روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,979
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > مدونة الأعضاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-12-2009, 05:27 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي بن رمضون

تعالوا يا أولاد أخبركم شيء عن حياتي.. خرجت هذه

الكلمات من حنجرة كهل في الخامسة والسبعين من العمر، كان ذالك في أحدى ليالي الشتاء

الباردة حيث جمعنا الأخشاب وجلسنا قريباً من البحر وأوقدنا النار.

قبل الخوض في التفاصيل أحب أن أضيف: أننا كنا أربعة ( أنا وجلست على يمينه، وأحمد الذي

جلس على يساره، وعلى وعبدالله الذين جلسا أمامه حيث أننا جميعاً كنا على شكل دائرة حول

النار، كانت أعمارنا يومها بين الخامسة عشر والثامنة عشر.

أما بطلنا أبو سالم أو كما يلقب بالحارة ( بن رمضون ) فكان كهلاً يمشي متكئً على عصىً

غليظة من شجرة الزيتون، وقد نال منه الشيب ما نال، بشبابه سافر لعدة دول طلباً للرزق رغم

بساطة وسائل النقل يومها، درس الحياة بحلوها ومرها من خلال تجاربه المتعددة، وتعلم كثير

من اللغات، حتى سمي بين الشباب ( بابن بطوطة )، تزوج بسن متأخرة لذالك لم ينجب إلا سالم

ولده الوحيد.

جلسنا نمازحه قليلاً قبل أن يبداء بالسرد لأننا نعلم بأنه إذا بداء لا ينتهي من الكلام بسهولة، ناد

زوجته العجوز كي تجلب لنا الشاي بعد إصرار كبير منا عليه بأن يأتينا بالشاي - لزوم

الرمسة – وبداء الحديث عن أولى مغامراته وقال:....................................... .


للحديث بقية،،،

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان



التعديل الأخير تم بواسطة أبو المؤيد ; 20-12-2009 الساعة 09:44 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-12-2009, 03:51 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

قال: والكلام هنا لأبن رمضون: عندما كنت في الخامسة

عشر كنت وأهلي نعيش بفقرٍ متقع، كنا لا نجد ما نأكله،كنا نتقاسم حبات التمر أنا وأخواني

الثلاثة، حتى الغراب لم يرحمنا فقد كان يسرق التمرة من أيدي أخونا الصغير بسبب جوعه،

حيث كان أبي يعمل (بيدار) بإحدى المزارع التي يملكها ( أبو خميس) وهو أحد وجها القرية

ومن أغنيائها، كان يعمل بالأيام والأجر الذي يحصل عليه لا يكاد يسد رمق العائلة، حتى أنه

كان يستلف جراب التمر في الشتاء ليرجعه جرابين بالصيف، كنت أكبر الأولاد، وكنت أذهب

للبحر أحياناً برفقة أحد الجيران الذي دائماً ما كان يضحك علي ولا يعطيني إلا نسبة قليلة من

ما اصطدنه من أسماك، أحملها وأذهب لأبادلها مع صاحب دكان وأخذ مكانها حفنة من

(القشاط) *نوع من الحلويات كان سائداً في تلك الفترة*، كنت أخذه لإخوتي الصغار لأفرحهم

وبالطبع لا أنسى نفسي.

في أحد الأيام وبعد صلاة العشاء مباشرة، كان أفراد العائلة مجتمعين في وسط (الحوش)

*الساحة الأمامية بالمنزل وأحياناً وسطه*، سمعنا طرقً خشنً على الباب الخارجي وإذا بصوت

عالي ينادي يا أبو محمد.. يا أبو محمد، أشار أبي على أمي وأخواتي بالدخول (للكرين) *المكان

الذي يمثل غرفة النوم حالياً وهو مصنوع من سعف النخيل وجذوعها طبعاً*، أقرب يا نوخذا

أقرب*تفضل* تكلم أبي وهو يشير علي بالذهاب أليه وإدخاله، أدخلت النوخذا مسعود وبعدما

شرب فنجان من القهوة بداء بذكر ما جاء من أجله، قال وهو ينظر في وجهي: ما شاء الله لقد

كبرت يا محمد وصرت رجلاً، ثم نظر إلى أبي وقال : ما رأيك أن أخذ محمد في رحلتي القادمة

إلى البحرين، سيعمل هناك ويرسل لكم نقودً تساعدكم على مشقة الحياة وقسوتها، طاطا أبي

رأسه! وقال: أنه صغير وليست لديه خبره بالحياة، وحتى لا يملك جواز سفر، *ففي أيامها كان

لا يصرف جواز سفر إلا لمن هم فوق العشرين*، وأضاف أبي ونحن لا نملك المال اللازم

لتكاليف الرحلة، قال النوخذا: مسألة الجواز محلولة، أبي وكيف؟!، النوخذا ونحن ذاهبون

للبحرين سنتوقف برأس الخيمة وهناك سنستخرج له جواز، أبي لكن سنه صغير؟، النوخذا:

بنيته الجسمانية جيدة ولن يستطيعوا تميزه أو معرفة عمره، أما الخبرة فسيكتسبها بالعمل

ومخالطة المسافرين، أبي: طيب ومن أين لنا المال اللازم للرحلة؟، النوخذا مبتسمً: هنا مربط

الفرس...، سآخذه معي بالمجان مقابل أن يقوم ببعض الأعمال على ظهر (اللنش)*مركب

شراعي كبير كان يستخدم في السفر بحراً*، أبي: لا أستطيع أعطائك الرد الآن سأفكر وأرد لك

الجواب، النوخذا: لا تتأخر فالرحلة بعد أسبوع، يالله جماعة بستأذن الحين، أبي: جالسين تو

الليل، النوخذا:تعبان من كثر الشغل بروح أنام، تصبحوا على خير، جميعاً : وأنت من أهل

الخير.

على الفور نادى أبي على من بالبيت وقص عليهم ما صار وطلب المشورة، أما أمي فقد بكت

وعارضت، وأخواني وقفوا بين مؤيد ومعارض، نظر أبي إلي وقال: وأنت يا محمد؟، لم أتردد

ولو لوهلة بسيطة قلت: سأذهب يا والدي، أبتسم وقال: هكذا الرجال، وفي اليوم التالي ذهب

للنوخذا وأخبره بالموافقة، فقال النوخذا: أذن دعه يستعد.

للحديث بقية،،،

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان



التعديل الأخير تم بواسطة أبو المؤيد ; 14-12-2009 الساعة 05:17 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-12-2009, 09:35 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

بن رمضون: تريدوا الصدق كنت متخوف من

الموضوع إذ كانت هذي المرة الأولى التي أترك فيها أهلي وأصدقائي وقريتي، قريتي التي لم

أخرج منها منذ أن ولدت، بدأت بسؤل كبار السن عن رحلاتهم ومغامراتهم.... وعن البحر

وأهواله مما أصابني بقشعريرة بجسدي، وبداء الخوف ينسل إلى قلبي شيء فشيء، وما زاد

الطين بله أن الجميع متفق على قسوة النوخذا مسعود وأنه ذو قلب متحجر لا يعرف الرحمة.

جاء اليوم الموعود، ودعت الجميع قبل الركوب بالقارب الصغير الذي سيوصلني للأنش، كنت

أرى الدموع في مقلتي والدتي وأخواني وحتى أبي حاول إخفائها ببسمة مقتضبة إلا أنه لم

يستطع احتجازها في مدمعيه، كانت دموعي تنهر مغرقة وجهي وإذا بيد تربت على كتفي، نظرت

فإذا بالنوخذا مبتسماً: هون عليك يا ولدي ستتعود، بتلك الابتسامة وتلك الكلمات أحسست

بالأمان وزالت أغلب مخاوفي.

ركبنا اللنش والكل يلوح لأحبابه وأصدقائه وهم يرون القرية تصغر شيء فشيء واللنش يتعمق

في عرض البحر، ناداني النوخذا قائلاً: يا محمد تعال أعرفك على البحارة، أمسك يدي ودار بي

عليهم جميعاً، وأخيراً وصلنا إلى رجل سمين عندما رأيته من الوهلة الأولى ظننت أنه حامل من

كبر كرشه وضخامة جسمه، النوخذا: وهو يشير إليه هذا (خماس) الطباخ وستكون تحت أمرته

المباشرة، بالإضافة لبعض الأعمال التي سأوكلها إليك، نظرت إلى خميس أو خماس ذو الجثة

المترهلة والأطراف اللينة وأحسست حينها أنه من (المخنثين) وأنا أقول في نفسي يا ترى لو

جاع هذا هل سيأكلني؟، ارتسمت على خدي ابتسامة خفيفة وإذا بخماس يقول لي: بنغمة خشنة

لماذا تضحك، تلعثمت بالبداية لكني تداركت الموضوع وقلت: من كثر سعادتي بالعمل عندك و....

هنا يقطع عبد الله كلامه قائلاً: أبو سالم عيني بعينك سيأكلك آه، أم أنك كنت خائف من

أنه ......... أحمر وجهه حياءً وهو يبتسم : خلي هذي الأشياء مستورة، وجميعنا نضحك.

المهم والقول لأبن رمضون: بدأت أشعر بدوار البحر، ذهبت إلى مؤخره اللنش وتقيات كل ما

كان ببطني لأنني لم أكن متعوداً على الدخول والمكوث في البحر لهذه المدة الطويلة، أحضر لي

خماس كوب ماء وخلط معه ليمون وملح وقال لي: أغمض عينيك وأشرب هذا سيذهب عنك

الدوار، شربته وبدأت أشعر بتحسن قليلاً، قال لي أذهب وتمدد قليلاً حتى يعود لك نشاطك، ففعلت

ما قال لي، عندما أحسست أنني بخير رجعت إليه، فقال لي: هل أنت بخير؟ رددت: نعم، قال: خذ

هذا غداء النوخذا أحملة إليه، حملت الصحن للنوخذا وعندما رآني قال: هاه يا ولدي كيفك

الحين؟ قلت تمام، قال: الحمد لله، رجعت إلى خماس وإذا به قد جهز لي صحن غداء كبير

وقال: خذ تغداء، أخذت الصحن و......عبد الله مقاطعاً: هه حبتك، بن رمضون عيب..عيب، وين

وصلت عبود نسأني؟ وهو يهز رأسه، علي: لازم تنسى هذا خماس....... والجميع يضحك وهو

معنا، بن رمضون: صدق وين وصلت؟ أحمد أتركهم ذيلا وصلت عند صحن الغداء، آآها.. بعد

ما انتهيت طلب مني خماس غسل الصحون لكن قبل ذالك إحضار صحن النوخذا أذا كان منتهياً

من غدائه، أتممت مهمتي وأخذت قيلولة بسيطة.

عند العصر سمعت النوخذا يناديني: محمد..محمد، قدمت إليه وقال لي ولدي أذهب وأغسل

أطراف وحواجز اللنش لأن الصيادين تركوا هذه الأماكن قذرة بعد الانتهاء من عملهم، بداءت

بالتنظيف والنوخذا يراقبني من بعيد، أحسست به دون أن يشك بي أنني أراه، بذلت قصار جهدي

بالمسح والدعك حتى أنال استحسانه، وعندما انتهيت حملت نفسي متوجهاً إليه قائلاً: تريدني

أسوي شيء ثاني؟ قال نعم أذهب و..................................... .


للحديث بقية،،،

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان



التعديل الأخير تم بواسطة أبو المؤيد ; 20-12-2009 الساعة 09:41 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-12-2009, 09:30 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

قال لي النوخذا: أذهب وأطوي ذالك الحبل الطويل هناك

بحيث يكون بشكل دائري ونهايته من الخارج، تمتمت في نفسي (آه النوخذا مازال يختبر قدراتي)

وبما أني لا أملك الخبرة الكافية في ذالك قلت له أنا أقوم بذلك للمرة الأولى لذلك قد تجد به

بعض الأخطاء، هز رأسه بابتسامة رضاء، ذهبت وأخذت أطوي الحبل وهو يراقبني وقد كان

الحبل سميكً وطويلً ومبتلً مما جعله ثقيلً حيث يحتاج لشخصين حتى تتم السيطرة عليه وطيه

بالطريقة المثلى، أخذت أبذل قصار جهدي بالعمل فما أن أنتهي من النصف حتى ينحلل مره

أخرى وأعاود الكره مره وأخرى والنوخذا يراقب ثم قال لأحد البحارة أذهب وساعد محمد، أتى

ذالك الشخص إلى وأعطاني بعض التعليمات ثم أتممنا العمل مع بعضنا بكل سهولة ويسر،

ومرة الأيام ونحن بطريقنا إلى البحرين لكن علينا الوقوف برأس الخيمة للتزود بالمئونة

واستخراج جوازات لي ولبعض المسافرين أيضاً.

عند وصولنا ورسونا بالميناء نزل كل من كانوا على ظهر اللنش إلى الشاطئ ما عدا بعض

البحارة الذين أمرهم النوخذا بالبقاء فيه احتياطً لأي طارا قد يستجد، أخذني النوخذا وبعض

المسافرين إلى مبنى طيني مسقف بجريد النخل يقف أمامه رجل يحمل بندقية بيده وقد لف حول

خسره حزام به عدة طلقات للبندقية، قال لي النوخذا من هنا سنستخرج لك الجواز، أضاف أذا

سئلت عن العمر فقل أنه أحدى وعشرون سنة ولا تنظر بعين السائل حتى لا ترتبك فتنكشف

كذبتك، دخل اثنان قبلي واحد تلو الأخر ثم جاء دوري، دخلت والنوخذا معي فإذا برجل سمين

عابس قاعداً خلف طاولة، من أول ما رأى النوخذا قال: أهلاً يا نوخذا مسعود صار لك زمان لم

تمر علينا؟، النوخذا مسعود: عاد أنت تعرف الدنيا ومشاغلها، الموظف: هل هذا ولَدك؟،

النوخذا: لا هذا محمد أبن أعز أصدقائي وهو يغمز بعينة علي، ثم قال لي: أذهب وبوس رأس

عمك، ذهبت وفعلت ما طلب مني، قال الموظف: أكيد تريد له جواز؟، النوخذا يهز رأسه للأعلى

والأسفل مؤكداً، الموظف: ما كنه صغير؟، هنا نطقت بكلمات لم أعرف من أين جئت بها وقلت:

الصغير صغير العقل عمي، ضحك الموظف وقال: صدقت، وأخذ ورقة من أمامه وكتب بها بعض

المعلومات عني بعد سؤالي عنها، وضع عليها الختم وأعطاها لي وقال: في أمان الله يا نوخذا

وأنت أيضاً يا محمد أنتبه لنفسك، خرجنا من عنده مودعين والنوخذا يربت على كتفي قائلاً:

أعجبتني... أنا مقاطعً: يالله بالستر أنفقشت عيني شوته قوية، الجميع يضحك وبن رمضون

مستغرباً العبارة ويقول: سلامات ولدي شو فيك؟، أنا: لا بس شراره من النار طارت بعيني، ،

هو بكل براءة: جيب بنفخ بعينك بتصح،الجميع يضحكون وهو معنا، بن رمضون: تمشينا شو

بالمكان ورجعنا للأنش نستعد للإبحار..........

للحديث بقية،،،
دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان



التعديل الأخير تم بواسطة أبو المؤيد ; 20-12-2009 الساعة 09:34 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25-12-2009, 09:30 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

أبحرنا.. وأبحرنا مع سكون الريح وشدتها، مع هدوء

البحر وهيجانه، مع العناء والعمل والألم، خضت خلالها صولات وجولات من اكتساب المعارف

سوء من البحارة والنوخذا والمسافرين و بعد من عند خماس (بسمات ترتسم على وجوهنا)،

ملاحظً للبسمات: يالله منكم محد يقدر يقول لكم شيء إلا وتتمسخروا عليه، عبدالله: محشوم أبو

سالم بس أنت وخماس وحدكم فيلم، بن رمضون: أسكت أنت بعد لا أشخطك بذي العصا على

طول ظهرك، أحمد (بغمزات ماكرة): ودروا المسخرة خلوا الرجال يكمل ، بن رمضون: أنزين

قريب ما نوصل البحرين ناداني النوخذا وجلسنا في مؤخرة اللنش بعيد عن الموجودين وقال:

ولدي أنت رايح بلاد غير بلادك وأطباعهم غير أطباعك وحياتهم غير بعد، ولدي خذ منهم الزين

وأترك الشين، أحترمهم يحترموك، كون دائم الابتسامة يحبوك، وخلي كلمت أنشا لله دوم

بلسانك ما يقدروا يؤذوك، ولدي أنت أمانه برقبتي وأهلك ما يسامحوني إذا صار لك شيء لا

سمح الله، أنتبه لنفسك ولا تنسي ربك.

بن رمضون: الله يرحمك يا نوخذا مسعود، بعدها تلك الكلمات ترن بأذني، عموماً وصلنا

البحرين ونزلنا على الأرض، كان الناس بكثرة لم أعهدها من قبل، كانوا يمشون على الأرض

محدثين دبيب كدبيب النمل، ولا تعرف المتكلم من المصغي أو من البائع ومن الشاري، سألت

النوخذا ماذا سأعمل هنا؟، قال أي شيء المهم تحصل فلوس، قال: تعال أجلس هنا، جلسنا ما

يقارب الثلاث ساعات وإذا برجل في السبعينات من العمر ومعه زوجته التي لا تصغره إلا بقليل

يقفان بجانبنا، قالت:هذا زين وهي تشاور علي وتنظر لزوجها، أنحبست أنفاسي خوفاً، الرجل:

السلام عليكم، النوخذا بعد أن رد السلام: تفضل، قال الرجل: هذا الصبي جاي يشتغل هنيه؟،

النوخذا: نعم، الرجل: نحن نريده.. كم دينار تريد نعطيه بالشهر؟، النوخذا ينظر لي ثم

لهم:عشر دنانير، الرجل: هذا كثير.. أسمع هي كلمه وما أرجع عنها، بعطية سبعة ولا فلس

زيادة، النوخذا لي: هاه محمد شو رأيك؟، أنا: أنت فصل وأنا بلبس، النوخذا: أنا أشوف أنه أجر

مناسب وعمل مريح ما بتحصل مثله، ويرد على الرجل:خلاص نحن موافقين بس بسير معكم

للبيت على شأن أطمن عليه، الرجل: تمام، في الطريق العجوز : من أسمك يا ولد؟، أنا: محمد،

العجوز: مثل ما تشوف أن وزوجي كبرنا بالسن وما عدنا قادرين على شغل البيت وخاصة

عندنا البيت كبير وتنظيفه صعب، وما أقدر أروح السوق من كثر الوجع برجلي، هذا بيكون

شغلك وبعض الأشياء الثانية إلى نطلب أنك تسويها، النوخذا: والله أنك محضوض الظاهر أنك

اشتغلت مع ناس طيبين، هنا أرتاح قلبي من بعد ما بداء الخوف من المجهول يأرقة.

وصلنا البيت وجلس النوخذا يتبادل أطراف الحديث مع الرجل، بعد لحظات جاءت العجوز حاملة

التمر والقهوة والنوخذا يأشر علي أن أخذهما من يديها ففعلت، أكلنا التمر مع بعض وقمت

بسكب القهوة وتقديمها لهم، الرجل: تعرف تسوي قهوة؟ وهو ينظر لي، أنا: نعم علمني خماس

ذالك، الرجل: من خماس؟!، النوخذا يضحك: الله يقطع بليسك محمد ناظراً للرجل: هذا طباخ

اللنش، الرجل مبتسمً زين.. زين، النوخذا: أنا بستأذن وهو يضع يده على كتفي بزورك في

الرحلة الجايه ولا تنسى وصاتي لك، ذهب النوخذا وأحسست حينها بالغربة الحقيقية، وإذا

بالعجوز تناديني.........

للحديث بقية،،،

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29-12-2009, 11:10 AM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

محمد.. محمد..، أنا مجاوبً: نعم عمتي، هي: تعال أريدك بشيء، وقد جلست مع زوجها على

حصيرة مصنوعة من الخيزران المنقوع بالماء قبل نسجه أمام غرفتهما الطينية، ذهبت وإذا بها

تأشر لي بالجلوس، قلت: لا عمتي ما يصير، قالت: أجلس فأنت صرت بحسبة ولدنا ونحن ليس

لدينا أولاد من بعد ما توفي ولدنا حسين وكان عمره أيامها أربعة عشر سنة، جلست وهي

صامتة وزوجها يهم بالكلام: محمد أعتبر البيت بيتك، كل ما تريد ونم حيثما تريد، لكن أحترم

حرمت البيت، لا تجعلنا نندم على إحضارك هنا بعد أن ارتحنا لمحياك، أعمل ما نطلب منك

وأطعنا تحصل على كل ما تريد، سنعتبرك كولدنا إذا أنت أخلصت لنا، أنا: أتمنى من الله أن

أستطيع أن أخدمكما بكل ما أوتيت من قوة، الرجل لزوجة: شو رأيك؟ الزوجة: طلع ملاق بعد

والاثنين يبتسموا وأنا أناظرهم كالأبله.

كنت أنهض من الصباح الباكر وأقوم بملأ جرة الماء المعلقة بجانب عتبة باب غرفة نومهما،

والغريب بالأمر أن أغلب جزر البحرين لم يكن بها أبار في تلك الفترة لقسوة الأرض الصخرية

وأيضاً لملوحة المياه، فقد كانوا يصنعون أفلاج على الأسطح والأرضيات لتسيل بها مياه

الأمطار وتتجمع في النهاية في حفرة على شكل بئر يتم استخراج الماء منه بعد ذالك، وفي حال

تأخرت الأمطار يتم شراء الماء من عند الباعة الذين يحملونه على الحمير، أنزين يضيف بن

رمضون: وبعدين أروح أجيب البالدي*السطل* وأروح أحلب البقرة الموجودة في حوش *سور*

بجانب البيت... كهكهات وضحكات وعبدالله معلقً: عجب أنت كنت حلابة، والكل يضحك وهو

مستغيض ويهوي بعصاه قريباً من رجل عبدالله ويقول وأبوي على مكرك وأبوي، عبدالله

خلاص.. خلاص بس ما بقول شيء.. التوبة، أنا ملطفً للجو: عبود هذا شغل والشغل مو عيب..

العيب أنك تضحك على الناس واللسان ذراع خارج الفم دون أن يلاحظ، بن رمضون مرتاح:

صح لسانك.. سمعت عبود؟ و معنا يضحك، أحمد يالله عاد خلوه يكمل.. كمل كمل أبو سالم

برأيهم ما يريدوا يسمعوا، بن رمضون: أجيب الحليب .. أجهز الريوق.. أكنس الحوش..

وأغبر*أطبخ العلف* للبقرة.. أغسل الثياب.. أغسل الصحون والصفاري*القدور*.. أنظف

الحصران.. وأروح السوق أجيب أغراض للبيت، كل هذي الأشياء أسويها الصباح وقبل لا

توصل الشمس بوسط السماء أكون................ .

للحديث بقية،،،
دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-01-2010, 09:54 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

أكون قد بدئت بأعمال الطبخ والأعداد للغداء، وبعد الغداء أنهي عملي لأقوم بقيلولة حتى

العصر،عند العصر أذهب لإحضار السهك* العلف* للبقرة والقيام بتقطيعه وطبخة وطعام البقرة،

وبعد المغرب أبداء بالأعداد للعشاء، وبعد العشاء وبعد أن أنهي عملي أخرج قليلاً لذهاب إلى

بعض الأصدقاء الذين تعرفت إليهم في اللنش أثناء الرحلة وبعضهم يعمل في الأماكن القريبة،

ثم أرجع للبيت في وقت مبكر لأن العجوز وزوجها ينامان بعد العشاء بقليل، عبدالله مقاطعاً: هه

عجب صرت مثل الدجاجة لما يظلم الوقت تنام، بن رمضون: عبود تأدب ووزن كلامك، أنا:

ذوقيه عبدوه والكل يضحك.

مضت الأيام وأنا على هذه الحال لا ينقصني شيء حيث كانا يوفران لي كل ما أحتاج إليه، إلى

أن أتى ذلك اليوم المشئوم،هنا يقف صامتً فترة وهو يدعك عينية، ثم يكمل صحيت الفجر على

صياح العجوز ونحيبها، أدركت أن هناك خطب ما، اتجهت صوب غرفتهما وإذا بالعجوز قاعدة

عند رأس زوجها وتنتحب القدر، عرفت أن أبو حسين قد فارق الحياة، ضاقت على الدنيا بما

رحبت وأظلمت وكأن غشاوة وضعت على وجهي، سقطت جالسً متدكيً على جدار الغرفة من

هول الصدمة لا أنطق ببنت شفة، ثم لملمت أنفاسي وذهبت للعجوز وقلت: احتسبي ربك هذا

قضائه وقدره، قالت: أنا لله وأنا إليه راجعون وهي مطرقة رأسها للأرض، رفعت رأسها

وقالت: أذهب للمطوع وأخبره بما حصل سيكون الآن قد انتهى من صلاة الفجر، وبالفعل أصل

هناك والناس يخرجون من المسجد والمطوع معهم أخبرتهم وقالوا جميعاً: أن لله وأنا إليه

راجعون، أتوا جميعاً معي إلى البيت وحملنا الجثة للمسجد للقيام بإجراءات الغسل والكفن، وبعد

الانتهاء من هذه المراسم والصلاة والدفن ذهب الجميع إلى أنا فلم أعرف إلى أين أذهب فقد

كان دخولي للبيت مستحيلاً حيث أنني لم أكن من المحارم، تحركت في خطى متثاقلة إلى مكان

العزاء(سبله بجانب البيت) تم أنشاؤها على عجل، قمت بخدمة المعزين حتى أتى المساء وطول

الوقت كان يشغل تفكيري أسئلة وهي: أين سأنام الليلة؟ وماذا سيحصل لي هنا؟.

لم يكن لأبو حسين أقارب باستثناء أبن عم له، خلت السبله من المعزين ما عدا الرجل وثلاثة

آخرين من الجيران من بينهم أحد المسافرين الذين كانوا معي باللنش، أحد الجيران: أين

ستذهب يا محمد؟، أنا: لا أعرف، أبن العم: سيأتي معي للبيت خلال أيام العزاء فزوجتي وبناتي

سينمن عند أم حسين،

قلت في نفسي بتنهيده فرجت، كان تفكيري أين سأنام تلك الليلة فقط وبعدها يحلها ألف حلال، في

يوم العزاء الثالث رأيت أحد الموجودين ويدعى (الفاراني) يشاور علي وهو يكلم أحد

الجيران.......علي مقاطعاً: هع يعني أكيد يأكل جبن وأيد، أنا: لا أكيد يشبه الفار، بن رمضون:

لا ذا ولا ذا يسموه كذا لأن السنان الأماميان طويلان، أنا: أنزين لو سموه (الأرنباني) والجميع

يضحكون، بن رمضون: وعندما هم بالذهاب ناداني بجوار السبله وقال: أين ستعمل الآن،

قلت: لا أعرف، قال: ما رأيك بالعمل معي في الدكان فقد سألت عنك وعن أخلاصك في العمل

وأعجبتني، قلت: أنا رهن أشارتك بشرط أن توفر لي السكن والأكل، قال: خير إذاً وسأعطيك

ستة دنانير بالشهر، أنا: أهز الرأس بالقبول.

أخذني إلى مخزن ملاصق للدكان وقال: خذ هذه مفاتيح الدكان والمخزن ستنام هنا وفي الصباح

أفتح الدكان وعند قدومي سأجاب لك الإفطار معي، أخذت................ .


للحديث بقية،،،


دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-01-2010, 12:04 AM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

أخذت المفاتيح وأقفلت الباب بعد خروجه، حاولت النوم إلا أن الأرق لم يفارقني رغم التعب الذي

كان ملم بي فقد كنت أفكر كيف ستكون حياتي الجديدة، غمضت عيني لسويعات فاستيقظت مع

أول خيوط الشمس المتسللة من خلال باب المخزن، غسلت وجهي وفتحت الدكان أنتظر عمي

الجديد، مر أحد الجيران ورآني جالس بالدكان فقال: محمد ماذا تفعل هنا؟، أنا: أنتظر فلان فقد

أصبحت أعمل معه، هو: بكم (مَن)*4كيلو الفستق؟، أنا ما أعرف أرجو أن تنتظر صاحب

الدكان حتى يحضر فأنا لا زلت لا أعرف الأسعار جيداً، وبينما نحن نتحاور حظر الفاراني حاملاً

كيس بيده مسلماً، رددنا السلام وإذا به يمد يده التي تحمل الكيس ويقول: خذ أذهب وكُل، ذهبت

للمخزن أكلت وعندما انتهيت أتيت للدكان فقال لي: محمد سيكون عملك هنا تفريغ الأكياس

الكبيرة إلى هذه الصواني الموجودة هناك وهو يشير إلى المكان، وأيضاً ستذهب معي للميناء

لنحضر الشحنات القادمة لنا من الخارج، أني أمل أن تتعلم بسرعة حتى أسلمك جميع أمور

الدكان فأنا أرغب بفتح دكان أخر للملابس وسأكون به وأدع هذا الدكان تحت مسؤوليتك، أنا:

سأحاول قدر استطاعتي.

مرت الأيام.. وبعدما سلمني الدكان أخذت أتردد على الميناء كثيراً بحكم عملي، وفي يوم من

الأيام إذا بي أشاهد لنش النوخذا مسعود، ذهبت مسرعاً إليه وإذا بأحد بحارته أمامي فأسلم

وإسالة عن النوخذا، قال: ربما مازال باللنش، تركته وركبت اللنش أبحث عن النوخذا ولم أحس

إلا بيد تطوق أسفل كتفي وترفعني عالياً، ألتفتت محولاً معرفة الشخص دون جدوا، عند تأملي

باليد قلت بصوت عالي: خماس!

أخرج كهكهات غليظة وهو ينزلني....نحن كل وأحد يشوف الثاني، أحمد: أكيد خذاك بالأحضان؟،

أنا: أحضان وبس لازم طبع بوسه على خده، أحمد: يع يع، بن رمضون: شبعتوا أنت وياه، أنا:

لا بس قول الحقيقة ولا تستحي باسك ولا لا؟ علوه باسني شبعتوا، الكل يضحكون وينظر إلينا

ويقول بتأفف: ولآد أخر زمن، عبدالله معلقاً: شوف أنت كله علي أنا، بن رمضون: سألت

خماس... عبد الله مقاطعاً: هه الحب القديم، الكل يضحكون وهو معنا، هو: عبود أسكت عاد،

سألت خماس عن النوخذا خبرني أنه نزل البر من فترة وما يعرف متى بيرجع، نزلت من

اللنش...أنا مقاطعاً: بس ما سويت شيء ثاني؟

الكل يضحكون وهو مطنشني: رجعت الدكان وجلست شوي وأشوف النوخذا جاي من صوبي،

خرجت لاستقباله أخذني بالأحضان وقال: رحت أسأل عنك بالبيت خبروني بالسالفة ودلوني على

مكانك، كيفك أنت وشو أخبارك وعلومك؟، أنا: الحمد لله بخير ونعمة بس تعال تفضل أجلس

وخبرني عن أهلي والقرية، وبعد ما فت علومه وأخباره قال: ما شاء الله تشتغل هنا الحين وين

صاحب الدكان؟، خبرته بالسالفة ورد علي: ما قلتلك أنك محظوظ؟، أنا الحمد لله هذا من

بركتكم، النوخذا: الحين بروح ما تريد تطرش فلوس لأهلك؟، أنا: لحظة علي من فضلك الفلوس

مخلنهم عند عمي الفاراني بروح أجيبهم وبرجع، رحت له وخبرته السالفة عطاني الفلوس

وقال: هذا خمس دنانير من معي حال أخوانك، أخذت الفلوس كلها وعطيتها النوخذا، النوخذا:

خليلك شيء كمصروف، قلت ما أحتاج فلوس هنا كل شيء متوفر، النوخذا طيب ولدي بستأذن،

ودعته بكلمة الله يحفظك وأنا أراه يختفي شيء فشيء..........

للحديث بقية,,,
دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15-01-2010, 12:21 AM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

راح النوخذا وتركني أعاني مرارة الغربة، جلست واضع يدي على خدي متذكر الحارة وأهلي والأصدقاء، وبينما أنا بجلستي إذا بظل يحجب نور الشمس عني رفعت

رأسي فإذا بأم حسين واقفة على عتبة الدكان مبتسمة، وقفت بسرعة البرق وأنا أقول: كيف حالك عمتي؟، هي: بخير ولدي، أنا: شو مسوية وكيف ممشية حالك؟،

هي: يالله البيت مهجور الحين وأنا أعيش مع بنت أختي والحمد لله مرتاحة، وأنت كيف عساك مرتاح في هذي الشغلة؟، أنا: مرتاح وخبرتها كل شيء وحتى عن

زيارة النوخذا، هي: الحين أرتاح قلبي كنت أحاتيك طول فترة الحداد وأسال عن أخبارك، أنت بغلات ولدي حسين وبعد أعدك من ريحة المرحوم، أنا: الله يخليك عمتي،

هي: يالله بروح الحين ما تريد شيء، أنا: لا عمتي بس الله يعطيك الصحة والعافية، متكئة على عصى ومغادره بخطى متثاقلة وتقول: ولدي إذا بغيت أي شيء خبرني.

بن رمضون: راحت العجوز و..... أنا مقاطعاً وناظراً للغرب: وجئت عجوز والكل ينظروا إلى أم سالم وهي قادمة تسحب خطاها حاملة دله الشاي والأكواب، قمت

فأخذت الأكواب وقلت لها: مشكورة أم سالم، هي: يالله يهذا الشايب ما يعيي من السوالف أف منه باطلي فؤادي، هو: روحي نامي أحسن لك تراك متأخرة الليلة، أنا:

تعالي جلسي معنا وسمعي سوالفه، هي: شبعانة هذا ما يشبع من الكلام ونصه خرطي، ونحن بين متبسمين وضاحكين، هو: الظاهر أنك بادية تخرفي، هي: أنا أخرف

وإلا أنت يالشيبة، يالله ولأدي بروح أنام أحسن عن أقابل هذا الشايب العايب، ونحن نضحك وهو يرمقها بنظرات غضب، بداء أحمد يصب إلنا الشاي وبن رمضون

ساكت، عبدالله: ليش سكتت أبو سالم كمل؟

هو: ضيعت المزاج هذي العجوز، ونحن نضحك وهو معنا، ثم أتبع: المهم عشت بالبحرين ثلاث سنوات تعلمت فيها أشياء كثيرة زينة وشينه، خالطت الناس عرفت

أطباعهم، مارست التجارة عرفت أسرارها، بعدها قررت الرجوع للبلد.. للقرية والأهل، انتظرت قدوم النوخذا مسعود لكي أرجع معه للبلد، وعندما أتى أخبرته بأنني

سأرجع معه للوطن، فوافق، قلت له بكم ستأخذني؟، ضحك وقال: برأس خماس، ضحكنا مع بعض وفهمت من كلامه أنه لا يريد نقود أنما يريدني مني أن أعمل كالسابق باللنش.

ذهبت للفاراني وقد أعطيته فكرة من قبل عن موضوع عودتي لوطني، أعطاني مستحقاتي وزادني، ودعته بكل حرارة وذهبت للعجوز أم حسين لأودعها وقد نبهت علي

من قبل أن لا أذهب حتى أمر عندها، وصلت وأخبرتها بأني مسافر، دخلت البيت وأحضرت لي صره كبيرة مربوطة وقالت: هذه هدايا مني لك ولأهلك، أخذت الصرة

وعيناي تدمعان حرقة على أبو حسين، فهمت الموضوع ودمعة عيناها أيضاً، ودعتها واتجهت ناحية اللنش.........

للحديث بقية,,,

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20-01-2010, 04:05 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

ركبت اللنش وبعد ساعات جاءت الأوامر من النوخذا بالإبحار، أبحرنا عائدين للقرية الصغيرة والتي كبرت بعيني كثيراً بعد فراقها لهذه

المدة الطويلة،أخذنا أيام وليالي وكنت أعمل مع خماس تارة ومع البحارة تارة أخرى.. وكلما اقتربنا من القرية أكثر تزداد دقات قلبي أكثر

فأكثر، حتى أصبحت في مرمى نظري، عندها أحسست بالفرح العارم، بعد وصولنا ورسو اللنش على مشارفها نزلنا بالقارب الصغير للبر،

حملت الأغراض التي كانت معي وتوجهت للبيت، حيث لم يكن أحد يدري بقدوم اللنش،

وأنا في الطريق كنت أناظر الأزقة والبيوت وأعود بها إلى ذكريات الطفولة حينما كنت العب هنا وهناك، وصلت البيت وكان ذلك بعد

المغرب بقليل، طرقت الباب فإذا بأحد أخواني يقول: من هناك؟ حيث أن والدي لم يكن متواجدً بالبيت حينها، أنا مجاوبً: أنا جايب رسالة

من عند محمد، هو يفتح الباب وبصوت عالي: أمي.. أمي أنه محمد لقد رجع، وقد كانت تعجن الطحين وأتت مسرعة مع أخواني الباقون

وأخذتني بأحضانها وأمسكت بوجهي تتأمله من الفرحة حتى أصبح مخططً بين البياض والسواد وجميعاً نبكي...عبدالله: هع..هع عجب

صرت أبو صابر وحشي ونحن نضحك، هو: من هذا بعد أبو صابر؟ نحن نزيد ضحكً وأنا أرد عليه: هذا وأحد من الأبطال مال أمريكا،

والشباب تدمع عيونهم من الضحك بعدما يتباهى بنفسه بهز الرأس ويقول: صدق أني كنت بطل في ذاك اليوم.

بن رمضون: ونحن واقفون بوسط الحوش دخل أبي من الباب وعندما راني أتجه صوبي وأنا أحاول أن أسبقه بالاتجاه نحوه، مد يده كي

يصافحني ويحضني لكني صافحته ورفعت رأسي أبوس رأسه وهو يقول: أحسنت ولدي أحسنت تعال أجلس وخبرنا عن أخبار رحلتك

وكيف كانت حياتك؟، أعطيتهم هداياهم وجلست طوال تلك الليلة وأنا أقص عليهم ما جرى لي بالبحرين، كان النوم يغالبني وأحسوا بذالك

فقال أبي: أذهب لتنام من الواضح أنك مرهق، أنا: صحيح يا أبي فأنا لم أنم جيداً طوال الرحلة من كثر شوقي لكم وللقرية، أحمل نفسي

وأذهب إلى الفراش الذي أعدته أمي فور علمها بتعبي، أنام بعمق شديد لم أعهده من قبل، بعد إستيقاضي من النوم ذهبت مسرعاً للبحر

لأرى شروق الشمس فقد افتقدت هذا المنظر كثيراً ولو أني كنت أراه يومياً باللنش لكنه كان أجمل من القرية وهو يضيئها شيء فشيء،

عدت إلى البيت لأرى والدتي قد أعدت الإفطار وقد تحلق الجميع حوله كالعادة، لكن كان من غير العادة نوع الوجبة، عرفت حينها أن حال

أهلي تغير بفضل سفري وغربتي، خرجت بعد الإفطار لأتمشى بالقرية وأرى أصدقائي، لقد تبدلت القرية عن القرية التي تركتها فأصدقاء

الأمس كبروا وصاروا يتحملون مصاريف بيوتهم وليس لديهم الوقت للاعب أو الجلوس معي، تهت في قريتي فقد أصبحت وحيداً بلا

أصدقاء، كنت أجلس طوال الوقت بالبيت وعندما أحس بالملل أخذ صنارتي وأذهب للشاطئ أصطاد الأسماك الصغيرة.

مرت الأيام وأنا على هذه الحال حتى في يوم وبعد صلاة العصر التقيت بالنوخذا مسعود وأخذت أخباره، لقد ذكر لي أنه مسافر إلى ميناء

بومباي بعد عدت أيام وأشياء أخرى، وأخبرته عن حالة الملل التي أعيشها، قال لي لماذا لا تعمل معي وأعطيك معاش زين، أنا: بشوف

الوالد أول وبرد عليك وإذا كان علي فأنا متحمس للرحلة، رجعت البيت وأنا ما عارف كيف أفاتح أهلي بالموضوع، بعد العشاء كنا رامسين

مع بعض قلت.....................

للحديث بقية،،،

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:56 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية