انتخبــوا السيـــد براتـــا~

[ضوء نص القمر]

إلى السيد براتا مع التحية.

منذ أن التحقت بالعمل ،أنا ،وصديقتي دائما وجبة إفطارنا نبرمجها على

السيد براتا

،فنجان الشاي بالحليب بنكهة الزنجبيل لكل منا ..تمر الأيام، ومازال

السيد براتا

هو رفيقنا في كل صباح ..لكن يوم على يوم بدأ مذاق

السيد براتا

يختلف طعمه ،ومذاقه، ويصبح سيء الطعم تارة يأتي إلينا بوجه المحروق ،وتارة يأتي إلينا وهو غير ناضج ،وتارة يأتي إلينا بملح ناقص، و في مره من المرات

جاء السيد براتا إلينا وكأنه كان يسبح في بحيرة من الزيت كنت أنظر إليه بإشمزاز لكن الجوع كان سيد الموقف أكلته مجبره كنت أشعر أن سيل من الزيت يتدفق إلى معدتي ، منذ ذلك اليوم وأنا أكره

البراتا

وتحدينا

السيد براتا

الذي يرافقنا كل صباح في العمل ، وبت أتربص به حتى أحيل من قدومه إلينا فعندما كانت صديقتي تحن إليه أمنعها وأقول لااااااا براتا لاااااااااااااا ،وعقدنا اتفاقية أن نثور على السيد براتا، ونهجره ونجلب معنا طعام الإفطار من المنزل أو من إحدى المطاعم الشهيرة ذات الوجبات السريعة ..كنا أوقات كثيرة لا نجلب معنا أي طعام فقط نكتفي بارتشافنا فنجان الشاي، كانت صديقتي تشعر أحياناً بالجوع فتخون العهد الذي بيننا ،وتشتري السيد براتا ،وتحاول أن تغريني فأرفض بشدة وأقول لها براتا لاااا براتا لااااااااااا ..لازلت أذكر بحيرة الزيت التي اجتاحت معدتي..،وتمر الأيام ،وجاء شهر رمضان المبارك واعتادت معدتنا على مقاطعة وجبة الصباح وتأقلمت على هذا الوضع ،وبعد انقضاء العيد بأسبوع احتفلنا بعودتنا إلى العمل بوجبة دسمة من مطعم .. "

كنتا**

" ..كانت صديقتي هي من دفعت حسابها كان لديها خمسة ريال كانت قد خصصتها لغرض ما ، نظرة إلى الحقيبة ،والمحفظة ثم نظرت إليها بنظرة لؤم ،وقلت لها :

ما رأيك يا صديقتي العزيزة أن تعزمينا على وجبة

((

كرسبي ستربس

))

من مطعم كنتا** و جبه لي ووجبه لك ؟؟؟

فقالت :

محال هذه الخمسة لشراء بعض احتياجاتي لا تفكري حتى بالأمر

طبعا هو نفس الحال إن كان أنا من معها الخمسة لا يهدأ لها بال حتى تجعلها تنسلي من محفظتي بإغرائها لي بذكرها ما لذ وطاب من الطعام التي توجد في البقاله أو المطاعم . المهم قلت لها ألم تكوني قد وعدتني قبل رمضان أن تجلبي لنا هذه الوجبة قبل حلول الشهر وكنا سنقتل بها الحنش ...

معلومة للي ما يعرف هالمعلومة :

قتل الحنش هو مصطلح يطلق على يوم يخصص في الأسبوع الأخير من شهر شعبان تخرج فيه العوائل إلى البر أو إلى إحدى الشواطئ وتعمل تجمع كبير وكل عائله تجلب معها ما لذ وطاب من الطعام احتفالية بقدوم شهر رمضان هذا والله أعلم

...

نرجع لمحور حديثنا ..

قلت لها أنتي كنتي قد وعدتني سابقاً أن تعزميني على وجبه من كنتا** نقتل بها الحنش ولكنك لم تفعلي والآن أنا مصره على أن تعزميني ، كانت تحاول أن تجد منفذ لكي أعدل عن فكرتي لكني لم أترك لها مجال ،وعندما اتصلت قالت أريد وجبه بأقل الأسعار

و بعد اختيارات متعددة قررنا أن نشتري وجبتنا المعتادة ..((

كرسبي ستربس

))..وكانت قيمتها ..
((

أربعة ريال وأربعمائة وخمس وعشرين بيسه

))..ذكرت القيمة هنا لكي أوثق هذا المبلغ هنا حتى يطالب أحفاد صديقتي بعد عمر طويل أحفادي بهذا المبلغ لأن صديقتي ذلاتني بهمبلغ كل ما قلت لها شي تقول لي
((

أربعة ريال وأربعمائة وخمسة وعشرين بيسه

)).
اقتصربعد ذلك إفطارنا على بعض الخبز الثخيني أو الرقيق بين الحين، والأخر، وأغلب الأيام كنا نكتفي بكوب من الشاي لكل منا .........

وبيوم من الأيام

اجتاحت موجة جوع معدتي ففتحت محفظتي كي أجد بعض النقود لنشتري لنا بعض الخبز والجبن ،أو السمبوس إكتشفت أني نسيت أن أجلب معي نقود وجدت المحفظة خالية

قمت على الفور بإرسال رساله إلى صديقتي محتواها :

((

جيبي معش بيس بغينا سمبوس وأن تعذر عندش بيس جيبي معك أي أكل خويتش با تموت من جوع

))

طبعاً الأخت ما ردت اكتفت بالابتسامة لأنها لحظتها كانت في الحافله ، وعلى وشك الوصول إلى العمل ..وعندما لم تجيب أرسلت لها رسالة أخرى ..((

جيعااااااااأنه

))..،وبعد دقائق دخلت المكتب بوجه بشوش مبتسم ثم قالت لي :

صباح الخير

وبدلاً أن أقول

صباح النور

قلت لها :

جبتي الأكل ههههه

فتبسمت أكثر وقالت :

للأسف فقد أخذت حقيبة أختي ومحفظتي الآن بين أحضان حقيبتي في المنزل

...

ما هذا الحظ

....قلت لها :

أنا الآن أريد طعام بأي طريقه

..أخذت محفظتي في محاوله مني أن أجد أي أثر لنقود نقود وبحثت هنا وهناك حتى تم العثور على مئة بيسه يا لله يالا فرحتنا بهذه الورقة ،وكأننا عثرنا على كنز كنت أود شراء سمبوس لكن يا حسره هي مئة بيسة فقط تجلب لنا فقط سمبوستين هذا يعني أن لكل واحده منا قطعه سمبوسه وهذا لن يرضي غرور جوعنا ..فتحت الدرج وجدت قطعتنا جبن مثلث وبيدنا مئة بيسه هي كافية جداً لشراء خبزتان براتا وندهن قطعة الجبن عليها مع شرب كوب من الشاي لا أدري لما لحظتها حن القلب إلى السيد "

براتا

" بعد طول مقاطعة وعلى الفور قررت أن أشتري

السيد براتا

،وأعطيت الفراش المائة بيسه وطلبت منه الإسراع ويجلب لي

السيد براتا

على الفور ...كانت الثواني تمر كأنها دقائق ،والدقائق كأنها ساعات ،وتمر الثواني والدقائق وأنا بانتظار قدوم الغالي السيد "

براتا

"..

وأخيـــــــــــــــــــــــــــراً

..وأخيراً وصل

السيد براتا

كانت فرحتي بقدومه كبيره كفرحة الأطفال بالعيد أخذت الكيس من يد العامل ونظرت إليه ومن ثم قبلته ..
((

الكيس طبعاً مش العامل يا ظنانين

))
...ومن ثم أخذت قطعة الجبن وقمت بدهنها على السيد

براتا

وأكلت بتلذذ

أمممممم لزييييييييييز

وصديقتي تنظر إلي باستغراب وتقول :

سبحان الله

..

أليس هذا

هو

السيد براتا

الذي لا تحبي حتى أن يذكر اسمه أمامك

قلت لها :

كنت مخطئه

،

ما أطيبك يا

سيد براتا

ما أروعك يا

سيد براتا

أمممممممم لزييييييييييييز

.،وكأنه يقول لي :ألم تكوني قد تخليتي عني وفضلتي علي

كرسبي ستربس

وكنت أقول له:

سامحني يا

سيد براتا

سامحني أعدك ستعود المياه إلى مجاريها وستكون رفيقنا كلما اجتاحت معدتنا عاصفة الجوع ،واشتقنا إليك تأكد سنلجأ إليك ونطلب منك الإغاثة ..

انتهيت من التهام

السيد براتا

وكم كنت أشعربالامتنان نحوه لأنه بالرغم كل من كل الصد والجفا الذي كان يجده منا إلا أنه لبى نداء الاستغاثة...لذلك قررت أن أبعث

للسيد براتا

خطاب شكر على وقفته معنا ..وكان نصه الآتي ..
إلى الفاضل /

السيد براتا بن دقيق بن ماي بن أويل ال برتوت

المحترم
بعد التحيـــة ،،،،،،
أنا

ضوء نص القمر

ومعي أختي

أجمل مشاعر

نبعث لك في هذا الخطاب و به خالص شكرنا وتقديرنا لك على وقفتك معانا ،ولكل جهودك التي قمت بها خلال الشهور الماضية فقد

كنت خير معين لنا وخير سند

يسد جوعنا وكنت ترأف بحالنا ولا تكلفنا فوق طاقتنا من المال هي فقط مئة بيسه أو مائتان ، وقد أحسنت صنيعاً لنا بالرغم من كل الجفاء الذي لاقيته منا إلا أنك كنت أصيل وعند الشدة لم تنسانا ولبيت نداء الاستغاثة ,,,عزيزي

السيد براتا

لقد تعلمت منك في ذلك اليوم عدة دروس منها :

1- أن من ليس له أول ليس له تالي
.

2-

أن لا نغتر بما لدينا من مال ونتكبر على من هم كانون معنا في وقت حاجتنا .

3-

وأن لا نغتر بالتمدن والتحضر وننسى عاداتنا وقيمنا بحجة الارتقاء والموضة

.

4-

أن نسامح ونصفح ونفتح صفحه جديدة مع من أحببناهم حتى وإن كان لهم سيئات فهم حتما لهم حسناتهم وإن لم يكن هناك تواصل فلا نكون ناكرين للجميل ونذكرهم بالخير كلما مروا على ذاكرتنا .

عزيزي

السيد براتا

شكرا لك كل الشكر والامتنان لك .لا أعلم كيف أشكرك على صنيعك معي ذلك اليوم ..شكرا لك مــــن
...................

كــــل قلبـــــي

...........
من

ضــــوء نــــص القمــــر

..((

عصفورة القلوب

))..
إلى السيــــد

براتـــا برتـــــوت

..
مع

التحيــــــة

.

انتخبوا السيد براتا ولاتنتخبوا السيد كرسبي