روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,978
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-07-2010, 07:31 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي نهاية أحلام....!!

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أضع بين أيديكم أحدى قصصي لكنها طويلة قليلا..
و لها إجزاء أتمنى أن تحوز على أعجابكم..

و طبعا رأيكم و ملاحظاتكم مهم جدا ..
فهذه أحدى تجاربي القديمة في كتابة القصة..

فقلبوها و تابعوها ...









القصة



بسم الله الرحمن الرحيم

نهاية أحلام...


] 1 [

في غرفة الانتظار...

جلس صالح على أحد الكراس المصفوفة في تلك الغرفة الطويلة، وهو يحملق في جدرانها. كانت أنفاسه مضطربة ثمة مشاعر مبهمة تخالج كيانه.. أطلق تنهدات طويلة، ارتسمت الذكريات على الحائط و كأنه يشاهدها عبر شاشة كبيرة.. قد كان في نفس المكان منذ خمسة وعشرين سنة، لكن في تلك السنوات كان ينتظر مولوداً، أما الآن فالحال يختلف.
كان يسير على قدميه المتعبتين في هذه الغرفة الطويلة يتخبط ذات الشمال و ذات اليمين. لا يعرف وجهته تتملكه الخواطر تصارعه الظنون أنفاسه مضطربة. كان الهدوء يعم تلك الغرفة قبل بضع ساعات حتى قطع هذا الهدوء صوت صدى صرخات تنبعث من أعماق الغرفة المجاورة التي كانت زوجته سارة تصارع الموت فيها- هي في حالة ولادة متعسرة..
بصوت مضطرب صرخ صالح/ يا رب يا رب ساعد سارة يا رب يا رب..وعاد السكون إلى المكان مرة أخرى لكن هذه المرة كان يختلف فبعد أن سمع صالح صرخات زوجته المتألمة أصبح يهمس بكلمات غير مسموعة يطلب من العلي القدير أن يساعد زوجته. مضت ساعات وصالح على هذا الحال فلم يطق الانتظار فأنطلق مسرعا نحو باب الغرفة امسك مقبض الباب بيديه المرتعشتين وهو يتمتم:: لم أعد أحتمل البقاء هنا أنتظر سوف أذهب لأرى ما يحدث..
كالبرق أتجه ناحية غرفة الولادة أردا الدخول لكن الممرضة منعته في تلك اللحظة سمع صرخات تنبعث من داخل الغرفة كانت صرخات مختلفة عن التي سمعها أول مرة، كانت صرخات المولود. رفع صالح يديه إلى السماء وقال بصوت ممزوج بالبكاء:: الحمد لله الحمد لله...
بعد بضع دقائق خرجت الممرضة من غرفة الولادة مع امرأة عجوز كانت المرأة سعيدة تهتف :: مبروك مبروك يا بني الحمد لله على سلامة زوجتك لقد أنجبت لك طفلة جميلة تترب في عزك، إن شاء الله تعالى...
ألتقط صالح أنفاسه كانت السعادة تملأه لكن القلق يجتاح نفسه امسك بيد والدته : كيف هي سارة يا أمي هل هي بخير...؟
نعم يا بني إنها بخير، لكنها متعبة قليلا، لأنها الولادة الأولى لها، و ستكون بخير إن شاء الله تعالى بعد أيام فلا تقلق يا بني...
بعد ساعة خرجت الطبيبة التي قامة بتوليد سارة، تلقها صالح:: هل زوجتي بخير يا دكتورة، هل أستطيع أن أراها...؟
بعد صمت تجيبه و هي حائرة ما الذي تقوله له.:: إن زوجتك متعبة قليلا و لا تستطيع أن تراها الآن..
كان يبدو على الطبيبة التوتر ::سوف تراها بعد ساعتين أو ثلاث تقريبا. لكنك تستطيع أن ترى طفلتك الجميلة بعد دقائق- تترب في عزك إن شاء الله تعالى- وحمد لله على السلامة..
ثم غابت الطبيبة عن بصر صالح تركته في حيرته و قلقه، تتقاذفه الأفكار هنا و هناك.. يحس بشيء يخنقه. فقد رأى في عين الطبيبة أن هناك شيئا تخفيه عنه..
وقف حائرا منهار القوة:: لماذا لا أستطيع أن أراء زوجتي..؟ بما أنها بخير لماذا..؟ ماذا تخفي عني الطبيبة هل أصابها مكروه لا قدر الله- أم هي ظنون تجتاح نفسي..؟ إن شاء الله مجرد ظنون و أوهام أوهام..
صالح.. صالح. يا بني ماذا بك..؟ قطع تفكيره القلق صوت والدته أم أحمد و هي تناديه.. أقبل صالح على والدته التي كانت مسرورة لولادة حفيدتها الجديدة.. قال في قلق :: أمي هل سارة بخير ..؟ اصدقي القول يا أمي...
بصوت ممزوج بالحيرة إجابته :: نعم يا بني سارة متعبة من الولادة فقط كانت ولادة متعسرة و إن شاء الله تقوم لنا بسلامة و تربيا أبنتكما..
لكن يا أمي الطبيبة يبدو عليها القلق و الإطراب، هل حدث شيء في غرفة الولادة..؟
قاطعت حيرتهما الطبيبة سحاب:: أستاذ صالح من فضلك أريد التحدث معك في المكتب لو سمحت...
مسرعا استجاب لطلبها.. كانت تخالجه مشاعر مبهمة في ذلك الوقت و الخوف الذي بدء يتسلل داخله.
في المكتب الذي كان مرتباً ببساطة. مجموعة أوراق على الطاولة و ثلاث كراسي احدهم كانت الطبيبة سحاب تجلس عليه خلف الطاولة و يوجد أيضا سرير للكشف و صورة معلقة على الحائط تضم أطفالاً صغار مكتوب عليها بعض الإرشادات..
أستاذ صالح تفضل أجلس هنا..
جلس صالح على الكرسي ينتظر بقلق ما سوف تقوله الطبيبة له.. ودارت في خلده أفكار كثيرة و هواجس عديدة.. أيتها الطبيبة هل سارة بخير..؟ هل الطفل بخير...؟
يا أستاذ صالح طفلتك بخير و الحمد لله صحتها جيدة... لكن....
هنا ساد السكون و ارتسمت معالم الخوف و القلق على صالح.. قاطع ذلك السكون صوت الطبيبة سحاب :: إن حالة زوجتم متدهورة جسمها لم يحتمل الألم ..فقد كانت تحتاج إلى عملية قيصرية لكنها رفضت بشدة و جاهدت كثيرا لتلد و لكن بعد الولادة انهارت قوتها و أخشى أن تصاب ببعض المضعفات لأنها تعاني من أنيميا حادة لذا أخشى عليها من المضعفات وهي الآن في العناية المركزة تحت الملاحظة. فهي تحتاج للراحة.. أتمنى أن تتعدى مرحلة الخطر خلال السعات القادمة إن شاء الله تعالى...
وما أن أكملت كلماتها الأخيرة طرق الباب دخلت الممرضة:: دكتورة.. دكتورة المريضة التي في غرفة العناية تدهورت صحتها يريد منكِ الطبيب هشام الحضور في الحال...
وقف صالح و كأنه أصيب بصاعقة :: هل هي زوجتي هل هي زوجتي..؟ قالها بقلق..
تمالك نفسك يا أستاذ صالح.. أدعي لها بنجاة، هيا تعال معي بسرعة..
في غرفة العناية المركزة / دخلت الممرضة بسرعة و معها الطبيبة سحاب و أوقفت الممرضة الآخرة صالح :: ممنوع الدخول يا سيدي..
أخذ يتوسل لهم بان يدعوه يدخل.. وهو يدعوا الله في قلبه أن تنجوا زوجته
أرجوكم دعوني أدخل أرجوكم.. تعالت توسلاته لهم .. بعد لحظات فتح الباب .. وقف الطبيب هشام مع الطبية سحاب أمام صالح . وما أن رآهما امسك بيد الطبيب هشام و هو يصيح أرجوك أرجوك يا دكتور اسمح لي بالدخول أرجوك...
تمالك نفس يا أستاذ صالح سوف اسمح لك بالدخول لكن بشرط لا ترهق المريضة فهي تطلب رؤيتك.. تفضل لتراها و لكن لا ترهقها بالكلام فهي في حالة لا تسمح لها بالإرهاق..
دخل صالح و هو يحمل بين طيات قلبه حزناً و يحيط به الخوف تتقاذفه الآلام وقف صالح بقرب السرير و امسك بيد سارة و نحنى عليها يقبل جبينها. فتحت سارة عينيها..
صالح.. صالح.. حبيبي .. نادته بصوتها المتعب..
اقترب صالح منها أكثر و كأنه يريد أن يضمها إلى صدره لكنها كانت محاطة بالأجهزة فلم يتمكن من احتضانها..
نعم يا حبيبتي ها أنا بقربكِ معكِ.. يحاول تمالك نفسه حتى لا تسقط دموعه الحبيسة و يخفي خلف صوته نغمات الحزن..
حبيبي هل طفلتنا بخير.. سأسميها أحلام.. يا صالح هل لديك مانع..؟
لا لا يا عزيزتي إنه أسم جميل جدا..
هل رأيتها يا صالح هل هي جميلة..
ماذا يقول لها..؟ إنه كان قلقا عليها، أم لم يراء طفلته حائراً ماذا يقول..؟
ماذا بك يا صالح لم تراها ..؟ لماذا..لماذا..؟
آوه يا عزيزتي لم أراها لأنها لم تطلب رؤيتي، ولكن سوف أذهب إليها بأقرب فرصه..
يحاول رسم الابتسامة على شفتيه الذابلة..حتى لا تشعر سارة بحزنه..
حسنا يا صالح أحبب طفلتنا كثيرا.. و أعتني بها.. قالت هذه الكلمات و هي تلهث من التعب امسك صالح بيدها .. سوف نربيها معا، إن شاء الله تعالى لا تقولي مثل هذا الكلام..
صالح إني أشعر بأني سوف أفارق هذه الحياة لذلك.......
لم تستطع إكمال كلماتها.. صوت من تلك الأجهزة أخذ يتعالى يعلن أن قوتها انهارت، أسرعة الممرضة و الطبيب هشام و صالح في حيرة
ماذا يحدث .. سارة حبيبتي تماسكي، لا تتركيني.. أبعدوه عنها بقوة حاول الطبيب هشام مساعدتها لكن أنفاسها خمدت و نبضات قلبها توقفت فارقت الروح الجسد المتعب تركته ملقى على ذلك السرير بين أيدي الممرضات و الأطباء يحاولون إرجاع الحياة له لكن لا فائدة رحلت الروح مودعة ذلك الجسد .. أحس صالح بأن شيئاً ما قد أنطفئ داخله...





يتبع.......
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-07-2010, 11:25 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

أختي نبيله مهدي شكراً على

القصه .. أرى بها الحزن واضحٍ

لقد رسمتي قصه رائعه تدور

في دائرة الحزن .. وتقطع القلوب

عندك اسلوب جميل في الكتابه

وضوح في المعالم .. وضوح

في التصويرات .. (الشخصيات

بارزه العجوز , الأم صاحبة الطفله

الزوج صالح والكتور والدكتوره )

أجدتي في وصف الأشياء هناك في

غرفة الطبيبه .. وجميع أحداث القصه

وكأنها حقيقيه .. تسلمي وإلى الأمام

من تميز إلى تميز ...

أختي نبيله لكي مستقبل

أيضاً هنا ...

"
"
"
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-07-2010, 07:55 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

أهلا أخي العزيز الروح الطيبة
أبو سامي...

شكرا لحضورك هنا و وكن قريبا من هنا...
فلازالت هناك أحداث في القصة..
أتمنى أن تقرأها لآخرها..

شكرا ايها الرائع
دمت بود
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-07-2010, 09:07 PM
سلطان الرحيل سلطان الرحيل غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 16
افتراضي

سيدتي
لديك اسلوووب رااقي في السرررد
سووف اكون خلف الستار
متابع الاحداث القادمه


يعطيك العافيه
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-07-2010, 11:50 PM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

أهلا أخي العزيز سلطان الرحيل..
شكرا لحضورك و لكلماتك الطيبة..
و شكرا لمتابعتك...
إن شاء الله قريبا أضع بعض منها أيضا..

والله يعطيك ألف عافيه

كن بخير
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-07-2010, 05:32 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

Exclamation ]2 [ جسد بلا روح....!!

] 2[

جسد بلا روح..


بعد أن انطفأت تلك الشمعة التي كانت تضيء حياة صالح. بعد أن فارقت سارة الحياة في ذلك اليوم الكئيب، لم يعد صالح كما كان فقد أصبح شارد الذهن، قليل الكلام، شاحباً و كأنه جسد بلا روح..
أما أحلام فبعد وفاة والدتها أخذتها جدتها أم أحمد لتربيتها لأنه لم يكن أحد يستطيع أن يعتني بها سواها..
فزوجة أحمد هدى قاسية بعض الشيء، و كما أنها حامل و لديها أولاد مما يجعلها تكتفي بتربية أولادها... فلم يكن هناك من يعتني بأحلام سوى أم أحمد و عمتها ريم التي تقوم بمساعدة والدتها في تربية أحلام..
ريم في العشرين من عمرها لطيفة و طيبة و أيضا جميلة. كانت تحب زوجة أخيها صالح لأنها كنت طيبة و لقد حزنت كثيرا لوفاة سارة و أصيبت بالكآبة، لكن استطاعت تخطيها و ذلك من أجل ابنة أخيها أحلام التي أحبتها فقد كانت تذكرها بسارة، مما جعلها تكثر من الاعتناء بها و كانت تقضي معظم الوقت معها تطعمها و تحملها، حتى تعلقت بها كثيرا و أصبحت كالأم لأحلام التي باتت يتيمة بلا أم.
أما صالح فلم يكن يهتم و كان حاله متغير كثيرا بسبب وجود أحلام، لم يكن يفكر برؤيتها حتى. و عندما يراها بصدفها يشيح وجهه عنها و يكمل طريقة و كأنه لم يراء شيئاً حتى أنه عندما يسمعها تبكي يضع أصابعه في أذنيه و يخرج من المكان التي تتواجد فيه. ذات يوم حضر من العمل للمنزل و عندما فتح الباب كان يتمتم بضجر و عندما دخل و سمع صوت بكاء أحلام لم يأبه بذلك أغلق الباب بقوة، و أسرع نحو غرفته، نادته أخته ريم: صالح.. صالح.. إن أبنتك حرارتها مرتفعه هل ذهبت بها إلى المستشفى...؟
وكأنه لم يسمع ما قيل، بل أكمل سيره دخل غرفته و أغلق الباب بعصبية، ألقى بجسده المتعب على السرير، يحاول تمالك نفسه يتلوى وكأنه يتألم. فذكريات سارة لازالت ترتسم أمامه يسمع صوتها الدافئ عندما يدخل الغرفة..
-هل وصلت يا صالح.. ؟
تسرع نحوه تنزع سترته و تأخذ حقيبته ترسم قبلة على خذه و هو يحاول ممازحتها
-سارة لماذا أنتِ هكذا..؟ ألا تملين...؟
يحاول العودة إلى الواقع يصرخ في أعماقه.. سارة كم أشتاق لكِ ... قد كانت هي كل شيء بالنسبة له تعاوده الذكريات يعود إلى ذلك اليوم عندما رجع من العمل و دخل غرفته. رأى سارة سعيدة و تكاد أن تطير من السعادة ...
-صالح.. صالح.. لدي مفاجئة لك أحزر ما هي...؟
يحاول لكن لم يتوصل لشيء..
-ماذا هناك هل علامتكِ في المدرسة عالية..؟
-لا.. لا.. يا صالح أنا دائما أحصل على علامات ممتازة بل شيء اكبر من هذا..؟
-هل أختي ريم ستتزوج و أنا لا أعلم...؟
-كلا يا صالح.. بل شيء يخصنا نحن الاثنين..
ماذا كيف ذلك هي أخبريني فأنا متشوق لمعرفة ما لديكِ من مفاجئات...
-حسنا يا صالح .. بصوتها المرح الممزوج بالخجل .. أنا..أنا ..أنـــــــــ أقصد أنتَ.. أنــــتَ سوف تصبح أب بعد ثمانية أشهر...
-ماذا تقولي هل هذا صحيح...؟
رغم فرحته لكنه حزين كان يعلم بأن صحت سارة لا تسمح لها لأن على الأقل بالحمل.
-لماذا يا سارة..؟ فصحتكِ لا تسمح بذلك..
كأنه ألقى على سارة صاعقة محت تلك الابتسامة تجمعت في عينيها الدموع تكاد أن تبكي..
-ماذا تقول يا صالح أنها إرادة الله تعالى.. لست سعيد لحملي..؟ وهل تعترض على إرادة الله..؟
قالت هذا و هي تحاول أتماسك لكنها لم تستطع أن تتمالك بكت وهي تخفي وجهها بيديها.. أقترب صالح منها و ضمها بحنان أحس بأنه أخطأ..
-يا عزيزتي لم أقصد ذلك لم أقصد أن أحزنكِ فأنا سعيد بهذا الخبر سعيد جدا لكن قلقي على صحتكِ فقط أعذريني..
و مسح دموعها التي تساقطت على وجنتيها و طبع قبلة على جبينها
-هيا ابتسمي.. هيا.. لا أريد أن أركِ هكذا فأنتِ ستصبحين أماً هيا ابتسمي..
رسمت سارة ابتسامة على شفتيها و احتضنت صالح... عاد صالح إلى الواقع من جديد فقد قطع تلك الذكريات صوت طرق الباب..
-صالح.. صالح.. ماذا بك يا بني..؟
-تفضلي يا أمي..
دخلت أم أحمد لترى أبنها و علامات الحزن تبدو عليه..
-يا ولدي العزيز ماذا بك تجلس هكذا أنهض و أغتسل و بدل ملابسك و توضئ و صلي ركعتان لله تعالى عله يهديك يا ولدي .. و أنزل للعشاء فالعشاء جاهز..
و على طاولة الطعام جلس صالح كعادته صامت شارد الدهن..
-ماذا بك يا ولدي ..؟
قطع تفكيره صوت والده الذي يحزنه ما يحدث لولده.
-لا شيء يا أبي ...
يمسك صالح الملعقة و يأخذ من الطعام الذي أمامه و يضعه في ذلك الصحن المخصص له.. لم يلاحظ حتى غياب أخته ريم.. تناول طعامه القليل و نهض قاصد غرفته.. لم تكن أحواله تعجب والديه..
-يا أبا أحمد أن ولدك لم يعد كما كان دائما يفكر، حتى أنه لم يلاحظ غياب أخته.. ولا...
سكتت أم أحمد و هي تبتلع غصتها..
-اصبري يا أم أحمد الله يهديه إن شاء الله فهو يحتاج أن نقف بجانه.. لا تنسي بأنه كان يحبها كثيرا.. و لا يحتمل بعدها.. لكنه سيستعد هذا كله إن شاء الله تعالى.. اطلبي له بالهداية و الصلاح يا أم أحمد..
غياب ريم عن طاولة الطعام هو مرض أحلام.. بعد أن أخبرت صالح بذلك و لم تلي منه الاهتمام اتصلت بأخيها أحمد ليأخذها إلى الطبيب، حتى تطمئن على صحة أحلام. بعد أن فحص الطبيب أحلام و طمئن ريم و كتب لها الأدوية طلب منها مراقبة حرارة أحلام، فإذا ازدادت تحضرها على الفور للمستشفى.. و في طريق العودة قالت ريم لأخيها أحمد تشتكي حال صالح..
-يا أخي تحدث معه لعله يعود لرشده، فهذا لن يعيد سارة له..و أن أبنته بحاجة له، أرجوك يا أحمد تحدث معه.. فما حدث اليوم لا يحتمل فأنه لم يهتم بمرض أبنته..
-سوف اكلمه و أنتِ أهتمي بأحلام و إذا أرتدي شيء أخبريني ..
وصلا للمنزل.. أحلام كانت تنام بهدوء بعد أن تعبت من البكاء. تلقتهم والدتهم..
-هل أحلام بخير.ز ماذا بها..؟
-لا تخافين يا أمي أحلام بخير فقط حرارتها مرتفعة قليلا
قال هذا أحمد ولكنها تعاود السؤال
-هل هذا صحيح يا ريم هل أحلام بخير..؟
نعم يا أمي كما قال لكِ أحمد فلتطمئني.. ذهبت ريم لتضع أحلام في سريرها و عادت لتجلس مع والديها و أخيها أحمد في الصالة..
قالت ريم لوالدها :
-يا أبي جد حل لولدك صالح يا أبي..
نهض أحمد و قال:
-أنا سأذهب و أكلمه أين هو الآن...؟
-في غرفته لم يخرج منها..
قالت هذا أم أحمد و هي تغص بالعبرات..
-يعيش في ذكرياته لا أدري ماذا حدث له. كلمه يا ولدي عله يصحو مما هو فيه..
ذهب أحمد لأخيه صالح و هو يحمل بين طياته الحزن على حال أخيه.. طرق الباب و دخل ليجد صالحا جالسا على السرير و كأنه يبكي..
-كيف حالك يا صالح ماذا بك..؟ هل أنت بخير..؟
-نعم.. نعم.. أنا بخير يا أحمد..
أعتدل في جلسته. وتقدم أحمد منه و جلس بقربه. و وضع يده على كتفه، و بصوت الأخ الحنون قال له:
-يا صالح لا يعجبني بل لا يعجب الجميع حالك، فأمك تعاني تتألم و هي تراك هكذا تذبل أمامها. هل نظرت لنفسك في المرآة..؟ هل رأيت ملامحك، و ذلك الشحوب..؟ يا أخي الذي حصل كان قضاء الله و قدره، ولا تستطيع أن تغير ذلك، و قد مضى على ذلك شهرين تقريبا، و أنت على هذا الحال، توكل على الله و أنفض عنك هذا اليأس و تذكر بان هناك أشخاصاً بحاجة لك. يجب أن تكون قوياً أن والديك قلقان عليك كثيرا..و كذلك أختك، و أنا أيضا، ونريد صالحا الذي كان في السابق، توكل على الله و استغفره يا أخي، و أستعذ من الشيطان فطفلتك أحلام بحاجة لك.. بعد أن فقدت أمها فلا..
قاطعه صالح صارخاً
-لا تذكرها أمامي أني لا أحب أن أسمع أسمها أنها.. أنها..
قال هذا و هو في حالة غضب و توتر قد ظهر على ملامحه، لاحظ أحمد ذلك أمسك أخاه من ذراعيه :
-أتقي الله يا أخي .. لا تقل مثل هذا الكلام، أحلام لا ذنب لها.. عاد صالح لرشده قليلا و بصوت الممزوج بحشرجة :
-أستغفر الله.. أستغفر الله..
محاولا التماسك لكنه لم يستطع وصار يبكي. عانقه أحمد
-أبكي يا أخي فالبكاء قد يريحك و يزيل من على كاهلك بعض الثقل..
بكى صالح كالطفل الذي فقد شيئا غاليا ظل أحمد محتضنه بحنان.
-يساعدك الله و يهديك يا أخي، الدنيا هكذا، الذي ذهب لا يعود.. فأرم بالماضي وراء ظهرك ولا تدع اليأس و الحزن يتسلل في أعماقك فيقتلك فما حدث كان قضاء الله و قدره ولا اعتراض على قضاء الله و قدره. فكر الآن في الأيام القادمة و اترك عنك الماضي نحن معك جميعا حتى تستطيع أن تستعيد قواك..
في تلك اللحظات أحس صالح ببعض من الراحة. أستطاع أحمد أن يزيح من على كاهل صالح اليأس . تماسك صالح و مسح دموعه
-شكرا يا أحمد فقد أخمدت لهيب تلك النار المتأججة داخلي، سأحاول أن أتماسك و أستعيد نفسي لكن لا أستطيع أن أنساها أبدا أبدا..
قال هذا و سكت ظل الأخوين صامتين.. قطع ذلك الصمت صوت طرق الباب دخل أبو أحمد و نظر لصالح بعينيه الحنونة و قال له:
-كيف حالك اليوم يا صالح، هل أنت بخير..؟
-نعم يا أبي أنا بخير..
و قد ارتسمت معالم الارتياح على وجه الشاحب. لاحظ الأب ذلك و أقترب من ولديه..
-يا أبني فوض أمرك لله وتوكل عليه فالله رءوف بعباده فهذا قضاء الله و قدره، هيا أنهض لتستعد فورائك عمل كثيرا و المستقبل أمامك..
ألقى صالح نفسه في أحضان والده. ضمه الأب إليه بقوة. كادت أن تفلت من عينيهما الدموع كان أحمد ينظر إليهما و هو يشعر بالسعادة فقد لاحظ بعض معالم التغير في أخيه. حمد لله في أعماقه و مسح دموعه الهاربة وقال مازحاً :
-هذا يكفي يا أبي و أنت يا صالح هل ستظلان هكذا طويلا..
تبسم الأب و مسح دموعه التي حاولت الإفلات. رسمت على شفتي صالح ابتسامة خافته معلنة بداية جديدة..




يتبع>>>>>>>>>>
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-07-2010, 01:47 PM
الصورة الرمزية أمل فكر
أمل فكر أمل فكر غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 297

اوسمتي

افتراضي

مساء المحبة، والإبداع الرائع"الكاتبة: أخت نبيلة المهدي

..
القصة حلوة.. عيشتينا جوها صدج تميت أدعي الله إن لا يحرمني من ناس أحبهم أبد؛
الفراق صعب،،

الحلو: تتابع القصة، وصراعات عواطف النفس من قلق وترقب وش راح يصير؟؟ وحزن
الأسلوب سلسل، وسهل

والأجزاء مش طويلة بالعكس دام القصة مترابطة كذا راح تنقرأ بسهولة للآخر
أهم شيء هناك عقدة ينتظر القارئ حلها وفهمها في النهاية..
وعساها نهاية سعيدة لصالح، وبنته أحلام... والجميع،،
((وهذي حال الدنيا)) والله يبعد عنا وعنكم جميعاً ألم الفراق.

ننتظر البقية بشوووووووق،، عجلي عاد ما نصبر ^^
تقبلي مني/ أمل فكر.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13-07-2010, 02:21 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

الله الله ياأختي نبيله مااروعها من قصه

أتابع القصه وكأني اعيش احداثها

بارك الله فيكِ فقد رسمتي الأحداث

بدقه متناهيه جدا ... وعندي سؤال

متى نرى تكملة القصه ؟؟.. وكأننا

في مسلسل مشوق..


همسه أخويه خبريني (وش النهايه)

التعديل الأخير تم بواسطة سالم الوشاحي ; 13-07-2010 الساعة 11:40 AM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13-07-2010, 06:52 PM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل فكر مشاهدة المشاركة
مساء المحبة، والإبداع الرائع"الكاتبة: أخت نبيلة المهدي

..
القصة حلوة.. عيشتينا جوها صدج تميت أدعي الله إن لا يحرمني من ناس أحبهم أبد؛
الفراق صعب،،

الحلو: تتابع القصة، وصراعات عواطف النفس من قلق وترقب وش راح يصير؟؟ وحزن
الأسلوب سلسل، وسهل

والأجزاء مش طويلة بالعكس دام القصة مترابطة كذا راح تنقرأ بسهولة للآخر
أهم شيء هناك عقدة ينتظر القارئ حلها وفهمها في النهاية..
وعساها نهاية سعيدة لصالح، وبنته أحلام... والجميع،،
((وهذي حال الدنيا)) والله يبعد عنا وعنكم جميعاً ألم الفراق.

ننتظر البقية بشوووووووق،، عجلي عاد ما نصبر ^^
تقبلي مني/ أمل فكر.

هلا بالعزيزة أمل فكر
شكرا لهذه المتابعة الجميلة..
و شكرا لكلماتكِ الطيبة..
و إن شاء الله تستمتعي في الأجزاء القادمة..
لن أطيل أنتظاركم فقريبا سأضعها بين أيديكم..

مودتي
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13-07-2010, 06:59 PM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سامي مشاهدة المشاركة
الله الله ياأختي نبيله مااروعها من قصه

أتابع القصه وكأني اعيش احداثها

بارك الله فيكِ فقد رسمتي الأحداث

بدقه متناهيه جدا ... وعندي سؤال

متى نرى تكملة القصه ؟؟.. وكأننا

في مسلسل مشوق..


همسه أخويه خبريني (وش النهايه)

هلا وغلا بأخوي العزيز الروح الطيبة
أبو سامي..

شكرا من القلب على متابعتك الجميلة..
و كلماتك الطيبة..
اممممممم أخبرك عن النهاية كيف بعدين أتابعها و تشوق لقرأتها..
ماراح أخبرك شيء تابعها و راح تشوف النهاية..
و إن شاء الله ما أتأخر عليكم في الباقي..

كل الاحترام و التقدير
__________________
... الصمت هو عنواني ....
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية