روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,989
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,214عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > الحـــــــوارات والأخبـــار وجديد المــوقع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2012, 10:20 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي لمسة وفاء لـ عبدالله بن صخر العامري



نفتح ملف التذكار، عن الراحل عبدالله بن صخر العامري، وفي القلب حنين لشخص أثرى الساحة الأدبية والفنية، وكانت له اسهامات جليلة ومقدرة في حقل التعليم وفي الاعلام وفي الثقافة والتراث وغيرها من المجالات التي تقلد فيها المناصب واثبت خلالها كفاءته واخلاصه وصدقه وحرصه الامين على اداء رسالته كمثقف ومفكر ومبدع.
عبدالله بن صخر اسم بارز في مجالات الفكر والابداع ساعده في ذلك ثقافته الواسعة وتمكنه الفائق من اللغة العربية وصوته العذب الذي امتع به عشاق الكلمة عبر ميكرفون الاذاعة وعبر القائه الشعري الذي يمتاز بشفافية ومصداقية كبيرتين.
ولذلك حين ران إلى فكرنا فتح ملف عن عبدالله بن صخر، وقررنا بث لمسة وفاء للراحل، لم يطل بحثنا عمن سيكتب عنه، ومن يشارك في هذا الملف، فقد كانت البداية مع الأستاذ الأديب أحمد الفلاحي، الذي رحب أيما ترحيب، وسارع إلى كتابة مقال مطول عن ذكرياته مع الراحل، وزودنا بمجموعة من الصور والمراسلات التي تمت بينهما.
ومع الفلاحي، لا ننسى تواصل واستجابة الشاعر والمهندس سعيد الصقلاوي والشاعر الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية، والشاعر الصحفي عبدالرزاق الربيعي، الذي اخترنا له مقالا كتبه عام 2008م في منتدى زوايا ثقافية على شبكة الانترنت، وفي القائمة كان يمكن للكثير ان يشاركونا لمسة الوفاء.. لو طلبنا منهم ذلك، ذلك ان عبدالله بن صخر العامري تمتع بعلاقات طيبة ووطيدة مع تلاميذه وزملائه واصدقائه اكسبته محبة خاصة وتقديرا كبيرا لانسانيته ودماثة خلقه وجديته في أفكاره وأطروحاته مما جعل الاوساط الثقافية والابداعية تشهد له بمكانة مرموقة في النفوس وتحتفي بعطائه الذي يصدر من القلب ليستقر في القلب.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-05-2012, 10:22 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

\


عبدالله بن صخر العامري كان من أوائل المدرسين العُمانيين في المدرسة السعيدية بمسقط التي عمل بها مدرسا لمدة أربعة عشر عامًا حتى عام 1970 حيث عُين مذيعاً بإذاعة سلطنة عُمان بعد أيام من افتتاحها كمعدّ ومخرج للبرامج، وتدرَّج في العمل الإذاعي حتى أصبح أوَّل مدير للإذاعة عام 1973م.

في عام 1974 انتقل عبدالله بن صخر العامري إلى وزارة الخارجية حيث عمل بالدائرة السّياسيّة وشؤون الجامعة العربية، ثم عضواً بالبعثة الدبلوماسيّة في سفارة السّلطنة بالمملكة العربية السعوديّة..

وفي عام 1980 عاد إلى وزارة الإعلام وتدرَّج في عدد من الوظائف الإعلاميّة منها: مدير عام الإعلام، ومدير عام دار جريدة عمان ورئيس تحرير جريدة عمان ومشرف على صحيفة الأوبزيرفر التي تصدر عن دار جريدة عمان.

عيّن بعدها وكيلاً لوزارة الداخلية عام 1985م، وكان آخر منصب شغله هو مستشار بوزارة التّراث (القومي) والثّقافة من عام 1988 وحتى وفاته عام 2001 وقد غنَّى له نخبة من المطربين العرب منهم: موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ووديع الصافي ونجاة الصغيرة وهيام يونس ونجوى كرم ولطفي بوشناق وعبد المجيد عبدالله وغيرهم، علاوة على كثير من مطربي السّلطنة مثل: سالم بن علي وأحمد الحارثي وسالم اليعقوبي وحكم عايل ومبارك العسيري وعبدالله الشرقاوي.
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-05-2012, 10:24 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي


\

* ابتسامه قبل سلامه

عبدالله بن صخر العامري يلقاك ابتسامه قبل سلامه وتصافحك ضحكته قبل يده وترحب بك بشاشته قبل سؤاله يستقبلك مستبشرا ويودعك مفتخرا. يحادثك باريحية فيبسط المجال متبسطا لا متكلفا ويمنحك دفء عواطفه فيشعرك بتوحدك فيه فانت واياه صنوان. أعطى عبدالله بن صخر العامري زهرة شبابه بعد عودته من البحرين في الخمسينيات للعلم والتدريس فتخرج على يديه في المدرسة السعيدية عدد كبير ممن هم أسهموا في بناء النهضة العمانية الحديثة يوم كان الوطن ونهضته الحديثة في أمس الحاجة الى أبنائه العاملين بجد والفاعلين بنشاط والمخلصين بأمانة والمضحين له فخرا بوحدتهم والمعتزين بوطنهم والساعين جدا الى رفعته والجاهدين عزما الى تقدمه.
لقد حافظ وبنى هذا الوطن الطموح والارادة والعزيمة والاصرار رغم التحيات الكثيرة والكبيرة فالمواطن والشعب والقيادة كل آمن بضرورة الوثوب الى نهضة الوطن وتحقيقها.

آمنت بالشعب وثابا لنهضته
وبالقيادة شعبا للعلا وثبا
وبالارادة اقدارا مباركة
وبالحياة عطاء يكشف الحجبا
عبدالله بن صخر العامري اعتني بالشبيبة في المدرسة السعيدية فكان مهتما بالنشاط الكشفي وحريصا على تفعيله ولذا عندما كتب نشيد عام الشباب كان أكثر قدرة على تمثل هذه المرحلة فعبر عنها من واقع خبرته ومعايشته ومعاينته.
وعندما كانت الحرب في ميادين القتال وكان القول الفصل فيها للسلاح كان عبدالله بن صخر العامري منصة الكلمة المقاتلة التي تعطي القول الفصل في ميدان الاعلام. صحيح ان تاريخ الاغنية العمانية مرتبط اساسا في الاباء السابقين من امثال حمد حليس وسالم راشد الصوري ومحمد بن سلطان المقيمي وحمدان الوطني وعبدالله الصفراوي وغيرهم الا ان عبدالله بن صخر العامري كان له حضور شاخص في هذا المجال فالف الاغنية وكتب الاناشيد التي صدحت بها حناجر المطربين العرب والعمانيين واحتضن وشجع الطاقات الشابة من مؤلفين وملحنين ومطربين وجعل من قلبه وفكره وبيته ملتقى لهم ومنتدى لنشاطهم وأنشأ شركة لتسجيل أغانيهم. ومما لا شك فيه انه كان فاعلا بحيوية ونشاط في لجنة نصوص الاغاني ومهرجان الاغنية العمانية ومهرجان الشعر العماني محاطا بحب الجميع وتقديرهم له. فحين كان مديرا للاذاعة شجع الطاقات الشبابية على الاسهام في الفن وكان أهمها فن الدراما العمانية التي انطلقت من استوديوهات الاذاعة في روي فبرز الفنانون صالح زعل وشمعة محمد وجمعة الخصيبي وصالح الطائي وغيرهم كثيرون. كما شجع معدي البرامج الاخرى كالثقافية كنت آنذاك طالبا أعمل في الفترة الصيفية واعد وأقدم بتشجيع منه البرامج الثقافية كالقراءات الشعرية المسائية والمقابلات مع الشخصيات الادبية العمانية أو الطفولية والاستطلاعية والتحقيقية وغيرها.
وأخذت المرأة دورها واتسعت مشاركتها الاعلامية فبرزت منهن المذيعة منى محفوظ والمذيعة فتحية محمد وغيرهما.
الحديث في ذكرى عبدالله صخر ذو شجون ولكن جميل الذكرى ذكرى الإنسان.
رحم الله أبا حمد عبدالله بن صخر العامري إنسانا وفنانا وإحسانا.

سيعد الصقلاوي الجنيبي
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-05-2012, 10:25 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي


\

*عبدالله صخر


الشاعر الراحل عبدالله بن صخر العامري من الشخصيات ذات الأثر الجميل في النفس وهو على المستوى الإنساني شاعري المشاعر دافئ في تعامله مريح، لم تكن الابتسامة تفارقه عرفته شاعرا متذوقا للكلمة والإبداع الشعري مشجعا للمواهب، عندما تقابله تخرج بانطباع واحد وهو انك تقابل رجلا دمث الأخلاق ممزوجا بإنسانية رحبة، والحقيقة لم تكن لي علاقات مباشرة معه إلا في السنوات الأخيرة حيث جمعتني به عدة مواقف تبينت منها ثقافة الرجل وصوته الإعلامي المتميز وحضوره الشخصي... وميوله الموسيقية وتشجيعه للفنون بشكل عام. يميل في كتابته الشعرية إلى الكلمة الثرية النغم لكونه شاعرا غنائيا لحنت كثيرا من كلماته للغناء... ولعل أشهر هذه القصائد قصيدته عن عام الشبيبة، وبعض الأغاني الوطنية... كما تغلب عليه رومانسية الأساليب والصور ويمتاح من معجم الرومانسية الذي كان شائعا على أيامه ومع أبناء جيله... رحم الله الأستاذ عبدالله بن صخر العامري فقد اسهم في بناء عمان وأعطى لوطنه الكثير... وترك بصمته الفنية والإنسانية في قلوب من عرفوه.



د. سعيدة بنت خاطر الفارسي
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-05-2012, 10:26 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي


\


*عبدالله بن صخر العامري


رغم إنني لم التقِ الشاعر عبدالله بن صخر العامري إلا إنني التقيت بآثاره وأعماله الغنائية وقد فوجئت عندما حضرت حفل تدشين ديوانه "همسات" الذي أقامه النادي الثقافي إن أغنية "سمراء" التي غنتها هيام يونس وكثيرا ما شدتني كلماتها كانت من تأليفه!!
ولم تكن هيام يونس الوحيدة التي غنت قصائده إذ غنى له الموسيقار محمد عبدالوهاب ونجاة الصغيرة ووديع الصافي ونجوى كرم ولطفي بوشناق وعبدالمجيد عبدالله وغيرهم، وبهذا يكون العامري قد نقل إبداعه من المستوى المحلي الى المحيط العربي.
وقد التصقت نصوصه بالمكان حيث جسدت نصوصه هذا الانتماء والارتباط ومنها: "يا موطني" و"عام الشبيبة" و"عمان يا شمس الضحى"، و"عُمان لك المجد"، وسواها من النصوص التي ترنمت بها حناجر المطربين العمانيين: سالم بن علي وأحمد الحارثي وسالم اليعقوبي وحكم عايل ومبارك العسيري وعبدالله الشرقاوي.
وسجل عبدالله بن صخر العامري الذي ولد في مدينة مطرح عام 1942 حافل بالإنجازات والأعمال والمواقع الإدارية حيث مارس عدة أعمال من بينها التدريس وحسب ماذكر القاص سليمان المعمري إنه " كان من أوائل المدرسين العُمانيين في المدرسة السعيدية بمسقط عمل بها مدرساً لمدة أربعة عشر عاما حتى عام 1970 حيث عُين مذيعاً بإذاعة سلطنة عُمان بعد أيام من افتتاحها كمعد ومخرج للبرامج ، وتدرج في العمل الإذاعي حتى أصبح أول مدير للإذاعة عام 1973 .. وفي عام 1974 انتقل إلى وزارة الخارجية حيث عمل بالدائرة السياسية وشؤون الجامعة العربية، ثم عضواً بالبعثة الدبلوماسية في سفارة السلطنة بالمملكة العربية السعودية .. وعام 1980 عاد إلى وزارة الإعلام وتدرج في عدد من الوظائف: منها مدير عام الإعلام ، ومدير عام دار جريدة عمان ورئيس تحرير جريدة عمان اليومية ومشرف على صحيفة الأوبزيرفر التي تصدر عن دار جريدة عمان .. عين بعدها وكيلاً لوزارة الداخلية عام 1985 .. وكان آخر منصب شغله هو مستشار بوزارة التراث والثقافة من عام 1988 وحتى وفاته.
ويشهد من عرفه إنه كان محبوبا على المستوى الإنساني, متواضعا, شعبيا بعيد عن التكلف, محبا للآخرين, يهرع بكل ثقله لمساعدة من يطلب منه ذلك بأسرع ما يمكن, يسعى جهد ما يستطيع في إحقاق الحق, إرتبط بعلاقات واسعة مع الكثير من الادباء والمثقفين والفنانين وعامة الناس على إختلاف مستوياتهم، مشجعا لكل مبتدئ بأي مجال فني او ثقافي أو إعلامي داعما له بكل ما يستطيع من جهد.
وعجبت حين علمت أن الشاعر عبدالله بن صخر العامري الذي رحل عام 2001 لم يطبع سوى كتاب مقالات بعنوان "خواطر الأيام" صدر عام 1986 ولم يترك ديواناً مطبوعاً حتى قام نجله حمد بن عبدالله العامري بطباعة ديوان يحوي العديد من الأناشيد والأغنيات وقال في تلك الأمسية التي شهدت حضورا لافتا من قبل محبي الشاعر وأصدقائه وقرائه إن الوالد جمع "همساته", لكنه لم يتمكن من طباعتها في حياته حيث فاجأه الموت وتركها مخطوطة, قال لي الزميل سيد آدم الذي قام بتصميم المجموعة وتنفيذها إنه انتهى من عمله قبل أكثر من خمس سنوات !! ووجه العجب ان هذه المخطوطة ظلت أحد عشر عاما محفوظة في الأدراج فلم تتبرع جهة ثقافية لطباعتها ولم يسع فاعل خير وفي النهاية لم يكن أمام نجله حمد سوى أن يقوم هو بطباعتها.
ماذا عن أعماله الأخرى هل سننتظر عقدا آخر لترى طريقها الى النور!!؟.


عبدالرزاق الربيعي
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمه القمشوعيه ; 01-05-2012 الساعة 10:34 AM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-05-2012, 10:28 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

\

عبدالله بن صخر العامري... شيء من الذكريات

حينما دخلنا بوابة مبنى الإذاعة لأول مرة أوائل عام 1971 كان أول من استقبلنا بابتسامته المعهودة ودماثته المميزة وكنا قبل رؤيته قد عرفنا صورته التي كانت تنشرها جريدة "الوطن" عند حديثها عن برامج الإذاعة ونشرات الأخبار وكانت هي الجريدة العمانية الوحيدة في ذلك الوقت. ومن خلال الإذاعة العمانية كان صوته القوي المعبر قد دخل أسماعنا قارئاً لنشرات الأخبار ومقدما للبرامج بالإضافة إلى تعليقاته السياسية اليومية التي تجيء في المساءات يوميا عقيب نشرة الأخبار. وكان هو النجم الأول للإذاعة متفرداً بلا منازع في تلك الفترة فهو يقرأ النشرات ويجري المقابلات ويعد البرامج المتنوعة.
وكانت معظم البرامج بصوته ومن إعداده على اختلاف صنوفها التنموية والثقافية والسياسية والتاريخية والمنوعات وكان صوته من خامة الأصوات الإذاعية النادرة التي تخترق الوجدان وتحرك النفوس لهذا كان الصوت الأثير والمحبب لكل مستمعي إذاعة مسقط في ذلك الأوان ولم يكن الصوت وحده فقط هو الذي حمله إلى دخائل الناس وإنما مع الصوت كانت إلماماته المتنوعة واهتماماته المتعددة التي اقتطفت من كل بستان زهرة من الشعر إلى التاريخ إلى الموسيقى والغناء إلى السياسة والثقافة والاقتصاد والمقابلات. وكذلك طريقته المميزة في التقديم وقبل ذلك وبعده تمكنه من اللغة العربية وأساليبها وكان الناس وهم يتابعونه يفتخرون به وبمهارته الإذاعية الممتازة التي يجدونها حينما يقارنون في مستوى لا يقل عن مهارات مذيعي الإذاعات الراقية المسموعة حينذاك كإذاعة لندن وإذاعة صوت العرب من القاهرة وإذاعة صوت الساحل من الشارقة التي جاء منها مدير إذاعتنا يومئذ المذيع اللامع أحمد المنصوري أول من قال "هنا إذاعة عمان من مسقط" ولم يكن عبدالله بن صخر متخصصا في الإعلام أو على دراية بالعمل الإذاعي وأول إذاعة يدخلها في حياته كانت إذاعة "صوت الساحل" في الشارقة التي ذهب إليها في دورة إعداد سريعة لمدة أسبوعين في أكتوبر 1970م ولكنه كان إذاعيا بالسليقة والموهبة فقد استطاع في أقصر مدة أن يصبح من الإذاعيين المجيدين وتفوق على كثير ممن سبقوه في ميدان الإعلام والإذاعة من المتخصصين والدارسين لهذا الفن بشهادة كل من عرفه وتابع أداءه الإذاعي في بداياته الباكرة ومنهم أساطين إذاعة القاهرة وإذاعة صوت العرب الذين لفت أنظارهم حينما كان في القاهرة لدورة تدريبية امتدت في حدود نصف العام أو أكثر بقليل وقد لاحظوا تفوق موهبته واستعداده الفطري للعمل الإذاعي وبهرتهم قدراته كما لو كان متخصصا فيه وممارسا له من قبل وكانوا يستغربون حين يعلمون أنه ليست له تجربة مع الإذاعة من قبل ولم تكن له أدنى معرفة قط بها وعلاقته الوحيدة مع الإذاعة كانت حتى ذلك الوقت تتمثل في كونه من عشاق الإذاعات ومن هواة الاستماع لها وتتبع برامجها والحوارات التي تتم فيها من قبل أن توجد الإذاعة في عمان كما أخبرني هو نفسه حيث كان مستمعا جيدا لإذاعة صوت العرب من القاهرة وإذاعة بغداد وإذاعة "صوت الساحل" التي كانت تبث من الشارقة وإذاعة لندن التي كان معظم الناس يتابعونها يوم ذاك إضافة إلى الإذاعات الأخرى التي يتيسر له التقاطها في أواخر الليل وتلك المواظبة الدائمة على استماع الإذاعات والتعلق ببرامجها ونشراتها وأساليب وطرائق المقدمين فيها هي التي هيأته حينما افتتحت الإذاعة العمانية أول مرة في أغسطس 1970 للالتحاق بها والبروز فيها ومما ساعده على النجاح في مهمته الجديدة معرفته بكل ما تقدمه الإذاعات من البرامج والأخبار والمحاورات وحسن الاختيار وصور التقديم والإلمام بكثير من الجوانب التي تعالجها الإذاعات وتتناولها وتلتفت لها في برامجها في ذلك الزمن على اختلاف توجهات تلك الإذاعات والسياسة التي تنتهجها كل منها وكان وعيه وفطنته ورؤيته المميزة لما تقوم به هذه الإذاعة أو تلك جعله على دراية بالفروق وأحيانا حتى التناقض بين إذاعة وأخرى كما هو مثلا حال إذاعة لندن وإذاعة صوت العرب فإذاعة لندن لها اهتمامات وتوجهات تغاير وتتناقض مع رسالة صوت العرب وينعكس التوجه على كل شيء تقدمه الإذاعات حسب السياسة التي تسير عليها حتى الأغاني والمنوعات يتم توظيفها لتكون منسجمة مع التوجه المراد ولا شك أن مداومته الاستماع لإذاعات ذلك الوقت ومتابعته كذلك للصحف والمجلات والدوريات التي تصل إلى عمان وقتها قد وسع من ثقافته العصرية وأضاف إليه معرفة أكثر وأسهم في تطوير ما لديه من المعارف الحديثة وكون لديه رصيدا من المعلومات والخبرة والوعي عزز تمكنه من الوقوف في مصاف كبار الإذاعيين المتمرسين بكل ثقة واقتدار وقد ظهر تأثره واضحاً بتعليقات صوت العرب السياسية في التعليقات عالية النبرة التي كان يرسلها عبر إذاعة مسقط حينذاك في أسلوب مؤثر أخاذ يعبر عن مناخ تلك الأيام وأحوالها ـ وأنا هنا إنما أتكلم عن مقدرته المهنية ـ وكانت تلك التعليقات التي يلقيها في حماسة شديدة بصوته تحظى بالاهتمام من لدن طائفة كبيرة من الناس.
قلت إننا عرفناه صورة وصوتا قبل لقائه فلما التقيناه بابتسامته المميزة وبضحكته الجهيرة المسترسلة وبطريقته المتميزة في لف الـ"مصر" التي لا تشابه لفة أي أحد آخر وبأخلاقه الرفيعة ومعاملته الرائعة وأسلوبه المهذب ـ صدق الخبر الخبر ـ كما قال القائل القديم.
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-05-2012, 10:30 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي


\

عبدالله بن صخر العامري... شيء من الذكريات

التواضع الجم والأدب الرفيع والاندماج مع الزملاء والبساطة في التعامل صفات تأسر عارفيه وملتقيه على اختلاف مشاربهم فتجعلهم يتجاوزون تحفظاتهم ويتناسون كل ما لعله يكون قد جال بخواطرهم من شكوك أو ظنون أو ما مر في أذهانهم من عتب أو مأخذ ويتساقط من دواخلهم ما لعلهم سمعوه من تقولات وانتقادات وغمزات يطلقها فلان وعلان من هواة الثرثرة واغتياب الآخرين بالباطل في الزوايا البعيدة والأماكن الخالية الجانبية يتحدث فينصرف الجمع لمتابعة حديثه لما فيه من تشويق وجاذبية ويحضر في المجلس فيفرض شخصيته ويجتذب الحضور للإصغاء إليه والإنصات لما يقول ويتفرع الجدال ويتنوع ولكن بوصلته تكون في يده هو لما يلقيه من حجة وما يقدمه من مبررات يصعب تجاهلها فيبقى وكل الآذان تتابعه ويخرج وكل الأعين ترمقه بالإعجاب تاركا في النفوس أثره البالغ بفصاحته وتلقائيته وجميل حديثه وبداهة تعليقاته وأسلوب حواره يتباسط مع الكل ويعطي الانتباه للجميع موسعا دائرة النقاش ومتيحا الفرصة لمن يرغب المشاركة في براعة وسلاسة وإتقان يرسل النكته أو بيت الشعر أو المقولة المأثورة أو المثل الشائع بالعامية الدارجة أو بالفصحى في أسلوب عجيب وبديهة حاضرة.
وثق العمل الإذاعي ودوراته الصباحية والعصرية والليلية الصلة بيننا زميلا في أول الأمر وقد كان أسبقنا في العمل وأكبرنا في السن وأكثرنا خبرة وتجربة ومعرفة ثم رئيسا بعد ذلك إلى أن صار نائباً للمدير وبعدها كان المدير والقائد الذي أصبح تصريف العمل وإدارته كله إليه في شتى الحالات ولم تتغير طبيعته ولم يتبدل حاله بل ظل كما هو مثلما عرفناه وخبرناه منذ أول لقائنا به الأخ الأكبر والصديق القريب الذي تكبر صداقته كلما مر الزمن وتوالت السنوات.
ولم يطل به الوقت في الإذاعة كثيرا فقد غادرها باكرا على غير رضاه وعكس ما يهوى وإن ظل محبا عاشقا لها شغوفا بها ينتظر العودة إليها ويأمل أن لا يطول ابتعاده عنها وفراقه إياها ساعيا بكل الجهد للرجوع باذلاً المحاولات ومهيئا الأسباب وملتمسا الوسائل لكن الرياح تجري في بعض الأحيان بما لا تشتهي السفن وفي النهاية لم تتحقق له الرغبة التي يتمناها للوصول مرة أخرى إلى ميكرفون الإذاعة متواصلا مع جماهيرها ومطلقا صوته عبر أثيرها.
ثم مضت به مقتضيات أداء واجب العمل وخدمة الوطن إلى أكثر من موقع في مؤسسات الحكومة المختلفة متفانيا في الولاء مخلصا في تقديم ما بوسعه غير ظان بأي جهد يستطيعه من أجل عمان وفي سبيلها.
وقد لبثنا بعده في الإذاعة زمنا امتد لسنوات زادت عن نصف العقد وعاد هو فيما بعد إلى العمل بوزارة الإعلام مديراً عاماً للإعلام ثم مديراً عاماً للمطبوعات ورئيساً لتحرير جريدة عمان وبعد عودته بنحو سنة أو أكثر قليلاً كان علينا نحن هذه المرة ترك الإعلام وقد بذل الجهد مضاعفا لإثنائنا ولكن قرارنا يومها كان غير قابل للتراجع فذهبنا وتركناه وإن استمرت صلتنا به قائمة لم تنفصم عراها بل توطدت وتأكدت وتوثقت روابطها وظل كما عهدناه من قبل ذاك الصديق الوفي الذي لا ينسى إخوانه يجدد التواصل بنا ويسعى إلينا ويزورنا ويستزيرنا باستمرار كلما سنحت الفرصة أو مضت فترة ويعتذر إن شغلته الشواغل ويعتب إن تأخرت زيارتنا أو تباعد اتصالنا.
وقد جذبتنا نحن أيضا الوظيفة إلى أمكنة أخرى مختلفة ومتعددة وبقيت الصداقة معه تنمو وتزداد رسوخا وثباتا يوما بعد يوم واستمر التواصل بالمراسلة او بالهاتف إن باعد بيننا المكان أو باللقاء المباشر حين نكون على مقربة من بعضنا.
وقد يحصل الاختلاف في الرؤى ووجهات النظر حيال بعض جوانب شؤون الحياة وذلك شيء طبيعي بين البشر ولكن من غير أن ـ يفسد للود قضية ـ كما يقول القائلون نختلف وتتقاطع رؤانا ولكن الحب والصداقة بيننا تظل ثابتة لا تهتز ولا تتغير وقد كتبت مرة مقالة مطولة في جريدة الوطن منتقدا حال الثقافة في عمان لم يعجبه ورآه حادا أكثر من اللازم فكتب ردا طويلا يناقض رأيي وكانت هذه الواقعة مثالاً لما أشرت إليه من تباين مواقفنا أحيانا حول قضايا أو أشخاص أو أفكار وقد تعودت أن لا أجامل في أرائي وأن أصر عليها وإن خالفني من خالفني إلى أن اكتشفت الخطأ فيما ذهبت إليه فإني أعود منقاداً طائعا للحقيقة غير هياب ولا متذبذب مهما كان الأمر.
وبحكم انفتاح الأستاذ عبدالله بن صخر وحبه للتواصل مع الناس نشأت صحبتنا في بدايات تعرفنا عليه وبدأ يصطحبنا لزيارات بعض أصدقائه ومعارفه وتعريفنا بأقاربه وأهله ومنهم والده الكريم الذي كنا نذهب إليه في منزله بمطرح وأحياناً في مزرعته بالحيل وفي مرات ذهبنا لزيارة أولاد عمه المشايخ أبناء منصور بن غالب خالد وحارث.

__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-05-2012, 10:32 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي


\
عبدالله بن صخر العامري... شيء من الذكريات


وقد تشكل منا ونحن في الإذاعة في سنة 1972 فريق للرحلات إلى المناطق العمانية المختلفة وكانت الطرق صعبة لم تعبد بعد ومن ضمن المناطق التي زرناها كانت صحار التي أمضينا فيها نهارا كاملا في ضيافة أحد أعيانها وذهبنا مرة إلى أدم وكان بصحبتنا الشيخ أحمد بن سيف المحروقي وإخوته وكانوا ما زالوا صغارا يدرسون في جامع الخور بمسقط والتقينا هناك بآبائهم من كرام أهل أدم وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن سلطان المحروقي وقد حضينا في تلك الزيارة بغزير كرم أهل أدم المعهود وحسن ضيافتهم ومرة ذهبنا إلى سمائل وكان الشيخ عبدالله الخليلي ـ الشاعر الأكبر ـ هو مضيفنا الذي نعمنا في بيته ومدينته بكرمه الغامر وفي مرة أخرى ذهب بنا إلى صور وكنا في ضيافة الشيخ محمد بن ناصر الحشار ومرة ثانية أخذنا إلى بلدة "الهجاري" في الخابورة وقد نزلنا على الشيخ سلطان بن سيف الحوسني وأولاده وأخيه وهكذا كل مرة في قرية أو مدينة عمانية وأحيانا تكون رحلات للمبيت في الصحراء يكون فيها السمر والحديث الجميل تحت أضواء القمر أو على دفء نيران الحطب الموقد لشوي اللحم ومن بين صحبنا في أغلب تلك الجولات من خارج الإذاعة محمد بن صخر العامري أصغر أشقاء الأستاذ عبدالله وقد كان من النادر أن لا يكون معنا ومعه كامرته لا تكاد تفارقه توثق بالصور تلك الرحلات وكان وقتها ما زال بعد في أول شبابه مثلنا وكذلك ابن عمه الأصغر منه منصور بن حارث العامري الذي كان ينضم إلينا في بعض المرات ونأنس برفقته الطيبة ولطافته أما الشلة الإذاعية فهم كثيرون لا أستطيع الآن تعديد أسمائهم وفي مقدمتهم الشاعر ذياب بن صخر الذي كان يمتعنا برقيق أشعاره أو بمحفوظاته من الشعر القديم والحديث وهو المشهود له بحفظ الشعر الجيد وفي تلك الرحلات تقع كثير من الطرائف والمفارقات المعتادة في مثل هكذا تجمعات ومن الرحلات التي أذكرها رحلة إلى "ودام" بالمصنعة لعيادة الصديق علي بن صالح المجيني الذي كان قد أصيب بكسر في يده من جراء حادث سيارة وما تزال صورته في ذهني شاباً وسيما أنيق المظهر يغطي الجبس ذراع يده المعلقة في رقبته وكان وقتها يعمل مذيعا بإذاعة أبوظبي ويسعى للانتقال لإذاعة مسقط التي انتقل بالفعل مذيعاً بها ووصل إلى أن كان مديرها بعد سنوات ثم مديراً للتلفزيون قبل أن يترك الإعلام كلياً ويذهب للتربية والتعليم وكانت زيارتنا له ثاني أيام عيد الأضحى وقد أكلنا الشواء عنده في منزلهم ولعل ذلك كان في عام 1972م.
وكان الأستاذ عبدالله بن صخر اجتماعيا يهوى التعرف على الناس ومصادقتهم ويحب التواصل معهم. وكذلك هو محب للترحال والتنقل ورؤية الأماكن ويستمتع كثيرا بالأسفار وزيارة الأقطار البعيدة. وهو من الراغبين في الشعر وله محاولات فيه وأكثر ما يكتبه منه المقطوعات المعدة للغناء وقد تغنى بمقطوعاته عدد من المطربين العمانيين الذين كانوا يجدون منه التشجيع والدعم والمساندة وكان يكتب المقالات النثرية وقد نشرت الصحافة الكثير من كتاباته وخاصة جريدة الوطن.
__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01-05-2012, 10:34 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

\

عبدالله بن صخر العامري... شيء من الذكريات



وعندما يكون أو أكون خارج الوطن نتواصل بالرسائل والمكاتبة ومن رسائله المتبقية عندي حتى الآن رسالة أرسلها من القاهرة بتاريخ 26/6/1972م وفيها ينبئني عن حالته في مصر وهو يزورها لأول مرة وعن الدورة التي كان فيها في الإذاعة المصرية وفي هذه الرسالة يقول "أما عن عودتي إليكم فسوف تكون قريبا بعد أن تنتهي دورة التدريب التي أنا مستمر فيها والحمد لله بنجاح وهي دورة خاصة وضعها المسئولون ببرنامج شيق مفيد وليس معي فيها أحد وسوف أصل مسقط قبل نهاية يوليو" وفي رسالة أخرى من جدة عندما كان يعمل بالسفارة العمانية هناك وكان تاريخ تلك الرسالة 7/3/1975م يقول "أحييك وأحيي فيك الإخلاص وأشكر لك الوفاء وأعتز بك أخا وصديقاً كريما.. أتمنى أن نلتقي لأنني دائما وأبدا أسعد بلقاء الإخوة المخلصين وأنت بطبيعة الحال في طليعة المخلصين" وفي بطاقة من لندن كتب إلي بتاريخ 26/1/1975م "يوسفني أولاً أن أسافر في نفس اليوم الذي كنا اتفقنا أن نلتقي فيه فأرجو المعذرة ومنذ يومين وصلت لندن مصطحباً سعادة السفير والجو هنا جميل وبارد جدا وملابس ثقيلة ومطر بين حين وآخر وأسواق زاخرة وحياة عمل وفي نفس الوقت هدوء ونظام" والسفير المشار إليه هو الشيخ هلال بن علي الخليلي الذي كان يومها سفيرا للسلطنة في المملكة العربية السعودية وفي بطاقة ثانية غير مؤرخة قد تكون في بدايات الثمانينات من لندن في سفرة أخرى في الصيف هذه المرة "من لندن وهي ترتدي هذا الصيف حلة خضراء يعمها الدفء وينتشر في جوانبها المئات من السياح العرب".
بقي أن أقول أن للرجل كان حضورا طاغيا على أكثر من صعيد وقد خدم الدولة في أكثر من مكان من التربية إلى الإعلام إلى الدبلوماسية إلى الصحة إلى الإسكان فالإعلام مرة أخرى ثم الداخلية وبعد ذلك التراث والثقافة التي كانت آخر محطات عمله الحكومي.
إضافة إلى إسهاماته الكثيرة المتنوعة في مجالات الأغنية والفن والثقافة والصحافة والأدب والأنشطة الشبابية والاجتماعية. وكان طيلة حياته متدفقا بالحيوية والحراك البارز النشاط المتصل والحضور المتألق لا يطيق الإنزواء والسكون بل هو دائما يحمل راية العمل متفاعلا ومشاركاً ومساهما ومعطيا ومحركا ومحفزا وكان أسعد وقته حينما يكون وسط الرفاق والأصدقاء.
قدم الكثير وكان ذا طموح كبير وهمة عالية وعزيمة واثقة وصلابة مكينة ونزوع إلى ما هو أكثر وأفضل وأجمل يتطلع دوما إلى الغد القادم مفعما بالآمال الواسعة والتوقعات الكبيرة الجيدة لم تثنه معوقات الحياة وصعوباتها ولم تحبطه تحديات الزمن وتقلباته بل ظل متحليا بالتفاؤل والأمل ولكن تطلعاته وأمنياته لعلها لم تتحقق كما كان يصبو ويبتغي ويتأمل.
ولعله مات وفي قلبه شيء من مرارة إحساس أنه لم ينل حقه الذي يرى أنه يستحقه لقاء ما قدمه من جهد وعطاء في وقت نال فيه من هو أقل منه بمسافات أكثر من حقهم.
لقد أعطى بسخاء ولكن حظوظه لم تكن كما كان يتوقع ويأمل فقد عاندته الأيام وخذله الدهر ثم فاجأه المرض وهو في عز حيويته وكامل صحته فأنهكه وزلزل جسده القوي حتى أخذ نفسه كلها في النهاية ولكنه كان قي قمة الصلابة والتحدي وعدم الاستسلام لضغط الزمن أو لسطوة الأمراض وشدتها وقسوتها وظل يقاومها ويواجه طعناتها بإرادة قوية لسنوات عدة دون أن ينهزم أو يتغير أو يفقد مرحه واستمتاعه بالحياة حتى أقصى حدودها يعب كؤوسها لغاية الثمالة في مسرة وهناء.
لم تفارقه قط بسمته المعتادة وضحكته العالية المجلجلة ملازما الندامى والسمار من الأصحاب والخلصاء محتفيا بالأصدقاء متصلا بالناس متجددا في السعي راغبا في العيش منسجما مع الظروف في غير قنوط أو اهتزاز بل في سعادة وابتهاج إلى أن فارقت روحه الجسد في سهولة ويسر.
* * *

أحمد الفلاحي
__________________
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-05-2012, 10:34 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

\

عبدالله بن صخر العامري... شيء من الذكريات



وعندما يكون أو أكون خارج الوطن نتواصل بالرسائل والمكاتبة ومن رسائله المتبقية عندي حتى الآن رسالة أرسلها من القاهرة بتاريخ 26/6/1972م وفيها ينبئني عن حالته في مصر وهو يزورها لأول مرة وعن الدورة التي كان فيها في الإذاعة المصرية وفي هذه الرسالة يقول "أما عن عودتي إليكم فسوف تكون قريبا بعد أن تنتهي دورة التدريب التي أنا مستمر فيها والحمد لله بنجاح وهي دورة خاصة وضعها المسئولون ببرنامج شيق مفيد وليس معي فيها أحد وسوف أصل مسقط قبل نهاية يوليو" وفي رسالة أخرى من جدة عندما كان يعمل بالسفارة العمانية هناك وكان تاريخ تلك الرسالة 7/3/1975م يقول "أحييك وأحيي فيك الإخلاص وأشكر لك الوفاء وأعتز بك أخا وصديقاً كريما.. أتمنى أن نلتقي لأنني دائما وأبدا أسعد بلقاء الإخوة المخلصين وأنت بطبيعة الحال في طليعة المخلصين" وفي بطاقة من لندن كتب إلي بتاريخ 26/1/1975م "يوسفني أولاً أن أسافر في نفس اليوم الذي كنا اتفقنا أن نلتقي فيه فأرجو المعذرة ومنذ يومين وصلت لندن مصطحباً سعادة السفير والجو هنا جميل وبارد جدا وملابس ثقيلة ومطر بين حين وآخر وأسواق زاخرة وحياة عمل وفي نفس الوقت هدوء ونظام" والسفير المشار إليه هو الشيخ هلال بن علي الخليلي الذي كان يومها سفيرا للسلطنة في المملكة العربية السعودية وفي بطاقة ثانية غير مؤرخة قد تكون في بدايات الثمانينات من لندن في سفرة أخرى في الصيف هذه المرة "من لندن وهي ترتدي هذا الصيف حلة خضراء يعمها الدفء وينتشر في جوانبها المئات من السياح العرب".
بقي أن أقول أن للرجل كان حضورا طاغيا على أكثر من صعيد وقد خدم الدولة في أكثر من مكان من التربية إلى الإعلام إلى الدبلوماسية إلى الصحة إلى الإسكان فالإعلام مرة أخرى ثم الداخلية وبعد ذلك التراث والثقافة التي كانت آخر محطات عمله الحكومي.
إضافة إلى إسهاماته الكثيرة المتنوعة في مجالات الأغنية والفن والثقافة والصحافة والأدب والأنشطة الشبابية والاجتماعية. وكان طيلة حياته متدفقا بالحيوية والحراك البارز النشاط المتصل والحضور المتألق لا يطيق الإنزواء والسكون بل هو دائما يحمل راية العمل متفاعلا ومشاركاً ومساهما ومعطيا ومحركا ومحفزا وكان أسعد وقته حينما يكون وسط الرفاق والأصدقاء.
قدم الكثير وكان ذا طموح كبير وهمة عالية وعزيمة واثقة وصلابة مكينة ونزوع إلى ما هو أكثر وأفضل وأجمل يتطلع دوما إلى الغد القادم مفعما بالآمال الواسعة والتوقعات الكبيرة الجيدة لم تثنه معوقات الحياة وصعوباتها ولم تحبطه تحديات الزمن وتقلباته بل ظل متحليا بالتفاؤل والأمل ولكن تطلعاته وأمنياته لعلها لم تتحقق كما كان يصبو ويبتغي ويتأمل.
ولعله مات وفي قلبه شيء من مرارة إحساس أنه لم ينل حقه الذي يرى أنه يستحقه لقاء ما قدمه من جهد وعطاء في وقت نال فيه من هو أقل منه بمسافات أكثر من حقهم.
لقد أعطى بسخاء ولكن حظوظه لم تكن كما كان يتوقع ويأمل فقد عاندته الأيام وخذله الدهر ثم فاجأه المرض وهو في عز حيويته وكامل صحته فأنهكه وزلزل جسده القوي حتى أخذ نفسه كلها في النهاية ولكنه كان قي قمة الصلابة والتحدي وعدم الاستسلام لضغط الزمن أو لسطوة الأمراض وشدتها وقسوتها وظل يقاومها ويواجه طعناتها بإرادة قوية لسنوات عدة دون أن ينهزم أو يتغير أو يفقد مرحه واستمتاعه بالحياة حتى أقصى حدودها يعب كؤوسها لغاية الثمالة في مسرة وهناء.
لم تفارقه قط بسمته المعتادة وضحكته العالية المجلجلة ملازما الندامى والسمار من الأصحاب والخلصاء محتفيا بالأصدقاء متصلا بالناس متجددا في السعي راغبا في العيش منسجما مع الظروف في غير قنوط أو اهتزاز بل في سعادة وابتهاج إلى أن فارقت روحه الجسد في سهولة ويسر.
* * *

أحمد الفلاحي
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:32 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية