ولون رمادي بدأ ينسل بخفه فوق الشوارع والأزقه.

ينتصف النهار والغيم كتل تقذفها السماء من كل ركن تتشابه ألوان الغيوم لكنها ليست دليلا بأن لاختلافها علاقة لما تحمله من كمية مطر.. تتكاثف السحابات وبوتيرة متسارعة تحجز لها أماكن في موقع الحدث.. العصافير التي كانت تغادر أعشاشها كل صباح تكومت في مخادعها والتزمت الصمت كأنها تترقب شيئا ما مثلي تماما فأنا أعشق المطر وأظل أتتبع أخباره من كل مصدر متاح، ومن منا لا يعشق المطر.. ظللت أحدق في السماء وأتسلى بمنظر قوافل السحب المهاجرة القادمة بتدافع مهيب إلى سماء بلدتنا.. يعجبني منظر السحب التي أشعر من هيئتها بأنها كمصارع روماني ممتلئ الصدر يمشي بهيبته تهز وقع أقدامه الأرض.. لكن بالرغم من هيئتها تلك إلا أنها خواء هشه.
السماء مزدحمة بالغيوم المتراصة وثمة شرارات بدأت تلوح في الأفق.. ستلد تلك الشرارات البرق وستكون المهد لصاعقة قادمة.


سأستمتع اليوم بمنظر الماء الهاطل من السماء فلقد سمعت في المذياع بأن الأمطار ستكون غزيرة وستكون هناك رياح عاتية.. ياه ما أجمل المنظر هذا اليوم وسترتوي هذه الأرض الجافة بل ستنتعش أيما انتعاش.
أفرع الأشجار الجافة بدأت تتماوج شيئا فشيئا وتتلاحم أغصانها ببعضها البعض وخيل لي كأنها تتصافح تهنئ بعضها على ما هو آت.. سرت في نفسي قشعريرة ابتهاج ثم بدأ المطر في الهطول.. وبدأ قلبي في الخفقان مع كل حبة مطر تنداح من السماء فأسرعت للاستمتاع بذلك خارج فناء الدار.. ساعتها بدأ المطر في الازدياد أغمضت عيني لأنتشي مع نفسي بنغم السيل الهاطل..

وأنا في حالتي تلك بدأت استضيق من حركة الريح القادمة والتي بدت متعجرفة بحدة دورانها والتي خيل لي بأنها ستقتلعني من الأرض لتقذف بي إلى السماء.. بدأت أشعر برهبة الموقف فعدت أدراجي إلى داخل الدار.
اشتد وقع السيل وأصبح عنيفا وبغزارة لم أعهدها قط في حياتي ثم فجأة هبت على الأرض صاعقة جعلتني اقفز وبلا شعور لأسقط على ركبتي وحينما حاولت النهوض شعرت بدوار غريب.. تحاملت على نفسي فاتكأت على الجدار لكي لا اسقط ثانية واقتربت من النافذة وصرت أرى حشودا بشرية تفر من كل حدب وصوب.. بدأت أدرك ساعتها بأن هناك معركة خلقتها السماء تتعاظم بفلول العواصف الزاحفة وطبقات السحب المنقضة على بعضها البعض والتماعات الصواعق المنفجرة الساقطة بسياطها المحمومة على الأرض.. أيقنت عندها بأني أخطأت كثيرا لأني أنا من جرفت نفسي إلى الهاوية وبأني أرى القدر يكشر لي عن أنيابه والموت يدنو ويقترب.. قبل ساعات فقط لم أكن لأصدق بأن ذلك سيحدث وكنت أظن بأنني أحسنت التقدير.

أبواب البيوت بدأت تتحطم ونوافذها تتهشم تتناثر شظايا في الهواء.. البيت تلو الآخر وشيء ضخم يزحف باتجاه البلدة شبه إعصار جائع أشعر به قادم بلا هوادة شره يقتلع ما يقف أمامه بلا استثناء والسيل حرابا تخترق الجبال وتثير هيجان الأودية لتمنحها انجرافا همجي تغرق به البيوت وتستبيح الأرواح بلا رحمة.

انزويت في إحدى زوايا البيت من هول اللحظة.. وبدأت اشعر بالماء يحتل أروقة البلدة يغمر بيوتها بلا استئذان.. وكنت أراقب بالماء وهو يحاصرني وأنا عاجز قدماي لا تحملاني على فعل شيء.. سوى الدعاء...
كانت تتراءى لي ساعتها الحوامات التي أجلت بعض أهل بلدتي قبل ساعات من الآن.



الكاتب :هيثم الاخزمي





__________________
رُبـي هَب لي مَن لَدْنك فَرِحَاً . . !
. تشَعرَني بأن الحَيآه آجَمَل
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية