روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,526ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,787ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,285
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,492عدد الضغطات : 52,271عدد الضغطات : 52,375

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-12-2011, 11:22 PM
الصورة الرمزية محمد الراسبي
محمد الراسبي محمد الراسبي غير متواجد حالياً
مدير الموقع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 1,754

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد الراسبي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد الراسبي
افتراضي قراءة نقدية لنص الشاعر علي بن أحمد المعشني (أربعون يا أمون) بقلم الكاتب / ذاكرة الأرض

قراءة نقدية لنص الشاعر علي بن أحمد المعشني (أربعون يا أمون) بقلم الكاتب / ذاكرة الأرض :

أربعــــــــــــــون يا أمـــــــــــون

أربعون (ياأمونُ) والعشيقةُ

تُخْفي سَببَ الخلاف
وقِصَصَ المغامراتِ الغرامية
والمداعباتِ الجريئةِ
وثُلاثيةَ المؤامرةِ
... وحِكاياتِ ألفِ ليله

أربعون
فَضّتْ بكارةَ (قاسيون)
نثرتْ عُقَدَ الإنفلاتِ
بين حوانيتِ أبي نواس
ومقاهي (الربوةِ)
وليالي (التل)
أَيْقظَتْ ذِكْرياتِ الربيعِ
والخياناتِ الأولى
ومراهقةَ المجهول

فَضَحتْ أقْنِعَةَ الحَماقاتِ المريرةِ
وإفْتراءاتِ إتجاهاتِ الجزيرةِ
وأسرارَ المقعدِ الأمامي
وأزرارَ الإنحلالِ
ونزواتِ العباسيين
وَدلالاتِ الحلقةِ الأخيرةِ
مِنْ مسلسلِ (الحقيقة والسراب)
وممارساتِ اللاوعي
بعد غيابِ النصفِ الأولِ من لباسِ الإحتشام

أربعـــــون
أزاحتْ الستارَ عَن فَبْركةِ الألاعيبِ ومسرحياتِ (العراب)
وغِوايةِ السامري
وُقبحِ الصورةِ المستعارةِ
وربحِ الإلتفافِ على الخرافِ
وجـنينِ البغاءأربعـــون
كَسرتْ جدارَ الصَمْتِ
وأشْعَلتْ نيرانَ الثورةِ
والإثارةَ
والشكوكَ
وغيرةَ حواء

أَثارتْ حفيظةَ أبراجِ الأملِ
المستكينِ خَلْفَ زَقْزَقةِ
نوافيرِ ساحةِ الأمويين
اختزلتْ مداءاتِ ومداراتِ الإحْتيالِ
أربكتْ مساراتِ الخيالِ
والتحليقَ في فضاءاتِ الوهمِ
وأحْلامَ العَبثِ الأبدي
أحْرجتَ أنغامَ الوترِ الخامسِ
وأشجانَ (راما)
وتجلياتِ ابن زيدون
في حَضْرَةِ ولادة

أربعون
تَلْهثُ خَلْفَ شهوةِ الحقيقةِ
والصديقةُ
انْكَرَتْ رَبَّ العشيق
زلزلتْ قَلْبَ الصديق
وَتنكرتْ للواحدِ الفردِ الصمد
والأُمِّ
والإخوانِ
مِنْ بعد الولد أربعــــــون
والسـِّـــرُّ
بـــــاقٍ
والخيانةُ
والجنابةُ
والجنايةُ
وابتذالاتُ الجسد
واغتيالاتُ الجلد
واحتراقاتُ الأفئدة
وإحتقاناتُ الجنون
أربعون في ذمةِ أمون
لم تَعُدْ تكفي لتكفير الذنوبِ
ولا لتبريرِ المجون
والعشيقةُ ليتَ تدركُ
ما الظنونُ؟ ومَنْ تكونُ؟
ومَنْ أكونُ؟
ومَنْ (كوكي) تكون ؟!

كوكي ملاكٌ
لا يَرى إلا الأمانةَ
في السلوكِ الآدمي
أختُ العفافِ العابدة
سِحْرُ الجنانِ الخالدة
لا تَرْتَضي خطو الرذيلةِ والضياع
ولا تُبيحُ ولا تَبيعُ ولا تُباع
أُنشودةٌ مِنْ وْحَيِّ شاعرِ عبقري
إطلاقُ حرفٍ من لسانٍ أزهري
وبريقُ ضوءٍ في السماء
تُهدي السكون إلى المساء
إلهامُ عشقٍ لا يُجيزُ سوى المُجاز
غَفَرَ الإلَهُ لها المُقَدَمَ والمؤجَلَ
والمُحَرّمَ والمحلّلَ والـمَجَاز

وأنا غَريرٌ
ابْتُليتُ برامةٍ
اعشوشَبتْ في لُبِّ قلبي بإمْتياز
أدْمَنْتُها كُلُّي،
وكُلُّ جوارحي سَجدتْ
بِمِحْرابِ التَجَلي والتأَمُلِ في المآل

............................................................................................

قراءة نقدية لقصيدة : أمون
للشاعر: علي بن أحمد المعشني

تمهيد:
لانستطيع الإقتران بالشعور مع المعنى المتواري في ظل النص الشعري المشفر بدراية مفتعلة ,لأن الأخير دائما يحتفي بنشوة الغاية الحسية _المتموضعة_ في ما وراء الدلالة, ولايأنس بالوضوح.
لهذا يتستر بالحيطة للنجاة من السفور, لكي ينال غرضه الفيزيقي بالصفة الرمزية ,وكلما تعرض فحواه للإستنتاج بأدوات النقد التقليدية المسخرة عليه يعتري كينونته إرهاص, ويشوبه التذمر.
أو بالأحرى يلتبسه الشبه بالمنقولات الشعورية ذوات المعاني المترادفة في الدال, أو تلك المتواترة في المدلول, فتربكه المآخذ بمايشبه التداولية ثم تستعر فيه الجدلية, وبذلك يعتري السمات المتوارية في البنيات الدالة الألتباس,و يدفع الإفراط بالإستقراء للتفريط بدوافع الرموز الغارقة في صدى فيزياء الموسيقى اللغوية المؤثرة في روح السياق.

وربما ذلك الإشكال يحد من تطوير المقاصد ويربك البحث عن مسارات تخترق أطر البنائية الشكلية الى ما بعد البنيوية, عندما تحتد المحاولات الداعية لإثراء وظيفة اللغة النقدية بما لايتمتع بمعنى تقليدي.

و لأن النقد الذي يقتات من فلسفة الدلالة الرمزية يجب ان يتجاوز بالإستلهام حدود الإنتقام من معاني المفردات المقيدة بغية تحرير نشاط المتعة الإبداعية من حصار الإصطلاحات الجامدة التي تخلع على الدلالة ماتشاء, أوتنتقي منها خصائص إعتبارية محددة, وترهص الممكنات الناشئة من الشوائب المتشكلة معها, مما يؤدي الى تفتيت ثخونة النص, وتفريغه من لحائه بحيث لاتمكث فيه سوى فتات الثرثرة التي يستوحي منها النقد أضغاث مشاعر لاتغنيه من لهفة, ولاتعفيه من جهد.

وبالطبع كلما كابر بالخوض في ذلك المرمى ستكون متعته الى حين ,ثم ينتفي مبرر التمثيل به ,وتنحصر قيمته المعيارية في الإلحاح, وبعد أن يفقد شهيته من إقتباس النص تلتقفه الحيرة, ولن يفرق بين الابداع والبدعة المستوحاة من نزغ التمرد على الواقعية التي تنتفض من غفلتها كلما لجمها الناقد بالإمعان, أو روض جموحها بالتدبر الإنتهازي, وحينئذ يضمحل غثيان اللهفة الشعرية, ولن تجهش الدلالة بالنشوة في ذهنه من جراء ذلك الإستهداف مهما أضناها الحنين للإنتشاء في كنف شعوره الذاتي, لأن توليد الطاقة الشعرية في الوعي النقدي المتذاكي يحفز التصور على تعرية مضمون الدلالة بالتنبوء, ويرمقها الإستفهام بعلة الإعتقاد المفرط لكي يشقى الإدراك بما يتراءى له فيها من أشباه, ونقائض إستعراضية تستثير التأمل, وتدفعه لإقتفاء صيرورة عناصرها الغريرة في السياق حتى لا تذبل حركة البحث عن المعقول غير المتوقع, وجوده في مكامن النص.
لهذا راودني هاجس التمرد على بعض المعايير النقدية, ولم أتقيد بالمنهج لقناعتي بضرورة تمكين الرغبة من تطوير آلية عشوائية لمعالجة قصيدة ( أمون) للشاعر علي بن أحمد المعشني . لذلك سأتناول القصيدة من حيث المحاور التالية :

الخصائص السيميلوجية: *

إن الأبنية السيمائية تعتمد على العلاقة بين الدال والمدلول, لكنها تتعدى الاطار اللغوي لتشمل الاشارات ,والأيقونات, والرموز التي تعبر عن دلالة .

وعندما تتشكل منها عناصر الصورة الشعرية بواسطة اللغة تختلف طبيعة تلك الأبنية من حيث التجاور والتشابه, فالإشارة الحسية التي تربط بين الدال والمدلول ترتكز على التجاور الواقعي الوجودي, بينهما أما العلاقة الأيقونية بين الدال والمدلول فهي ليست سوى مشاركة نوعية يحس بها المتلقي, بينما الرمز يقتصر على تنوع دلالته, ومخالفة معناه للتصور التقليدي احيانا حيث تخلو فيه العلاقة بين الدال والمدلول من اي رابط تقليدي.

ولذلك سوف نتناول وظائف الأبنية السيمائية المتناثرة في النص حتى يتضح مفادها, لأن غايتنا منها تتجاوز الإحاطة بالثراء الرمزي الى مستوى الدراية بماتكنه الأيقونات من شحنات تفرزها النعرة الجدلية للإبداع المتحرر من هاجس التقليد, ولهذا سنولي عناية بالإشارة اللغوية الدالة ,ومدى تأثير جوارها على( أيقونة الرمزية المتمثلة في الأقنوم, الميثلوجي) الذي لم تتعد قدرته المزايا الوجودية الثلاثة التي تأله بها وهي: الخصوبة, والشمس, والريح التي توحي بها الإشارة في سياق غير شرطي, وقد التبست بالتواتر المعنوي بعد ان تحولت الى غير مادلت عليه في مخيلة الشاعر, لأنها أستأثرت بدواعي ليس عليها من المزايا كما لها مما تستوحي به التنافر, والتجانس, والتضاد لتمكين الكيفية الكفيلة بتوحيد المعقول المزمع وقوعه مع المرفوض القطعي, الذي نجده كلما تعمقنا بالبحث في الإختزال الحسي للزمن الموسيقي الذي توحي به المؤشرات, ولم يحظ بمعنى واضح بجوار الرموز الدالة المستقوية بحجة الإحتمالات المهيأة للنكاية بماتشاء من الذوات الدالة في زمكانية النص, وهذا الإشكال فرض نفسه على المعقول لتنمية الدوافع المؤقنة بأهمية التعرف على مقومات البديهيات الوجودية المتمثلة في الخصوبة الطينية, وطبيعة تجانسها مع المصدر الناري أي الشمس و المؤثر الأثيري أي الرياح التى وبأي صورة ماشاءت الدلالة تركبت القواسم المشتركة للأزليات الثلاثة

تأهلت بالجزم لعظمة أمون من عدمه لأن صفاته, وافعاله الميثلوجية لم ندركها في السياق الا من خلال الوظيفة الإنتقائية في الفقرات المرسلة اليه, ويمكن الإنتباه الى ذلك من خلال تطبيق القوى الدلالية, وتوزيع أدوارها على النحو التالي وهي :

-الفاعل: وهو التاريخ
- الموضوع: وهو صراع الأجيال
-المرسل: وهو الثورة
-المرسل اليه: وهو أمون
-المساعد: وهو الإرادة المشتركة بين المتناقضات
-العائق : وهو الأربعون.

ومن ذلك التوزيع يتضح ان الهدف لم يكن سوى التغيير, بينما الرغبة سخرتها الغيرة, وجيشت بها حزمة من الدوافع الفاعلة التي انبثقت منها الأفعال السببية للصورة الشعرية, وهي كالآتي:
بالنعي, و الندب ,و التشفع, و التضرع, و الإعتراف, و الإدعاء التأكيد و الشماتة وهذا التوزيع الوظيفي للأدوار ,و يذكرنا بالغاية من التغيير التي تماثل نظرية الفوضى الخلاقة.

وبمقتضى إرادة تلك الغاية التاريخية ,وحجة الأمر الواقع, تجاوزنا العرف النقدي حيث اتخذنا العزم على تصريف حروف إسم امون الى مقامات اللغة ,لتحصيل التصور الضروري لتلك الذات المحورية في النص بماهو آت :

(الألف) : حرف من أجزاء القبض وشأنه للأمثال
(الميم): حرف من اجزاء الآدمية وشأنه في الذكورية
(الواو): حرف من اجزاء الرسالة وشأنه فيما يموت وهو حي
(النون): حرف من اجزاء البسط وشأنه العفو

ومن جراء ذلك التصريف نستنتج إرتباط امون بالخصائص الوجودية الثلاث , ونختلق من ذلك الترابط مفادا لما يمكن أن نطلق عليه الصفات الإفتراضية المستعارة لأمون في إطار ضيق يتسع كلما تعرض للإستدراك بإرادة نسبية مسخرة من العقلنة المأمورة بتشخيص الأيقون, وقد تفلح الأسباب أو تخيب بفعل حركة الأفعال المنسوخة من الشعور الى النص, كونها مشاعية بالفطرة الفكرية, وليست مصانة لأنها تجاوز القيود المكتسبة,لإطالة الأحكام, وإذا قبلنا جدلا بذلك التصريف ومانتج عنه من تصنيف لشخصية الخفي امون سنجد مقام القبض كان الغالب بفعل الهمزة على الألف بينما الآدمية الذكورية متمكنة بحرف الميم, اما الرسالة معلوم بحرف الواو, وهكذا يقع وجود أمون في في ناحية وجودية من العدم بثبات حرف النون, لأنه من اجزاء البسط, وبهذا التشخيص نكون قد اكتشفنا الحلقات الدالة لكينونة الأيقون الرمزي, حيث نلاحظ أن المذكر له ان يفتعل من اعوجاج التذكير أنوثة لكي تستوي منه وظيفة مزدوجة تمارس قيمة التكافل لإنتفاء التزاوج بين المتعاليات, والدونيات ,وتلك صفة مهجنة من الخصوبة, تمنح الندية من تكوين مطلق للحرية المشتركة بما في ذلك استجداء الكيد من لدن متوار يحرض العقل النقدي على تحضير القصد سلفا, وبهذه الصيغة تنتفي ضمنيا محاولة تحميل رموز النص مالا تحتمل من تصورات مكثفة لكي لاتتأثر انسجة الوحدة العضوية للقصيدة من جراء المعالجة النقدية التي تستهدف معرفة الخواص المتوارية وراء الدلالة بعد أن تتضح كثافة التداعيات المستهدفة بالقصد الشعري في مساحة الحيز الزمني المتمثل في الأربعين , ........

ولما لهذا العدد من وظائف متعددة تكتنفها غايات وجودية يستند عليها الواقع, والتصور في النص.
ولأن الأربعينية تشكل دورة زمنية تكتمل بها ذروة خصوبة الخير, والشر, و لذلك المؤقت يتضح الترابط بين الحتمية التاريخية, وصراع الأجيال بدلالة رمزية تذرف مرارة المفردات التي تحرض الفضيلة على تأنيب الضمير التاريخي بتجسيد لذة الخطيئة في النص, لتشمئز منها طهارة العفة, وقد برع الشاعر في تحفيز الغيرة الشهوانية من ذلك المنوال كما قيد الممتثلات بالأجل, وأطرها في الأزل للضرورة النسبية, ولم يسلخ التصور عن الحقيقة لترسيخ متمثل ,لأنه يخشى تطاؤل المفاهيم على قدسية الأقدار المطلقة, وبذلك تفقد الصورة البلاغية المنحى المباح من الحيز الممنوح لها في حدود المحظورات بفعل رغبة الذكريات للإقتران بالواقع ,لذلك اختزل كل الدواعي في الوعاء الزمني, لكي يتمكن من ترويض الغثيان بالحنين, وتطهير ألأربعينية من شعوذة الختان, والنفاس, ناهيك عن المأتم التي تبدأ لتنتهي بالطقوس اليتيمة بعد بلوغ اللحظة الأخيرة من الأربعين يوما, فتلك الطقوس لاتطيق التمتع بفعل الأمر لأنها محاطة بقدرة القدر الذي يداهمها على غفلة بسوط القضاء, وينتزع منها السكينة, بينما لو صادف ذلك الميقات الحرج مخاضاً من سلالة السكينة التي انتزعتها المشيئة بالتأكيد, سوف تنتفض الحيرة من امرها وتستجدي الخطيئة بالتعاويذ لكي تقضي منها وطر اللذة, ثم تستغيث بالتشفع حتى تنقذها التوبة من براثن الخطايا ,وبهذا الموقف الدرامتيكي يتجدد العدم من الديمومة, ويبقى التعاقب هو الثابت المتميز, كأنما الدورة الزمنية يكمن فيها سر المواقيت المؤثرة في الحياة, فتبدأ بوهلة, لكنها تتكاثر بالتعاقب, وتتخذ من الأمد محددا يتشكل بالأحداث, ولاتختلف الا بإختلاف الأحداث, وكل حكاية أربعينية حافلة بالمآسي, ومثخنة بالمعاناة, تستحتضرها الذاكرة ,حيث نلاحظ الألف ليلة في النص كما توحي بها الدلالة الرمزية, مما لقنها الشاعر من محصلات التاريخ الحافل بالمغامرات البهيمية, والمؤمرات الشاذة, لتدركها الواعيات من ماهية مشفرة لاتفرق بين النقائض و يتساوى فيها السراء ويحصد منها الضراء, لكن بمعنى مستعار في الدلالة, لكي لاتتغير المعادلة بالطعن الأخلاقي, وإن كانت الغاية تعظيم مآثر, وربما لأن المتغيرات لم تستقر بمحصلات, والى ان يتمخض المصير من رحم الغيب, نلاحظ خشية الشاعر من أن تبقى الرايات مناديل حداد, والحرية وسادة مبغى ,بينما الكرامة كما ندركها في النص لم يحدث على وظيفتها تميزا بقدر الإعتبار, لكي لاتتمتع بنشوة المجد الغابر الذي يتحمل تبعات الحاضر, ولايطيق المثول بالمستقبل الذي ينشده الشاعر.

فكيف للزحف الوليد من ذات الأربعين أن يمحو عار الماضي الذي يستمد قوته من المجهول؟
ومن اي بلاء سيأخذ بالثأر للبقرة الفاقعة التي تخاصموا عليها؟

وبأي حبر ستكتب الأقدار (أخي تجاوز الظالمون المدى)؟
وبأي شكل ستبقى أوسمة الجنس الثالث خالدة ؟
وبعد ذلك وثمة فوق هذا هيهات ان تستعيد العذراء بكارتها .
وبذلك الإبتلاء تمكن الشاعر من تصريف الإعترافات بالنعي والتذمر وعافها بالإستهجان كما استعاذ منها (بالخفي).

*البنيات الدالة :

إن إختيارنا لقصيدة أمون وإيثارها على غيرها من القصائدة الحداثية التي تزخر بها الساحة الشعرية العمانية لم يأت بمحض الصدفة, أو بفعل المصادفة, بل تبررها الدلالات المتعددة للعناصر التي تشكل مفاتيح القراءة النقدية, حيث بدأ لنا بشكل جلي ان هذه القصيدة تحتوي على البنيات اللافتة للإنتباه وهي:

البنية التشكيلية والبنية الإيقاعية و توظيف التراث العربي والأسطوري في زمكانية متحركة, وكلها تقع في أطر ثلاثة دلالية:

الإطار الذاتي, الإطار التاريخي, الإطار الإنساني, والكوني.

وبما ان البنيات الدالة التى تشغل تلك الاطر المختلفة تتمثل في صراع القيم, فأن المنبهات المثيرة المنشطة للادراك هي: الأسطورة, المرأة,الخيانة, الخطيئة ,و التوبة .

وربما تلك الحيثيات أتكأت عليها علاقة التجانس التي تجمع بين الخيانة, والمرأة من جهة, وبين الخطيئة والتوبة من ناحية اخرى, بينما الأسطورة, انبثقت منها الإشارات الدالة, والأيقونات الرمزية لتبرير إختلاف الماهيات, ومنع الأفعال من الإنصهار في الصفات المستعارة, وبذلك الإستهداف, سنبدأ بالبنية الإيقاعية للإحاطة بأولويات التشكيل البنائي للقصيدة وهي التي تأتي من اختلاف طرق رص الكلمات في إطار التركيب على الصفحة مراعاة للوزن, والنبر والوقف الذي تبوأ مكان القافية ولم يشغل وظيفتها لكي تتألف من ذلك انماط إيقاعية متنوعة.

والمتصفح في مقاطع القصيدة قد يلاحظ ان السطر لا يخضع إلى نسق طولي ثابت من حيث عدد التفعيلات ,فكل سطر يستقل بوحدته المعنوية الجزئية لكنه يشترك مع سائر الأسطر في هيكل البناء العام.

لذلك فإن التفعيلات الموحدة تبيح حرية أوسع ,ونسقآ ايقاعيا متجانسآ.

ولاشك ان هذا المنحى الذي أتخذه الشاعر كان قد تحررت به القصيدة العربية الحداثية التي تجلى فيها المزج بين بحرين او اكثر في النص, لكن الإنتقال من سطر مؤسس على تفعيلة الى سطر آخر تأسس على تفعيلة أخرى لايمكن تحققه وقبوله الا في حالة ان يكون السطر الجديد بداية لمقطع جديد من القصيدة ,او ان يعبر هذا السطر عن انتقال في الموقف الشعوري, فإن لم يكن هذا اوذاك فيتحتم عندئذ ان تكون هناك علاقة تداخل بين التفعيلة المستخدمة في السطر الأول, والتفعيلة المستخدمة في السطر الذي يليه على ان يدخل في اعتبار الشاعراستغلال هذه العلاقة فنيآ .
وبتلك التقنية الإيقاعية لايهمنا ان نستمر في الطرح النظري لمفهوم البناء المعماري في قصيدة امون ,لأن الإسهاب في التنظير لهذه البنية من شأنه ان يجعلنا نقع في مطب الإسقاط, وفرض القانون على النص ,وليس استنتاجه من داخل خصائص البنية التشكيلية التي تميزت بإستقلال كل مقطع بعنوانه الخاص.

وبهذا التوزيع المقطعي قد يتبادر الى الذهن غياب الإلتحام العضوي بين الأبيات, كما أن ذلك البناء التشكيلي يوحي بالنزعة الدرامية ,مما جعل القصيدة تعج بالشخوص, وصراع القيم, ولذلك تشابكت المواقف في كل مقطع بمعزل عن الكيانات الأخرى التي تشتمل عليها القصيدة لإحداث تنويعات دلالية صغرى على الدلالة العامة ,كما نلاحظ خلو القصيدة من التنغيم بإسثناء علامة استفهام تكررت في فقرة مقطعية واحدة, أما البنية الدلالية المحورية تكمن في وظيفة التراث المتجدد, حيث نلاحظ اجترار المفاهيم بأشكال متعددة تخالج الزمن المعنوي الذي تتحكم به و تربطه تأوهات الصدى الصوتي للأفعال التاريخية ورنين جدارية البنية الإيقاعية .


* الزمن الافتراضي :

بما أننا قد تجاوزنا الزمن الواقعي الذي اختزله الشاعر في الأربعين, فإن ذلك التعداد كان ليبقى عصب الحلقات الدلالية المنبثقة من التخارجات المستجدة في النص, بحيث تقع كل منها في وقتها الحصري, لتختلف عن بعضها من حيث الغرض, وتلتئم بالإستمرارية في البعد الإصطلاحي.
وبما ان الإجتهاد النقدي كانت مهمته تفنيد البديهيات المتراكمة في تلك الحلقات لإثبات رؤية من الإضطراد بين الحدث التاريخي, وتبعاته الذاتية المتلاحقة, فإن المجازفة بالمجاز من خلال ما سنطلق عليه الإجترار بالمستجد المقيد ,سنجد الحلقات المستقبلية مجهولة ,وليس بالإمكان تحديدها الا بحرف (التسويف ).

لهذا كان الإعتماد على تقديم عناصر دالة تقع بالزمن المنفي مساحة معدومة الأبعاد, نكتشفها بواسطة أحداث أثرية لشخصيات افتراضية استحضرتها الدلالة بالإشارة, او بالرموز, ولم نتبين ملامحها في السياق الا من خلال الهوية الثقافية المشتركة التي قيدت مصير تلك الشخوص بالإنتماء التاريخي في الحلقة المعنوية, ولم تشترك بالولاء الا بوظيفة القيمة المعيارية المضافة.
وعلى هذا الأساس نلاحظ العلاقة المرنة بين الأحداثيات في زمكانية قومية تشكلت من الأثر التاريخي المؤثر في المضارع المهزوم الذي خذل إنتفاضة الحاضر بمآلات الماضي المثخنة بجراحات الحرية, وهنا يتداخل الجزء الواقعي من الزمن مع ضمينه الأسطوري ,وهذا الشعور نجده ماثلا بدلالة رمزية في فقرات النص المرسل الى أمون .


الرسالة الأولى : *

اربعون ياأمون والعشيقة/تخفي سبب الخلاف/وقصص المغامرات الغرامية/و المداعبات الجريئة/وثلاثية المؤامرة, وحكايات الف ليلة.

نلاحظ حركة المؤكد لم تتجاوز القذف بالظن, لأن حيثيات الدعوى في هذه الفقرة عمومية, وليس فيها تصدع من الناحية السببية, لكن التذمر من تحفظ العشيقة على البوح بأسباب الخلاف كان تمهيدا لتحميل أغراض تستدعي تأكيد الكيد بالتنبيه المبطن لتحفيز النقيض الأخلاقي بمعزل عن ماهياته, وهذا المنحى قيد الهفوة بالتعمد, حيث نلاحظ الإيحاء بتعويذة شهرزاد في سياق ليلة الأربعين من الألف ليلة, قد أختزل بها الشاعر مخرجات الشعور لضبط المجاز, وساوى بين الإعتقاد, والإحتمال, ولم يأخذ بالأسباب على سريرة العشيقة ,لكنه فرض عليها امشاج الجريرة بمايشبه التناص المعنوي, لأن الأحكام الأخلاقية يستهويها إستضعاف التأنيث المزمن إذا كان المذكر المجهول قد تجرد من تبعات أفعاله لتقوية الإستعلاء الذي وظفه الشاعر للإزدراء من النزعة الجامحة للغريزة لكي يتربص بالبراءة وتطهير الإرادة الأبوية من تعمد هتك الحقيقة الضالة بين المحظورات التي تحتمي بالمثالية من قسوة الإستهجان, حيث تشفع بالغيرة للتشهير بما تكنه الأربعون من البلاء على غرار مستعار رسغه في الطوق الخفي بالأبتلاء, ولذلك نلاحظ الخطيئة كأنها مستنبتة من الكتمان ,بينما الذاتية الإستعراضية أكتسبت وظيفة المتأثر بالمعروض, وبذلك الإفتعال اتضحت ملامح المعنى النسبي للهيمنة, وقد واكبه الهذيان الروحي الذي علل فشل الشعور في تحقيق الإرتواء الكامل من العفة, وتجرأ بمايشبه النزعة الصوفية طلبا للتوحد في روح العشيقة, بلغة غيورة على النفس ,لأنها ليست الأمارة بالسوء .

**الرسالة الثانية :

أربعون/فضت بكارة قاسيون/ نثرت عقد الإنفلات بين حوانيت ابي نواس/ومقاهي _الربوة_ /وليالي _التل_/أيقضت ذكريات الربيع/ والخيانات الأولى/ومراهقة المجهول./

إذا كان التشهير بالأحداث في مساحة مكانية محددة للتأثير بالإشهار المعنوي على الثأر من ادبيات الموروث التي تلقنتها الأجيال, أو نكاية بنزوات الحاضر لإبراز العلاقة بين الإستقراء والتشبيه بالوقت المتمثل في الليل, وهو رمز الزمن المتوافق مع دلالة الحوانيت, والمقاهي ,و قد يراد بهذا الإيحاء الإزدراء من الصفة المماثلة لمأوى الشوائب, وكيفما كان التشبيه ضليعا مع الإستعارة في تحقيق غاية من التذكير بالمتشابهات, الا أن الربوة, والتل, كان لهما الصفة المكانية المتأثرة بماتمثله ربوة قاسيون من انهزامية لم تأثر لها الذكريات الا بمآثر ابي نواس الذي كان قد استعفى الدهر لقناعاته بالتقادم حين تلذذ بالنشوة لتبقى حجته دعوى على الثقافة, وليست عالة على التاريخ .

ودع عنك لوم ابى نواس فإن اللوم إغراءُ, ومهما بلغ التشفى به من المزمن التاريخي للإنعتاق من جريرة التواتر, لن يجدي قاسيون الا إنتصارات الربيع العربي ,وذلك بمثابة التداوي بالداء من علة الأربعين, ومهما كان على الأمة من التكليف بما ليس لها طاقة به بعد ان ثكلتها الأزمنة, حيث كانت فريسة للأهواء, ولذة لمراهقة المجهول طيلة العقود الأربعة .

ومن تلك المؤشرات الدالة, نستنتج اجزاء التعاقب الزمني الذي تولج فيه الدلالة مع الأفعال المُحاذية لها ,بحيث نلاحظ الماضي يهتك الحاضر في اللازمن,وذلك للمبالغة بتقدير العينة المأخوذة من المترامي, ولما تعرضت لمؤثر تداعى لها سائر مقومات الحاضر بعد ان تعرضت الأطر التاريخية للضمور بفعل حركة الوازع الأخلاقي, وتكليفه بوظيفة المتلقي لخصائصه التأثيرية عن طريق ادراكه لذات البين, بواسطة التخاطر الحسي مع الأسطورة في اللاوعي, وهذا المغزى لا ندركه, انما اعتقادا سنحاول فرضه على الحقيقة .

الرسالة الثالثة:

فضحت اقنعة الحماقات المريرة/ وافتراءات اتجاهات الجزيرة/ واسرار المقعد الأمامي/وازرار الإنحلال/ونزوات العباسيين/وممارسات اللاوعي/بعد غياب النصف الأول من لباس الإحتشام /ودلالات الحلقة الأخيرة من مسلسل _الحقيقة والسراب.

هكذا هي الدلالة المقتضبة تحاول التهيوء بالمتوقع وهي على وشك الإنفلات من الرمزية, فإذا بها لاتستطيع تعرية ماتكنه من ترصد, لأن بعضها شعوري تمخض من اختلاق الأزل, واخرى مكتسب تاريخي مفتعل ,بينما المرتهن الفجائي مصدره غيبي يتفاعل مع حركة الأقدار, ولايمكن تفنيد مهماته الوجودية الا بإسقاط المحتوى على بساط (الديالكتيك) أي الجدلية , لهذا نتجنب الخوض فيه لنصرف مقدارا من الإهتمام بالوظيفة الرمزية في نطاقها الضيق من الدلالة, لكي نتخلص من المشكل الإستعراضي الذي يراد منه تحفيز وظيفة الإبداع لمواكبة العصرنة, بتطوير الخطاب الحداثي من خلال تلغيم النص بالجزيرة, وتلك الإشارة للمؤثر الرئيس في العقل الجمعي العربي الذي تحول الى مشاريع ثورية تغذيها نزعة حضارية معقدة, استحوذت على آليات التغيير, للهيمنة بما تشاء ,عبر الأثير المرئي الذي تديره اجندة تتقاطع مصالحها في ذاكرة الأرض وتمخرعباب الفضاء بكل حرية بعد ان تغيرت قواعد اللعبة الأيدلوجية التي كانت في الأربعينية البائدة موجهة بالعنف الثوري, وتطورت ابجديتها مع متقضيات تكنولوجيا (النانو) أي التقنية الدقيقة, وهذا الأمر تطلب تحليلا قد يتجاوز بهذا السياق النقر النقدي, ولذلك ارتأينا تقليص مساحة الرؤية لكي لا يبتلي فيها النقد.

****الرسالة الرابعة :

.أربعون/أزاحت الستار عن فبركة الألاعيب, ومسرحيات العراب/وغواية السامري/وقبح الصورة المستعارة/ وربح الإلتفاف على الخراف/وجنين البغاء.

بتلك المرارة نأتي على مايشبه اللحظة الحرجة في المقاطع التي توحي بإزاحة الستار عن الدلالة الدرامية المختصرة بمشاهدها الرمزية الخمسة, حيث نختزلها في الأفعال, كونها متحولة, لنستنتج قدرتها على التأثير في الصفات الثابته, وهذا اللزوم, قد يتيح لنا ادراك الإرتباط المعنوي للنص, لأن محتوياتة التاريخة متوحدة بقوة اخلاقية نشأت فيها الحيثيات ,وهذا الذي نجده في الحلقات الطولية الممتدة, وربما كان خداعا زمنيا لدواعي الأفعال السببية المتحركة, وتمتعها بديمومة تختلق بها من الإرهاصات مباغتة, لتجريم صفات معلومة يمكن ان يستبيحها فعل بإرادة ابداعية مقيدة لتوظيف مشيئة قدرية مغايرة تلهمنا حساسية الفجور والتقوى, بينما هي لم تكن سوى نتاج يتولد من التصنيف المعياري لتأثيم المتطورات التاريخية المرسلة بالجدلية, ولكي نتأكد من ذلك الإحتمال لنأخذ المفردات الفاعلة من وحدة النص, حيث نجد ان الأفعال متحركة, وقابلة للتركيب والتحميل بحكم ثبات معانيها, وهذا يمنحها التجانس مع الصفات على الترتيب التالي:

فبركة_ الألاعيب_الربح _الإلتفاف_ غواية_ .

أما الصفات الثابته, بعضها كناية ,واخرى مستعارة, لكنها شغلت حيزا تبوأت فيه مكانة الصفات المستهدفة _العراب_قبح_الخراف_جنين_.

وهكذا يتضح الإستنكار للعلاقة الإضطرادية بين كل مرتهن ومايستهدفه من فعل مستعار, وكانت الرمزية بمثابة وتد الجريرة, ولم يكن لتستقم بإعوجاج ظلها المناعة, لأن المفردة الرمزية قد تتغير ,ويختفي معها معناها الحصري ,بينما الدلالة تستقطب تشابه المفردات ,وتبقى رهينة الإشتقاق في الذاكرة اللغوية التي لا تطول ولا تتأخر بالإستجداء, وهذا يستدعي استحداث فرضية الإختزال, لجلب الحيثيات المتعاقبة, وتوحيد تكرارها في زمكانية بعدية لتحرير التقوقع المعنوي من قيود المصطلح التقليدي في النص .


****الرسالة الخامسة:

أربعون /كسرت جدارالصمت/اشعلت نيران الثورة/والإثارة/والشكوك/وغيرة حواء/ أثارت حفيظة ابراج الأمل/ المستكين خلف زقزقة/ نوافير ساحة الأمويين/اختزلت مداءات ومدارات الإحتيال /اربكت مسارات الخيال/والتحليق في فضاءات الوهم/واحلام العبث الأبدي/احرجت انغام الوتر الخامس/ واشجان _(راما) /وتجليات ابن زيدون/في حضرة ولادة./

لاشك أن الرمزية تستغفل الإنتباه بالإشارة الى التشابه الذي يتوحد في الصفات المكتسبة من الهوية التاريخية, لكي تبقى الصورة الشعرية المحمولة جلية في الشعور, لتغذية النص بالإستنباط المؤثر للمتشابهات, لكي تتمخض من الذكريات مرتهنات زمنية لم يتوقف نزيفها المؤلم في أفئدة الأمة ,وهذا التوظيف أستلهم من العاطفة الوجدانية احلام العبث الأبدي, الذي واكبه هذيان الموشحات للتكفير عن ذنب لم يرتكبه التاريخ الذي أجبرته رغبة فاعلة على حمل اضغاث الأحلام بمعية أشجان _راما _ ,وتجليات إبن زيدون في حضرة ولادة بنت المستكفي ,وهي القائلة_أنا والله أصلح للمعالي/وأمشي مشيتي وأتيه تيها/أمكن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها.
فهل هذا هو وجدان انثى القصر العربي؟!.......

وهل العشيقة التي تخفي سر الخلاف تشاطر الأنوثة التاريخية إنه لم يتعد الإستكبار والمبالغة بالحب الأسطوري الخالد؟..

بينما فارس أحلام الأميرة المستكفية الذي تحدى الأقدار بلمعان السيف أنتهت به المأساة الى الحضيض, لكن الإستعارة تجاوزت به المستحيل, لكي تفرض التقدير الأدبي على المساحة التاريخية في النص, وبذلك يستمر إحتكار الخلود في الدلالة, لتجسيد فحوى الحزن والكبرياء من خلال التذكير بالإرث التاريخي المتجذر في ساحة الأمويين, ثم استجداء المخزون الدفين من الحزن اللذيذ على حضارة الأندلس, وتلك العبر تستدعي المقارنة بين الأزمنة, فكلما تذكرنا مامضى سيبدو الأمس حاضرا في الوتر الخامس لزرياب, وهذه الجاهزية الحركية للشخصيات المرتبطة بأحداث التاريخ نلاحظها تقترب من خصوصية الأسطورة التقليدية التي تعتمد على إختلاق المبالغة لتعزيز عيّنة تمثل جانبا من تحرير المنطق الصوري تمهيدا للإنتقاص من الإستعلاء بالسببية, وكذلك للحد من الإستقواء بالمؤثرات التاريخية على حركة الإرتقاء بالمستحدث الذي يوازي الحرية المطلقة, وهذا المكمن, يحتوي المنبوذات الأخلاقية التي ينهل منها الظن بالتأثيم لتهذيب السوء .

:الخاتمة

أربعون/تلهث خلف شهوة الحقيقة /والصديقة/ انكرت رب العشق/زلزلت قلب الصديق/وتنكرت للواحد الفرد الصمد/ والأم/ والإخوان/ من بعد الولد/ اربعون/ والسر باق/والخيانة/والجنابة/والجناية/وابتذالات الجسد / واغتيالات الجلد/ واحتراقات الأفئدة/ واحتقانات الجنون/ أربعون في ذمة أمون /لم تعد تكفي لتكفير الذنوب/ ولالتبرير المجون /والعشيقة ليت تدرك / ماالظنون؟ومن تكون؟/ومن أكون؟/ ومن _كوكي تكون؟.._

لم يتوقف الإسترسال بعد تلك الضربات المتلاحقة التي تطور بها مستوى تحديد المنبوذات المنافية للقيم الأخلاقية, لكن الشاعر تدارك الإلتباس عندما ضاق صبرا بالتوجس من سطوة الخبائث ,والإبتلاء بالخشية منها. ومن كوكي تكون؟

كوكي ملاك/لايرى إلا الأمانة/في السلوك الآدمي/أخت العفاف العابدة/ سحر الجنان الخالدة/ لاترتضي خطو الرذيلة والضياع/ولاتبيح ولاتبيع ولاتباع/أنشودة من وحي شاعر عبقري /إطلاق حرف من لسان أزهري/وبريق ضوء في السماء/تهدي السكون الى الى المساء /إلهام عشق لايجيز سوى المُجاز/غفر الإله لها المقدم والمؤجل /والمحرم والمحلل والمَجاز./
وهكذا تأتي لحظة الإنعتاق لتكسر حاجز الصمت, وتتحدى قهر الأربعين, وبما أنها لحظة لاتمثل سوى أصغر أجزاء المواقيت, فإنها تفتعل السببية لتحرير الإرادة المكبلة بأغلال الموروث من المشيئة المُسخّرة على المرتهنات بتحديث مشروع الهوية الواعية, والمتمثلة في الأمانة, والعفاف, ثم تطهير كينونة تلك الهوية من الرذيلة ,والضياع, لكي يتضح بها الولاء للإنتماء, وهذه فلسفة ثورية لاتقبل بالتوحد في الإطار التقليدي, بل تستمد ثوابتها من التوافقية لتنظيم طبيعة الإنتماء, وتحديد معايير الولاء, وبذلك تنتهي الأربعون بميلاد كوكي التي تجسد الهوية المستقبلية لأمة أمون ليغفر الإله لها المقدم, والمؤجل, لأنها ستكون أمة توابة بهويتها الإنسانية الخلاقة التي تمنح الحق لمن شاء ان يكون كما يشاء, وقد تمكن الشاعر من تحديث بياناته في خاتمة القصيدة لتبقى شاهدة على الخطيئة المزمنة, والتوبة من براثنها: المحرم, والمجاز في البنيات الدالة لقصيدة امون, بينما الإعتراف الأخير كان إتقاءً خالصا ينتهي بحزمة الأعذار. وأنا غرير / أبتليت برامة/ أعشوشبت في لب قلبي بإمتياز/ أدمنتها كلي/وكل جوارحي سجدت/بمحراب التجلي والتأمل في المآل.
__________________
ديواني المقروء
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-12-2011, 11:38 PM
الصورة الرمزية محمد الراسبي
محمد الراسبي محمد الراسبي غير متواجد حالياً
مدير الموقع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 1,754

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد الراسبي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد الراسبي
افتراضي



الشاعر علي بن أحمد المعشني
__________________
ديواني المقروء
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-12-2011, 11:40 PM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

شكرا لك اخي محمد

موضوع جميل ويحتاج الى قراءة متأنية
ستكون لي عودة ان شاء الله


جزيل الشكر
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27-12-2011, 07:36 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

الأستاذ محمد الراسبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لإتحافنا بهذه الرائعه الجميله

والقراءة المتعمقه في نص المعشني

والشكر موصول للكاتب / ذاكرة الأرض

على هذه الدراسه الوافيه المستوفيه

حقاً لقدأستمتعت بالشعر والنقد هنا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28-12-2011, 11:54 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي


شكرا لك محمد على تنزيل القراءة ..

النص جميل ومربك في لغته ربما في أحيان كثيرة يكون منغلقا بحيث يؤكد لنا إشكالية تبحث عن الذات في الذات نفسها ، من خلال ذلك الزمن الذهني الذي يرسم ملامح الحياة وسرها في إشكالية عبرنا عنها باللغة ورسمنا الحروف لها لعل إلى الحل وكشف السر مصير ..

أعجبتني مقدمة القراءة التي بحثت في حيثيات النص بطريقة لم تتلكأ فيها وبها .. ولم تماطل كثيرا ، ولكننا نجد أن هنالك اعتمادا أساسيا على السيميائية في تحليل النص كمنهج تم اتباعه بطريقة لم تخدم النص كثيرا .. لأنه من الملاحظ أن هنالك قفزات كبيرة وحلقات مفقودة لم نتلمس من المطروح ما يخفيه بشكل أوضح .. ربما لأن الطريقة التي اتبعتها القراءة لم تحدد الملامح الرئيسية للقراءة من خلال السياق ، ولم تعطنا الكثير من حالات الترابط ضمن إطار العلاقات ، أصبح النص مفككا ولكنه بطريقة لم تكن منهجية رغم جمال ذلك التفكيك الذي كنا نطالبه بنوع جديد من البناء الواضح للعيان فلم نجده ..
أجد أن القراءة مرتبكة كثيرا في كثير من الوقفات مع النص ولم تخدم النص الجميل الرائع بالطريقة التي كنّا نتمنى منها ذلك ، أصبحنا في ضياع ضمن طرح لم يكن أبدا يخاطب المتلقي العادي ، حيث كان هدفه وتوجهه نحو المتخصصين ، حيث ضاقت الدائرة التي ينشدها الجميع فلم تخدم سوى شريحة معينة محددة فقط كان الخطاب موجه نحوها ..

إشكالية ( أمون ) وذلك التحليل الذي -ربما- لم يخدم كثيرا من خلال تحليل الفونيمات للكلمة ، حيث كنت أتمنى أن ندرس الدال والمدلول من خلال نقاط التواصل والارتكاز والعلاقات المتشابكة لتعطي المعنى الذي نخمنها -كقرّاء- للوصول للنص ، حتى تلك الإشارات لم تأتِ بالجديد ولم نستفد منها كتطبيق ، حيث طغى التنظير على التطبيق بشكل واضح ما عدا في الرسائل الأخيرة ..
القراءة جميلة ولم أقصد من هذا التقليل من شأنها لكن وضعها مربك للكثيرين من المتلقين الذين ينشدون الاستفادة وكان القصد ألا أتوجه للمتلقي العادي بل للمتخصص ..

لي عودة وإضافة

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد بن حمد المعمري ; 06-01-2012 الساعة 06:31 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14-01-2012, 10:43 AM
الصورة الرمزية إبراهيم الرواحي
إبراهيم الرواحي إبراهيم الرواحي غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 2,196

اوسمتي

افتراضي

ننتظرك يا فهد



شكرا لك محمد



هنا إثراء لنا فعلا
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19-01-2012, 09:30 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي

مرحبا ابراهيم
ننتظر مشاركاتكم ايضا
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:00 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية