روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,978
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > مدونة الأعضاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 22-12-2014, 01:19 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي



في الطريق إلى المرأة العجوز

حينما أخبرتني تلك المجنونة أن علي الذهاب لامرأة عجوز ، وأنها ستساعدني في الأمر ، اختلطت بي
الظنون ، حتى أصبحت أفكاري تأخذني إلى هنا وهناك ..
كان لدي إحساس بأن ما تقوله الجنية مجرد خيال ووهم ، أو أن تجعلني أتعامل مع الجن والسحر ،
فكنت أخطو خطوة للوراء ، وأخرى للأمام ..

إلا أنني عزمت النية ، وتوكلت على الله ، مع يقيني بعدم الاقتراب من عالم الجن .. مهما كان الأمر ..

وبدأت المسير ، فالمسافة بعيدة ، وفي محفظتي مبلغ لا يتجاوز السبعة ريالات ، وهل يكفي هذا المبلغ
لاحتياجاتي في تلك الرحلة القاسية ؟

وتبدأ الرحلة ، وحينما جاء الطائر ؛ ليكون رفيقي في ذلك الدرب ، مررنا بعوالم غريبـــــــــــة ، وكنت
أرى الوطن العربي برمته ، وأشم رائحة العروبة ، وعبق الشيح ، والقيصوم والزعتر ، والبابونج من
كل مكان ،، فما أجمل عروبة كرمنا الله بها !

حتى الأشواك لها رائحة ، والأعشاب البرية تشرح الصدور !!..

يا الله !! أهو عشقي لريم الفلا ؟!

أم أن حقيقة الأمر كذلك ؟!

لكن الطائر ينظر إلي وكأنه يقول :
لا عليك ، ولنمض في الطريق ، ولا تجعل الظنون تثبط فيك العزيمة ..

ونهبط بعد عناء السفر ، فالطائر يهبط قرب نهر الأردن ، وهناك طلب مني أن نقوم بحفر خندق
وممرات ، تصل إلى مسافة ستة كيلو مترات .. وذلك لأننا قرب حفرة الانهدام الإفريقي الآسيوي
..والجاذبية الأرضية تذكرنا بتلك التي فوق القمر ..

ويذهب الطائر قليلا ، وأبقى وحيدا في الخندق ، والإرهاق يسيطر علي ..

وفي تمام الساعة الواحدة ليلا :
أي بعد منتصف الليل ، سمعت صوتا غريبا ، صوت طفل ، أو طفلة صغيرة تبكي بصوت يملأ المكان
حزنا ..

يا الله ! أهذا حلم ؟ لا والله ، إنني لم تغف عيناي قط حتى الساعة ..

جلست قليلا ، حيث لا بشر ، ولا منازل ، ولا مظاهر إلا لحيوانات الليل ، والبهائم ..

طفلة تصرخ والبكاء كأنها تصرخ من الجوع أو أنها فقدت والديها ..
لم أجد مصدرا للصوت الذي انقطع فجــــــــــأة ، وكأن الصوت قد أعلن النهايــــــــــة حينما بدأ
يتضاءل صداه ، فأصبت بالفزع ، وشعر رأسي يذكرنــــــي بتمايل سنابل القمح في سهول حوران
حينما يداعبها الهواء ، ثم يقف فجأة راسخا في مكانه ..

لا بد أنه قد تغير لونه ، ليس خوفا ، وإنما هو الحزن يلفني بثيابه على ذلك الطفل/ الطفلة .. ويأتي
الصبـــاح ونستعد للسفر ، بعد تناول قطعة من الحلوى ، كانت في "زوادة" السفر ..

قادني الفضول في الصباح أن أسأل أحد المارة ، فيعلمني بأن ذلك الصوت قد يكون قرينة طفلة ماتت مرضا هنا قبل سنوات ، ودفنها أهلها هنا ..!!
سبحان الله !! قلت له : "ممكن" "كل شي يصير" ولكنني لا زلت أتعجب مما حدث لي ..

ويلاحظ الطائر الحزين ذلك الحزن ، فينظر إلي ، ويعطيني إشارة بالأمل ..

ها نحن الآن نحلق فوق بلاد الشام ، ونتجه إلى الخليج العربي الجميل ، ثم نطوف قليلا فوق بـــــــــلاد
المغرب العربي ، ولا أرى بلادا في العالم أجمل من العروبة .. فالحمد لله ..

وحينما اقتربنا من الأرض ، هزني الشوق لريم الفلا ، فلم يغب طيفها عني ولا زال قلبـي ينبض بأروع
الذكريات ، فلعل اللقاء قريب ..!!

كهف غريب في قمة الجبل ، فكيف الوصول إليه ؟!! لا بد أنه يتطلب مني مغامرة في الصعود إليه ..

يذهب الطائر الجميل قرب البحر ، وكأنه ينتظر ريم الفلا ليطمئنها عني .. ثم سيعود بلا شك ..

وحينما وصلت إلى الكهف ، ولم تبق إلا خطوات قليلة بعد منعطف ، سمعت أصواتا غريبــــة ، عقدت
النية ، وتوكلت على الله .

إحساس بالخوف من المجهول ، ورغبة جامحة للتضحية ، فـ ريم الفلا تستحق أن أمــــــــــــــوت لأجل
عروبتها ..هذا هو الإحساس أوجز قليلا منه ..

خلقٌ كثير في الداخل ، ولكن لم أجد أحدا كما أعلمتني فتاة تنظر إلي من بعيد ، وبجـــــــانبها دب أبيض
وهي تشفق علي ، وترى ملامح مخلوق ، تحكي تعاريج وجهه قصصا للحزن والقهر ، وتقول :

لم يسبق في حياتي أن راجع المرأة العجوز ، رجل في قلبه حزن كحزنك ،..لا تخف يا أخي فأنا معك ..

والله معك ..!

تذكرت قول أمي – رحمها الله - وهي تقول :

"يا رب ، يا يمه ، يحبّب خلق الله فيك ، وتروح ، وتجي ، محبوب مثل الملح عـ الزاد"


لم أكن أحب الملح كثيرا ، ولكنني أحببته فدعوة صادقة منها ، تجعل الملح أعذب من الشهد ..

الأمر يستدعي بضعة أيام كما يبدو ، فالمراجعون كثر ..، وكل يسرد قصة حياته ..

لا بأس ، فسنقيم في المكان أنا وطائري الجميل ...
لا حاجة لي بالنقود هنا ، لذا سأعطيها لأحد الفقراء، مهما كان المبلغ القليل ، فالنقود هـــــنا لا
جدوى منها ..

وأما الطائر فيقول لي : يا مخاوي البيداء ..وثق رحلتنا في فيلم يبقى لنا ذكرى في الحياة ..
ونصل قرب كهف العجوز ونسمع بكاء مريرا هناك.
لا بد أن في الأمر سرا ، سننتظر ، فالقادم جميل بمشيئة الله ..!!

__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر

التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 22-12-2014 الساعة 05:35 PM
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 22-12-2014, 03:27 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي


طائري الجميل



لقد وثقت رحلتنا

في فيلم

فيديو

وكان موجزا

لرحلتنا للعجوز

قبل مقابلتها





هنا وثقته
أهاا......
لك الشكر يا مخاوي البيدا


__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 24-12-2014, 03:42 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي


المراجع رقم (5 ) مخاوي البيدا

ويحين اللقاء ، ها هو حارس الكهف ينظر إلي ، وبإيماءة منه ، أن انتظر قليلا ..
كان يوما طويلا هذا اليوم ، لم أتناول طيلة اليوم إلا قطعة من الخبز المحلى ، وأنا أتخيل أنني أغمســـها
بذلك اللبن ، الذي كان على يدي أمي الطاهرتين ، حينما كانت تخلـــــط اللبــــــــــن داخل "كيس اللبن "

مشهد كنا نتسابق إليه ، أنا وشقيقي الأصغر، حينما كنا صغارا، فأحدنا يمســــك يدها اليمنى ، والآخر
يمسك الأخرى .. والله إن له طعما آخر ..

كنت أمارس الدهاء ببراءة ، فعندما نختلف على برتقالة ، فيقول لي :
أنا ستكون لي البرتقالة الكبرى ،، ولك الصغرى ..
فأقول له : اسمعني يا أخي ، من الأكبر؟ أنا أم أنت ؟
فيقول أنت .

فأقول له :
إذن فالبرتقالة الكبيرة للكبير ، والصغيرة للأصغر ، فيقتنع على مضض ، ولكنه يقول :
حسنا إذن ، العيد الصغير - يقصد عيد الفطر السعيد - يأتي قبل العيد الكبير (الأضحى المبـــــــــارك )
ولذلك سأتزوج أنا أولا ، ولتنتظر أنت ..

كان دهاؤه أكبر هذه المرة .. فقلت : لا بأس ، لا بأس ، سنتفق ..
ويحين اللقاء ..
وترتجف قدماي : صوت يهز الأرجاء : المراجع رقم ( 5 ):مخاوى البيداء ...

نعم . نعم سيدي ..

حان موعد اللقاء ، .. مخاوي البيداء ، مخاوي البيداء ..

قبل الدخول ، حاولت أن أنفض بعض الغبار ، ولكن أي غبار أنفض ، ومثلي تائه في البيداء منـــذ وقت
طويل ؟! سأدخل كما أنا ..

يا للعجب .

في مدخل الكهف وحوش مفترسة ، والأفاعي كبيرة الحجم ، ..أهو كهف ساحرة ؟!

فيتكلم أحد الحراس :

هيا اقترب ، ولا تخف ، فما تراه يكشف صدقك ، أو كذبك ..
فإن كنت واثقا من صدق مشاعرك ، فيما جئت من أجله ، فلا تخش شيئا ..
الحمد لله ...
لقد زال الخوف ، وأرى الوحوش تهدأ ، وتجلس في مكانها ، وكأنها قد روضت مذ كانت أجنة ..

سبحان الله !، والحمد لله ..

كان قصرا متواضعا من الداخل ، لكن رائحة اللبان تعبق بالمكان ،،يا للروعة !! ..

سجادات للصلاة في كل مكان ، وزاوية يركن إليها المراجعون ، وكأنه مصلى لهم .

نعم إنه مصلى ، سأصلي إذن قبل أن أدخل ، وقبل أن يحين موعد أذان المغرب ..
فالحمد لله ،،
ها هي تعد لي مكانا بقربها ، إنها امرأة يشع النور، والإيمان من وجهها ..

يا ولدي : من أين جئت ؟

أراك تحمل هموم الدنيا فوق رأسك ، فهل تستحق هذه الدنيا الفانية
هذا الكمـــد والقهر ؟


إنني أشم قربك رائحة أمي ..

فأنا والقهر توأم ، وبئس التوأم القهر ..

يا ولدي : لسنا في عصر المعجزات ، ولكنها الحكمة يا ولدي ..
ثق بالله ، وابق مؤمنا بقدره ، فمثلك يحبه الله.

اسمع يا ولدي ، لقد أعلمني طائرك الجميل بقصتك ، فتفاءلت ، وعرفت الشـــيء
الكثير عنك ، ولكن لك هذه الوصايا :
فقد كان لقمان الحكيم يوصي أبناءه ، بوصايا لو تمسكنا بهـا لكنا من أسعد خلق الله ..

هل استخرت ؟


سأجيب بما فعلت ، ولقد استخرت مرات ومرات ،،
نعم ، وكثيرا ، وكنت أشعر ، وأحس ، وأعيش براحة كاملة في كل مرة .
استخرت الله يا يمــــــــه كثـــــير
وما اشوف برؤيتـــي إلا الهـــــنا
الف مره والف مره استخـــــــــير
وكل يوم يزول من قلبي العــــــنا
غير يا يمه اشـــــوف الكون غيــر
شبت انا يمه ولــــــي متني انحنى

صح لسانك يا ولدي .. صح لسانك ..

علمنا لقمان الحكيم الكثير ، ولو لجأنا إلى وصاياه ، لكانت الدواء لكــــــــل داء ..

يا بني: أحكم سفينتك فإن بحرك عميق، وخفف حملك ، فإن العقبة كؤود، وأكثر الزاد ، فإن الســــــــفر
بعيد، وأخلص العمل فإن الناقد بصير .


أخشى أن أقدم على شيء ، فأنا غريب .. غريب ..
وكيف تكون غريبا في وطن عربي كبير كوطنك يا ولدي ؟
هي وطني الذي أتوق لأقبل حبات رماله ..

رحم الله والديك ، اذهب وحاول مرة ، وأخرى ، وأخرى ، فإن قلبـها هي الأخرى
مولع بك ..


أخشى الرفض ، فأنا وحيد ..غريب
لا تخش شيئا ، كن مع الله يكن الله معك ..
ولكن أوصيك يا ولدي بأن تحافظ عليها أمام الله وتصونها ..
أماه : والله لقد عاهدتها بالكثير :
أن أحبها ، وأقدرها ، وأصونها كما أصون عرضي ، ووطني ، ولا أجرحها ، وأن أخاف الله فيـها ، وأن

ألبي جميع ما تتمناه ، وأن تكون الروح للروح ..

عاهدتها بأن تضع كل شروطها ، وأقر بالموافقة ، وعلى طبق من ذهب ..
عاهدتها أن أوثق صدق نواياي قرب بيت الله الحرام ، وفي بيوت الله ..

أمي الغالية .. الجنة تحت قدميك ، وقبلة لقدميك ، فأنت أمي .... وهنا ..

ولدي ، خمس سنوات، والرأس فيك يشتعل شيبا .. فإلام الانتظار ؟
إنك إن تظلم نفسك ، تظلمها ، فلا تظلم الآخرين معك ..
هيا يا ولدي ، توكل على الله ، ولا تحزن ما دام الله معك ، وسأدعو لك أن يحفظك الله أنت وريمك ،
ويحقق أمانيكما ..فالله يسمع نداء من استغاث به ...
دعها تخبر أباها أولا، وانتظر ، ولا تيأس يا ولدي ، فوالدها رجل حكيم ، وعلى درجة من العلم
والثقافة ، والخلق ..وإن رفض ، فدونك رجال القبيلة ...


وأي قبيلة يا أمي ؟ أنا وحيد في البيداء ..وحيد .. غريب ، غريب

"ما غريب إلا الشيطان يا ولدي" ، لا عليك يا ولدي ، فسييسر الله لك الأمر ..

قبل أن تغادر يا ولدي :
دونك هذه العبوة ، عبوة من ماء البحر ، وبها بعض الهدايا ، أراها من رائحـة
ريم الفلا ، وصلتني من ريمك ، فلعل في الأمر سرا ..

فانظر ، أراه شيئا يشعرك بروعة الحياة ، وبالراحة الأبدية ..
إن لم يكتب لك القدر أن تكـــــــــون رئمك ..رئمتك معك ..

وفقك الله يا ولدي ، ولا تيأس من رحمة الله ..


الحمد لله يمه .. الحمد لله

سأفعل إن شاء الله ، وهذه قبلة لجبينك يا أمي ..
سأنفذ وصاياك .. وأسأل الله أن يكون معي ..

وخرجت ، وإذا بالجنية تخبرني بكل شيء ، لقد كانت تسمع وتشاهد كل شيء ،،
ريم الفلا تنتظرني ، على أحر من الجمر ، أسال الله أن نلتقي قريبا ،،

بت أدندن بكلمات وأنا انتظر الطائر ، ولكنني هذه المرة ، سأذهب ولأبدأ فأنفذ وصايا الأم
فلن تكون عجوزا بعد اليوم ..

كما أنني سأزور أمي ، فهي على سرير الشفاء ، يقولون إنها لا تتذكر شيئا ، ولكني سأزورها
، فرضاها علـي ، قبل كل شيء بعد رضى الله ..
الحمد لله ، في لمح البصر كنت قرب أمي ، وتقول : مخاوي البيداء ولدي ، أيها البري
كانت تقول لي إنني بري ، أعشق البر كثيرا ، الحمد لله لقد عرفتني ، ونلت رضاها ، وقبلت منها

القدمين ، وذكرتها بقصص شقاوتي وأنا في الصغر ، فتضحك ، وتقول :

يا يمه "مش قادرة أصلي ، يا ترى ربي بيحاسبني ؟)
سبحان الله ، وهي على سرير الشفاء تفكر في صلاتها !!

قلت لها فلتصلي وأنت مكانك يا أمي ..

الحمد لله .. الحمد لله رأيتها ، وشاهدت ابنها بعد سنوات من الغياب ..
ويقول لي الطائر الجميل ،سأقوم بتصوير المشهد كله ، يحكي قصتك ، فأقول له :
حسنا يا طائــــــــري الحبيب ..
وحينما اتفقنا ، واقتربت من قصرها ، وجدت الجنية تتمثل لي أمام أبيها ، وتقول :

هذا ليس سيــدا ، إنه غريب ، فهممت أن أقتلهتا ، لولا أن تلاشت كلمح البصر ، فهي جنية ، ورأت الشرر من عيني ..
وتذهب ريم الفلا ، تتقدم لأبيها ، فيرفض ، ويذهب وجهاء من القبيلة ، فيرفض ، فما العمل يا الله ؟

ويشترط علي والدها أن أجيبه بلغز شعري ، إنه يعشق الشعر كذلك ، فيحصل الرضى ، ثم التراجـــع ،
فالغريب يبقى غريبا ...

إنما الأحزان تســـري
في فؤادي تستــــكين
هزها الشوق وقلبي
يرتدي ثوب الحــــنين
هذه الدنيــــــا تغنّــــي
والزغاريــــــــد الأنين
أزهر الحـــــــزن بقلبي
منذ أن كــــــــان جنين


__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر

التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 24-12-2014 الساعة 04:33 PM
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 24-12-2014, 05:49 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي


يا مخاوي البــــــــــيداء

نعم يا طائري الجميل



لقد قمت بتجميع المقاطع ، وعمل مونتاج لرحلتك بطريقتي الخاصة
فتوكل علــــــــــــــــــــــــــــــــــى الله ..

الحمد لله ........

شكرا لك يا طائري الجميل ..
فقد تشوقت لرؤيته ، حقا كنت مبدعا وفيا دائما ..

سأتابع القصة هنا ، لأرى خط سير الرحلة ، وبعضا من أحداثها ..



__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 27-12-2014, 01:26 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي

وتستمر الرحلة ..

ريم الفلا حزينة جدا ، والعجيب أن الألم في صدري يصنع في قلبها رغبة جامحة للغياب

لا أدري ما العمل !!
سأخرج بركانا يجثم فوق صدري ، حتى يحين اللقاء قريبا ..

فطرق الوصال مغلقة ، والعمل جار لإصلاحها ..

صباح الخير أيها النهر العذب العظيم ، يا من إذا ظمئ البؤساء دعوته إليك بطيبتك ، وعذوبتك ونقائك
التي قلما نجدها عند بني البشر ..
فوا لله إذا صفعتني ريح الفقر ، والفاقة فأنت الغنى والكفـــــــاف ونبع يصب في قلوب العاشقين ،
والبائسين جرعة أمل ، ترسم على وجه المعذَّبين معنى السعادة
ورومانسية دفنها الزمن ، فأحيت عظام قصائدي لتخرج من لحدها قائلة :
ليتني كنت ترابا تحت وطأة قدميك ...

أتوسل إليك أيها النهر العذب لا تحرق مشاعري الدافئة ؛ فإن المشاعر قد احترقت حروفها ، وجفت
عروقها ، وتساقطت مع الحزن أوراقها ،،، فلا تجعلني أسطورة لا تقف عند حدودها عبارة ولا تجف
لفيض مشاعرها الصحف ، والأقلام ، وتخرج من أعماق القبر صرخة لا يسمعها إلا من يتحسر وكفى ...
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 28-12-2014, 12:14 AM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي



وتأتي المجنونة لتقول :



سأنتقم منك يا مخاوي البيداء
لقد هزأتني بقصيدتك ، عندما علا صوتك علي في المشهد الذي صوره طائرك ..

لذلك ثق تماما بأنني سوف أملأ الدروب كلها بالمتاعب ؛ لتحول بينك وبين لقائها
أتعشق ريم الفلا لهذه الدرجة ؟!

قارن بين عشقك لها ، وعشقها لك ، فهي ستغيب عنك فترة ، ولن تتفقـــــــــــدك
، بل ولن تذكرك إلا قليلا .

وما شأنك أنت ، ما شأنك ؟ والله لو كان الأمر بيدي لقتلتك ..
ما اسمك أيتها المجنونة ؟ أظن أن اسمك الظروف :

لا عليك سأستحضرها اليوم رغما عنك والله ، قد تكون هناك عوائق وسأزيلها بوفائي ورجولتي


شاهديها معي هنا ، كم حجم شوقها !!، فهي تستحق كل ثقتي أمام الله :



__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر

التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 28-12-2014 الساعة 12:50 AM
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 29-12-2014, 03:22 AM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي



طائري الجميل ، يذهب بعيدا ، في رحلة خاصة ، مع أسراب عائلته ، ولن يغيب كثيرا..
لقد وعدني أنه سيحضر ريم الفلا ، رغما عن أنف تلك المجنونة ، التي تشتعل نار الحقد والغيرة
في قلبها ..

رسالة عبر الحمام الزاجل ، بيد الطائر الجميل قبل أن يغادرني .


رحلة مع عالم الجن الحقيقي

رسالتي لها :

على ذلك الشاطئ لنا أناس وأميرات ، كنّ يترقبن ، سفينة العائدين ، وفي قلوبهن كل الود ، وبين
ضلوعهن خزائن مملوءة بالتقدير ..

ساعات الانتظار غربة بحد ذاتها ، تحاصرنا الويلات ، وتمطر علينا سحب الشوق بأمطارها السوداء ،
فلا نملك إلا أن نستثمرها ، وإن غابت فلا نملك إلا أن نستمطرها ؛ لتعود على قلوبنا بكل خير ..

ثم لا نلبث أن نغادر ذلك الشاطئ ؛ لننسى ذلك العذاب ، الذي عانينا منه طويلا ، وعندما نلامس تراب
هذا المكان ، فإن ورودا من عهود الوفاء ننثرها لكل القلوب ..

كنا ولا زلنا بشرا .. لنا في روعة الوجود قصة ، صدر واسع كبير ، نحتضن كل الوفاء ، وفي قلوبنا
ذلك الانتماء لوطن أحببناه ، وبايعناه ، فعدنا إليه بكل محبتنا وتقديرنا وانتمائنا ، وطن بحجم تلك
القلوب الكبيرة .

جذوره في أعماق الأرض ، وفروعه تعانق السماء ، ذلك هو العهد أن نبقى معا ، كما كنا ..

ويأتي الرد تباعا ..

ولدي مخاوي البيداء.. يا قرة عين أمك ..

حينما تتحكم بنا نبضات القلب ، تتوقف إشارات الدماغ ، وتصبح خلاياه باحثة عن العمل ، تسود
البطالة بين مكوناته ، يضمر الدماغ ، يتلاشى ، حينها يصاب الإنسان بالجنون ..

"سنوات الضياع" ، "آه يا زمن" ، "العمر القصير" ، "الدنيا ممر ، وطريق إلى القبر " ، كل تلك
الكلمات ، تحمل بين طياتها ذات المعنى ..
استخرت لك يا ولدي في رحلتك الطويلة ، فكانت الإيماءات ، والرؤى تهب على روحي بأريج عذب ،
بأحلام جميلة ، لكن البشر ينظرون إليك كمخلوق غريب ، أتى من الفضاء ، غير مرحب به.

فتاة في مقتبل العمر - وفي عمر الزهور - ، ينتظرها شابٌ شابَ ، حتى أصبح كهلا ..

كانت الدروب مقفلة أمامه ، تعلق بأحلامه الوردية ، قرأ قصص العاشقين :

مجنون ليلى ، وجميل بثينة ، وكثير عزة ، وعروة عفراء ، ولم ير في قصص عشقهم ، ما يوازي
مثقال ذرة مما يحوي قلبه من عشق لها ..

كان إحساسه يا ولدي ، حينما ترسل أشعة الشمس خيوطها ، ترسل عطرا نادرا ، وأما قطرات الطل ،
فوق الرياحين ، التي تسيل على خديه ، تذكره بعرق محبوبته ، وأنفاسها الخزامى تعطر لحظاته
بأنفاسها ..
آه يا ولدي : لم أر عذابا كعذابهما ، وإن كان اللقاء فردوسا لهما حينما يلتقيان .

لم ير في الدنيا بديلا عنها ، حرم على نفسه أي امرأة غيرها ..

عشق العروبة ، وكان دائما يتغنى بأمجادها ، يقدس ثراها الطاهر الذي تشرف بخطوات سيد البشر
– محمد بن عبد الله ، والتابعين ، والمرسلين ، وصحابة رسل الله ، وأنبيائه ، كان يعشق بداوتها ،
يسجد لله شاكرا لنعمة العروبة التي تعبق بأجمل روائح ورود الكون ..

لقد توحد بها ، وأصيب بمرض لا شفاء له ، إلا رحمة من الله .

كانت تبادله ذات الشعور ، لكنها ، لم تنبس ببنت شفة ، عما تكنه له من حب ،أسرّت ذلك لحين اللقاء
الأبدي ، لكنه عرف ذلك الحب مما رأى من روائح الورد ، وعبق الريحان ، وعرق قطرات الطل
والندى .
وتبدأ الحكايات منذ الطفولة معه ..




وذات يوم ، دعي عند قريب عزيز لديه ، ليتناول كأسا من الشاي ، وحينما فرغ من تناوله ، بدأ يشعر
بالغثيان ، و يكأنه قد شرب ماء البحر الميت !! ..
يذهب بسبات عميق ، وماذا يفعل بالاختبار النهائي؟!
يتفقده الأهل ، كأنه قتيل ، ويأتي أحد أفراد الحي ، على صوت الخائفين مما جرى يتم كسر قفل الباب ،
ليروه وكأنه قد ثمل ، وملامح وجهه تبدو عليها الغرابة .

كانت قصة حقيقية والله ، تعايشتها يا ولدي ...

أحس ذلك الشاب أن هذا نتيجة لما مر به في طفولته ، حينما كان في القرية يسير ذات ليلة شديدة
البرودة ، قادما من عرس ، وقرب بناء قديم جدا ، يشعر بصفعة من أحدهم على خده ، والغريب في
الأمر ، أن المكان خال من البشر تماما ، فمن أين جاء ؟
وما سبب تلك الصفعة الحاقدة ؟!
لقد أحدثت تلك الصفعة خرقا في وجهه ،، يتلمس الجرح ،، وإذا به جرح قد شق وجهه ، يجري
مسرعا ، فيخبر أمه بالحدث ، لتقول : "بسم الله عليك يمه"
ويعود كل شيء كما كان ..
كان شقيا في صغره ، - هكذا تخبرني والدته رحمها الله- وفي ذات يوم يسقط في كهف صغير ،
فيحدث نفس الشق في وجهه ، يتلمسه ، وإذا بالجرح قد وصل إلى أعماق فمه ..
شرخ كبير في الوجه ، وما يلبث أن يصل إلى البيت فيخبر أمه ، فتمسح على وجهه ليبرأ.. لا إله إلا الله


أقسم الشاب أن ذلك قد حصل معه فعلا ...
وتستمر الحكاية ، وحينما كان في إحدى البلدان العربية ، أصبحت الأحلام ترافقه ، وفي كل حلم ،
تسقـــــط أمامه طائرة ، فيعيش الحزن دائما ، ولا يرى حلا ، ولا تفسيرا لحلمه ...
ضاق صدره مما رأى، وضاقت الدنيا أمام ناظريه ... وتقاطعه المرأة ..

يا ولدي ، تذكرت قصة عاشق ، معذب كمن تحدثني عنه ، لقد وعدتني أن لا تتحدث عن غيرك ..

لكنني لن أعتبر ذلك خرقا لاتفاقنا .. لا عليك يا ولدي ..

لقد أحبها الشاب كثيرا ، ها هي سنوات العمر تمضي ، وقطار العمر يجري بأقصى سرعة له ، ولا
يتوقف عند محطة .. لقد أصبح كهلا .
إنها لا زالت في عمر الزهور ، والفارق الزمني بينهما كبير .
ويشيب ذلك الرجل ، حتى يصبح خائر القوى ، ولم يصل إليها ، لقد أقر في نفسه ، أنه لم يعد ذلك
الشاب الوسيم ، وأصبحت ويلات القهر ترسم التعاريج ، والمنحنيات
على ملامح محياه الحزين ..
يتخذ بيتا من بيوت الله مكانا يتهجد فيه ، ليتفرغ حينها للعبادة فقط ، والزهد في الحياة الدنيا ، ولا يجد
من يتحدث عنه ، إلا صرخات تخرج من أعماق القبر ..
ويكون الرد لها :
إن هذه القصة التي سردتها علي أدمت القلب ، ولكنني أشعر بقطار العمر يتوقف قرب محطة انتظاري
، ولذلك لن يستولي علي اليأس ..

نعم يا ولدي ..

يبقى الأمل بيد البارئ - عز وجل- ، وهو القادر على كل شيء ، حقا ..

لا تدع هذه القصة تثبط فيك العزيمة ، فتوكل على الله ، وقل حسبي الله ونعم الوكيل.

تعالي لنرى حالة ذلك الرجل الحزين .. ها هو يسرد القصة :




__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر

التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 31-12-2014 الساعة 10:51 PM
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 29-12-2014, 03:47 AM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي

أما أنا فلست غريبا ، وقلبي دون العقل يردد :

__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 31-12-2014, 03:46 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي



المجنونة تقسم بأنها ستضع العراقيل في طريقنا ..


وتقول لي بأن الحزن سيأخذ مني كل مأخذ ، وسيشتعل رأسي شيبا ، ولن أظفر بريم الفلا ..

فأقول لها بكل ثقة :

دعك أيتها الحاقدة ، المتمردة من كل تهديد ، فوالله إن أراد الله لنا اللقاء سنكون للأبد ..

أيها الإنسي المجنون :

لقد أقسمت ، ولن يكون بإمكانك حرقي كما يدور في خلدك ، ولن تتمكن من فعــــل أي شيء في إلا إن
تزوجت بريم الفلا ، فكيف سأساعدك لتقتلني أو تحرقني إن تزوجتها ..؟!!

هذا بعيد عنك بعيد أيها التافه ....

لا حول ولا قوة إلا بالله .. لها لسان يذكرني ، بانتظاري بقدوم الريم والله ..

سأدع فكري يجلب ريم الفلا ، لنستحضر أرواحنا وقلوبنا ، ولنتحدث ، دون هذه المجنونة ..




ريم الفلا :

مع هدأة الليل ، هاجت بي المشاعر؛ لتنفث كلمات علها ستخلد للراحة يوما ..
لقد طاب لي العيش مع دقائق ولعه في ، ويزدان بوحي جمالا ، حينما يشرع اليراع في ذكر محاسنه ..

لربما أنني لا أستطيع البوح بمشاعري حرفا ، ولكنني مؤمنة تمام الإيمان أنه يدرك من هو بعالمي ..

ثقافته تذهلني ، تماما كخياله ، أما حبه ، فيخيل إليّ أنني أسطورة ، بل ملكة كبلقيس .

سيكون لقاء يذوب فيه جليد النسيان ، وتجتمع فيه قلوب أعياها البعد ، صامدة صابرة
مؤمنة بخط القدر ..

مخاوي البيداء
سأكون عاجزا عن التعبير ، سأعيش لحظات ، ما أحس بها ملك قبلي مع امبراطورة

ريم الفلا : سنجتمع وقلوبنا تتراقص فرحا ، فلقد آن للقلبين أن يركنا وحدهما بالساحة ؛ ليقولا شيئا عن حكايتهما ..

مخاوي البيداء : وننتظر الحكاية ، ليخلدها التاريخ حبا ، ووفاء ، وطهرا ، وعهودا أينعت بالوفاء .

ريم الفلا : لا يضير العجز ، فالعجز بتلك اللحظات جمال ، ومعنى لا يدركه إلا أنا وأنت .

مخاوي البيداء : يستيقظ الجريد النائم على أبواب الصحراء ، وتحتفل
بنا المجرات والكواكب ، مع قوافل العائدين ، وتستيقظ فينا المشاعر ، كمن نفخت فيه الروح .

ريم الفلا : كيف لا ، وقد جئنا بحقيقة القدر ، وأن التوكل على الله
سر فتح الأقفال التي صنعها البشر ؟!

مخاوي البيداء: لقد كنت الأسعد ..فهيا ، يا أميرة الفؤاد ، حينما
تأمرين سأقول : سمعا ، وطاعة ، بوطني أنت ، يا وطني الأجمل .

سنردد معا : ونعم بالله الذي توكلنا عليه ؛ ليثمر دعاؤنا بالحب ، فتنجلي سحب الخوف التي كانت
تحمل لنا البشرى ، ويصبح السراب ماء عذبا نميرا ، كرضابك الطاهر وقت الفجر .

ريم الفلا : لا تتحداني بحجم السعادة، فسعادتي ملأت كل كريات
دمي الحمراء والبيضاء ، وبات قلبي يضخ دماء الإيمان بالله ، أكثر من أي وقت مضى ، وكبرت
المودة لمن استحوذ على القلب .

ياااه :
في تلك اللحظات سيكون لمعنى كلمة .... آلاف المعاني ، وسعادتي تغمرني لانتقالها من القلب شعورا ،
وللترجمان بوحا حقيقيا ..

مخاوي البيداء : هذه الأرض أصبحت واسعة ، فسيحة بعد أن ضاقت
ثيابها علي ، ليولي الشقاء ، وتدبر الأحزان ، لأملك مفاتيح السعادة ، بمن كانت ، وتحدت أساطير
العاشقين ، بحبها العذري العفيف . لن أقوى على سماعها ، فكيف لقلبي أن يصمد أمامها ؟!!

ريم الفلا : اليوم باتصالك مع الأرض من القمر ، لسرد الاختلاف
في الحضارة ، والموروث ، حاد بي شعور الطمأنينة .
فوالله لم أدرك الإلهام الرباني في وجوده بداخلي ، لكنني فرحة لأنني شعرت بالسعادة : ثقافة ، فكر ،
موده ، إيمان ..

مخاوي البيداء: تمنيت أن يحفظ قلبي وفكري نبرات صوتك ، ورقته ،
وعذوبته ، لقد أحسست بشعور يعلمه الله : فرح ، ونشوة ، لم أشعر بها من قبل .

ريم الفلا : بداوتك تكونت منها رجولتك ، فأنت جدير بها لوفائك ،
وطهرك ، وصمودك أمام مغريات الحياة ... أنت لي الشأو ، والشرف يا روحا سكنت بروح .

مخاوي البيداء: وأنت جذر الشرف ، وجمال الحياة ، وعذوبة
الإحساس ، فالكمال لله وحده .

ريم الفلا : ... بعدما أدركت عميق حبك لي، أؤكد لك :
لم تعد تعنيني كل النساء في طريقك ، فمهجة روحك قد استوليت عليها ، فلا يضيرني وجودهن أينما
كنّ .

ربنا : إن كان لنا مكان في جنتك ، فَخذنا إليك ، وإن كان غير ذلك فَاهدنا .. ثم اهدنا .. ثم اهدنا ،
وطهر قلوبنا : و خذنا إليك!

مخاوي البيداء: من كانت مثلك أسست لها بنيانا راسخا ، وقمة تعانق
السماء ، فكيف تتغير عهودي لك ، ولكن ، بالقلب غصة تؤلمني ، والكتابة أعجز فيها عن التعبير ،
ففي كل صوب من الكون جزء من قلبي قد تناثر !!

ألا نستطيع أن نتعلم الصبر في وقت الشدة كما الرخاء ؟ بلى والله . فالصبر الصبر يا الله .

السر في جمال العروبة ، هو ما أودعه الله فيها من الحنان ، والرقة ، والأنثوية بكل مواصفاتها..

سنكون قصة نثبت من ورائها معنى الحب النقي العفيف ..
ما أسعدني !! وما أسعدني !! لقد وجب علي أن أدرك أبعادها .....

أنت يا مخاوي البيدا ..

اسم بات يعايش واقع يومي بكل ثانية ..
اسم باتت تتأجج به مشاعري ، لمجرد ذكره ، حتى وإن لم يكن هو المعني..
اسم خط قدره بقلبي أن يكون الساكن المتربع فيه ..

بل أنت يا ريم الفلا ..
أنت اسم يلوح في الأفق ك كوكب لم ، ولن يصل إليه العلم الحديث

أنت اسم تربع في عرش الفؤاد ، وترسخت جذوره في أعماقه

أنت : اسم يتزلزل به كياني بعمق الشعور بالسعادة ، وروعة الحياة

بل أنت يا ريم الفلا
يا أجمل أنفاس ، حتى حينما تستيقظين من النوم ، تغمرني بالسعادة كي لا تذهب بشلال ظفائرها ،
الذي يفوق ظلمة الليل فوق محياي بالوفاء والعيش الهانئ .

سأبقى أحبك ، حتى إذا ما مررت قرب الذين إذا مر المؤمن قربهم قال : ..

السلام عليكم دار قوم مؤمنين .. أنتم السابقون ونحن اللاحقون"

وددت والله أن أكون حارسا في بستان (....... )


وأنت يا مخاوي البيداء :

بوحك على قلبي شفاء ، أسأل الله أن لا أحرم منك إنه سميع الدعاء
هنيئا لقلب أنت من استوليت عليه .. و يا لنفس تردد صدى مودتها لك..!!

ستظلّ في أنفاسي كسيمفونية أترنم بها حنينا ، وشوقا ، ولوعة ، وفرحا ، وطربا كلما سمعتها ؛
فمشاعري مختلطة ، وحق لها الاختلاط ، والاضطراب كيف لا وأنت سيد المشاعر ، والشعر ،
والخوف من فقدك دائرة تكاد حلقات تكوينها تخنقني !!؟

ربااااه أسألك بعزتك ، و جلالك أن تجمعني بمن وهبته لي ،وجئت به من حيث لا أحتسب ..

بت أتذكر كل ما من شأنه أن يذكرني فيك ، لأسعد ، وأفرح ، فذكراك أجمل روح وفرح ..

وحتى في أوقاتي العصيبة ، حينما أضيق ذرعا ، أتذكر بأن لي إنسانا عزيزا يرى بي الدنيا ...
فيا رب احفظ ابن الأصل والطيب هذا ..

يااااه ما أروع قلبك! ما أنبله !!

يخاف علي و على صحتي .. ويعتبرني عرضا له ؟!

بالله ، بالله ابق بجانبي سندا ، وردفا بعد الله فالحمد لله على ما أنعم..

مخاوي البيداء :
اليوم أعلنت عجزي أمام هذا البوح ، الذي تناثرت حروفه ؛ لتضخ في القلب بشائر وأحاسيس لم أكن
أحفل بها .. بل ولم أكن أدركها أو أشعر بها من قبل..

إن في بوحك سحرا ينتابني ، ويحرك في نبض المشاعر حياة .
ولكن الله عالم الغيب والشهادة هو من يعلمها ولا نعلمها ..

لو منحني الله علما ، لأثبت لك أن أنفاسك ، وأنت ترسمين هذه الحروف ، وتبثين تلك المشاعر ، كانت
تصلني ، وأنا أقرأ كلماتك ، فيا لروعتها !

لن أغادر إلا حينما يشاء الله أن أغادر لأمر هو اختاره لنولد ونموت ونحيا هناك بعد الموت، ويوم
الحساب سأبحث عنك لألتقي بك فستبقين ملهمتي ..

وأما روعة التعبير ، فلقد علمت بنفسك أنك كنت الأولى التي تطلع على عروس البحر ، وريم الفلا ..
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر

التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 01-01-2015 الساعة 02:47 AM
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 31-12-2014, 03:48 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي

يا لروعة المشهد واللقاء!!

__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:05 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية