روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,803ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,351
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,505عدد الضغطات : 52,284عدد الضغطات : 52,387

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > قضايا وأراء > مساحة بيضاء

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2012, 02:20 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي رقائــق القلبِ في رمضان..( 25 )

رقائــق القلبِ في رمضان..( 25 )


إخــوَتي الأحباب...

كثيراً ما أحبُّ أن أتسمَّعَ آراءَ خصوم الإسلام التقليديين-المستشرقين- في ما يكتبونه عن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وعن حياتِه الخاصة مع زوجاته أمهاتِ المؤمنين-رضي الله عنهن جميعاً-فلا أكادُ أعثر على طرحٍ موضوعي سديدٍ إلا ما ندَرَ..!!

وحتى هذا الذي ندَرَ،لمْ تسلم العصبية الصليبية أو اليهودية أو الإلحادية من فحيح السموم التي تنضحُ بها إيماءاتهُم الخبيثةِ في لمز الإسلام وسيرة نبيه الخاصةِ والعامةِ بطريقةِ ( دَسِّ السُّمِّ في العسل ) وعلى النحو الذي قاله الشاعرُ الحكيم :

كالنحل يَحلو في أفـواهِها ** العسلُ وفي أذنابها السُّــمُّ..!!

ولستُ هنا في معرض عرْض ما يقوله هؤلاء-وهم من الكثرة بحيث يَضيقُ المقام بأسمائهم وقد نفضنا أيديَنا من كتاباتِهم-وإنما الذي يُهمنا أن ترحلَ قلوبُنا وأرواحُنا ومشاعرنا إلى الساح الطهور في بيوتات النبي صلى الله عليه وسلم،لنستروحَ قليلاً مع حياتهِ الوضيئةِ بين زوجاته الطاهرات-رضي الله عنهن-علَّ أسوة ًحسنة ًنتذكرُها ونحن نسعى إلى ترقيق مشاعرنا وتهذيب حياتنا مع هذه الرقائق الرمضانية العابرة...

لقد سبَقتْ لوثة ٌفكرية ٌإلى أذهان المرضى من أولئكَ المستشرقين-وإلى أذهان بعض المستغربين عندنا-من أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة قامتْ على التوسع والتفسح في المآكل والمشارب وأنواع من المُتع الدنيوية الأخرى..

ومازالتْ أصداءٌ كذوبة ٌمن سُؤر ذلك الكذاب الهنديِّ المرتدِّ سلمان رشدي-في ( آياته الشيطانية )-تطِــنُّ بإفكِها في ذهني،حين راح يرمي أمهاتِ المؤمنين بما أوحى له وسواسُه الخناسُ في صَلـَفٍ وجهل وحِقدٍ واضح...

والصورة التي ارتسمتْ في ذهن هذا الأفاكِ الأثيم-ومَن شاكَله مِن أمثاله-عن محمد صلى الله عليه وسلم-وقد توفي عن تسع نِسْوَةٍ،هن : السيدة سودة وعائشة وحفصة وأم حبيبة وأم سلمة وزينب بنت جحش وجُوَيْرية وصفية وميمونة،رضي الله عنهن وأرضاهن-أنه مغموسٌ في السعادة الماديةِ لحد الثماله،فلا تقومُ له مائدة عامرة ٌ بـ ( المُحمَّر والمُشمَّر ) من اللحوم الحمراء والبيضاء والفواكه المتنوعةِ حتى تفِدُ أخرى وأخرى..!! ثم بعد الأكل والبطنة،ينقلبُ بين أحضان البيضاوات والشقراوات،يكرعُ من مناهل اللذةِ المحمومة كما العهدُ في حياة الملوك والأباطرة القدامــى الذين شمخوا-كأبطال وفرسان-في تواريخ الأمم الأخـــرى..!!

فهلْ وعَى التاريخُ الصحيحُ شيئاً من ذلكَ في حياته صلى الله عليه وسلم..؟؟

تعالوْا معي-أحبتي-نستذكرُ شيئاً من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهله،ولا شكَّ أن كثيراً منكم يعْلمون تفاصيلها المبارَكة...

لقد كانتْ حياته-صلى الله عليه وسلم-كما أجمعَ الأسلافُ والأخلافُ من الاخـْشِوْشان وصرامةِ العيش،لا تتركُ مجالاً أبداً لعقلٍ يتصورُ أن هذا الرجلَ يطلبُ مغنماً من بحبوحةِ عيْش أو أرفالٍ من لذةٍ دنيويةٍ...

لقد تعلقتْ همته وعزيمته بالحق ولا غيْرَ الحق،يتنفسُ بمعرفته،ويجتهدُ طاقتـَه لجمْع الناس عليه،وليسَ له من مأربٍ أو بُغيْةٍ في كامل يومه إلا حشدُ القلوب على هذا الحق وتعبيدِ البشر به لله تعالى،أما زخرف الحياة التي يتهارشُ عليها سماسرة المادة،فقد طوتـْها نفسُه العظيمة تحت راحةِ قدميْه ورمى بها دُبُرَ أذنيْه..وإذا قدرتِ القذائفُ أن تصلَ داناتـُـها إلى أقاصي الأفلاكِ البعيدة قدِرَتِ الدنيا أن تتجرأ وتقترب من قلب محمد صلى الله عليه وسلم الطهــور..!!

فما ظننا برجلٍ،اصطفته العناية الإلهية،وراحَ في مداه كالكوكب الدُّرِّيِّ البعيد،يُعلنُ للوجود وهو في ذروة تجردِهِ الفريدِ أنْ : (( مالي وللدنيا،إنما أنا رجلٌ قالَ ( من القيْلولةِ ) تحت ظل شجرةٍ،ثم راحَ
وتركَها
))...؟؟

وحياتـُه-مع زوجاته أمهات المؤمنين-نـَمَط ٌمن شظفِ العيْش،يُثيرُ الدهشة والاستغرابَ والإكبارَ معاً...

ولنفتحْ كتبَ الصِّحَاح لنرَى...

يروي الإمام البخاري في صحيحه الجامع عن أنس بن مالكِ رضي الله عنه-وقد خدَمَ رسولَ الله عشرَ سنين-قال : (( ما أعلمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رآى رغيفاً مُرققاً حتى لحِقَ بالله،ولا رآى شاة ًسميطاً بعيْنه قط ))..!!

وعن عائشة-رضي الله عنها-قالتْ : (( إنا كنا اننظرُ إلى الهِلال،ثم الهلال،ثلاثة أهلةٍ في شهريْن،وما أوقِدَتْ في أبياتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ ))،فقال لها عروة بن الزبيْر-رضي الله عنه،وهو ابن أختِها أسماء-(( ما كان يُعيشكم..؟؟ ))،قالتْ : (( الأسودان : التمرُ والماء ))..!!

وعنها أيضا : (( لقد توفيَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وما في رَفـِّــي مِنْ شيْءٍ يأكله ذو كبدٍ إلا شطر شعير في رَفٍّ لي.. ))..!!

وعنها أيضاً-كما يروي الإمام البخاري-أنَّ الفراش الذي يأوي إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كان من أدَمٍ ( جـِــلـْدٍ )،حشـْوُهُ من لِيفٍ،يثوي فيه قليلاً ( أي يَغفو قليلاً )،فما إن يستدفئَ به حتى يَسمَعَ الصارخَ ( الديك الصائح )،فينهض متأهباً لصلاةِ الفجر...

وعنها أيضاً-كما يروي مسلمٌ في صحيحه-قالتْ : (( لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبعَ من خبز وزيْتٍ في يوم واحدٍ مرتيْن ))..!!

ويروي الإمام الترمذي في سننه عن مسروق-رضي الله عنه-قال : (( دخلتُ على عائشة،فدعتْ لي بطعام،وقالتْ : ما اشبَعُ،فأشاءُ أن أبكي إلا بكيْتُ..! قلتُ : لِــمَ..؟؟!! قالتْ : أذكُرُ الحالَ التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا..! واللهِ ما شبعَ من خبز ولحم مرتيْن في يَوم..!! ))..

وليسَ معنى هذه الحال-أحبتي الكرام-أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم يسنُّ لنا أن نعافَ الطيبات وأن نعزفَ عنها..

كــلا..كــلا..

فنحن نعلم جيدا منهجَ التوازن والاعتدال الذي ربانا عليه الإسلامُ،بحيثُ لا إفراطَ ولا تفريط فيه،وإنما نحن هنا،نعرضُ سيرة رجل،ربته السماءُ على حياةٍ فريدةٍ من الترفع والاستعلاء عن المغرياتِ في بيْته،فكانَ نموذجاً ضخماً وعبرة ًبليغة ًلأولئكَ الذين يقتتلون في السفح على بقايا دنيا زائلةٍ،وكأني به-صلى الله عليه وسلم-كالرجل الكبير حيال أولاده الذين يلعبون أمامَه ويتخاصمون على لعبةٍ بين أيديهم،وهو جالسٌ يرقبُهم في إشفاق،ولربما تبسمَ لأن طبيعة رجولته تأبى العبثَ في ما يتهارشُ عليه الصِّبْيَة..!!

وعلى هذا الشظف الصارم عاشت أمهاتُ المؤمنين-رضيَ الله عنهن-وآثرنَ أن يتحملنَ معه-صلى الله عليه وسلم-هذه اللأوَاءَ،ويُقاسمنه البأساءَ والضراءَ..

ونحن نعرف أن معظمُهن جئنَ أصلاً من بيوتاتٍ كبيرةٍ،عُرفتْ بالثراء ورفاهيةِ العيش،سواءٌ مع آبائهن أو مع أزواجهن السابقين...

فليسَ بمستغربٍ أبداً أن يظهَرَ عندهن بعضُ التململ من هذه الحياة القاسية الجديدة،فاجتمعن،ليسألنَ النبيَّ عليه الصلاة والسلام شيئاً من زيادةِ النفقةِ والسَّعَــةِ..!!

وكانت السيدة الجليلة عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر في مقدمة مَن سألنه مطلبَهُنَّ...

وقد وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه حزناً أمامَ هذه المطالب الزوجية،لأنه كان يرى أن يعيش زوجاته الكريمات على مغارم التضحيات،حتى يستمر العزمُ على الثباتِ في مواصلةِ الكفاح والجهاد لإقامةِ هذا الدين العظيم ونشر رسالته والدفاع عن بيْضته،وذلك كله لن يتأتي بدلال العَيْش...

فتطورت المسألة إلى الهجر والمقاطعة..وتدخل الصهران الصاحبان أبو بكر وعمر-رضي الله عنهما-لصالح النبي صلى الله عليه وسلم...

ونزلت آياتُ التخيير الكريمة من سورة الأحزاب،توقِفُ الزوجاتِ الكريمات أمام خياريْن لا ثالث لهما..إما التجرد لله تعالى بالبقاء راضياتٍ على الحياة التي ارتضاها الله تعالى لنبيه ولهن ثواب الآخرة،وإما اللحوق بأهلهن والعودة إلى حياة الدعة والرغـَدِ و الراحــة :

(( يا أيها النبيُّ قل لأزواجكَ إن كنتنَّ تردْنَ الحياة الدنيا وزينتها فتعاليْن أمتعكنَّ وأسرحكنَّ سراحاً جميلاً وإن كنتن تردنَ اللهَ ورسوله والدارَ الآخرة فإن اللهَ أعدَّ للمحسناتِ منكنَّ أجراً عظيماً ))..

فكان ذلكَ درساً لهن-رضي الله عنهن-أزالَ من نفوسهن كل رغبةٍ تتجاوز المُباحَ القليل الذي يتوفر في بيت النبوة،واخترنَ جميعاً-دون تردد- البقاءَ مع النبي صلى الله عليه وسلم،وواصلنَ معه رحلة الكفاح المريرة وملحمة البذل والتحمُّل والعطاء التي ستبقى منارة عظمى،تهتدي بها الأجيالُ المسلمة إلى يوم الدين...

ما أكرمَ بيت النبوة..وما أعظم أمهات المؤمنين..وما أجَــلَّ صحبتهن الزوجية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..!!

ألاَ ليتَ نساءنا وزوجاتنا وبناتِنا،يغترفنَ-في عصر الشرَهِ المادي الذي نعيشه-قبَساً من حياة أمهات المؤمنين،رضي الله عنهن جميعاً...

وتقبل الله منا ومنكم الصيامَ وصالحَ الأعمال...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية