روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,549ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,813ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,369
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,515عدد الضغطات : 52,294عدد الضغطات : 52,399

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-08-2011, 03:49 PM
الصورة الرمزية محمد الراسبي
محمد الراسبي محمد الراسبي غير متواجد حالياً
مدير الموقع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 1,754

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد الراسبي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد الراسبي
افتراضي قراءة في القصائد المشاركة بالملتقى الادبي 17 في نزوى للكاتب حمد الخروصي

قراءة في القصائد المشاركة بالملتقى الادبي 17 في نزوى للكاتب حمد الخروصي


السلطنة :

مقدمة:

ما الشعر؟ وكيف نستطيع القبض عليه وهو كالماء؟ طعمه الحب ولونه السماء ورائحته الأرض.. يغيب فيحضر سرابه، ويحضر فتغيب صورته. نبحث عنه فلا نجده إلا في وجداننا. منزويا في أعماقنا، مستسلما لخدر الروح. لا تفضحه سوى العاطفة ولا تتعرف عليه سوى القلوب المبصرة.


هكذا مر الشعرُ في ردهات القصائد المشاركة في الملتقى الأدبي (17) بنزوى، متخفيا في صورة شعرية بإحدى الأبيات أو متبيّنا في عبارة شعرية أخرى. ومن الصعوبة أن نرصد حركته المتسارعة أو المتباطئة بدون متابعة متأنية ودقيقة وقراءة متمهلة للقصائد المشاركة. وهذا ما أحاول أن أقدمه للقارئ الكريم خلال هذه القراءة التي تفسّر الأسباب التي من أجلها تقدمت قصائد على قصائد أخرى في الترتيب النهائي بالمسابقة. كما ألفت انتباه القارئ العزيز بأن القراءة ستستعرض سبعة قصائد من أصل ستة عشر قصيدة. بينما سيتناول الشاعر خالد بن نصيب العريمي القصائد الأخرى والعريمي كان عضوا في لجنة تحكيم الشعر الشعبي حيث اتفقنا على توزيع القصائد ما بيننا وعلى نشرها منفصلة، حتى نضمن شموليتها وتركيزها في بعض المحاور المهمة.


تشتمل هذه القراءة على القصائد الفائزة بالمراكز الأول(مدى) والثاني(توبة) والثالث(تميمة)، والقصائد التي لم يكن لها نصيب في المراكز الخمسة الأولى وهي (صدى من قصر المتوني، ثامنها، رسالة عريس، شلة العربان). وإن كانت المساحة لنشر القصائد كاملة للقارئ غير كافية إلا إن القراءة ستتضمن أكثر عدد ممكن من الأمثلة لنستشهد بها في المكان المناسب، وسنبدأ أولا بالقصائد المتميزة التي تأخرت في الترتيب النهائي، لايستضاح سبب التقهقر، مع ذكر الجماليات التي تضمنتها.



1- (صدى من قصر المتوني) للشاعر عبدالعزيز العميري..

موضوع القصيدة يتحدث عن ذكريات قصر المتوني الذي بناه السيد سعيد بن سلطان ومدى ارتباطه بوجدان الانسان العماني. فالشاعر يتحدث بحنين غامر عن هذا القصر المرتبط في وجدانه بالحضارة العمانية منذ مجان.. حيث يخاطب في قصيدته بشكل مباشر قصر المتوني ومجان ، وبشكل غير مباشر يخاطب الإنسان العماني.. القصيدة تظهر موهبة شعرية تتكئ على الخيال المحض وقد نجح الشاعر في بعض الأحيان بخلق صورة شعرية مدهشة كما في هذه الأبيات ( طحت من فم الزمان، أضرب بالسؤال المرَّ بيبان الجراح، للمتوني طوب يصْرخ كلَّ ما هزَّه حنين، فزَّ رمل الارض يتوضأ / الجباه، كم زرعْنا الظلَّ نصْطاد الغمام) إن براعة الشاعر الذهنية وثقته بإمكاناته اللغوية تسببت في الكثير من العيوب الفنية ومنها صياغة الصور الشعرية المبهمة والتي لا تقود لمعنى شعري يخدم القصيدة كما هذه الصورة ( عقدها المجموع من شمس السنين،، انقطع بيد الزمان،، والف عام تناثرت وانا وحيد،، أجمع الأعوام من تحت الخريف) في العبارة السابقة فأن الشاعر يستذكر حضارة مجان التي يتشكل عقدها من شمس السنين ولكن هذا العقد انقطع بيد الزمان وتناثرت منه ألف سنة وهي الفترة التي حكم فيها العمانيون زنجبار.. وفي الجملة الأخيرة فأن الشاعر يحاول أن يجمع الأعوام المتناثرة ليعيدها إلى العقد، وهو يجمعها من تحت الخريف!!. لاشك أن تفسير الشعر بهذه الطريقة يقتل جمالية الغموض الشعري ولكنه يعرفنا على أسلوب الشاعر في تركيب صوره الشعرية، فهو يبالغ في إكمال أجزاء الصورة حتى ينزلق باستخدام مفردات بدون روح مثل (المجموع، أجمع) أو يبتكر صورة لا تؤدي لمعنى نستطيع تأويله مثل ( أجمع الأوراق من تحت الخريف)، فالخريف رمز للموت والأفول والسقوط والانتهاء، والخريف هو من تسبب في سقوط الأوراق التي ترمز إلى الأعوام المتناثرة، إن المتلقي يستطيع تخيل الشاعر وهو يجمع الأوراق الساقطة في فصل الخريف من تحت الشجر هذا المعنى يحتوى على معنى المعنى وهو المعنى النفسي الذي يقصده الشاعر حيث يحاول بقصيدته أن يجمع تاريخ زنجبار بعظمته وشموخه وكبرياءه غير أن عبارة من تحت الخريف لم تكن ناجحة، فلا يحيلنا رمز الخريف كما جاء في العبارة الأخيرة إلى معنى رمزي ولا إلى معنى نفسي بل أن المتلقي تصيبه الحيرة، فكيف له أن يتصور أن الشاعر يجمع الأوراق من تحت السقوط والانتهاء والأفول.. ومن الصور المتكلفة التي يبالغ الشاعر في تركيبها هذه العبارة ( صرنا نبيع الحزن في سوق السنين)، فبرغم براعة الاستعارة في عبارة (صرنا نبيع الحزن) غير أن محاولة الشاعر لإقناع المتلقي بواقيعة الصورة مزعج فحينما يقول (في سوق السنين) لا تستحسنها النفس، فالمتلقي يعلم بأن الحزن لا يباع حقيقة ولكن الشاعر يحاول إقناعه بصورته الشعرية حينما يكمل بأن هذا البيع يتم في السوق.. وكأنه سلعة حقيقة. إن الاشتغال الفكري الذي حرص عليه الشاعر في كتابة قصيدته قاد القصيدة إلى الكثير من المزالق الفنية ووضح في بعض العبارات تعمده استخدام الجناس بدون ضرورة فنية فجاءت العبارة شكلية كما في هذه الفقرة ( يالصواري قبل ما تنبت كفوف من الوداع،، غني اليامال وامجادك شراع ،، البحر سفره سعيده ,,, والهوا ربي يزيده،، وتهتفيني وْتهت/فيني) ويبدوا التكلف واضحا في العبارة الاخيرة (تهتفيني..وتهت/فيني) فقد أدخلها الشاعر بطريقة مربكة وليس لها من مبرر سوى الجناس من أجل الجناس فقط. وإن اُعتبرت العيوب بسيطة وبإمكان لجنة التحكيم التجاوز عنها بفضل فكرة القصيدة إلا أن التكرار الذي وقعت فيه القصيدة كان هوالثقل الذي قسم ظهرها وأبعدها عن المراكز الخمسة الأولى وليس من سبب لهذا التكرار سوى دوران الشاعر حول نفس المعنى، فذهن الشاعر لم ينتقل إلى معان متجددة بل بقى ثابتا حول فكرة واحدة ولو حصرنا العبارات المتكررة في القصيدة سنتأكد من ذلك، فمثلا السنين تكررت في هذه العبارات (أتوكأ السنين، توديع السنين، شمس السنين، سوق السنين)، بينما تكررت مفردة الأعوام في هذه الفقرات(وألف عام تناثرت، أجمع الأعوام، عامٍ بعد عام) ووردت مفردة الزمان التي تؤدي لنفس معنى السنين والأعوام في هذه الفقرات(فم الزمان، إنقطع بيد الزمان، وكم نحتنا في الزمن) بينما تكررت لفظة حزن أو أحزان تسع مرات( أحزان المكان، يا حزن من علم الشطآن، كل شي بعدك حزين، نفضح حزننا، صرنا نبيع الحزن، نشطب الاحزان، وافيٍ للحزن، وما سألت الحزن).لاشك أن العميري من أميز الشعراء الشباب وقد فاز بالكثير من الجوائز الشعرية وله مستقبل كبير في تاريخ الشعر الشعبي العماني، وكلي ثقة بأن عدم فوزه قصيدته بأي مركز متقدم في صالح تجربته الشعرية، التي نتفاءل بها.



2- (ثامنها) للشاعر فيصل الفارسي


بشكل جديد كتب الفارسي قصيدته التي أراد لها أن تكون ثامن المعلقات الشعرية، وقد وزعها على سبعة فقرات بحيث تكون قصيدته هي الثامنة، وقد استهل الفقرة الأولى ببيت من معلقة أمرؤ القيس (قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل) وقام بمعارضة البيت ليفتح لخياله نافذة القصيدة فبدأ بعبارة : (ما وقفنا) وقد استهل الفقرة بهذه الجملة : (من زمان الشاعر الضلّيل لين معانق عذوق النخيل ونغمة أجراس الأماني وانسكاب الفين صبح بألف ليل .. وما قفنا) القصيدة تتسم بالروح الوطنية في معظم فقراتها ولكن في الفقرة الأولى والسادسة تكون أكثر حضورا ووضوحا.. وقد ضمن الشاعر بطريقة ذكية (فن العازي في الفقرة السادسة وتوفق في معظم الأبيات التي صاغها في هذه الفقرة تحديدا.. تميزت لغة القصيدة بالتكثيف وبالعمق، ووصلت أحيانا إلى درجة الإيغال في الغموض والتكلف سببه انقياد الشاعر التام لإيقاع القصيدة (فاعلاتن). ومن الفقرات المكثفة التي ترابطت صورها وتوالدت معانيها من رحم الصور الشعرية الفاتنة نقرأ هذه الجملة : ( من بدينا نعلق أجنحة الحمام بصارية عشق الغمام وننصب أعلام الحضارة في المنارات السحيقة لين ما شقت عزايمنا ثياب المجد في جنح السكوت، ولين لين .. ولين لين وما وقفنا)... اولا نلاحظ اعتماد الشاعر على الجملة الشعرية التامة فهو لا يوزع عباراته على الأسطر بل يكتبها متواصلة حتى ينتهي المعنى تماما، كما نلاحظ اعتماد الشاعر كليا على الاستعارات والصور الجزئية البسيطة، ومن الافت في هذه الفقرة تحديدا وجود خيط رفيع يربط الصور ببعضها البعض، علما أن بعض الفقرات افتقرت لمثل هذا الربط. إن القراءة السريعة للفقرة السابقة ستكون مجحفة وظالمة ولن تخرج بمعنى شعري لذا علينا أن نستكشف طبيعة الرموز التي وظفها الشاعر لتورية أفكاره، فلغته الرمزية تحيل إلى معان يشترك معظمنا في استخدامها، فمثلا: الحمام يرمز للسلام، الصارية للعلو والشموخ، المنارات السحقية ترمز للمناطق البعيدة وهكذا،، وكأن الشاعر يقول أن العمانيين ما توقفوا عن نشر السلام والمحبة والسفر لأقاصي الأرض لنشر حضارتهم وثقافتهم، وهذا المعنى يواري معنى آخر وهو استدعاء الامبراطورية العمانية التي توسعت في شرق أفريقيا وكان لها مجدها التاريخي.. إن التناسق والتناغم بين اللغة الرمزية والمعنى العميق الممتع قد اصطدم فجأة بعبارة كسرت الرتم التصاعدي للقصيدة، وهي: (لين ما شقت عزايمنا ثياب المجد في جنح السكوت) عند تحليلنا للعبارة الأخيرة سنكتشف معنى يضعف المعاني السابقة ويشوه الصورة الشعرية : فمفردة لين تفيد لحظة الانتقال (من و إلى) أي الانتقال من مرحلة التوسع ونشر الحضارة إلى مرحلة أخرى ولكنها غير واضحة فالشاعر يتحدث عن مرحلة أن العزيمة تشق ثياب المجد في جنح السكوت.. والطبيعي الذي ننتظره أن العزيمة تشق ثياب الذل أو الخنوع وليس ثياب المجد، فثياب المجد رمز للكبرياء والشموخ والانتصار فكيف لها أن تتمزق بعزائم الرجال التواقون للمجد.. إن ثياب المجد هي الغاية والهدف اللذين يجب أن تصل إليهما خاتمة الجملة الشعرية.. لقد نسف الشاعر أفكاره الجميلة التي عبّر عنها بداية بلغة رمزية عميقة وذلك بسبب الإغواء اللغوي ووقع في فخ اللغة الرمزية المبهمة. فلقد أعتمد كليا على خياله وتركه يأخذه دون هدف أو غاية سوى خلق الصور النادرة، كما جاء في المقطع التالي من الفقرة الرابعة : ( تدري أنك كنت تنحت صورتك بأقصى صرير الروح وتلف العمامة فوق رؤوس انسامها).. في هذه الجملة تحديدا سنرى إلى أين تقود اللغة الرمزية المبهمة، فالشاعر يخاطب ( شخص غير واضح) ربما هو الشاعر نفسه قائلا أن عمان تعلم بأنك كنت تنحت صورتك باقصى صرير الروح، لنحلل هذه الصورة:الصورة ترمز للشكل والهوية، والروح ترمز للانتماء والوطنية، وما يؤكد هذا المعنى الجملة الأخرى(وتلف العمامة) حيث ترمز العمامة للرجل العماني.. ولكن كيف نستطيع تركيب هذه الصورة في أذهاننا، فصرير الروح، صورة سمعية وهي صورة عسيرة الفهم، وهي بعيدة المنال لصعوبة تخيل أن تأخذ الروح صفة صوت الباب ، ولو تجاوزنا هذه الصعوبة فلن نستطيع أن نتصور إن النحت يقع في الصرير، فنحت الصورة، هي صورة شعرية محسوسة نستطيع تخيلها ولكن أن يقع هذا النحت على صرير الروح فهي صورة مبهمة معقدة مغلقة المنافذ، ولو قدرنا أن الشاعر لم يعني أن النحت وقع على أو في: صرير الروح بل قصد أن النحت حدث بواسطة صرير الروح والدليل حرف الباء، فهو يقول بأقصى صرير الروح.. لتشوّه حينها المعنى أكثر وأرتبك تركيب الجملة، ولن نستطيع تخيل أقصى صرير الروح كفاعل محسوس.. وكذلك لا نستطيع تخيل الانسام أن لها رؤوسا تلف بها العمائم..أنها صورة مبهمة متكلفة وقد أضرت بالمعنى بسبب تشوش الفكرة في ذهن الشاعر وعدم وضوحها حتى يتمكن نقلها بشكل شعري فني جمالي. وفي الفقرة السابعة نصادف نفس الإبهام حينما نقرأ ( يا دفا القيظ استلم ذيك الايادي النابتة ف الغيم وارسلها تبروز صورة أوراق الخريف)، ولا يمكن للمتلقي أن يشكل هذه الصورة المعقدة حيث يستلم دفا القيظ الايادي النابتة في الغيم ليرسلها كي تبروز صورة أوراق الخريف!!، فبداية عبارة دفا القيظ غير مفهومة، فالدفاء لا يكون إلا في الشتاء، يقول بدر شاكر السياب في قصيدة أنشودة المطر: (دفءُ الشتاء فيه وارتعاشة الخريف). ومن الملاحظات على قصيدة (ثامنها) أن كل فقرة لا ترتبط بالفقرة التي تسبقها ولا بالتي تليها، ويستطيع القارئ أن يحذف أي فقرة بدون تأثير على القصيدة، وكأن القصيدة مركبة من عدة أجزاء بدون ضرورة فنية، ويتضح أسلوب التركيب الجامد في الفقرة الثالثة حيث كثّف الشاعر من لغته الرومانسية الحالمة ووظف مفردات حالمة مثل( الوله،الاحلام، النايات، الغربة، الشوق، الوجنتين، ......) والمدقق لهذه الفقرة سيشعر بالروح الرومانسية الحالمة التي تطبق على اللغة( وارسل العطر لجبينك) أو ( وانفي النايات للغربة وأسراب النوارس) ، بينما ختم الشاعر الفقرة ببيت شهير لزهيربن أبي سلمى يتضمن الحكمة الخالصة، وهو بذلك أنتقل من عالم رومانسي ممتع إلى عالم واقعي عقلي معلوماتي ويكفي أن نقرأ هذا البيت بعد قراءتنا للفقرة : ( ومهما تكن عند أمرئ من خليقة.. وإن خالها تخفى على الناس تعلم)، فلا توجد أية علاقة ما بين بيت زهير والجمل الشعرية التي أستخدمها الشاعر.. كما أضر بالقصيدة الانتقال الموسيقي من إيقاع تفعيلة بحر الرمل (فاعلاتن) الذي أستخدمه الشاعر في كل قصيدته إلى تفاعيل الأبيات التي ضمنها من المعلقات كما في بيت زهير الذي جاء على البحر الطويل (فعولن مفاعيلن..فعولن مفاعيلن) وايضا بيت امرؤ القيس الذي ضمنه الشاعر في الفقرة الأولى. وبرغم لغة الشاعر الرمزية المكثفة غير أن القصيدة انزلقت عباراتها في الحشو كما في هذا البيت : ( في جبين الشعر ينساب الأنين...فاعلاتن فاعلاتن فاعلات) فالشطر الثاني من البيت لا يقدم شيئا سوى معلومة عن البحر الذي استخدمه الشاعر في كتابة (قصيدة العازى) في الفقرة السادسة برغم أن الفقرة بدأت ببيت من معلقة عنترة وهي من بحرالكامل وتفعيلته متفاعلن متفاعلن متفاعلن... وكذلك من العبارات التي تعد حشوا العبارة التي وردت في الفقرة الأولى ( وأنسكاب الفين صبح بألف ليل) .. وبرغم هذه الملاحظات غير أن السبب الرئيس في تراجع ثامنها عن المراكز الأولى كان عدم ترابط أجزاءها معا، حيث وضح أن كل جزء هو قصيدة مختلفة عن الجزء الآخر، ولم يتضح أن هناك ثيمة واحدة تربط بين الأجزاء جميعا، وحتى الأبيات التي يضمنها الشاعر من المعلقات فهي لا ترتبط بالغرض الوطني الذي وسم الشاعر به الجزء الاول والسادس من قصيدته، لقد كانت القصيدة متمزقة الأفكار ومتفاوتة الإيقاع ومتشتتة في أغراضها الشعرية.. وبانت عليها علامات الصنعة التي أفقدتها نضارة الشعر وانسيابيته وجموحه ..




يتبع....
__________________
ديواني المقروء
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية