"العمانية للكتاب واﻷ‌دباء" توقع اتفاقيتين مع رابطة الكتّاب اﻷ‌ردنية واﻻ‌تحاد العام لﻸ

[محمد الراسبي]

"العمانية للكتاب واﻷ‌دباء" توقع اتفاقيتين مع رابطة الكتّاب اﻷ‌ردنية واﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب في العراق

عوض اللويهي: اﻻ‌تفاقيتان بداية المشوار لتوثيق عرى التعاون بين الكاتبين العماني والعربي

http://www.alwatan.com/dailyhtml/culture.html


وقعت الجمعية العمانية للكتاب واﻷ‌دباء اتفاقيتين لتعزيز وتوطيد العﻼ‌قات الثقافية وتفعيلها مع رابطة الكتاب اﻷ‌ردنية واﻻ‌تحاد العام للكتاب واﻷ‌دباء في العراق، جاء ذلك بالتزامن مع اجتماع المكتب الدائم لﻼ‌تحاد العام للكتاب واﻷ‌دباء العرب بالقاهرة مؤخراً. نصت اﻻ‌تفاقية اﻷ‌ولى مع رابطة الكتاب اﻷ‌ردنية على إعداد مسودةٍ اتفاقية تعاونٍ ثقافي، ذات طابع إجرائي واعتمادها على هامش اجتماع المكتب الدائم المقبل في البحرين، مع البدء بتطبيق فكرة اﻷ‌سابيع الثقافية التي يقيمها كل طرف على أن تكون البداية ﻷ‌سبوع ثقافي عماني في اﻷ‌ردن، تعمل الجمعية العمانية للكتاب واﻷ‌دباء على وضع برنامجه، وفعاليات المشاركين من طرفها، فيما تتولى الرابطة توفير المتطلبات اللوجستية ﻹ‌نجاح الفعالية وتقديمها للجمهور بشكل مناسب، قبيل نهاية العام الجاري 2012م، في موعدٍ يتفق عليه الطرفان، وقّع اﻻ‌تفاقية عن الجمعية العمانية للكتاب واﻷ‌دباء عضو مجلسها الشاعر عوض اللويهي، وعن رابطة الكتاب اﻷ‌ردنيين نائب رئيسها الشاعر والروائي المعروف مؤيد العتيلي.*
نشر مشترك
بينما نصت اﻻ‌تفاق الثانية مع اﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب في العراق على التعريف بالثقافة العمانية ورموزها وبدورها في دعم الثقافة العربية، من خﻼ‌ل ندوات وحلقات عمل، ينظمها اﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب في العراق، والتعريف بالثقافة العراقية وبرموزها، من خﻼ‌ل ندوات ولقاءات متشابهة، تنظمها الجمعية العُمانية للكتّاب، مع تبادل المنشورات الصادرة عن كﻼ‌ الطرفين لﻼ‌طﻼ‌ع على أهم اﻹ‌صدارات ومتابعتها، إضافة إلى توثيق التعاون بين هيئة تحرير مجلة الجمعية العُمانية للكتاب، وهيئة تحرير مجلة اﻷ‌ديب العراقي التي يصدرها اﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب في العراق فيما يتعلق بنشر ملفات في المجلتين، للتعريف بثقافة وإبداع البلدين وتعميمهما. كما تم اﻻ‌تفاق أيضاً على برنامج نشر مشترك، من خﻼ‌ل نشر عدد من الكتب سنويا، تختارها الجمعية العمانية للكتّاب في مجاﻻ‌ت اﻹ‌بداع المتنوعة لتنشر في العراق بالتعاون مع اﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب في العراق، وتطبع بالتعاون مع الجمعية العُمانية للكتّاب في السلطنة، على أن يلتزم كل طرف بتوجيه الدعوة إلى عضو أو أكثر في اتحاد الطرف اﻵ‌خر للمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات والندوات العربية التي ينظمها، واﻻ‌حتفاء بالكتاب واﻷ‌دباء العمانيين الذين كتبوا عن العراق، بطباعة أعمالهم وتكريمهم من قبل اﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب في العراق، وكذلك باﻷ‌دباء والكتاب العراقيين الذين اهتموا بالشأن العماني وبالثقافة العمانية، وطباعة أعمالهم وتكريمهم من قبل الجمعية العمانية للكتاب.*
كما تضمنت اﻻ‌تفاقية أيضاً تخصيص برنامج ثقافي خﻼ‌ل يوم في العام للثقافة العمانية في العراق ويوم في العام للثقافة العراقية في السلطنة يشمل تنظيم ندوات فكرية ونقدية وأمسيات شعرية. وقع اﻻ‌تفاقية عن اﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب في العراق الناقد والمترجم فاضل ثامر، وعن الجمعية العمانية للكتاب واﻷ‌دباء الشاعر عوض اللويهي.*
تبادل فكري
وحول هاتين اﻻ‌تفاقيتين يقول الشاعر عوض اللويهي: تأتي أهمية اﻻ‌تفاقيتين انطﻼ‌قا من أواصر اﻷ‌خوة والتضامن التي تجمع بين جمعية الكتاب العمانية ورابطة الكتاب اﻷ‌ردنية واﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب في العراق، وحرصا على تعزيز التواصل الثقافي وتعميق الحوار اﻹ‌بداعي والمعرفي، ورغبة في تطوير عﻼ‌قات التعاون والتواصل بين مختلف المؤسسات اﻷ‌دبية في جميع اﻷ‌نحاء العربية، وهو ما يسهم في تنشيط الحركة الثقافية واﻷ‌دبية، وتعزيز سبل التعاون والتبادل الفكري. الجمعية العمانية للكتاب واﻷ‌دباء تسعى جاهدة في مد جسور التعاون مع المحيط اﻹ‌قليمي بل وحتى الدولي، إذ تضع على عاتقها مهمة المضي قدماً في تبادل اﻷ‌دوار التنويرية والفكرية مع اﻷ‌طر الثقافية المعروفة عربياً وعالمياً، ذلك أن الكاتب العماني اليوم يحاول اﻻ‌نعتاق من غربته التي يعيشها، طامحاً للتحليق في فضاءاتٍ حالمة عبر مناخاتٍ تكوينيةٍ متباينة، ﻻ‌ تؤطرها حدود محلية، وﻻ‌ تغلفها لغة قومية واحدة، إنما هي رسالة يؤديها صاحب القلم لجمهوره باختﻼ‌ف أعرافهم وأعراقهم وأنسابهم ولغاتهم، وهذا ما نسعى في الجمعية إليه عبر قادم اﻷ‌يام، في أن نزيل تلك الحواجز التي قد يصطدم البعض بها، وتعيق رحلة طيرانه. كما تسعى الجمعية أيضاً إلى إبراز دور المثقف والكاتب العماني في رفد المكتبة العربية والعالمية بنتاجاتٍ سردية أو شعريةٍ أو توثيقيةٍ من خﻼ‌ل القصة والرواية والشعر، أو من خﻼ‌ل الدراسات النقدية واﻷ‌طروحات اﻻ‌ستقصائية، أو التحليل التاريخي، أو عبر السير والتراجم وغيرها من فنون الكتابة اﻹ‌بداعية واﻷ‌كاديمية، كل ذلك يبرز من خﻼ‌ل اﻷ‌يام واﻷ‌سابيع الثقافية بيننا وبين مؤسسات الكتّاب في الدول اﻷ‌خرى. منهياً حديثه بقوله: إن هاتين اﻻ‌تفاقيتين، هما بداية المشوار لتوثيق عرى التعاون بين الكاتب العماني والعربي، وهي واحدةً من جملة المشاريع التي تضطلع الجمعية بالقيام بها، إذ أننا نعمل حثيثاًً على إظهار السلطنة بالشكل الحضاري الذي يليق بها، من خﻼ‌ل الحضور الدائم للفعاليات والمناشط الثقافية الكبرى، عبر كتاب السلطنة ومثقفيها ومفكريها، فهم الوجه المشرف في كل أمة، فﻼ‌ ترتقي اﻷ‌مم إﻻ‌ بخبرائها وعلمائها وكتابها ومثقفيها، على أنه ﻻ‌ تزال الكثير من المهام والمسؤوليات والتحديات التي تواجهننا، وهو ما يستدعي منا بذل المزيد من الجهد، وتعظيم العمل الجماعي المنظم، وبذل الجهد والطاقة وإفراغ الوسع من أجل تحقيق اﻷ‌هداف التي وضع اﻷ‌خوة اﻷ‌عضاء اﻷ‌مل فينا من أجل تحقيقها، وائتمنونا عليها، ونتعهد ببذل كل ما يمكننا بذله، وﻻ‌ يزال في عمر العطاء بقية.
حرية التعبير
الجدير بالذكر أن اﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب في العراق تأسس عام 2003 على يد الشاعرين جبار فرحان العكيلي الرئيس الحالي لﻼ‌تحاد، والشاعر عداي السلطاني أمين سر اﻻ‌تحاد حالياً. قبل ذلك التاريخ كان هناك تشكيل بنفس اﻻ‌سم مدعوم من النظام السابق، لكن بعد تغيير مجريات اﻻ‌حداث بعد عام 2003 وحل وزارة الثقافة والفنون على يد المندوب اﻷ‌مريكي بول برايمر، تم احﻼ‌له معه. يختلف اﻻ‌تحاد الحالي عن سابقه لكونه يتمتع بحرية التعبير أكثر. يقع مكتب اﻻ‌تحاد في منطقة الباب الشرقي في بغداد بجوار ساحة التحرير حيث ينتصب نصب الحرية للنحات العراقي الكبير جواد سليم، إضافة إلى ذلك فإن كل محافظة بدورها لها مقر فرعي لﻼ‌تحاد خاص بالشعراء الشعبيين في تلك المحافظة.
في حين حُلَّت رابطة الكتاب اﻷ‌ردنيين بقرار عرفي صادر من الحاكم العسكري، بتاريخ 17/6/1987، وقد قوبل هذا القرار بالرفض من أعضاء الرابطة وهيئتها اﻹ‌دارية، ومن اﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب العرب، الذي استمر في عدّها عضواً فيه، وأعيد فتحها بتاريخ 15/12/1989 بعد انفراج اﻷ‌حوال السياسية. عززت الرابطة امتدادها الداخلي من خﻼ‌ل نشاطها الثقافي المتعدد، حيث توطدت عﻼ‌قاتها مع العديد من المؤسسات الثقافية واﻻ‌جتماعية في اﻷ‌ردن، ومن أبرزها الجامعات الحكومية والخاصة، والجمعية الفلسفية اﻷ‌ردنية، ومنتدى الفكر اﻻ‌شتراكي. والرابطة مدافع صلب عن الثقافة الوطنية والقومية والحريات العامة وفي مقدمتها حرية التعبير، وهي عضو فاعل في مجلس النقابات المهنية اﻷ‌ردنية، ورئيسها عضو دائم في مجلس النقباء. ومنذ البداية حرصت الرابطة على تعزيز امتدادها العربي والعالمي من خﻼ‌ل توطيد تفاعلها مع اﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب العرب. ومن خﻼ‌ل تعميق أواصر عﻼ‌قاتها الثقافية مع العديد من الهيئات الثقافية العربية واﻷ‌جنبية، وأسهمت الرابطة في عدد كبير من النشاطات في مختلف فروع المعرفة من أدب وفكر وتراث وتربية وتاريخ وترجمة من اللغات اﻷ‌جنبية. وهكذا أصبحت الرابطة عضواً فاعﻼ‌ً في اﻻ‌تحاد العام لﻸ‌دباء والكتاب العرب عام 1974، وعمدت الرابطة إلى تنشيط لحركة الفكرية واﻷ‌دبية وتوسيع قاعدتها والعمل على توسيع دائرة القارئ وتعميق ثقافته الفكرية، مع توفير الظروف المﻼ‌ئمة لنمو الطاقات للكاتب اﻷ‌ردني وتطورها في مجاﻻ‌ت الخلق والتعبير الفكري في جو من الحرية واﻻ‌نطﻼ‌ق، واستلهام الجوانب اﻹ‌نسانية والوطنية في التراث القومي واﻷ‌دب الشعبي اﻷ‌ردني ووضعه في تيار اﻷ‌دب العالمي، إضافة إلى رصد البيئة اﻷ‌ردنية والواقع العربي في ما يبدعه الكاتب اﻷ‌ردني، وصوﻻ‌ً إلى أن يكون هذا اﻹ‌بداع معبراً عن مطامح اﻹ‌نسان اﻷ‌ردني وآماله، عوضاً عن تعزيز الصﻼ‌ت بين اﻷ‌دباء اﻷ‌ردنيين من خﻼ‌ل الرابطة وبين الهيئات اﻷ‌دبية والثقافية في الوطن العربي والعالم، والتعريف باﻷ‌دباء والكتاب في فلسطين ودعمهم وتشجيعهم والدفاع عن حقوقهم بكل الوسائل المتاحة، مع السعي الدءوب إلى نشر اﻹ‌نتاج اﻷ‌دبي والفكري وإصدار المطبوعات والنشرات اﻷ‌دبية التي تكون منبرا للكاتب اﻷ‌ردني ﻹ‌يصال فكره إلى الفضاء اﻹ‌نساني في العالم العربي والعالم.وانطﻼ‌قاً من روح النظام الداخلي، جهدت الرابطة خﻼ‌ل مسيرتها لتأكيد نهجها الثقافي الوطني الديمقراطي الذي يخدم مجموع أعضائها، وحرصت الرابطة على أن تكون منبراً تتحاور من خﻼ‌له كل اﻵ‌راء مهما تباعدت بينها المسافات، وأن يتاح لكل صاحب رأي أن يعبّر عن رأيه بمنتهى الصراحة والوضوح ترسيخاً لحقيقة أن حوار اﻵ‌راء والمواقف هو الذي يعزز ازدهار الفكر، ويرتقي بالثقافة ويؤسس مثاﻻ‌ً حياً تضعف أمامه كل الدعاوى التي تضيق ذرعاً بالرأي المعارض وﻻ‌ تتيح له فرصة الظهور.