روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,994
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,214عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 03-07-2011, 10:42 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

عندما عدت كانت جواهر تقف في الخارج تتكلم في الهاتف متكأةً على عكازها، عندما اقتربت منها لا حظت أن شعرها بحاجة لعناية فتذكرت أنها لم تستحم منذ يوم الحادث على الأقل......وقفت أنظر إليها....كانت تتكلم بإنجليزية سريعة لم أستطع فهمها.....فرغت بطارية الهاتف فأثار ذلك غضبها.......

مازحتها بقولي "ما أسم هذه التسريحة؟".......لم تلطف مزحتي جوها الغائم.....دخلت وبقيت هي في الخارج، رأتني اصب لها الشاي فوق الطاولة الصغيرة فطلبت مني أن احضره لها في الخارج، حملت لها كوب الشاي ووضعته على السيارة، فتحت لها باب السيارة لتجلس بدل الوقوف.

قلت لها "تركتك ومزاجك معتدل .....ماذا حدث"

قالت "لم يحدث شيء......قل لي ما هو برنامجنا اليوم"

-ليس في بالي شيء معين يا جواهر......كما تعرفين اليوم هو آخر أيام إجازتي و.......

قاطعتني بقولها "أعرف....أعرف....وغداً الأربعاء وتريد الذهاب لأمك وأبيك وأخوتك......وأنا؟؟؟ ألم تفكر فيّ؟؟ أين تريدني أن أذهب؟؟"

إغرورقت عيناها بالدموع وبدأت شفتاها ترتجف بشدة واحمرت وجنتاها......وضعت يديها بين ركبتيها وكأنها تريد إيقافهما عن الإرتجاف.....تحدرت دموعها على خديها.

حتى أنا خنقتني العبرة ولو كنت تكلمت فستكتشف أني على وشك البكاء لبكائها، لكني تذكرت أن هذه الدموع التي تقطع نياط قلبي الآن هي من ورطني في هذا الأمر من الأساس وعلي أن لا أنهزم أمامها مرة أخرى.

إنتظرتها أن تهدأ.....مرت دقائق قبل أن تتوقف ركبتاها وشفتاها عن الإرتجاف.....قلت لها "جواهر....فكري أيضاً في أمك وأبيك....تخيلي لو أن والديك يعرفان أنك تقيمين مع شخص لا يعرفانه بينما هما يتوقعان أنك في مكان آخر....."



لم يصدر عنها أي رد فعل، دخلت وتركتها آملاً أن تفكر بكلامي ، جلست بالداخل أسترق النظر لها بين اللحظة والأخرى.....تسمرت في جلستها كأنها تمثال......كانت عيناها تنظر في عالم بعيد...كنت أستطيع رؤيتها وهي تتجرع حرقة دموعها كل بضع ثوان.

بدأت الشمس الحارقة تزحف في الخارج، أشفقت عليها من الحرارة الشديدة، سرت نحوها بكل هدوء...مددت لها يدي لأساعدها طالباً منها الدخول ، أشاحت بوجهها عني وبدأت شفتاها في الإرتجاف مرة أخرى........لم أستطع تركها في تلك الحالة، وعدتها إن هي دخلت أن نتفق على أمر يرضيها.....دون أن تنظر إلي أعطتني يدها وقبضت على عكازها باليد الأخرى.



دخلنا وجلست على الكرسي وجلست أنا قبالها في الأسفل........لم أعرف ماذا أقول ولم يكن لدي أي فكرة أطرحها عليها، كانت تصوب لي نظرات استعطاف خاطفة أذابت كل الصلابة التي تحليت بها حتى تلك اللحظة.

قررت الخروج والمشي قليلاً لعلي أعود برأي ما.....أخبرتها أني سأذهب لأحضر بعض المشروبات الغازية من المحل القريب......خرجت عنها دون أن تعلق بشيء......تذكرت الإنجليزي المسن، هو صديق أبو جواهر......خطر لي طلب المساعدة منه، لكن هذا سيكون خيانة كبيرة في عين جواهر............تذكرت رد فعل جواهر تجاه الرجل البارحة فعدلت عن الفكرة......اشتريت المشروبات وعدت لأجد جواهر على حالها.....قدمت لها المشروب فأخذته وشكرتني بنبرة حنونة للغاية وكأنها تطلق رصاصة الرحمة على كل مقاومة لدي لها.

للقصة بقية....
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03-07-2011, 10:43 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

فتح الباب من الخارج واطلت منه إمرأة دعت الجميع للخروج إلى الحديقة، هناك كان قد أعد مستخدمون من الفندق بوفيه عشاء فاخر ، كان بعض الكبار قد تقدمونا بالفعل إلى البوفيه، جلست جواهر على أحد الكراسي وأنا ذهبت لأحضر طبقاً لها وآخر لي..... عندما عدت كان هناك رجل كبير في السن يجلس بقربها يتفحص ساقها، على غير عادة الجميع هنا عندما وصلت قام الرجل وسلم علي بحرارة شديدة، بسرعة لفتت جواهر انتباهه إلى أني لا أجيد الإنجليزية فبادرني بعربية سليمة فصيحة.....بعد قليل جائت فتاة أخرى وأخذت جواهر معها إلى كرسي منعزل......التفت إلي الرجل وعرفني عن نفسه.....انجليزي يعمل في السلطنة منذ السبعينات.....سألني عن بلدي فأخبرته.....ثم عن قبيلتي فأخبرته......فا جأني بأنه يعرف عدة أشخاص من بلدي من المنتسبين القدامى للقوات المسلحة.



زالت عني رهبة المكان والفته بعد حديثي بالانجليزي المسن......قال إني لا أبدو كممرض كما تقول جواهر لكني كما يقول جدير بالثقة وإلا لما اختارني أبو جواهر لأساعد ابنته ....... ثم ألمح إلى أنه بحاجة لمن يساعده في مكتبه على أن يكون متواجد بشكل دائم وليس الفترة الصباحية فقط......سألني في أي مستشفى أعمل ثم أوضح بشكل جلي أنه ، إن أنا قبلت العمل معه، سيحاول نقل خدماتي لمكتبه براتب أكبر بكثير وامتيازات كثيرة........كان كلامه مفاجئاً لدرجة أني تشككت بمصداقيته.



أقبلت جواهر مبتسمة، قام هو وساعدها على الجلوس في مكانه......وهو يستأذن للمغادره أعطاني بطاقته......مكتوب عليها إسمه ورقم هاتفه فقط دون أي معلومات أخرى.....سالتني جواهر باهتمام كبير عن ما دار بيننا من حديث، ولما أخبرتها تجهم وجهها وتكدر ...... بل ربما أني لمحت بدايات دموع عمق عينيها.....سألتها إن كان الرجل صديق لأبيها، فقالت باقتضاب شديد "نعم"



سألتها-هل تعتقدين أنه جاد في عرضه الذي قدمه لي؟

سكتت لفترة تبعث على الريبة ثم قالت "لا أدري"......جاءت فتاتان لتودعا جواهر ثم جاء جوني وأخيراً مهند.....غادر الجميع وجواهر كأنها خائرة القوى لا تريد النهوض وشاردة الذهن......أخيراً جاء الشاب الألماني وأمه التي كانت شديدة اللطف تجاه جواهر حتى أنها أصرت أن تضع قطعة حلوى في فمها بنفسها.



أخيراً إستأذنت جواهر للمغادرة ، ودعتنا العائلة الألمانية عند السيارة.....خلال طريق العودة لم تتكلم جواهر مما جعلني أستغرق في أمر العرض الذي قدمه لي الإنجليزي المسن........كنت ميالاً لقبول العرض لكني متشكك في جدية الرجل.



لم أرَ ضحكة جواهر تلك الليلة.....ونمت قبلها وهي تشاهد التلفزيون.....عندما صحوت في الصباح وجدتها قد نامت بدون فراش....فقط الوسادة، لقد نسيت أن أفرش لها قبل أن أنام.....نظرت لوجهها فإذا بقايا الشرود الذي خيم عليه البارحة مازالت عليه........ومع ذلك فجماله يخطف البصر....دفعني جمال وجهها للابتسام له ..... بقيت أتأمله......فتحت عينيها فدبت الحياة في ذلك الجمال.



ابتسمت ورفعت رأسها متكأةً على كوعيها.......أول جملة قالتها "هيا أخرج ....أريد الذهاب لدورة المياه....وإذا لم ترد أن أستخدم فرشاة أسنانك بعد اليوم فعليك أن تشتري لي واحدة"



استمهلتها قليلاً حتى أغسل وجهي وألبس ثيابي كي أتمكن من الذهاب للمطعم، اليوم هو آخر أيام إجازتي وغداً الأربعاء وعلي الذهاب للبلد، لا أنكر أن فكرة ترك جواهر بدأت تعتصر قلبي بعد أن ألفتها بشدة.......هي تتمتع بجاذبية شديدة بسبب عفويتها وجمالها الأخاذ.....لكن هذا الوضع بالنسبة لي وضع خاطئ وخطير.....قررت أني لابد أن أحسم هذا الأمر اليوم وأن أتحلى خلال ذلك بالصلابة الشديدة وإلا فإني لن أستطيع الوقوف بعد ذلك بينها وبين قلبي.



للقصة بقية.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03-07-2011, 10:44 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

عندما عدت كانت جواهر تقف في الخارج تتكلم في الهاتف متكأةً على عكازها، عندما اقتربت منها لا حظت أن شعرها بحاجة لعناية فتذكرت أنها لم تستحم منذ يوم الحادث على الأقل......وقفت أنظر إليها....كانت تتكلم بإنجليزية سريعة لم أستطع فهمها.....فرغت بطارية الهاتف فأثار ذلك غضبها.......

مازحتها بقولي "ما أسم هذه التسريحة؟".......لم تلطف مزحتي جوها الغائم.....دخلت وبقيت هي في الخارج، رأتني اصب لها الشاي فوق الطاولة الصغيرة فطلبت مني أن احضره لها في الخارج، حملت لها كوب الشاي ووضعته على السيارة، فتحت لها باب السيارة لتجلس بدل الوقوف.

قلت لها "تركتك ومزاجك معتدل .....ماذا حدث"

قالت "لم يحدث شيء......قل لي ما هو برنامجنا اليوم"

-ليس في بالي شيء معين يا جواهر......كما تعرفين اليوم هو آخر أيام إجازتي و.......

قاطعتني بقولها "أعرف....أعرف....وغداً الأربعاء وتريد الذهاب لأمك وأبيك وأخوتك......وأنا؟؟؟ ألم تفكر فيّ؟؟ أين تريدني أن أذهب؟؟"

إغرورقت عيناها بالدموع وبدأت شفتاها ترتجف بشدة واحمرت وجنتاها......وضعت يديها بين ركبتيها وكأنها تريد إيقافهما عن الإرتجاف.....تحدرت دموعها على خديها.

حتى أنا خنقتني العبرة ولو كنت تكلمت فستكتشف أني على وشك البكاء لبكائها، لكني تذكرت أن هذه الدموع التي تقطع نياط قلبي الآن هي من ورطني في هذا الأمر من الأساس وعلي أن لا أنهزم أمامها مرة أخرى.

إنتظرتها أن تهدأ.....مرت دقائق قبل أن تتوقف ركبتاها وشفتاها عن الإرتجاف.....قلت لها "جواهر....فكري أيضاً في أمك وأبيك....تخيلي لو أن والديك يعرفان أنك تقيمين مع شخص لا يعرفانه بينما هما يتوقعان أنك في مكان آخر....."



لم يصدر عنها أي رد فعل، دخلت وتركتها آملاً أن تفكر بكلامي ، جلست بالداخل أسترق النظر لها بين اللحظة والأخرى.....تسمرت في جلستها كأنها تمثال......كانت عيناها تنظر في عالم بعيد...كنت أستطيع رؤيتها وهي تتجرع حرقة دموعها كل بضع ثوان.

بدأت الشمس الحارقة تزحف في الخارج، أشفقت عليها من الحرارة الشديدة، سرت نحوها بكل هدوء...مددت لها يدي لأساعدها طالباً منها الدخول ، أشاحت بوجهها عني وبدأت شفتاها في الإرتجاف مرة أخرى........لم أستطع تركها في تلك الحالة، وعدتها إن هي دخلت أن نتفق على أمر يرضيها.....دون أن تنظر إلي أعطتني يدها وقبضت على عكازها باليد الأخرى.



دخلنا وجلست على الكرسي وجلست أنا قبالها في الأسفل........لم أعرف ماذا أقول ولم يكن لدي أي فكرة أطرحها عليها، كانت تصوب لي نظرات استعطاف خاطفة أذابت كل الصلابة التي تحليت بها حتى تلك اللحظة.

قررت الخروج والمشي قليلاً لعلي أعود برأي ما.....أخبرتها أني سأذهب لأحضر بعض المشروبات الغازية من المحل القريب......خرجت عنها دون أن تعلق بشيء......تذكرت الإنجليزي المسن، هو صديق أبو جواهر......خطر لي طلب المساعدة منه، لكن هذا سيكون خيانة كبيرة في عين جواهر............تذكرت رد فعل جواهر تجاه الرجل البارحة فعدلت عن الفكرة......اشتريت المشروبات وعدت لأجد جواهر على حالها.....قدمت لها المشروب فأخذته وشكرتني بنبرة حنونة للغاية وكأنها تطلق رصاصة الرحمة على كل مقاومة لدي لها.

للقصة بقية....
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03-07-2011, 10:45 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

قررت عدم الذهاب للبلد نهاية الأسبوع، أشرق وجهها بالنور حين أخبرتها....ألقت لي بعلبة المشروب الغازي قائلة "أنت تعلمني العادات السيئة.....لم نفطر بعد وتريدني أن أشرب هذا!!!"

قلت لها "على ذكر العادات السيئة....منذ متى لم تستحمي؟!"

رفعت ذراعها لتشم تحت ثيابها وهي تسأل "هل رائحتي كريهة لهذا الحد!!!"

أعطيتها فوطة نظيفة لتستحم وكيس نفايات أسود لتلف به قدمها المكسورة لكي لا يصيبها الماء وخرجت عنها ، قررت الإتصال بالانجليزي المسن أثناء ذلك، كان سعيداً باتصالي .....أخبرته أني مهتم بالعرض الذي قدمه لي.......أخذ إسمي كاملاً وطلب مني الاتصال به يوم السبت.

عزمت على كتم الأمر عن جواهر ...... فتحت الباب وأطلت بوجهها المتورد أثر الاستحمام وقد زينته بابتسامة رائعة....قالت "صباح الخير"



قلت "الحمد لله....الآن هو صباح خير ..... ابتسامتك تجلب الخير"

أبدت رغبتها في تمضية اليوم في منتجع السوادي حيث كان بعض أصدقائها في معسكر لكرة المضرب والبعض الآخر يتدرب على الغوص.

كانت المرة الأولى التي أدخل فيها المنتجع.....معظم الوجوه بدت لي غريبة، توجهنا للمطعم لتناول إفطار متأخر، التقانا مدرب التنس الذي عرف بإصابة جواهر من أصدقائها وأبدى أسفه الشديد لذلك، خرجنا بعد الإفطار للجلوس بالقرب من بركة السباحة......حيث تناولنا القهوة.....كانت جواهر معروفة من قبل كثير من المستخدمين ولعل سبب ذلك كرمها الشديد تجاههم، معنوياً ومادياً.....

أحضر لنا أحد المستخدمين عربة نقل الحقائب الكهربائية كالتي تستخدم في ملاعب الجولف وأخذنا في جولة بين الوحدات السكنية للمنتجع......مكان جميل تزينه الفسح الخضراء بين أجزائه.

ذهبنا لمركز الغوص الملحق بالفندق على الشاطئ مباشرة.....ممر رائع تحفه أشجار جوز الهند يأخذك من الفندق حتى البحر.....في الجهة اليسرى مقهى مفتوح وعلى اليمين عوارض معدنية علقت عليها بدلات الغوص.



جلسنا على المقهى الذي كان خالياً إلا من بضعة أجانب كانوا عائدين من البحر....نسيم بارد معتدل الرطوبة كان يتدفق من جهة البحر، أحسست أن من المناسب أن أعرف أكثر عن جواهر......راودني إحساس أن علاقتنا أصبحت عميقة جداً لكنها غير واضحة في أي اتجاه.....كأن إحساسي انتقل اليها عبر النظرات، قالت وهي تنظر في عيني مباشرة "في ماذا تفكر؟!.......ربما تفكر في كيفية الهرب عني وتركي هنا"

-جواهر...أخبريني قليلاً عنك.....من أنت؟

-ماذا تريد أن تعرف؟!.......أنت تراني كما أنا، وبالأمس التقيت أصدقائي، قد يهمك أن تعلم أني أنهيت سنتي الأولى في الجامعة في بريطانيا وعدت قبل أسبوعين لتمضية العطلة الصيفية.....ثم حصل لي حادث دراجة نارية وأدخلت المستشفى وهناك التقيت أحدهم....قاسي القلب قليلاً لكن من يدري.....ربما يتغير....

لم أعلق على كلامها بغير الإبتسام....

قالت "الآن جاء دورك......أخبرني كل شيء عنك"



قلت لها "ليس هناك ما يثير اهتام مثلك يا جواهر عن شخص مثلي.....المثير هو أن أول يوم لي في الوظيفة هو اليوم الذي جئتِ أنتِ فيه إلى المستشفى مصابة.....لا تقلقي....إني أعد هذا فألاً حسناً جداً"



-تقول فأل حسن!!!!......كيف ذلك؟

لا أستطيع أن أفسر لك يا جواهر.....أنا فقط أحس هذا.



للقصة بقية.....
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03-07-2011, 10:47 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

نادت على نادل المقهى بأعلى صوتها.....سألته عن موعد عودة فوج المتدربين على الغطس.....أخبرها أنهم غادروا منذ ساعة ولن يعودوا قبل ساعتين.



لست أدري ماذا حل بها تلك الساعة، قالت وهي تحاول الوقوف "هيا بنا إلى البيت"........ارتبت في قولها كلمة "بيت" لأنها اعتادت أن تسمي غرفتي "مكانك" وأحياناً تأتي به بالإنجليزية فتقول " your place " ......سألتها "أي بيت تقصدين؟"


قالت "بيتنا وليس مكانك"....كانت صدمة لي ... تمنيت أني لم أرضخ لدموعها في الصباح....



مشت أمامي خطوتين وأنا ما زلت واقفاً أحاول استيعاب الموقف، التفتت لي قائلة "مالك؟! هل نسيت كيف تمشي!!!"



تبعتها وأنا مطرق إلى الأرض...



-بالطبع لم أنسى يا جواهر، لكني كنت أتذكر أنك قبل سويعات كنت تبكين لكي لا تذهبي إلى البيت!!!! ماذا حصل.



-لم يحصل شيء.......وهل قلت أنا أنه حصل شيء!؟!؟



-إنك شديدة الغموض ، وهذا يخيفني.........سأوصلك إلى الباب وأذهب....يمكنك الإتصال بي متى تشائين.



وافقت وبسرعة ولم تظهر أي امتعاض.....لم أكن أتوقع أن ذلك سيسبب لي حزناً شديداً.....كنت على وشك البكاء ولم أتخيل نفسي أدخل الغرفة بدونها، لم يبقى إلا أن أترجاها أن تعدل عن رأيها وتبقى معي ولو ليوم واحد.


لا أعرف كيف استطعت قيادة السيارة، كان ذهني مشلول بالكامل ولو نظرت اليها لكانت رأت دموعي في عيني.....


بعد ما يقرب من ساعة كنا نقف أمام بوابة ضخمة، أطلت جواهر برأسها من النافذة وأخذت تصرخ بأعلى صوتها على الحارس ليفتح ......فتحت البوابة على ساحة واسعة تحيط بها حديقة غناء ويتوسطها دوار صغير ، طلبت مني الدخول وبمجرد دخولنا طلبت من الحارس إغلاق البوابة.........التفتت إلي حينها مبتسمة وقالت "لنرى كيف ستخرج الآن!!!"


بالفعل انطلت علي حيلتها ...... لكني كنت رغم كل شيء سعيد بأنها لا تنوي التخلي عني .....من الساحة المواجهة للبوابة دخلنا في شارع تحفه النخيل حتى انتهينا إلى المبنى الرئيسي....طلبت مني جواهر أن أتجاوز المبنى وألتف وراءه حيث وجدنا بوابة أخرى....طلبت مني التوقف أمام الدرج مباشرة ، أحد المستخدمين الذين كانوا على الجهة الأمامية كان يهرول خلفنا، يبدو أنه استغرب دخول سيارة مثل سيارتي والتفافها خلف المبنى، حين رأى جواهر تنزل زال عبوسه.....طلبت مني جواهر أن أترك السيارة له ليوقفها في الموقف.


أقل ما يمكن أن يقال عني وأنا أقف حينها أني خائف....نظرت إليها وقد اعتلت درجتين .....أشارت لي بالتقدم، فتحت البوابة وخرجت منها خادمة فلبينية تعتذر بشدة لجواهر عن تأخرها في الخروج لمساعدتها......لم تفاجأ الخادمة كثيراً برجل جواهر المكسورة، توقعت أنها هي من كانت تكلمها في الصباح عندما فرغت بطارية هاتفها.


دخلت جواهر تساعدها خادمتها وتبعتهما .....بعد البوابة مباشرة أخذنا المصعد إلى قسم جواهر في الدور الثاني.


فهمت لماذا تسمي جواهر غرفتي بالمكان، غرفة الترفيه، كما سمتها، في قسمها تعادل ثلاثة أضعاف مساحة غرفتي البائسة، أكثر ما أثار السخرية في نفسي هو جهاز التلفزيون الذي بغرفتي عندما رأيت جهاز السينما المنزلية الذي لديها.....وأكثر ما سرني هو أني أرتدي الملابس الغربية التي اشترتها لي جواهر وإلا فإني سأبدو كنغم نشاز حتى أمام المستخدمين.


استأذنتني جواهر للذهاب لغرفتها وتبديل ملابسها بمساعدة خادمتها.....عادت الخادمة بعد أن أوصلتها لتسألني إن كنت أريد شيئاً من شراب أو طعام.....ومع رفضي إلا أنها أصرت متذرعة بأن جواهر ستغضب منها......نصحتني بعصير فقبلت.


لا حظت وجود كاميرا مراقبة في غرفة الترفيه، وأخرى في الصالة التي تفصلها عن غرفة جواهر......تعودت أن أرى مثل هذه الكاميرات في محلات الصرافة والبنوك أما في البيوت فكان هذا غريب بالنسبة لي.


للقصة بقية....
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 03-07-2011, 10:47 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

جواهر إبنة مهجورة.......هكذا قلت لنفسي وأنا أتجول في "مكانها"، إن كانت تعيش هنا مع الألعاب والخدم فقط فهذا يعني أنها مهجورة......ألعاب الفيديو العنيفة المكدسة تفسر صوتها المرتفع وانفعالاتها السريعة.



جاءت الخادمة تتبعها أخرى ترتدي زياً مختلفاً تحمل لي العصير....اغتنمت الفرصة وأنا أشكرها لأسأل عن والدي جواهر...والإجابة كانت "الأب في مؤتمر والأم في رحلة سياحية".



قد لا يكون خوف جواهر من والدها كما ادعت في بداية الأمر له علاقة برغبتها في البقاء معي.....ربما هي صرخة رفض أن تكون من ضمن الكماليات التي تزين صورة العائلة "شابة جميلة تدرس في جامعة راقية في بريطانيا"......هكذا أرادوها ربما.



ولو أسرفت في التحليل قد أفترض أن حادث الدراجة النارية كان محاولة انتحار واعية أو غير واعية.......



جاءت جواهر برفقة الخادمة وقد بدلت ملابسها وسرحت شعرها ، دون حتى أن تجلس طلبت أن نغادر......ذلك أراحني فعلاً.


في غد ذلك اليوم وبما أن نوبتي مسائية فقد اتصلت جواهر بمهند وسهرا معاً حتى الساعة الواحدة ثم أوصلها للمستشفى ونامت في سيارتي حتى السادسة صباحاً.



إجازة نهاية الأسبوع كانت رائعة مع جواهر......فقد نسيت كل مخاوفي السابقة وأبحرت معها في جو رحب من الألفة والسعادة البريئة......أصبحت أخجل أن أنظر في عينيها مباشرة، كانت تزداد جمالاً في عيني مع الوقت....هي أيضاً تغيرت، اكتسبت رقة وأنوثة طغت على طبعها الصبياني السابق.



يوم السبت في حوالي الساعة السابعة صباحاً رن هاتفي...كنا ما نزال نائمين، أجبت الهاتف وكان المتصل الإنجليزي المسن.....طلب مني الحضور لمكتبه في مقر الشركة في منطقة قريبة من وزارة الخارجية......أنهيت المكالمة والتفت إلى جواهر فإذا بها كانت تستمع.



قالت "كنت تكلم الإنجليزي المسن؟"



قلت لها "نعم" ثم ظننت أنه من المناسب أن أحاول لكي تخبرني عن ما يزعجها بشأنه"......أقرت أنها تكرهه لكنها لم تستطع أن تبرر ذلك ولا أن تخبرني أي شيء عنه .....أيقنت أن في الأمر سر ما.......رجوتها كثيراً أن تخبرني لكنها كانت تبقى صامتة......طلبت مني أن أوصلها للبيت وستتصل بي بعد الظهر.



أوصلتها للبيت ومضيت أنا في طريقي لمقابلة الرجل، لم أتعرف على المكان بسهولة بسبب تشابه المباني ولعدم وجود أي لافتة للشركة تميز الفلّة.



كان استقبال الرجل حسناً....وشرح لي أنه بحاجة لشخص يكون متواجداً أغلب الأحيان ويقوم بأعمال متعددة ......من سائق و منسق حفلات ومحاسب شخصي و و و....وعدد لي بعض الأشياء التي رأيت أني بمقدوري القيام بها.



الراتب الذي عرضه علي كان ثلاثة أضعاف راتبي والأكثر أهمية من ذلك أن خدماتي ستنقل إلى جهة مرموقة غير وزارة الصحة.



إلى هنا وكان كل شيء يبعث على التفاؤل......ثم أخرج من درجه ملف لم تخطئ عيناي صورتي المطبوعة على رأس أول ورقة فيه......استعرض معي الرجل معلومات دقيقة وبعضها شخصية عني لا يمكن أن ترد في أي سجل حكومي طبيعي، قال إنه يستعرضها ليتأكد منها ولأن الجهة التي سألتحق بها تطلب هذه المعلومات........لم يكن لدي ما أخفيه لكنني أحسست أنه كان يظهر سلطته ومعرفته عني أكثر من قوله للحقيقة.



للقصة بقية.....
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 03-07-2011, 10:48 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

لم تتصل جواهر حتى المساء......أثار ذلك خوفي بل هلعي، صرت أنا الذي أخاف من غيابها، مزيج من المشاعر تجاهها يعصف بي، الشوق والخوف عليها .....اتصلت بها بعد المغرب، كان ردها علي فاتراً ويشوبه العتب واللوم.....لم تصرح بشيء....عللت تأخرها عني بأن مربيتها أصرت أن تأخذها إلى مستشفى خاص لفحص رجلها المكسورة وأنها ستبيت تلك الليلة في البيت.


استحالت علي جدران غرفتي جحيماً تلك الليلة، لا أدري كم المرات التي خرجت فيها وعدت للدخول من أجل أن أجد رائحتها وأنا أدخل....لمت نفسي ألف مرة لأني حيناً من الأحيان جعلتها تبكي أو تستعطف....كم كنت قاسياً تجاه رقتها ....


حانت الساعة التاسعة وذهبت لأداء نوبتي في المستشفى، فوجئت بزميل آخر قد أخذ مكاني في النوبة، أخبرني أن رئيس القسم أبلغه أني انتقلت للعمل في جهة أخرى.......


هذا أسرع كثيراً مما توقع، كان للإنجليزي المسن من النفوذ ما مكنه من إتمام كل شيء وبسرعة كبيرة، اتصلت به لأسأله إن كان علي أن أحضر إلى مكتبه غداً صباحاً فأخبرني أن علي أن أحضر في تلك الساعة.


اتجهت لموقع الشركة التي لا أعرف حتى اسمها ولم أره مكتوباً في أي مكان من الفلة.....كان علي أن أجلس في مكتب مغلق بجانب مكتبه، كان معي شخص آخر آسيوي ذو بنية رياضية مميزة ومع هذا كان يتصرف بشكل أنثوي.



كان واضحاً أن للآسيوي سلطة أكبر من سلطة مساعد.....كان كثير من العاملين في الشركة ، وكلهم من جنسيات غربية، يستشيرون الآسيوي أحياناً قبل دخولهم على "البج بوس".


لم يكن الآسيوي يتكلم العربية وفوق هذا فهو يكاد لا يقول إلا كلمات قليلة طول اليوم.....


أول مهمة لي كانت إحضار شخص من فندق قصر البستان إلى مقر الشركة......كان ذلك في حوالي الحادية عشر.....واستمر اجتماعه بالبوس حتى الواحدة صباحاً، أثناء ذلك كان الآسيوي يحضر طعام العشاء لهما.....ثم كان علي أن أعيده إلى قصر البستان والعودة مرة أخرى لتسليم السيارة للحارس فقانون الشركة يمنع بقاء سيارة الشركة خارج المبنى بأي حال من الأحوال.



عدت للغرفة وأنا منهك.....كنت أحمل هم الإشتياق لجواهر الذي سيغزوني بشدة عند دخولي الغرفة......مفاجأة حلقت بي في سماء الحب أول وصولي، على مقبض باب الغرفة وجدت سوارها معلق على الباب........كان سواراً بلاستيكياً ملوناً بعلم السلطنة يفتح ويغلق محدثاً صوت طقطقة.....كانت دوماً تداعبه في يدها، أخذت السوار وشممته حتى أعمق أنفاسي، ضممته إلى صدري....تراءت لي صورتها وهي تضعه في الباب وتبتسم.......كم يمكن أن تكون رائعة تلك الجوهرة.



للقصة بقية
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 03-07-2011, 10:49 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

لم يزدني سوارها سوى جواً ولهفة عليها وإن كان أدخل الطمأنينة على قلبي أنها مازالت تفكر بي....اتصلت بها لرنة واحدة وأغلقت الهاتف خشية أن تكون نائمة .......اتصلت بي سريعاً.....كانت تحسبني في المستشفى، أخبرتها بما حدث من انتقالي السريع للعمل مع الإنجليزي......صمتت لفترة ..... حتى أني ظننتها تبكي، ألححت عليها لتخبرني عن ما يزعجها بشأن ذلك العجوز لكنها تأبت ثم استأذنت لإقفال الخط بحجة رغبتها في النوم.


تأكدت أن هناك سراً بين العجوز وجواهر........أطار التفكير عني النوم، تخيلت أشياء أولها الاستغلال الجنسي الذي قد يكون ذلك العجوز مارسه على جواهر وهي صغيرة بحكم صداقته للعائلة ولذلك هي تكرهه ولا تستطيع أن تصرح به....


لمدة اسبوعين في مقر الشركة ولم أتكلم مع أحد فيها سوى "البوس" والآسيوي ، حتى أني لم أدخل أي مكتب سوى مكتبه والمكتب الذي نجلس فيه، اقتصر عملي على دور السائق وأحياناً أحمل مراسلات لجهات حكومية وأخرى خاصة......



تغير الأمر حين طلب مني البوس أن أساعد الآسيوي في الإشراف على إعداد مائدة لبعض الضيوف ...... بيت الضيوف، كما كان يسميه البوس، كان في منطقة قريبة من مدينة الإعلام....فلّا صغيرة لكنها فخمة للغاية وبها ملحق منفصل للخدمات، كان للشركة سيارة ميكرو باص خاصة لمثل هذه المناسبات، جلبت أغراضاً كثيرة من أحد المطاعم ومحلات أخرى......لم يسمح لي بدخول الفلا ماعدا ملحق الخدمات الذي بالاضافة للمطابخ والمخزن وسكن الخدم به مكتب للآسيوي المساعد الأثير للعجوز الإنجليزي.



في حوالي الساعة العاشرة ليلاً جاء الضيوف.....سيارتان فخمتان تميزهما لوحات ذات أرقام مميزة.....هذا فقط ما استطعت رؤيته....حلقة الوصل الوحيدة بين قسم الخدمات والفلا كانت ذلك الآسيوي......في الساعة الثانية صباحاً انتهى كل شيء وطلب مني الآسيوي إعادة السيارة لمقر الشركة والذهاب للبيت.


تكرر هذا الأمر في مناسبات عديدة بعد ذلك.....كنت أعرف أن شيئاً مريباً يحصل لكني لم أذهب بفكري أبعد من السهرات الماجنة التي اتضح فيما بعد أنها جزء من ذلك.


لم تتوقف اتصالاتي بجواهر وأما اللقاءات فصارت كل يومين أو ثلاثة أيام....كان همها الأول أن تسألني عن ما يحدث وعن من رأيت ..تقريباً تسأل عن كل شيء يخص العجوز لكنها لا تريد في المقابل أن تقول شيئاً......كان ذلك يثير غيظي أحياناً.....لم تعد تنظر في وجههي كالسابق، كانت تكلمني وذهنها شارد ....كانت شديدة القلق لدرجة أن وجهها بدا عليه الذبول وظهرت الحلقات السود حول عينيها......ورغم ذلك كانت تنفي بعناد أنها تشكو من شيء.




للقصة بقية....
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 03-07-2011, 10:50 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

زادت ثقة العجوز في موظفه الجديد،ساهم في ذلك جهلي باللغة الإنجليزية وعدم سؤالي عن أي شيء وكأني لا أرى لا أسمع.....بدأت بعض الأمور تتكشف لي يوم كلفني بأخذ عامل صيانة من إحدى المؤسسات لبيت الضيوف....كانت الشركة مختصة بصيانة كاميرات المراقبة، سلمني العجوز مخطط لأسلمه لعامل الصيانة داخل الفلا فقط وليس قبل ذلك......عند وصولنا كان الآسيوي بانتظارنا.....أعطيتهم المخطط الذي كان رسماً يبين أماكن كاميرات المراقبة في الفلا.....كانت الكاميرات مخفية ، في كل مكان وكل زاوية.....مركز مراقبة في الدور الثاني للتحكم في كل الكاميرات.......



كان يوم خميس ، وذلك اليوم بالذات طلب مني العجوز أن لا أذهب للبلد بسبب حاجته لي في المساء في بيت الضيافة......كالعادة جاء المدعوون، كانوا كثر هذه المرة، كنت في مكتب الآسيوي في الملحق أراقب الساعة منتظراً وقت المغادرة المعتاد للضيوف وهو بين الواحدة والثانية صباحاً.......ثم أصابني الملل فاندمجت في لعبة السوليتير .....تنبهت للساعة في حوالي الواحدة والنصف، تعجبت من غياب الآسيوي كل هذه الفترة دون أن يأتي لأخذ شيء من الملحق.



خرجت عند الباب فإذا بعدد كبير من السيارات أمام الفلا ليست من نوع السيارات الفارهة التي اعتدت أن أراها هنا......فاجأني خروج رجل من إحدى السيارات ....إتجه نحوي بشكل سريع وطلب مني مرافقته للداخل، سألته عن هويته وعن سبب وجوده هنا فوعدني بشرح كل شيء في الداخل.....كان يتكلم بصفة رسمية أوحت لي أنه من جهة أمنية.



عند مواجهتنا لباب الفلا كان هناك ثلاثة أشخاص غرباء أيضاً.....أخبرهم الشخص الذي أحضرني أني كنت بالملحق، أدخلوني إلى الداخل.......كانت المفاجأة أكبر من المتوقع.....عدد كبير من الوجوه التي يشار إلى كثير منها بالبنان....كانوا في حالة يرثى لها من الذل والهوان......تم صفهم جلوساً في الصالة الكبيرة، كانت تبدو عليهم علامات الصدمة والذهول....أشياء مقززة كانت متناثرة في المكان ، من المشروبات الكحولية إلى الملابس النسائية رغم عدم وجود النساء، الإنجليزي والآسيوي وضعا في زاوية منفردة عن البقية......بدأت الأحاديث تدور بينهم ، ثم بينهم وبين من اتضح أنهم جهة أمنية غير الشرطة......



إتضح كل شيء...كان العجوز يصور كل شيء ثم يستخدم تلك الأفلام في ابتزاز ضيوفه.....بدأ يستدرج ضيوفاً من الطبقات الرفيعة وهذا ما أثار حفيظة الجهات الأمنية.......


استمر الأمر حتى بعد الرابعة صباحاً حين سمحوا للكل بالمغادرة باستثناء العجوز والآسيوي....



وأنا متجه إلى البيت كنت أفكر في أن جواهر ربما تكون على علم بما كان يفعل ذلك العجوز الخبيث وهذا ما كان يزعجها ....... لكن كيف لها أن تعلم بهذا......




للقصة بقية.....
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 03-07-2011, 10:51 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

وصلت الغرفة وانا كلي شوق لأخبر جواهر بما حصل في الغد.....دخلت الغرفة وأنرت الإضاءة لأتفاجأ بالطاولة الصغيرة التي كانت جواهر تأكل عليها قد وضعت في وسط الغرفة وإذا عليها ورقة مكتوبة بخط اليد......أول شيء وقع عليه نظري في الورقة اسم جواهر في أسفل الورقة، كانت رسالة من جواهر ، قالت فيها ما لم تستطع يوماً قوله في حضوري، كانت رسالتها كالتالي .

"ساعد....لابد أنك الآن قد علمت بأمر العجوز الإنجليزي صاحب شركة الاستشارات الأمنية، أنا كنت أعرف بالأمر منذ أكثر من سنة.

ذات يوم وعلى غير عادته جاء أبي بنفسه ليأخذني من المدرسة، كان شديد التأثر بشيء ما وكان يظهر عاطفة شديدة تجاهي وكأنه يريد الاعتذار عن شيء.....وصلنا البيت وأخذت كتبي من على الكرسي الخلفي واتجهت لغرفتي، في المساء جاءت أمي تطمأن على أدائي لفروضي المدرسية، أخذت الكتب التي كنت قد وضعتها على الطاولة وإذا تحتها قرص مدمج في حاوية بلاستيكية، عرفت أني حملته مع الكتب عن طريق الخطأ من سيارة أبي، مندفعة وراء فضولي شغلت القرص المدمج........ولابد أنك تعرف الآن ماذا يمكن أن يكون فيه....كانت أمي تنظر ودموعها تتساقط ثم أغمي عليها....أنا عشت صدمة نفسية قاسية.......إثر ذلك هجر أبي البيت ولم يعد يستطيع النظر في وجوهنا.

ذهبت لاستكمال دراستي في بريطانيا لأبتعد عن ما يذكرني بالأمر وتوقعت أني حين أعود ستكون الأمور قد عادت إلى طبيعتها.

لكني حين عدت كانت الأمور أسوأ، أمي كانت مصابة بانهيار عصبي وأبي لم يحضر للبيت منذ عدة شهور ، حاولت الاتصال به لكنه رفض الرد على اتصالاتي.......في إحدى الليالي ضاقت الدنيا أمام عيني....كنت أحس أني غير قادرة على التنفس، ركبت دراجتي وانطلقت مسرعةً كأني أبحث عن هواء أتنفسه .....انطلقت بأقصى سرعة، كانت الذكريات المرتبطة بذلك العجوز تلاحقني لكتم أنفاسي.....في لحظة قررت أنه لابد من مواجهة، لا يمكن الهرب إلى ما لا نهاية، لابد من الإنتقام من ذلك الذي تسبب في كل هذا....حاولت الاستدارة بالدراجة وأنا على تلك السرعة الكبيرة ......اختل توازني وتدهورت بي الدراجة وأنت تعرف الباقي.



ساعد، السوار الذي تركته لك، إرجو أن تحتفظ به ، إنه هدية غالية جداً على قلبي...لقد كان هدية مشتركة من أبي وأمي.


شكراً لك على كل شيء"


بعد قراءتي لتلك الرسالة الصادمة حاولت الإتصال بجواهر.....لكن الإجابة كانت "الرقم لم يتم توصيله"....تأكدت أني أطلب الرقم الصحيح عدة مرات وكل مرة كنت أحصل على نفس الإجابة.

لم تظهر بعد ذلك جواهر أبداً....فتشت كل الأماكن التي ذهبنا لها سوياً....سألت كل الأشخاص الذين قابلناهم سوياً، لا أحد يتذكرني أو يعرف إسم "جواهر"....حتى ابن عمها مهند.....لمحته يوماً في مجمع سابكو وركضت وراءه.....لم يتذكرني أبداً .

في التحقيقات اللاحقة التي تلت ليلة القبض على العجوز ومساعديه علمت أني كنت ،دون أن أعلم، سبباً في كشف الاعيبه الخبيثة، كانت تحركاتي المفتقرة للحس الأمني، بخلاف البقية، معيناً كبيراً لجهاز الأمن في تتبع نشاط المجموعة.

هل عادت جواهر من الموت لتنتقم من الإنجليزي؟ هل تأبت تلك العنيدة أن تموت وتترك ثأرها؟....الآن أنا متأكد من هذا، لا تفسير منطقي لما حدث غير هذا.....

أعترف الآن أني أحبها ولن أتوقف عن حبها .



النهاية
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:34 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية