روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,996
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,214عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-03-2017, 01:40 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي نذير شؤم


ذات يوم اتخذت قرارا بخلع ضرس تسبب لي في الكثير من الأذى، على مدار أسبوعين كاملين، زرت خلالهما عيادة أسنان خاصة، وأخذت علاجا آخر من الصيدلية؛ اتقاء لعملية القلع، ولكن لا حياة لمن تنادي، حتى تفاقم الأمر وتطور إلى ظهور ورم في الفك السفلي، فاضطررت إلى الاستسلام للأمر الواقع، وتوكلت على الله تعالى، وزرت عيادة الأسنان في المجمع الصحي التابع للمنطقة التي أسكن فيها، وكان الألم على أشده، على الرغم من تناول مسكن قوي، ودهن موضع الألم بزيت القرنفل الطبي، وعندما وصلت إلى العيادة اتخذت لي مكانا متواريا عن أنظار الرجال في الجانب المقابل، وجلست، وفجأة وقع نظري على امرأة جسيمة تضع نقابا على وجهها، كانت تجلس مقابلة لي تماما، ويفصل بيني وبينها قرابة المتر، عندما رأيتها شعرت أني رأيتها قبل ذلك، فبدأت أستعيد صورة هذه المرأة من ذاكرتي، فوضعت يدي على فمي، وهمست إلى نفسي: إنها المرأة ذاتها، التي كانت تظهر لي وصديقتي طوال فترة تصحيح الدبلوم العام، في نفس المكان ونفس التوقيت، حتى إن صديقتي قالت لي عندها: أم عمر يبدو أن هذه المرأة صديقتك من الجان، فقلت لها: ليس ذلك عليها ببعيد، فكنا كلما برزت نستعيذ بالله من شرها.
في تلك الفترة كان ضرسي قد بدأ يؤلمني، ولكني كنت أتصبر حتى تنتهي فترة التصحيح، وها هي الآن تجلس أمامي وجها لوجه، فكنت أسترق النظر إليها بين الفينة والأخرى، فأراها متوترة الأعصاب، وقد شابكت بين أصابعها، وتركت إبهاميها يلفان حول بعضهما، كما كانت تلبس بعض الخواتم الفضية التي صارت من التراث في الوقت الحالي، فحدثني قلبي بسوء، وأن هذه المرأة ليست إلا نذير شؤم هذا اليوم، فبدأت أقرأ وأرقي نفسي سرا، والشعور بالألم والإرهاق قد رسم معالمه على وجهي، لقلة النوم والطعام؛ بسبب ما أقاسي من التهاب عصب الضرس، والورم.
وفجأة برز من ورائها صبي في السابعة من العمر تقريبا، يرتدي ملابس عمانية بيضاء، فنظرت إليه باستغراب شديد، فلم ألحظ دخوله إلى قاعة الانتظار، فكأنما خرج من باطن الأرض، ومما زاد من دهشتي أنه لم يتحدث إليها ولم ينبس ببنت شفة، وهي كذلك، وبقي واقفا خلفها مباشرة، على الرغم من أن ظهوره في ذلك الوقت جدد أملي في أنها ليست تللك المتشيطنة، وأني قد أسأت الظن، ولكن سرعان ما اختفت المرأة مع الصبي في ظرف ثوان معدودة؛ مما جعلني أجزم أنها هي، فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وعزمت على التراجع عن عملية القلع ولكني فكرت في كثرة ما ابتلعت من المضادات والمسكنات، وبدون فائدة، بل إن الوجع يزداد يوما بعد يوم، فقلت أتوكل على الله تعالى، وأمضي في أمر القلع، وأنا أسأل نفسي وأجيب في ذات الوقت، انتبهت على صوت موظف الاستقبال سائلا: أين ذهبت المرأة التي معها الطفل؟ فما وجد جوابا من أحد ذكورا وإناثا، إلا أنا تمتمت قائلة: لا شأن لك بها فقد جاءت هنا من أجلي.
جاء دوري فدخلت على الطبيب، وفحص الضرس، متعجبا من أحواله، وقرر كتابة مسكن ومضاد أتناوله بضعة أيام، فقلت والله ما خرجت من هذه العيادة إلا وهذا الضرس قد اقتلع من مكانه، وشكوت إليه الحال ورويت له ما أعاني منذ أسبوعين متواصلين، فقرر القلع، فكانت الصعوبة الأولى، في تخدير الضرس، الذي لم يستجب للمخدر، إلا بعد حقن الورم بالمادة المخدرة، فشعرت بألم شديد لا يطاق عندها، وأضاف حقنة أخرى في سط الضرس المفتوح، ثم جاءت الصعوبة الثانية، عندما تكسر الضرس وبدأ الطبيب يقتلعه جذرا جذرا، حتى تمت عملية القلع بمشقة عظيمة، كتب الطبيب الدواء وخرجت وأنا أرى أن الدنيا قد صارت معتمة أمامي، ركبت سيارتي وكان مفعول المخدر بدأ يتلاشى شيئا فشيئا والألم يشتد شيئا فشيئا، حتى وصلت إلى البيت.
طلبت من الجميع عدم الاقتراب مني، وأغلقت علي باب غرفتي، وأوصيت ابنتي بأخيهن الصغير خيرا، ومكثت هناك أقاسي الألم الشديد، مع أني أخذت مسكنا، وبقيت على هذا الحال ما مدته ستة عشر يوما، حتى هزل جسمي واكفهر لوني، فقررت العودة إلى الطبيب ذاته، وفعلا عدت من جديد إلى مسرح المعاناة، وصورة المرأة والطفل تتراءى لي هناك في كل الزوايا، وعندما شكوت للطبيب مصابي قال وبكل برود: يبدو أني نسيت إحداث فتحة في اللثة تخفيفا للضغط، فما رأيك في جرح اللثة قليلا؟ فقلت: لا وكلا، فقال معقبا: إذا اذهبي وعودي بعد ثلاثة أيام إذا ما كان الألم قائما.
انصرفت وأنا في شدة من الحزن والأسى على حالي، وبقيت على ذلك ما شاء الله لي، حتى برئت، وفي ذات يوم عدت إلى المجمع، إلى قسم الطوارئ مع والدتي، فوقعت عيني على موظف الاستقبال وهو على كرسي متحرك، وعندما سألت عنه، قيل لي: لقد مرض فجأة، وأصيب بنوبة قلبية، بعد ذلك بقليل توفي الرجل، فكنت أحاول أن أربط بين المرأة وبين ما حدث لي، وما حدث لموظف الاستقبال، فأجدني في حالة من التشتت والتوتر والقلق، ليس خوفا منها، فقد فوضت أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد، لكن إلى متى ستظل هذه المرأة نذير شؤم في حياتي؟
أم عمر 28-3-2017م
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:50 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية